أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - خُرافة السنة - السنين - الجديدة















المزيد.....

خُرافة السنة - السنين - الجديدة


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 01:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ما هو مفهوم الجديد أو السنة الجديدة, لا يوجد جديد في الواقع , ثمة خرافة يقودها عقل مُضحك يدعي هندسة التوقيت الكوني .. الذي يوجد ليس الأول من شهر محدد , الذي يوجد تواصل تاريخي غير مُحدد الأبعاد .. هي بالفعل سخافة , فما هي قيمة 1-1 أو 1-3 أو 5- 7 .. أو أي تاريخ .. يعني مثلا 5-8 من سنة 2008 إلى 5-8 من سنة 2009 ألا تُمثل عاما مُكتملا ومن المحتمل دهرا للذي يرقد في العوز المُتقع ونصف نهار لمُتبلد الحس الإنساني ..

ذات يوم وبطريق المصادفة قرأت ملزمة ورقية فلسفية عن مفهوم الزمن .. من ضمن ما قرأت تساؤل يقول : ما معنى الزمن في الكتب السماوية .. من قبيل : ما معنى إن الأرض والسماء قد خُلقت في ستة أو سبعة أيام في وقت لم تكن هناك شمس , كيف تستطيع أن تحدد الوقت بدون شمس ؟!

غير ان الشأن هنا ليس الشأن الحرفي لمعنى الزمن على هذا الكوكب .. إنما معنى كوكب مُنقطع بين فيض النجوم .. بمعنى رفسة متواضعة من كائن أسطوري سوف يسقط هذا الكوكب في غياهب المجهول وسوف تحرقنا النيران أو يُجمدنا الجليد , ويموت هذا الكوكب بكل أتراحه وأفراحه وتاريخه ومنتصف تاريخه ومستقبله .. كل سخافاته : مناضليه وأنبيائه وفلاسفته ومفكريه وأدبائه ودكتاتورييه وزناته وقديسيه ولصوصه ومُتصدقيه وعلمه وتخلفه وصواريخه وقنابله ودباباته .. كل شيء .. كل شيء سينتهي برفسة من هذا الكائن الأسطوري .. مثل هذا الكائن غير موجود , غير ان الموجود حقيقة موضوعية هو التلوث البيئي الذي سوف يصير هو صاحب الرفسة الإسطورية .. ومثل عدم إكتراثنا بالرفسات وركلات الجزاء , أيضا وزير خارجية الصين أو أحد الوزارات غير مُكترث ويُعلن بصراحة ربما تفوق صلافة صدام ونجاد عن إتفاق بينه وبين البرازيلي على إفشال مؤتمر موت الأرض في - هايغن - .. وليس مُشلكة , فلكونه صيني , ويشرب السخونة في عز الحر وشيوعي من جماعة الفرفوري فمن الطبيعي أن لا يكترث بالأرض ومستقبل الأرض . الصيني ليس له علاقة بالأرض من منطلق إن دندنة لُغته غير مُتوفرة في كل نواميس الأرض رغم نفوسه التي تعادل ثلث هذه الأرض .. هل هناك عيب على الأرض أشد بشاعة من هؤلاء ؟

وضمن هذا السياق ربما البعض يتحرق لتلك الرفسة من منطلقات كثيرة ,, بعضهم يتحرق لرؤية قيامة الله .. والآخر بدافع الفضول .. والثالث بدافع الإستكشاف , فثمة بعض الناس الذين أفنوا حياتهم في المغامرات مُفتنون بالزوابع والتغيرات : مثل ذلك الذي ربى ذئبا مُفترسا وأخذ يطلقه في ليل الناس الهادئ الوديع ليُحيله إلى رُعب مستديم من منطلق إن الهدوء يُصيبه بالقرف , أن يرى الناس على هذا الوضع , وضع الهدوء والروتين .. مثل هذا الواقع لا يستسيغه , إنه يبحث عن الحِراك , عن التوقد , والخوف , عامل الخوف أفضل وسيلة لهذا الضخ , للحِراك ,.. ولا ندري إن كان صاحب الذئب هذا على بينة بحرائق هذا العالم المستديمة أبدا.. ربما لا يعلم ويطمح إلى حرائق تمس جِلده .. وربما يطمح إلى توغل أشد ضراوة !.. لكننا ربما نفرك العُقدة ليتولد عندنا الضياء التالي :
أنبياء السديم والضوء
هؤلاء لا ينبثقون من السهوب والأدغال والمرافئ , ولا من أتون القمم وجليدها وكهوفها ومغاراتها .. ليس من الأغوار ومرجانها وكواسجها وحيتانها , وليس من القطيع والسِرب والصهيل , أو من اليراع والإقحوان والصنوبر !
لا يخضعون إلى الحُلكة أو الوميض , إلى الرعشة والإختناق والزفير , إلى ظُرام الجماجم وتفجرها إمتعاضا وغيضا , ولا إلى ألم النخر والبتر والطعن .. إلى الخفقان والذُعر , رفيف الرمش وزوغان الأبصار وهجوعها وسخطها وفرحها .. !!

الظمأ , الرائحة , الصوت : النضوب والقحل والحريق لا تُخشب الثغور ولا تُكلس المسامات - ثغورهم ومساماتهم - .. وأنوفهم لا تنشق العِطر والدُخان والمطر .. وتتكسر الأصوات - الزئير , الصعق , المزامير والأجراس وقرع الطبول - على عتبات أغشية مسامعهم !

من هم هؤلاء ؟

الصراع , البؤس , الثروة : الصراع ركام الأضداد .. البؤس , الثروة :ظلال لشره الأنا الوحشي .. لكن ليس الآن , بعد حين سيهبط أولئك على الجمر والجليد والتراب ..

الحُلم , المُخيلة : من أين يتأتى الحُلم , من أين تتفجر المُخيلة , أو , ما هو مصدر الحُلم والمُخيلة ؟ " الحِس , المادي المحسوس " , أحلامهم , تجسيمات خيالاتهم : هيول عدمي !

إنهم خارج نطاق الدوران , خارج نطاق المحاور . تجهلهم المواسم : العواصف والأعاصير والسيول .. إنهم أنبياء السديم , وعندما تطأ مجساتهم الحُلكة والضوء والمخاض سوف يستحيلون أنبياء هذا الفلك المُقعر , أنبياء الكوكب الذين ..؟

تبتدئ الأسطورة ولا فضاء للنهايات , تبتدئ مع مسير ماو تسي تونغ الملحمي - المسيرة الكُبرى - .. لقد رأيت في ذلك الأفق كيف ان ذلك الجيش الثوري في منحنيات المسير يتهاوى لمحة ويشرئب أخرى : يتهاوى في جحيم المسير بين الوعور والوديان والمصبات .. ثم يُوخز عظمه وجلده ذلك الأمل القادم من نبوءة الفكر : إنهم يطمحون إلى الفردوس الأرضي .. غير أن قمصانهم الرمادية تُذكر بعربات جحافل - الهون - وهي تغزوا معاقل الشرق .. كذلك رأيت شوارب ستالين الغزيرة وهي تطم حلوق زعماء الغرب بعد الإنتصار على النازية.. لكن أهم ما رأى صاحبنا هو - ديغول العظيم - وهو يدخل فرنسا فاتحا بعد إندحار النازية .. إنني أصيغ لُغزا لمن يعرف هذا المُفكر .. إنه ليس فيلسوفا وُفق أحد النقاد , لأنه يهتم بالأفكار وليس بالجدل .. لكنه في موضع التناقض أو التشوش الذي يحتوي كل مفكري العالم .. بين العبث والمجد لرموز التاريخ البشري , يُمجد القادة الطارئين في التاريخ : ماوتسي تونغ , ستالين , نهرو ... من منطلق الفِعل : إن الذي يلغي عبثيتنا بإعتبارنا كائنات مُنقطعة بين فيض النجوم هو - الفِعل - يعشق أولئك , كذلك يترنم بمغامرات - لورنس - في أرض الجزيرة العربية . كذلك هيامه بـ - فاوست غوتة - المُتمرد .. بالرغم من أن رواية : الفاتحون - سوف تكون رواية مُراهقة في سِفر هذا المفكر .. ومع ذلك فإن أعظم نتاج له هو فِكر اللاجدوى السريالي الذي طبع بكورة تمرده وسخطه على عدم أخلاقية هذا العالم , أو لا جدواه , وهاجس الموت الذي يُطارده أبدا !

فهل ثمة رؤية منطقية لتلك الخُرافة التي تُدعى العام الجديد وُفق مفهوم التمرد على بشاعة ولا جدوى المسير البشري .. أم أنها من ضمن السياق الخرافي البشري : نوع من التبشير بالخير , بالمحبة , بالأمان .. وكأن البشر قد حُكم عليهم بالشرور الأبدية , وكأن المحبة مرهونة باليوم الفلاني والتاريخ العلاني !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط
- تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج
- لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع
- أفغانستان وطقوس فرانسيس كوبولا !
- التطبيع الثقافي مع - إسرائيل - الوهم والواقع
- - دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟
- - جين فوندا - في مواجهة الميديا الصهيونية
- جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...
- إنقلاب - وئيم الجنيحي وصاحبة الحِنك المُذَنب - على المد الإس ...
- هل الحواجب المُقطبة قرينة ثورية ؟
- خيوط الوهج
- غرابة موقف جنبلاط الأخير


المزيد.....




- وزير إسرائيلي متشدد يدخل على خط جدل -عدم تدمير منشآت إيران ا ...
- فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى ...
- كمين خان يونس يهزّ إسرائيل: خسائر فادحة وصراع بين التصعيد و ...
- الجزائر: نيابة محكمة الاستئناف تطلب السجن 10 سنوات بحق بوعلا ...
- ماذا تقول نظريات حروب التحرر عن النصر والهزيمة في غزة؟
- مئات الشهداء من طالبي المساعدات بغزة في شهر ومشاهد مؤلمة توث ...
- عاجل | إن بي سي عن مصدرين: تقييم سري للهجمات الأميركية على إ ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب وبخ نتنياهو وتوقفنا أمام إيران بمنتصف ...
- تفاصيل تسريب المخابرات.. ضربة أميركا على إيران -غير مدمرة-
- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - خُرافة السنة - السنين - الجديدة