أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ونجت مصر














المزيد.....

ونجت مصر


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يمكن القول الان, ان مصر نجت من الخطر, رغم ان هذا القول لا يعني انتهاء المخاطر, فهذه لا تنتهي ابدا, ولكن ما نعنيه هنا ان مصر نجت فعلا من الخطر الرئيسي الذي احاط بها خلال الاسبوعين الماضيين
فمن ناحية صمدت مصر الشعبية وانتفاضتها ورسخت في القناعة والحركة السياسية المصرية _ التغيير _ مطلبا لا يمكن التقدم الا بعد الاستجابة له, واصبحت مسالة _ كيفية الاستجابة _ له هي شغل مصر الشاغل الان, ولم تقع مصر في اشكال ومستويات عنف تهدد كيانها القومي ووحدته, رغم ان اجندات اجنبية لا تزال تحاول ايقاعها في حالة العنف,
ومن ناحية ثانية صمدت _ وطنية _ القيادة المصرية, وقدمت امتيازها الطبقي السياسي تنازلا, لبقاء مصر سيدة مستقلة حرة, فلم تستجب للضغوط الاجنبية خاصة الامريكية, ومنعت عن مصر الوقوع في شرك فوضى التمزق, وبذلك اثبتت ان انحرافها السلطوي كان نتيجة انحراف تنموي, لا نتيجة خيانة وطنية. وبذلك اثبت الرئيس حسني مبارك فعلا ان باراك اوباما جاهل بالثقافة المصري, كما اثبتت هتافات ميدان التحرير ان خامنئي ايضا جاهل بالثقافة المصرية.
مصر مغلقة على اشكال التدخل الاجنبي, وان لم تكن بمنأى عن التاثر المؤقت بها نتيجة لاختلالات فكرية قومية او ليبرالية او دينية. لكن اصالة وحدتها كظاهرة قومية مستقلة, تمنع عنها الانجراف بعيدا عن خصوصية مصالحها القومية واستقلالها وتمايزها.
لقد قدم كل من الانتفاضة الشعبية والحكم في مصر برهانا ساطعا على ادراكهم ان _ طرفا اجنبيا _ كان سبب التناحر الطبقي وانعكاساته المعيشية والديموقراطية في داخل مصر, واقر الحكم بمسئولية شريحة من البرجوازية المصري عن ذلك وانها كانت معبر هذا الطرف الاجنبي الى الداخل, كما اقر بمسئوليته في التغاضي عن ذلك, كما انه قبل العقاب رافضا في نفس الوقت التخلي عن مصريته,
لم يعد الصراع الطبقي المباشر هو المسيطر الان على الحركة اليومية من اجل الاجابة على سؤال: مصر لمن؟ فمصر لمجتمعها القومي بمكونه الطبقي برجوازية وعمال وفلاحين, وعوضا عن ذلك بات سؤال: مصر الى اين؟ هو الذي يحكم حالة _ الحوار الثقافية السياسية _ المصرية العامة,
الان لم يبقى امام الاجندات الاجنبية إلا محاولة التاثير الفكري على الحوار المصري, وكل من هذه الاجندات يغني لليلى مصالحه الخاصة, ولم يكن عندها مانع في ان يؤدي هذه الاغاني رموزها الروحية والسياسية انفسهم من مستوى اوباما وخامنئي والسيد حسن نصر الله,
الولايات المتحدة واوروبا تغني اغنية مصر الانفتاح الليبرالي والضياع في السوق الراسمالي العالمي
ايران وتركيا وسوريا وحزب الله وحماس يغنون اغنية الانتقال الى معسكر الممانعة وعودة الجولان والحفاظ على وحدة العراق, وهذه تعني عدم قيام دولة كردية مستقلة, والسكوت عن عملية هضم وبلع لبنان
اسرائيل وقطر وقناة الجزيرة تغني اغنية تجريد مصر من مؤسستها العسكرية
باقي دول الخليج تغني اغنية مصر السياحة والفرصة الاستثمارية دون الاسهام في تنمية الصناعة الوطنية
الاردن والسلطة الفلسطينية يغنون اغنية التفاوض وحل الدولتين والخلاص من قرف القضية الفلسطينية
لكن مصر لا تستجيب لكل ذلك, وهنا يعودني مشهد من مسلسل ارابسك حين تحدثت مصر القومية عن نفسها على لسان الممثل حسن حسني فبين ان التنوع في تاريخ مصر انتج مصرا قومية مستقلة اخذت من كل من مروا عليها وهضمتهم وبقيت هي هي مصر القومية المصرية.
مصر الى اين: سؤال سيجيب عليه ابن مصر, من الرئيس حسني مبارك وحتى المعتصمين في ميدان التحرير, والبرجوازي والعامل والفلاح والحرفي والرجل والمراة, ولن يجيب عليه قلمنا ولا اي قلم من خارج مصر, ولن يجيب عليه سوى الاعلام المصري لا الاعلام الغريب عن مصر, والمثقف المصري لا المثقف خارج مصر,
مصر اليوم تحاور مسالة علاقة ووزن الديموقراطي بالوطني في تقرير مستقبلها القومي وتحت شرط وضعها الذاتي والاقليمي والعالمي, اما الشكل الاجرائي المباشر الذي تاخذه هذه المسالة فيتعلق بكيفية _ نقل _ السلطة من حالة الاستفراد واللون الواحد الى شكل التعددية السياسية, والتي ستعترضها حتما مسالة علاقة المؤسسة العسكرية والمؤسسة المدنية, كما ستعترضها مسالة علاقة الاقتصاد الوطني بالاقتصاد العالمي, وكذلك الثقافة القومية بالثقافة العالمية, وهنا نجد ان مصر ستتعرض الان الى مخاطر التاثير الفكري الاجنبي عليها,
لقد نجت مصر من خطر الداخل وارجو ان تنجو من خطر الخارج



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة مصر العسكرية , وطنية متزنة
- رسالة الى ميدان التحرير: _ حدث _ في مصر:
- كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة:
- عفوا جلالة الملك, لقد اغرقت البخيت مسبقا:
- مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي
- رسالة الى حركتي فتح وحماس: اعتبروا
- ما معنى قيام انتفاضات شعبية تخلو من المطالب القومية العربية:
- نعم لانتفاضة مصر لا للتدخل الاميركي:
- وزيرة الخارجية الامريكية ناطق باسم المعارضة المصرية ومفاوض ع ...
- مصر بين فساد السلطة وفساد المعارضة:
- مصر بين سندان الانتفاضة ومطرقة التدخل الامريكي:
- هل لا زال المعتقل مدرسة كادر؟ سؤال للرفيق احمد سعادات:
- عدونا سمك البحر وبعير الصحراء:
- الخطر المحيط بحركة الانتفاض الشعبي خاصة المصرية:
- يحدث في مصر الان:
- رسالة الى القيادات الوطنية الفلسطينية:
- الجزيرة تكشف ايضا عدم اصالة موقف حماس الحقيقي من المصالحة:
- احداث طرابلس وقطر وقناة الجزيرة:
- مخرج الازمة اللبنانية بيد الرئيس ميشيل سليمان؛
- ندعوا دولة قطر و قناة الجزيرة لتبني قضية التحرر والاستقلال ا ...


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ونجت مصر