أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟















المزيد.....

جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهم تصريح يصدر من جلال الطالباني , يصدر من كرشه وليس من رأسه , في كل تاريخ الطالباني الأفكار تصدر من كرشه وليس من رأسه . والكرش له علاقة بالقلب , والقلب كما تقول شاعرة إستحداثية أو حداثية تسمى " جمانة حداد " إن إكتشافا علميا قد برهن أن هناك أعصاب في القلب تبعث إيحاءات فكرية , ولذلك فإن إصدارات الشعراء الرقيقة الإنسانية تتأتى من هذا العصب , من تلك الأعصاب !! كن رومانسيا وصدق هذا القول الخرافي المُضحك حد الكيل والويل , ولا تكن كذلك وقل : البطن أو الكرش هو الذي يقود إلى المآسي , وكرش الطالباني قاد إلى المآسي والفظائع والفضائح في مواضع كثيرة في تاريخ العراق الحديث مثل شوارب صدام حسين التي قادت لما نحن عليه اليوم .

تقلد الطالباني سلطة رئاسة الجمهورية بحضور صدام حسين .. هذه الفكاهة أكبر من كل فكاهات التاريخ .. لماذا فعلوا ذلك , لماذا طلب أو أراد لفيف السياسيين العراقيين وبالأخص الطالباني إحضار صدام حسين وهو يتقلد سلطة العراق ؟ شيء مذهل حقا , شيء يثير سخريات وتساؤلات وتداعيات لا حصر لها : هل هؤلاء قبليين لهذه الدرجة , هل ثأريين لهذا الحد , هل من الممكن لهؤلاء أن يفهموا أو يسلكوا منهجا له علاقة بمفهوم الدولة والقانون والمجتمع المدني ؟ يعني ماذا تريد أن تقول لصدام حسين بالضبط , هل تريد أن تمذر بشماتة على شاكلة الأغنية الشعبية: على عنادك لحبهم وأحرك إفادك "؟ .. من الله يحرك إفادك وجلاويك , يعني هي القضية حرك إفاد وجلاوي , لو دولة وشعب وقانون ومصير وتطور وتحول لمرحلة جديدة !!

ومع ذلك فالبديهة التي لا غبار عليها , بديهة إن احزاب وتشكيلات الطوق السياسي الآن في العراق هي من نفس النمط القديم الحاكم في العراق : عشائرية ودينية وذات مفهوم بيرقراطي وأوتوقراطي ومن اللامعقول مثل هكذا تكوينات أن تتبنى أو بمقدورها أن تفهم وتمارس فِعلا له علاقة بمفاهيم الديمقراطية والمجتمع المدني ودولة القانون .. هذه الترنيمة عندما يطلقها سياسي أميركي أو بريطاني فإنها تنطلق من إحتمالين : إما إن هذا السياسي غبي ولا يفهم التطور التدريجي للمجتمعات الإنسانية ولفيف السياسيين في تبني مفاهيم فوق مستوى تطورها الإجتماعي والنفسي .. والإحتمال الآخر إنه يطلق مثل هذه الترتيلات لأجل غايات من نوع ما , والأكثر إحتمالا إن الإحتمالين يقترنان مع بعض في الرؤية الشمولية , مثل باكستان وبناظير بوتو وما إلى ذلك .

والفقرة السابقة ليست موضوعنا , موضوعنا أساسا هو : انت سياسي عراقي , تبوأت سلطة سياسية بحكم القدر والتاريخ والمارينز , فعلى الأقل تعامل مع مستجدات هذا التقلد بنوع من المسؤولية في التعامل مع هذا الحدث وليس لحسه أو لعقه على أساس نفعي مليار بالمليون .
وأي حدث ؟ ليس كأي حدث في عُمر الفقاعات السيارة والطيارة في هذا الفُلك . العراق منذ 2003 تعرض لهجمة دموية لم تتعرض لها كل كيانات هذه الأرض , وكأننا أشبه بالحرب الكونية الثانية .. هل هناك قتل جماعي تعرض له كيان ما مثلما تعرض له العراق ؟ مستحيل , لو بعثت الروح في هتلر لقال لك : حقا غريب ما يحدث لهذا البلد .. والتقارير والمعلومات والتحقيقات أكدت أكثر من ألف مرة إن سوريا ومخابراتها ومخالبها لها ضلع وضلوع وكروش في كل ما يحدث من فراقع دموية في العراق , وليس المعنى التفجيرين الأخيرين في الأربعاء الدامي كما وصفوه , إنما فعل دموي يمتد لسنوات . قتل بالجملة والمفرد والخردة وسوق هرج وسوق الغزل وشوارب الطالباني البيضاء التي ترفض إتهامات المالكي لسوريا وطاقمها الفاشستي .

والكاتب يكتب ويُحلل ويفضح , والصحفي كذلك , والسياسي يقول ويتوعد , والهيكل الأبيض يُصرح , والبنتاكون يُوعد المخلوقات الضالة الغير تكنولوجية بأنظمة ترصد جديدة , والخارجية الأميركية تنملت أفخاذ مستشاريها من متعة التجوالات , وفرنسا والإتحاد والأوروبي , حتى المسكينة " ملكة الأنكلو سكسون " تورطت وأرسلت حفيدها أو إبنها لا أدري للبصرة ثغر العراق الباسل , والنار يوميا تلتهم حجية سليمة وهاشمية وإبنها وحفيدها وجنتها (زوجة إبنها ) .. والرئيس الطالباني يواصل زياراته للشقيقتين سوريا وإيران ويعمل الإتفاقيات الإقتصادية والأمنية , ويسأله صحفي ما سؤالا إقتصاديا محضا : هل في جيبك دينار أم دولار ؟ فيجيبه : لك حبيبي هو الدينار بيش كيلو , طبعا بجيبي دولار وليس دينار " .. ويسأله مرة أخرى : ما سبب الإنفجار الذي حدث الآن في ديالى أو شورجة بغداد , أو باب الشيخ والكرادة والبياع والصالحية و... فيجيب الرئيس التحفة : الهندوراس , الهندوراس هي التي ترسل الإرهابيين للعراق لتعطيل العملية السياسية والديمقراطية , وليست سوريا ! : يا ديمقراطية هذه من فدوة أروح لشواربك البيض وشوارب المالكي المصبوغة وحتى لـ .

لكن منذ متى أنتم فيكم حظ ليكون هذه المرة ؟ منذ متى تهز دماء العراقيين أفخاذكم وشواربكم لكي تدغدغها هذه المرة وسابقاتها ؟ عُمركم كله يشهد إنكم مجموعة من المرتزقة والنفعيين والعشائريين .. منذ متى , في سنة 1991 , جيمس بيكر , يبلغ الرئيس بوش الأول من خلال مُروحية عن أكبر عملية نزوح للأكراد في التاريخ : لم أشهد في حياتي كلها مثل الذي أراه - ما يقرب الثلاثة ملايين كردي , بعد أن قذفت مروحيات صدام الطحين كإيحاء لأولئك البسطاء الملدوغين إنه ذات الطحين الكيميائي الذي قتل البشر والشجر في حلبجة والأنفال !؟ وبعد هذه الفظاعة البشرية الكونية , تُغادران كردستان العراق للتفاوض ولعق حذاء صدام ! وعندما أمنتكم القوة الدولية إشتعل النغمش العشائري الأناني القبيح في كروشكم وحواصلكم لتشعلوا معه كل مُدن وقرى كردستان 1996 في حرب جرباء , ليذهب صاحب الشنب الأبيض الطالباني لإحضار الباسيج الإيراني , وتتقدم الجحافل الجمهورية العراقية بأمر من صاحب الـ " جراوية الكردية مسعود البرزاني " !!

لكن هل الإتعاض منمنمة لا يُمكن أن ينالها إلا ذو حظ عظيم , أم إنها غريزة طبيعية في المخلوقات عموما , بمعنى إستشعار الضرر والنفع من خلال التجربة . فهل إنتفعتم من التجارب عن أن السياسة صحيح مبنية على النفعية , لكنها خاضعة للمواقف الرصينة والوطنية , على الأقل في مستوى ما ؟ فعندما تعارض دولة مثل فرنسا الولايات المتحدة في حرب العراق , وفي ذات الوقت تشترك بقطعانها في أفغانستان , وتشن الولايات المتحدة عاصفة إعلامية ضد فرنسا ومنتوجاتها في أميركا نتيجة عدم المشاركة في حرب العراق - بالمناسبة دولة كندا كذلك - وبعدها تعود الولايات المتحدة لتعتذر من فرنسا وكندا مرات ومرات , ومن خلال الزيارات وإبرام المعاهدات الإقتصادية وغيرها . القول إن فرنسا عندما تمارس مثل هذا الفعل فلا بد إنها تركن إلى تجربة عميقة ورؤية واقعية لمصالحها في الشرق المتوسطي .

فهل يفهم الطالباني إن الموقف الحازم ضروري جدا في التعامل السياسي.. هذا من زاوية , الأخرى دول الجوار مهمة للعراق بعد التحول , لكن أية دول تلك , هل هي سوريا , فهذه الدولة تحكمها أيديولوجية مناهضة للمشروع الأميركي بالإتفاق مع طهران طبعا - بغض النظر عن ماهية هذا المشروع - لكن أنتم تابعين لهذا المشروع , تصعدون تنزلون فأنتم إلى الآن ضمن هذا المشروع , إلى الآن أنتم تحت حماية العباءة الأميركية . فهل تريد أن تتظاهر إنك خارج السرب , أم كيف يعني ؟

أيها الطالباني : لم أصدق إن صدام حسين كان ضحية " حسين كامل " في خطوة إحتلال الكويت . لكنني أصدق بكل ثقة إنك تتخبط في مجموع ما تقول وما تفعل وفي مجموع سلوكياتك وأقوالك وآخرها تبرئة ديناصورات دمشق من كل ما يحدث من مجازر دموية في العراق بالرغم من كل الوثائق التي تبرهن ذلك .

لكن السؤال وُفق هذا الطرح هو : ما هي المنفعة التي تتوقعها وتتوخاها من عقارب دمشق ؟ أنت كردي القومية , وأنت بشواربك وربطة عنقك تقول إن إقامة الدولة الكردية غير قابلة للتحقيق وُفق المُعطيات الواقعية على الأرض دوليا وإقليميا , لا دول الإقليم مُستعدة لتقبل هكذا وضع لأنه سيكون كارثيا على واقعها , ولا دوليا لأن خلق الكيانات الجديدة وما يرافقها من التوترات عموما سيكون حلبا ومغصا وإسهالا على الدول الكبرى , وعلى الأخص في الخناق الراهن , خناق الأزمة الإقتصادية الراهنة الغلصومية ؟

جلال الطالباني , قيل إنك سوف تستقيل من رئاسة العراق , وإنك سوف تتفرغ لكتابة مذكراتك .. أعظم عمل سوف تفعله لو نفذت وعدك هذا , ليس لأجلك وإنما لأجل هذا العراق الذي لابد أن يؤسس فيه جيل جديد من السياسيين , جيل جديد ربما سيرضخ أو يتفاعل مع واقع التحول المُعاصر .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...
- إنقلاب - وئيم الجنيحي وصاحبة الحِنك المُذَنب - على المد الإس ...
- هل الحواجب المُقطبة قرينة ثورية ؟
- خيوط الوهج
- غرابة موقف جنبلاط الأخير
- قضية - سيد القمني - لا تحتاج أكثر من سيارة - جيب - ومُكبرة ص ...
- جدلية البُرقع البدوي على ساحل - السين -
- خامنئي - نجاد , دائما يضعان اللوم على - عبود -
- ما هو موقع اليسار والعلمانية وسط مجتمعات مُترعة بالدروشة الإ ...
- خطاب - أوباما - لم يُعجب خفافيش الظلام
- عندما يجبرك المُفكرون العربان على - الطشت - !
- ماركس ومنقار الطير المقطوع
- - الإله - القبلي الثأري وتأثيراته في االواقع العروبي المعاصر
- ميثم الجنابي - وهمجية الحزب الشيوعي العراقي
- فوز اليمين الإسرائيلي - نتنياهو - أثلج عناكب - دمشق وطهران - ...
- ألقو القبض على - رفسنجاني - فهو أحد أركان جريمة -حلبجة -
- ما هو الرمز الفلسفي ل - العِلك الأخضر في رقبة - عزوز الحكيم ...
- عندما تَقَيَّأَ - مارلون براندو - على صديد الميديا


المزيد.....




- تابعة لإسبانيا..نظرة على وجهة استثنائية تقع وسط شمال إفريقيا ...
- خبير مصري يعلق على قبول -حماس- وقف إطلاق النار ورد الفعل الإ ...
- نحل الخلافات -خلف الأبواب المغلقة-.. الجيش الإسرائيلي يتحدث ...
- هجوم روسي واسع على منشآت الطاقة في أوكرانيا
- رسمياً.. جزر البهاما تعترف بدولة فلسطين
- بيستوريوس من نيويورك: لا ينبغي لبوتين أن يفلت بحربه العدواني ...
- قصة غامضة.. -آية- من البحر الأحمر تنقل جاك كوستو من أعماق ال ...
- رئيس الصين يهنئ فلاديمير بوتين بتوليه منصب رئيس روسيا
- مسبار Chang-e 6 الصيني يصل مدار القمر
- زيلينسكي يكشف عن محاور القتال -الأكثر سخونة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟