أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - التميمة أو التعويذة السورية














المزيد.....

التميمة أو التعويذة السورية


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 07:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التميمة أو التعويذة السورية
بدرالدين حسن قربي
في مقابلةٍ للرئيس الأسد قبل عدة أيام مع الوول ستريت جورنال المنشورة في 31 كانون الثاني 2011 قال لمحاوره: إذا كنت تريد الحديث عن تونس و مصر فإننا سوف نكون خارج الموضوع؛ فنحن لسنا تونسيين و لسنا مصريين (احنا غير)، كما أنه في المقابلة نفسها نفى احتمال امتداد الاضطراب السياسي الذي هزّ ويهز تونس ومصر إلى سوريا أو حتى تكرار سيناريو الاحتجاجات المصرية لتميّز الوضع السوري بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل.
إذا كنّا قد رأينا أن قصر قرطاج التونسي سقط بفعل انتفاضة الصبّار التونسي، وإذا كنا نتابع منذ أيام تداعي قصر عابدين من بعده بفعل الانتفاضة المزلزلة في أرض مصر والعرب والمدوية في فضاءاتهم. وإذا كانت الحقيقة كما قالت مستشارة الرئاسة السورية السيدة بثينة شعبان: هي أن الشعب العربي ( السورييون طبعاً عرب) لا ينسى ولا يُهمل، وها هو يُبرهن أنه قد تجاوز حكامه، وحاله يقول: لقد أمهلناهم طويلاً ولم يعد ينطلي علينا أي تصرّف يفرِّط بحقوقنا(الشرق الأوسط 31 يناير 2011 ). وإذا أضفنا إلى ماذكرناه أيضاً الأسباب التي كانت من أجلها الانتفاضتان، وهي عبارة عن حقوق مهدورة مفرّطٍ بها، لم تكن غير فقدان الحريات وامتهان الكرامات والقمع، والفساد المعدوم الحياء والخجل بالمرّة، نهباً لثروات الوطن وخيراته بشكل مافياوي أخطبوطي مريع، باتت معه قلّة من المسؤولين وعائلاتهم وقراباتهم تحتكر ثروات بآلاف ملايين الدولارات، ساهم فيها تجويعُ الشعب وإفقاره، والتضييقُ عليه في لقمة طعامه وجرعة دوائه، وقرصنةٌ لقطرات عرق عمّاله وكادحيه ليجعلوا منها أصفاراً في ملياراتهم. وإذا علمنا أيضاً أن أسباب الانتفاضتين السالفة الذكر موجودة وقائمة في الشام، بل هي أدهى وأمرّ، لأن كافة المؤشرات الاقتصادية ومؤشرات التنمية البشرية ومعها انتهاكات حقوق الإنسان، هي أسوأ من نظيراتها في تونس ومصر، بل لاأحد من السوريين يجادل في انتشار الاستبداد وتفشي النهب والفساد وغلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة وشيوع الفقر، ونحن هنا لسنا محتاجين لذكر التطابقات والتماثلات بأسماء الناس والأرقام، فالأمر معروف لعموم السوريين ومن بدهيات معلوماتهم. وإذا استرجعنا ثانيةً كلام السيدة شعبان بأن الشعب لاينسى ولا يُهمل، وما عاد ينطلي عليه التفريط بحقوقه، وأن لكل كلام يابثين جواب، فإن في مضمون كلامها معلومة لطيفة وصادقة لمن يحب الشفافية، وهي أن انتفاضة الياسمين قادمة. وهو ليس كلام مواطن عادي من ملايين كُتب عليهم الطح والنّح والشحّار والتعتير بل كلام المشيرة. وهي إذا قالت قالت، ولاينبئك مثل خبير. أما عن استبعاد ثورة الياسمين أن تطال قصر المهاجرين بسبب عدم إقامة علاقات مع إسرائيل، فإن مما لم نسمعه البتة في الانتفاضتين أن سببها كان إقامة علاقات لتلك الدولتين العربيتين مع إسرائيل، إلا إن كان البعض يعتبر عدم العلاقة هي بمثابة تعويذة أو تميمة تقيه من ثورة الياسمين، وتمنع عنها آثارها، ولا يجري عليه ماجرى على الآخرين.
ومن ثم فإذا ضممنا كل ما ذكر آنفاً إلى بعضه، فإننا نصل منطقياً إلى نتيجة مؤكِّدة لما قالته السيدة شعبان. وعليه، فإن النظام السوري وعلى رأسه الرئيس الأسد مدعو رغم عدم علاقته مع إسرائيل، واعتقاده بها تميمةً تقيه الانتفاضة الشعبية وامتداد غضبها إلى سورية، أن يُعوّذ نفسه تعويذة حقيقية فعّالة ومعتمدة عند الله والناس، يُصفَّر فيها العداد وقبل فوات الأوان، تُخرِج بها النظام من مدارات الحكم الشمولي تاركاً كوبا وكوريا الشماليتين وحيدتين، وذلك بالعمل على إصلاح ديمقراطي حقيقي تنتقل معه سورية من دولة أمن وقمع واستبداد لتكون دولة أمان وحريات ورخاء، تتجلى بإصلاحات دستورية تُطلَق فيها الحريات العامة، ويُوقف فيها العمل بقانون الطوارئ الذي مضى على إعلانه والعمل به قرابة خمسين عاماً، ويُفك بها سراح معتقلي الرأي والفكر، وتوقف بها الملاحقات والمطاردات والإعدامات للمعارضين في الداخل السوري وخارجه، ويُعمل على ضمان حياة حرة كريمة للمواطنين جميعاً والمحافظة على ثرواتهم وخيرات بلادهم وفي مقدمة ذلك إيقاف النهب ومحاسبة البلّاعين والفاسدين.
أما أن تردنا رسائل نصية تمّ اعتمادها وتداولها بمثابة تمائم وتعويذات رسمية على الهواتف الخلوية يومي الخميس والجمعة الماضيين مفادها أن الناس في بيتها أمام التلفاز تشاهد نهاية النظام المصري، فلننشرْ بكل قوتنا أن شعب سورية يعشق قائده، أو أن الشعوب تحرق نفسها لتغيّر رئيسها ونحن نحرق العالم ليبقى قائدنا، فهو- ياناس- كلام خالص مفعوله ولايسمن ولايغني من جوع، فلو دامت للزعيم جمال عبدالناصر لما وصلت للرئيس مبارك، والسعيد من اتعظ بغيره، فاتركونا مع الفعّال من التعاويذ، وأمامكم قصر قرطاج وعابدين، وخلّونا في المفيد، واعتبروا ياأولي الأبصار.
قالتها المستشارة والمستشار مؤتمن، وهي ليست من خصوم النظام ولا معارضيه بل هي من قصر المهاجرين ومستشاريه، بما نتيجته ومؤدّاه لأولي الألباب، أن انتفاضة اليأسمين الشامي قادمة لا محالة عاجلاً أم عاجلاً، ويقولون: متى هي؟ قل: عسى أن تكون قريباً. وإنما بالتأكيد قد أذّن مؤذّن الغضب، ودُقّ الجرس، وترددت أصداؤه في مشارق الوطن ومغاربه، فبورك الأذان وبورك المؤذّنون..، يدعون إلى سواء الوطن والمواطنة ودولة الحرية والعدالة وبلد الكرامة والمساواة، وبورك الأحرار والشرفاء علاماتٍ ونجوماً في وطنٍ حبيب تشرق من قيعان سجونهم شمسنا، فيا فوز من بادر بالإصلاح والصالحات، والأمور بخواتيمها، وما أمر ابن علي وأم الدنيا عنّا ببعيد..!! فهل من مدّكر...!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة
- بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً
- الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم
- لكل طاغية يوم
- الرئيس القذافي مطلوب للقضاء اللبناني
- القيل والقال في تنظيم أشقائنا للمونديال
- أزمة الطماطم الشرق أوسطية..!!
- عن ذاكرة المعتقَلات السياسيّات
- البطاقة الثالثة في اليوم العالمي للمفقودين 3/3
- البطاقة الثانية في اليوم العالمي للمفقودين 2/3
- في اليوم العالمي للمفقودين 1/3
- حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟
- المحامي السوري والسائق الياباني
- كاسك ياوطن
- في ذكرى مجزرة تدمر هل إلى فك الحصار عن مَوتانا من سبيل..؟
- سلام على المالح وصحبه الكرام
- سلام على آل هيلين
- أو تعجبون من جرائم ضحاياها هم السبب...!!؟
- كلام يبحث عن عنوان مناسب


المزيد.....




- الرئاسة السورية تتهم -قوات خارجة عن القانون- بخرق هدنة السوي ...
- العد العكسي يبدأ: هل يكشف ترامب قائمة إبستين السوداء؟
- لولا دا سيلفا يرفض تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على ال ...
- الولايات المتحدة تسمح بعودة دبلوماسييها إلى العراق
- واشنطن تطلب من دبلوماسييها عدم التعليق على انتخابات الدول ال ...
- رئيس البرازيل: لن أتلقى أوامر من ترامب الأجنبي
- لماذا شق الاحتلال محورا جديدا يقسم خان يونس إلى شطرين؟
- ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أميركية تتهمه بإرسال رسالة فاحشة لج ...
- هل تمهّد العملية الثلاثية في تركيا لتحالف سياسي جديد؟
- قوات العشائر تخوض اشتباكات في السويداء والداخلية تستعد لدخول ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - التميمة أو التعويذة السورية