أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة














المزيد.....

بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
بدرالدين حسن قربي
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي البارحة بيانه الموقع باسمه بمناسبة تسونامي الغضب المصري في وجه النظام الحاكم في مصر. ولقد كان مطالعةً مطولة تعرّضت لوضع النظام المصري وممارساته وتجاوزاته على صعيد البلاد والعباد، التي أوصلت الوضع المصري العام نتيجة ثلاثين عاماً إلى ماوصل إليه من إنفجار هذا البركان من الغضب الذي لم تشهد له مصر مثيلاً من قبل، والذي ندعو بمناسبته مع كل من يحب هذا البلد الأصيل وشعبه العريق أن يحفظ الله الجميع أرضاً وشعباً ويحقق طموحاتهم وآمالهم في الحرية والديمقراطية والعدالة والرفعة والازدهار. كما استشرف البيان بهذه المناسبة، لما يفترض أن تكون عليه مصر تغييراً في القادم من الأيام نظاماً ودستوراً ومؤسسات قضائية وتنفيذية وتشريعية. كما عرض أيضاً لأشياء أخرى مهمة، كان من أهمها اعتباره أن المئة والخمسين قتيلاً ممن سقطوا خلال أسبوع برصاص رجال الأمن وغيرهم إنما هم شهداء عند الله، ثم مطالبته السلطة بتعويض أهلهم وذريتهم.
ولئن كنت أحيي الاتحاد ورئيسه موقفاً وبياناً، فإني أيضاً لا أكشف سراً أن ماعرضه البيان وصفاً لصندوق الطماطم الفاسد في مصر، كان كمن يصف الوضع السوري بالضبط، من حزب محنّط قائد للأمة والمجتمع، إلى عائلة مقدسة وقرابات من شفيطة ونهّابين مسنودين، ومحاسيب فاسدين نافذين ومتنفذين، لا تجد شركةً ليس لهم فيها علاقة، ولا مصنعاً مهماً ليس لهم فيه دور، ولا مواصلات واتصالات إلا لهم فيها شأن وشأن، ولا إعلان ولا دعاية إلا وتصب في شركاتهم ومنتجاتهم، ولا استثماراً إلا وهم فيه شركاء، ولاصفقة إلا ولهم فيها ضبط وربط وحصة وقصة. بقدرة قادر ممتدون كأخطبوط، قدرتهم بلا حدود، وواصلون ومحظييون ونشاطاتهم وأعمالهم في كافة أنحاء السلطة مدعومة بلا قيود، لهم صور وجداريات وتماثيل منشورة في الشوارع والطرقات لتذكر ملايين الجائعين والمقهورين بعين الرقيب عليهم إلى الأبد، فضلاً عن قمع الحريات وقوانين طوارئ ومحاكم أمنية وعسكرية استثنائية تحكم الناس منذ ثمانية وأربعين عاماً بلا توقف، وسجون مليئة بالمعارضين ولايستثنى منها شيخاُ قارب الثمانين أو من كان يافعاً بل طفلاً. ولو قدّر للاتحاد العالمي أن يكتب مطالعة عن تونس كما فعل عن مصر، لكانت المطالعة التونسية أيضاً هي هي نفسها، لأنها أنظمة الحال فيها من بعضه. كما لا أكشف سرّاً أنه في مثل هذه الأيام تاريخاً، وإنما قبل ثلاثة عقود تقريباً حصل ماحصل من المواجهات الأمنية مع الجماهير الغاضبة في مدينة حماة السورية في وجه النظام السوري، التي استخدم فيها النظام كل قواته العسكرية أرضاً وجواً، مما كان ضحاياه عشرات الآلاف فقيداً وقتيلاً من سكان المدينة. وعليه، فلئن كان بيان السادة العلماء اعتبر ضحايا النظام المصري في المواجهات الأخيرة هم شهداء عند الله وطالب بتعويض أسرهم وأهلهم، ولئن كان الاتحاد عالمياً وهو كذلك وليس مصرياً، فإن لي ولمئات الآلاف من السوريين بين يديكم مقالاً، ولاسيما أننا ننتسب جميعاً إلى نبي عليه ألف صلاة وسلام قال: إن لصاحب الحق مقالاً، نرجو أن يتسع له صدركم وتتفهموه.
مقالتنا هي عشرات الآلاف من مواطنينا تأكدت مفقوديتهم أفضوا إلى ربهم لسنا في معرض المطالبة باعتبارهم شهداء وتعويض أسرهم كما جاء في بيانكم عن المصريين المئة والخمسين، وإنما هي دعوة إنسانية كريمة محدّدة وواضحة لكم لتساعدوا فيها، هدفها حل قضايا إنسانية أخلاقية ووطنية عالقة، لانريد لأحدٍ أياً كان، أن يفهم مُرادها والعياذ بالله أنه نيل من مقاومة النظام وممانعته، أوإنقاص هيبته أو إضعاف الشعور القومي وتعطيل تحرير فلسطين واسترجاع الجولان أو تعطيل مفاوضات سلام أو تغطية لاسمح الله على مشاكل الأمة استبداداً وفساداً.
إنه قد يكون للسلطة مجادلاتها في الاعتقال والاحتجاز والتغييب والقصف والقتل، ولكن ما لايُفهم البتة الإخفاء والتعتيم والسكوت المطلق من قبل النظام عن هذه الآلاف حتى اليوم، ولاسيما أن هناك على الطرف الآخر معاناة أليمة، ووجع دائم مما لايعقل تصوره لأمهات وآباء وأزواج وشباب وصبايا، ومشاكل إنسانية وشرعية عالقة من عقود.
يوجد مقاومة لاحدود لها من قبل النظام مضى عليها سنين وسنين لفك الحصار عن آلاف المواطنين في بلدهم مفقودون، وممانعة منيعة لكسر الحصار عن آلاف الموتى في وطنهم محاصرون. وإن عيون هذه الآلاف ترنو إليكم من عالم الغيب والشهادة تستصرخ ضمائركم ومروءاتكم في الدعوة إلى فك الحصار عنهم والكشف عنهم أحياء وأمواتاً، وعن أماكن دفنهم فرادى أو جماعات. إن عشرات الآلاف قضوا في كارثة إنسانية في مواجهة مع النظام السوري بين فقيد وقتيل، مازالوا في مستندات الدولة ووثائقها أحياء، ومئات الآلاف من أسرهم وأهلهم وذرياتهم من بعدهم ممن فقدوا حشاشات قلوبهم تستصرخ لإغلاق ملفها الإنساني بالتي هي أحسن قبل فوات الأوان.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً
- الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم
- لكل طاغية يوم
- الرئيس القذافي مطلوب للقضاء اللبناني
- القيل والقال في تنظيم أشقائنا للمونديال
- أزمة الطماطم الشرق أوسطية..!!
- عن ذاكرة المعتقَلات السياسيّات
- البطاقة الثالثة في اليوم العالمي للمفقودين 3/3
- البطاقة الثانية في اليوم العالمي للمفقودين 2/3
- في اليوم العالمي للمفقودين 1/3
- حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟
- المحامي السوري والسائق الياباني
- كاسك ياوطن
- في ذكرى مجزرة تدمر هل إلى فك الحصار عن مَوتانا من سبيل..؟
- سلام على المالح وصحبه الكرام
- سلام على آل هيلين
- أو تعجبون من جرائم ضحاياها هم السبب...!!؟
- كلام يبحث عن عنوان مناسب
- الطارق والمطروق في أنظمة الطواريء 2/2
- الطارق والمطروق في أنظمة الطواريء 1/2


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة