احداث طرابلس وقطر وقناة الجزيرة:

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 18:23
المحور: الصحافة والاعلام
    

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


كثيرة هي الرسائل السياسية التي يحملها تحرك الشارع الشعبي في طرابلس لبنان, يمكن لعين المراقب السياسي ان تلتقطها وتميز اتجاهاتها وان تتخذ منها مواقف متباينة.
فنحن اولا نرفض تجيير حركة الشارع الشعبية للانتصار لهذا او ذلك من المواقف السياسية الطائفية, وتوظيفها في خلق حالة انشقاق لوحدة صف الطبقات الشعبية التي لا ينالها في الواقع من الوضع الديموغرافي السياسي اللبناني سوى البؤس المعيشي اقتصاديا والعنف وسفك الدماء سياسيا, فهذه الطبقات لا تستفيد شيئا من الصراع الطائفي الذي يطويها السياسيون في اطاره.
لكننا ايضا نرفض رفض السياسيين وانتقادهم للسلوك التخريبي الذي اتجه له التحرك الشعبي في طرابلس, فنقدهم لما ربوا الجمهور اللبناني عليه, دليل انتهازية ولا مبدئية ثقافية سياسية تعامل الشعب وكانه _ اجل الله الشعب اللبناني _ كلب يسيطر عليه طوق الطائفية السياسية مهمته العواء ومحاولة عض من يرغب السياسي الطائفي في ايذائه فحسب. لا ايها السادة فهذا ما جنت يداكم. وعليكم ان تعلموا ان مقولة الشعب مصدر التشريع والسلطات تمنعكم من هذا النقد فالذين ربوا الشعب على حمل السلاح وقتل بعضهم البعض لا يجوز لهم نقد مثل هذا السلوك, بل عليهم ولو من باب اللياقة تقديم اعتذار للشعب على ما ربوه عليه. فليس الشعب حيوان سيرك مدرب على اداء حركات معينة فحسب
اما الرسالة التي حملها الاعتداء الشعبي على مراسلي قناة الجزيرة في طرابلس ولم يمنعه عنهم من قبل في رام الله سوى الشرطة الفلسطينية, فهذا يجب ان تصل رسالته وان تفهمها دولة قطر واداتها الاعلامية السياسية قناة الجزيرة, فيتراجع امير قطر عن رؤية ان الشعوب مشاع له يمكن له ان يمارس انحرافه السياسي العالمي بها,
فالشعوب تدرك ان دولة قطر هي التي توجه قناة الجزيرة سياسيا وانها افقدت هذه الوسيلة الاعلامية شفافيتها ومصداقيتها الاعلامية وحولتها لاداة صراع تستخدمها دولة قطر من كونها موقع تنسيق للسياسات المعادية لتحرر شعوب المنطقة ضد هذه الشعوب وقواها السياسية الوطنية وليس ادل على ذلك من التامر السياسي الاعلامي الذي لا زالت تشنه هذه القناة على قضية الشعب الفلسطيني, وكذلك الدور التحريضي السياسي المنحاز الذي لعبته وتلعبه في لبنان.
ان سلوك التحرك الشعبي اللبناني في طرابلس ضد قناة الجزيرة هو رفض للسلوك السياسي لدولة قطر نفسها وللنهج الاعلامي السياسي المنحاز لقناة الجزيرة, ورفض لتدخلهم في الشئون الداخلية للمجتمعات بغض النظر لاي من اطراف الصراع الداخلي تنحاز دولة قطر هذه وقناتها الجزيرة
ان مخالفة كل قواعد المهنية والاحتراف في حملة _ كشف المستور _ التي تشنها القناة على السلطة الفلسطينية, وبالمناسبة فهو عنوان _ شعوذة _ يستخدمه المشعوذون كما هو معروف, كان يسبقه ايضا مخالفة كل قواعد المهنية والاحتراف الاعلامي اثناء متابعة اوضاع الصراع في لبنان, بل واثناء تغطية الانتفاضة الشعبية التونسية فقد بدى واضحا محاولة الانحراف بالراي الشعبي التونسي من خلال محاولة التاثير فيه نحو ابراز وجوه تقليدية وانتهازية وطمس الوجوه الشعبية ذات المواقف الجذرية بل وهي مستمرة تماما في ذلك
ان على الطواقم الميدانية لقناة الجزيرة ان تعلم انها لن تكون دائما في مواجهة اوضاع شعبية مسيطر عليها امنيا, وان رواتبهم التي يتقاضونها لا تشرع لهم خدمة السياسات الخائنة والعميلة بحجة الحيادية الاعلامية المفقودة في حقيقة الامر, كما ان عليهم ان يعلموا ان السلطة الاعلامية لا تعلوا على سلطة الشعوب وان لها قيودا عليهم الالتزام بها, واذا كان الموقع المهني والمعيشي لا يحمل تهديدا لوضاح خنفر فان ذلك لا يعني ان المراسل الميداني يتمتع بنفس الحصانة ودرجة الامان.
ان اممية الاعلام وان حملت في سياقها اممية نفوذ إلا انها ايضا تحمل اممية مواجهة, لذلك على وسائل الاعلام غير الرسمية وغير الناطقة باسم قوى سياسية ان تحترف مهنتها لا ان تسيسها, وعدم تعرض فريق صحافي اخر في طرابلس لما تعرض له فريق الجزيرة والذي وصل مستوى تهديد حياة هذا الفريق هو دليل صحة ما نقوله هنا,

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل