أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة















المزيد.....

البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 11:28
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك نوع من الكذب لا يُعد كذبا , تستطيع أن تُسميه خيالا , خيال أشبه بخيال الكاتب أو الشاعر .. وهذا النوع يمتاز به بعض الناس , والأكثر غرابة في حكاوي هؤلاء إنهم يُصدقون ما يقولون , كذلك يعتقدون إن من يستمعون إليهم أيضا يُصدقون بالرغم ان ما يروونه يثير سخرية وعدم تصديق حتى الحمير والخنازير .. وتلك النوعيات كُنا قد أطلقنا عليها تسمية - حجي عودة - تيمناً بأول حكاية تنحو هذا المنحى سمعناها من هذا الشخص حجي عودة .. والحكاية هي ان حجي عودة كان يعمل مُهرب بين الكويت والعراق في السبعينيات والثمانينيات , وذات مرة كان يحمل معه صندوق فيه بيض ديك رومي وهو في طريقه إلى الكويت عن طريق الصحراء , في نقطة ما وأثناء إستراحته نسي صندوق البيض في الصحراء , وإن هذه البيوض كانت قد فقست فراخ وكبرت الفراخ أثناء رحيل صاحبها .. وبعد فترة ستة أشهر أو أكثر مكثها في الكويت , رجع , طبعا عن طريق الصحراء أيضا , وإذا في أثناء مسيره يسمع أصداء أصوات الفسيفسات أو الديوك الرومية ترن على عرض الصحراء وطولها قائلة : عَو.. عَو.. عودة .. عَو.. عَو.. عودة ... حينها قال الحضور له , مـَ ..مَـ .. مصفك.. مَـ .. مَـ .. مصفك ".. ومصفك معناها كذاب , وليس كذاب عادي , إنما كذاب أسطوري.

طبعا الأمثلة كثيرة , ولسنا بصدد سردها , غير ان الخصوص هنا هو عن الربط بين تماثلات الخرافة , ولا إعتراض أن تحيا وتعيش وتتنفس السنين العاهرات والزاهرات في أي منهول تريد وتعشق , فمن حق أي فرد أن يعيش عالمه الخاص به , لكن بشرط أن يمارس فِعله بذكاء ولا يدع الآخر يهزأ به - على الأقل ضمن حد معين - وليس مثل حجي عودة وبيضه وفسيفساته او ديوكه الصادحة في أُفق الصحراء ! ومع ذلك فإن عودة شخص مغمور وإن مارس عادة متوغلة فيه فليس يُؤاخذ عليها وسوف تتبخر خرافته بمُزحة أو تظل طرفة يتندر بها القادمون مثل أية حكاية مضحكة في مسار الأيام , إلى ذلك ليس فيها أي مساس بمشاعر الناس وعقولهم .
أما شخص مثل البابا شنودة عندما يسرد خرافة مشابهة نوعا ومضمونا على بسطاء الناس لإنه أولا ليس مغمورا مثل عودة , وثانيا انه يضع نفسه في موضع السخرية بالنسبة للذين يمتلكون ولو وعيا فاقعا , وثالثا يهزأ بمشاعر وعقول الدهماء التي اصلا بطونها خاوية وعقولها بحاجة لمن يضخ فيها ولو فتاتا ضئيلا من الوعي في النظر إلى الواقع المزري الذي يرقدون تحت وطأته .. لكن على أي حال , الحدث وقعَ ووضعت نفسك يا حجي بابا في المطب , غير ان السؤال الذي سينفلق إنعكاسا لهذا الوضع : ماذا سيكون موقفك لو وُجه إليك تساؤلا على النحو التالي : ما هي الفائدة المرجوة من ظهور تلك العذراء ؟ هل هي فائدة روحية أو مادية .. دع المادية فيما بعد ولنقل أو نتناول الجانب الروحي , أيضا سيتفتق تساؤل من نوع آخر : أليس الأجدر بها - العذراء - أن تستكمل هذا الظهور , على الأقل تمكث لساعات معدودة تجوب الشوارع والأسواق والكنائس والجوامع وبيوت الفقراء ثم تلقي بعض المواعظ عسى ان تصلح ولو نزرا يسيرا من شرور هذا العالم .. فما فائدة ظهورها الشبحي ثم الإختفاء ؟.. هل تسخر بالناس , هل هي نزوة عابرة , هل تريد أن تقول : ويل لمن لا يُؤمن بي وبولدي ؟ .. أنت تقول - البابا - انها مُعجزة .. لكن أليس من المفروض ان تاخذ هذه المُعجزة مدى أبعد لأجل أن يكون الإيمان بالإله ووالدة اللإله مُطلقا . تظهر على الـ CNN , على الـ BBC , تتناقلها كل وسائل الإعلام , يُطلق عليها سلاح ناري لترى الناس إن كان سيُؤثر بها أم لا ؟ .. كيف ستتأكد المُعجزة إذا لم تكتمل أبعادها , الناس تريد أن تفهم : هل تتفق مع العلم أم لا ؟.. إما تصعدون إلى السماء العاشرة بجميع مُعجزاتكم عبر التاريخ ويسقط العِلم بكل شعاعاته وتداعياته , وإما أن تسقط كل الديانات , جميع آلهات الأرض والسماء في الحضيض الحادي عشر وتنطفئ نيران أساطيركم التي تلظى الجنس بسعيرها في مهب التاريخ ولم يزل !

القول , كيف سيكون رد شنودة لو وُجهت له أسئلة على تلك الشاكلة ؟ المؤكد إنه سوف يتلعثم في الرد , أو يرد بالقول المُعلب الجاهز : لو آمنت به سوف يظهر لك " .. طيب وماذا عن الدهماء التي تُؤمن به وتناجيه ليل نهار , هل يظهر لها كلها ؟ وبعدين ما هذه المزاجية , إله مزاجي يظهر وُفق رغباته , أي إله هذا الذي تكتنفه الرغبة !؟ أو إله مُجسم , أو يمتلك صفات : جبار , قوي , عليم , مُفكر , رحيم , متسامح .. وغيرها .. طبعا خزعبلة الديانات مسألة مفروغ منها .. أما فِكرة الإله في الفِكر الفلسفي فإن المثالية رغم ما ضخته للبرهنة على صدق تشخيصها لكنها لم تستطع أن تتجرد من الأساس المادي , بإعتبار المادة في كل الأحوال تظل سابقة للفِكر أو ان الفكر هو نتاج المادة .. ولا شأن لنا بهذا السياق لأن رجل الدين يمقت الفلسفة بشقيها المادي والمثالي فهي تُجرد الدجل الديني من المُسلمات .. الشأن عن زوبعة الظهور العذراوي ومدى إمكانية البابا شنودة على الرد , لكن الأكيد كذلك إن مُسلماته العمياء ستجعله يستخف بأي سؤال يضرب في الصميم , ولذلك سوف تسقط جميع العلوم والفلسفات قبالة هذا العمى الأسود . مع الإشارة التي لا بد منها إن البابا الصغير يتماثل مع البابا الكبير , لكن لكل فِعل له إجراء حسب النوعية .

أما المادي المُؤجل الذي اشير إليه في هذا السرد, فإن رجل الدين ومن جميع الديانات تسحبه من ياخته من عمامته من سرواله فإنه يظل غير مُتسخنا أو ساخنا إزاء روع هذا الكوكب .. فلم نسمع معالجة ذات تأثير لـ المئة ألف من البشر الذين أو التي تموت يوميا من الجوع , رجل الدين معالجته من خلال الموعظة الحسنة والحث عليها في صوامعه .. نعم جميل يا سيد أن تدعو لذلك , ولكن هل كنت نقيا في كل ما تدعو إليه , ولو إفترضنا صدقية دعواتك لخير البشر فإنها لا يُمكن أن تُقارن ولو بنسبة واحد في المليون لعلماء البيئة الذين دوما وبإلحاح ومنذ عشرات السنين يطرقون على قضية التلوث البيئي التي سوف تودي بحياة الأرض .. ولهذا السبب والمُحتمل في هذا الأفق إن رجل الدين من أكثر المُتحمسين لنهاية الأرض ليرى ما في السماء .. ولذلك تراه غير مُتحمسا في قضية التلوث البيئي .. فما الفرق هنا بين قبضايات الدين الطامحون لرفيف طير الفردوس وبين رافعي سلاح المسخ البشري؟!





#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط
- تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج
- لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع
- أفغانستان وطقوس فرانسيس كوبولا !
- التطبيع الثقافي مع - إسرائيل - الوهم والواقع
- - دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟
- - جين فوندا - في مواجهة الميديا الصهيونية
- جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...
- إنقلاب - وئيم الجنيحي وصاحبة الحِنك المُذَنب - على المد الإس ...
- هل الحواجب المُقطبة قرينة ثورية ؟
- خيوط الوهج
- غرابة موقف جنبلاط الأخير
- قضية - سيد القمني - لا تحتاج أكثر من سيارة - جيب - ومُكبرة ص ...


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة