الدحلان_ حدوثة فلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 21:27
المحور: القضية الفلسطينية
    

منذ عرف الدحلان, وهو يشكل حدوثة فلسطينية, تعلو وتيرتها الاعلامية وتنخفض بتلازم معين مع مجريات وقائع الصراع الفلسطيني, التفاوضي, وانعكاساته الداخلية, واليوم نجد ان وتيرة هذه الحدوثة تتفاقم حدتها, بعد ان باتت خبرا سياسيا رسميا.
ولو قرانا مضامين الخبر الرسمي حولها لوجدنا انها طرحت _ اعلاميا _ قبل بدء التحقيق مع الدحلان, بل وقبل اتخاذ القرار بهذا الشأن, وايضا قبل انتهاء التحقيق معه, الامر الذي يخرج بقضية الدحلان نسبيا عن الاطار القانوني القضائي الفصائلي او الرسمي ويجعل منها قضية راي عام محكومة النتائج مسبقا. يؤكد ذلك انها مطروحة على ان لها بعدا اخلاقيا _ كقضية _ فساد _ , وبعدا سياسيا _ كمحاولة انقلابية_.
ولو تذكرنا ان هذه المقولات خاصة الفساد منها تتقاطع مع تاريخ من الاشاعات حول الدحلان بهذا الشأن, لفهمنا ان بعد الفساد في الاثارة الاعلامية حول القضية هو عامل مساعد يخدم البعد الرئيسي في القضية, اي, _ السياسي _, وان الدحلان عمليا يتعرض لعملية حرق مدروسة بعناية ومنهاجية منتظمة. اي ان عملية عقابه بدأت قبل توجيه الاتهام له,
ليس النية في هذا الكتابة ان يعلن الكاتب انه مع او ضد الدحلان, وانصح كل كاتب يحاول ان يستعرض الموضوع او يبدي وجهة نظره فيه ان ياخذ بعين الاعتبار :
اولا ان الموضوع له نهاية قضائية يجب ان لا نتعدى ونحاول مسبقا التاثير على قررارها
ثانيا ان التفاصيل الاعلامية لا تغني عن المعلومات المحددة اللازم توفرها حتى يمكن ابداء راي موضوعي بالقضية خاصة ان للقضية بعدا سياسيا بثقل وزن اتجاهات الصراع مع اسرائيل اكثر مما هو قضية _ الدحلان _ الفردية,
ثالثا ان معلومة من المعلومات التي حملتها الاخبار تدل على وجود _ طرف غير فلسطيني _ تقاطع مع المسالة وبطريقة استخبراتية الامر الذي يبقي على احتمال ان يكون لهذا الطرف مأرب وهدف خاص بهذه القضية, اقله وزنا محاولة التاثير على اتجاهات الصراع الداخلي الفلسطيني لصالحه.
رابعا ان القضية هي قضية خلاف اجنحة سياسية داخل اطار طبقي اجتماعي, وإن كان شكله التنظيمي فصائلي إلا ان اطاره السياسي سلطوي وطني عام
وما اود التذكير به هنا, هو اننا جميعا يجب ان نتذكر كيف ان الانظمة عالميا استندت الى _ توجيه تهمة الارهاب _ لمعارضيها السياسيين ونجحت في اكتساب شرعية القضاء عليهم, وكثير منهم لم يكن سوى _ معارضة سياسية _ لا اكثر, وكيف ان كثير من الانظمة تخلصت المعارضة باتهامها بمحاولة الانقلاب عليها, فهل نستبدل في فلسطين تهمة الارهاب بالفساد ونزاوجها بالتهمة الانقلابية.
ورغم ذلك اقول انه ربما يكون للتهمة الموجهة للدحلان اساس في الواقع, غير اننا لسنا القضاة في هذا الامر, وقد كان من الخطأ تعميمها, والولوج من نفق الاعلام وتشكيل الراي العام, الى ترسيخ حكم مسبق غير قضائي بحق الدحلان, بل يمكن القول ان هذه المعالجة الطبقية السياسية للموضوع حملت مسبقا الشك لقرار قضائي محتمل بها, بغض النظر ان يصدر القرار بها عن تنظيم حركة فتح او يصدر عن القضاء الفلسطيني العام. او ان يكون لصالح براءة الدحلان او تثبيتا للاتهام بحقه.
لكن المؤشر الاكثر خطورة بهذا الصدد هو ان حركة فتح نفسها لا تزال لا تمتلك تاهيل ايدولوجي ثقافي سياسي , قادر على الحفاظ على قيمها النضالية ووحدتها وحجمها الجماهيري, بل لا زالت ملتقى تقاطع وتنافر الاتجاهات الفكرية والسياسية والشللية. وهي لم تتعظ من تاريخ من الانشقاقات والتصفيات عن طريق الحرق السياسي, والمعالجات الفئوية.

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل