أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -















المزيد.....

أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 09:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثيرة القواسم المشتركة بين شافيز وصدام , منها على السبيل : التبجح الفارغ .. التماهي مع سياسيين يحتملون نفس العقلية الديكتاتورية .. عقيدة الإشتراكية الديكتاتورية .. الخ .. وكل واحدة من تلك السمات أو القواسم تتشعب في مجموعة من السلوكيات . بخصوص التبجح : اللسان الطويل الممذر بمناسبة وبدونها : في السلم والحرب والدبلوماسيات والمؤتمرات والزيارات والمراسلات والمهاتفات والأعياد والمآتم والدورات الرياضية والليالي المليحات والمالحات .. حتى في التملق والإستسلام والرضوخ !
بشأن التماهي مع سياسيين وحتى إرهابيين دوليين , فتجد النموذجين يتماهيان مع نوعيات ليست ثمة صلة ربط بينها أو بينهم , من الممكن أن يكون يساري او قومي او إسلامي متطرف .. وتلك تنويهة مطروقة مسبقا , ظلالها أميركا والإمبريالية والحقد على الإسلام وما إليها من الحفريات.. وكأن ماركس قد إستمد منظومته الفكرية من أبو هريرة , أو أن عُمر ابن الخطاب كان الأب الروحي لأشياخ شافيز و زوكانوف وكارلوس وربما روبرت موغابي !

البعد الآخر , وبعيدا عن المغزى التفصيلي للإشتراكية الديكتاتورية والمتمحور حول أغلال الحرية بجميع تصانيفها , فإن ما يخص هذا السرد هو الجانب الإعلامي , أو على وجه التحديد جزئية إعلامية بعينها , جزئية التمجيد لرأس الهرم الديكتاتوري , وتلك الفقرة التمجيدية الديكتاتورية تمخضت على خلفية خبر فنزويلي شافيزي يقول :
( اغلقت السلطات الفنزويلية ست محطات تلفزيونية بعدما خرقت قانونا جديدا يفرض عليها بث مواد الحكومة وخطابات الرئيس.)
وهذان مجرد سطران من الخبر المنقول عن وكالة فرانس برس , أما بقية التفاصيل فتشمل ثلاثة وعشرين قناة تلفزيونية كانت قد أغلقت مسبقا بعد عدم إمتثالها لقانون شافيز وإذاعة خطاباته وبيانات حكومته .. إلى ذلك فرض هذا القانون على شركات الكيبل , وإتهامات شافيز لها بالتحريض للإنقلاب ضده !
نسبة التطابق لسلوك صدام منذ ما بعد التحالف مع الشيوعيين سنة 73 إلى إرتقائه للمستوى الأوتوقراطي المُطلق , تلك النسبة ليست هندسية أو حرفية المطابقة لِما يمارسه شافيز اليوم , لكن تستطيع أن تعطيها ترقيما لا يقل عن التسعين بالمائة , مع إحتمال إكتمالها في المستقبل المنظور . فالذي عاش تلك الحقبة على معرفة كيف أن صدام عقِبَ التحالف مع الشيوعيين قد منحهم بعض الحريات للقيام بفعالياتهم وتحركاتهم , ومن ثم لم تمض ست سنوات تم ضربهم , وكانت البداية مع العشرين عسكري شيوعي والتهمة المُتناسلة تاريخيا : التخطيط لإنقلاب أو تنظيم عسكري مناهض يقود إلى خطط إنقلابية لا فرق .
ثم تكتمل الحلقة الإعلامية إلى حد التأليه . وتأليه صدام كان قد إبتدأ مُبكرا وليس تدريجيا مع تطور الحرب الثمانينية , أو بتعبير أدق بعد تسنمه أعلى سلطة قفز إلى مصاف الآلهة ! إلى حد , كعينة لذلك , ان أغنية رياضية تخص منتخب كرة القدم العراقي عشقتها الناس في العراق والخليج وإذا فجأة تنقلب إلى أغنية تُمجد هذا الإله وتُلغى الأغنية الأصل من الإذاعة ومحلات أسطوانات الأغاني : أغنية سعدون جابر عن المنتخب العراقي - هلا بيك هلا - في دورة الخليج التي أقيمت في بغداد سنة 79 .. مباشرة بعد تقلده السلطة ببضعة أشهر قلبها البعثيون من :
يابو رِجل الذهب يا محبوب الشعب
يا فنان العرب مية هلا بيك
إلى :
يابو حجي الذهب يا محبوب الشعب
يا نبراس العرب مية هلا بيك
وإلى آخر كلمات الأغنية ...

ومن ثم يتوغل ذلك التأليه ليُسمم كل فقاعة من هواء وماء وتراب العراق ! حتى المسكين - نسيم عودة - المطرب الريفي العراقي لم يسلم لا هو ولا أغنيته : يا هلا بحلو المعاني , مرحبا بعمري وزماني .. عندما فرضوا عليه أن يُغنيها بنفسه بعد أن قلبوها إلى :
يا هلا بحلو المعاني , مرحبا بـ نيسان إجاني ! .. طبعا نيسان البعث يعني صدام , وصدام البعث يعني نيسان !
فترة الإنفتاح البعثي المُنوه إليها - صدام - وإعطاء بعض الحريات وإنجاز بعض المشاريع التنموية دامت ما يقرب ثمان أو تسع سنوات ثم كشر بعدها عن صديده الواحدي الإلهي .. وهي ذات الفترة التي إستغرقها شافيز إلى الآن في الحكم ليُكشر أيضا على ذات الوتيرة:

موشور دعائي إنقلابي ! .. المعروف عن كيانات أميركا الجنوبية أنها تمتلك رصيدا مُترعا بالإنقلابات العسكرية , لكن مثل هذا الواقع كان في زمن مُنصهر , زمن أتت عليه الأيام والتحولات .. فهل شافيز لا زال أو لا زالت تلك الجرثومة الإنقلابية تُؤرق منامه لهذا الحد ؟ طبعا تلك عملية سايكولوجية محضة جدا : أن يشغل تفكيرك قضية ما , معناه أنك ضمن , أو يُؤرق أسياخ تفكيرك تلافيف هذا الواقع سواء في عقلك اللاواعي أو الواعي واللاواعي سويا..وهذا يقود إلى : أن شافيز لو تجرد من السُلطة فإنه سيُفكر بعقلية الإنقلابيين , ولو تقلد السُلطة فأنه سوف يكون بالعقلية الديكتاتورية لقائد أي إنقلاب . وعلى هذا فإن العقلية الإنقلابية تظل بعيدة عن المفهوم الديمقراطي الذي يتبجح به شافيز عن كونه أتى إلى السلطة بطريق ديمقراطي . إلى ذلك فإن العقلية الإنقلابية في أميركا الجنوبية متمحورة بين اليمين واليسار وكلتا العقليتين متأتيتين من واقع تاريخي لتلك البقعة الجغرافية , واقع تاريخي بعيد كل البُعد عن المفهوم الديمقراطي , أو ان العقليتين اليمينية واليسارية غير خاضعتين للمفهوم الديمقراطي , وعلى هذا تتأسس أو يتأسس مفهوم السيطرة الأحادية , ومنها تصدر الإتهامات والإتهامات المُتبادلة عن الإنقلابات والتحريض على مثل تلك الإنقلابات وتظل تعشعش في تلك الرؤوس في كل ملمح إعلامي أو أي سلوك سياسي خارجي نقدي يتناول واقع التكوينات الدولية .( مع إستثناء التنظيمات الليبرالية والماركسية العصرية التي تتخذ من النهج الديمقراطي سلوكا وهدفا في ممارساتها ) ومنها كذلك تصدر التحالفات الشاذة , من قبيل : شافيز صدام , شافيز بشار , شافيز نجاد , ومن المحتمل شافيز أسامة بن لادن ! طبعا لا علاقة بين هذا وذاك وذاك وهذا .. وعموما فإن العملية بمجملها انها تتوافق مع عقلية صاحب الإنقلاب . بمعنى شمولي : أن عقلية صاحب الإنقلاب دوما تأتمر أو يأتمر لعمل الإنقلاب , ويشك بعمل إنقلاب ضده ولذلك تراه يُصادر أية وسيلة إعلام لمجرد إنها تُنوه لقضية ما , وعلى إستعداد لعمل إنقلاب ضد خصومه , وطبعا نتيجة لكل ذلك فإن عقليته أبعد ما تكون عن المفهوم الديمقراطي . والبديهة الرئيسة له أن الولايات المتحدة تظل عدوا أبديا , لماذا ؟ لأن أميركا أيضا تاريخها في أميركا الجنوبية مُقترن بخلق الإنقلابات وخلق الحكومات اليمينية الديكتاتورية .

ويُعاد الهذر : ان فراسخ الزمن وتحولاته لها مفعولها على الفكر والفعل , بصيغة أكثر مفهومية سخيفة أن أميركا التي ساعدت مخابراتها في إنقلاب " شيلي " سنة 73 هي ليست أميركا الراهنة التي أخذت تحسب حساب لكل تحركاتها , أو أن حتى حلفاءها التقليديين أخذوا يُوجهون النقد لكل تحركاتها , أو , قبل الحلفاء والأعداء إنما هو الخنصر الرئيسي - أميركا ذاتها - قد أدركت ان العالم اليوم لا يحتمل مخاض اشد ضراوة من ذلك , أميركا ذاتها قد أصبحت على قناعة انه لامجال لخلق عالما أكثر إضطرابا , أو ان طبيعة العالم أصلا لا تحتمل مثل هكذا واقع , إلى ذلك فإن كل ذلك الهدير له تأثيراته على مصالح الولايات المتحدة .. غير ان الذين يحتملون فكرة ان أميركا تظل بؤرة التآمرات , أو على الأقل كواجهة إعلامية للتمويه , فالقول أن أميركا دولة تمارس الحرية في أقصى مدياتها , وما يصدر عنها يُفضح في وسائل الإعلام على المستويين الخارجي والداخلي , أما أنت الذي تذم أميركا - شافيز على سبيل المثال , ولماذا على سبيل المثال , هو - شافيز نفسه - لب الموضوع , : هل بمقدورك أن تسلك سلوك سياسي أميركي يكون عرضة لكل عمليات التشريح والسخرية لو مارس سلوكا نوعا ما شاذا, أم لمجرد أن قناة تلفزيونية لا تنقل خطابك تسارع إلى غلقها , وفي ذات الوقت لسانك في تمجيد من هم على شاكلتك : صدام , نجاد , بشار , موغابي .. هذا التمجيد تخجل منه حتى بغايا الأرض والسماء .. لكن هل تدري أعظم تمجيد صدر بحقك من أية ريح إعلامية تأتى ؟ تأتى من قناة الجزيرة البدوية , وقد كان على النحو التالي : شافيز يقول إنه يُطبق الماركسية اللينينية في الإقتصاد , لكنه يتنكر للإلحاد الماركسي وأنه يؤمن بالمسيح , ويقول ان المسيح كان إشتراكيا ." .. هكذا , يعني الماركسية ليس عندها شغل وعمل إلا التفكير بالإله وجماعات الأله : أي إله كان : إله المسيح أو الإسلام واليهود .. وثانيا هل هذا صحيح , ان المسيح كان إشتراكيا ؟! هذه آخر خرافات العصر . ولا غرابة , فلو تحدثت إلى شافيز على المباشر مثلما عمل Lary King في الـ CNN سوف تعرف عن أية نوعية من الناس تتحدث . مع إحترامنا لـ - فنزويلا الإشتراكية التي تبعث أرقها ومنامها وثورياتها لهذا الموقع , لأن الواقع أشد إيلاما من الآيات البينات التي تُلقى على الرعيل !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أياد علاوي النقشبندي و برهم صالح النجادي
- لجنة نوبل للسلام تستشير المُلة عُمر !
- خُرافة السنة - السنين - الجديدة
- البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط
- تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج
- لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع
- أفغانستان وطقوس فرانسيس كوبولا !
- التطبيع الثقافي مع - إسرائيل - الوهم والواقع
- - دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟
- - جين فوندا - في مواجهة الميديا الصهيونية
- جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...
- إنقلاب - وئيم الجنيحي وصاحبة الحِنك المُذَنب - على المد الإس ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -