أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - سينوجرافيا المسرح (1) بين التمحل والتأصيل المنهجي















المزيد.....

سينوجرافيا المسرح (1) بين التمحل والتأصيل المنهجي


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


سينوجرافيا المسرح (1)
بين التمحل والتأصيل المصطلحي
د. أبو الحسن سلام

يجتهد بعض الباحثين في الحديث عن المنظر المسرحي في المسرح القديم بوصفه سينوجرافيا مسرحية. ومن تلك البحوث بحث للدكتور أحمد صقر تحت عنوان ( سينوجرافيا المسرح.. المرجعية النظرية للعرض المسرحي ) فهو يصدر بحثه بما يؤكد ما هو معلوم من أن مصطلح السينوجرافيا مصطلح معاصر إذ يوحي في قوله بأن المصطلح " شاع في النصف الثاني من القرن العشرين وبالتحديد في أعقاب الحرب العالمية الثانية فإن المصطلح كان يتداول منذ بدايات المسرح الإغريقي وإن لم يعرف المصطلح ويتداول بين المسرحيين" وهو يذهب إلى أن مهمة السينوجرافي كان يقوم بها في المسرح الإغريقي ما يعرف بالخريجوس" قدرة الخريجوس على تلقي هذه الكلمات المكتوبة والمقروءة والمسموعة لتصبح مرئية على المسرح."
ولما كان الخريجوس هو من يقوم بدور المنتج ودور شبيه بما يقوم به المخرج بشكل محدود من توجيه الأداء والتنسيق بين حركة الممثلين ، مع تنسيق الصورة ( المنظر والأزياء وآليات المنظر) ؛ فإن ذلك يقترب بدور السينوجرافي المعاصر ، حسب توصيف د.جميل حمداوي له " السينوغرافيا علم وفن يحوي جميع المكونات الجزئية الأخري التي تعرض على خشبة المسرح من ديكور واكسسوار وإضاءة وتشكيل وموسيقى وصوت ، أي أن السينوغرافيا كل والباقي أجزاء" " يقدم خدمات للمخرج حيث يساعد في تزيين الخشبة المسرحية وزخرفتها وتعميرها وبنائها وتأثيث الركح الدرامي بالصور التشكيلية والصور الموسيقية والصوتية وتوضيب الصور اللفظية في علاقة بالصور الجسدية" " ويمكن اعتبار السينوغرافي في الحقيقة مخرجا مساعدا أو مخرجا ثانيا للمخرج."
وفي استعراض د. حمداوي ، لتاريخ مصطلح السينوغرافيا يؤكد أن المصطلح هو مصطلح معاصر: " ومن المعلوم أن السينوغرافيا عند الإغريق والرومان كانت تعني فن تزيين خشبة المسرح وزخرفتها، وبعد ذلك اقترنت السينوغرافيا إبان عصر النهضة بفن الديكور والعمارة، لتهتم في العصر الحديث بتأثيث الخشبة وتحويلها فيما بعد إلى مسرح الصورة" وتشير الجملة الاعتراضية من كلامه: (فيما بعد) إلى أن مصطلح السينوغرافيا لم يعرف إلا مقترنا بمسرح الصورة. ومن المعلوم أن مسرح الصورة مسرح حداثي وما بعد الحداثي ،
وللتأكيد على أن مصطلح سينوغرافيا مصطلح حداثي وما بعد الحداثي معاصر، نفتبس من قول د. حمداوي ، نفسه قوله:" تتكيء السينوغرافيا كما قلنا على المزج بين الصور السمعية والصور البصرية والصور الشعورية التي تثير المتفرجين وتدغدغ عواطفهم وتثير ألبابهم وتستفزرؤاهم وتشحن قلوبهم وتحرك فيهم وجدانهم وعواطفهم الحساسة تطهيرا وتغريبا . ويعني هذا أن هناك أنواعا ثلاثة من المسرح: المسرح السمعي، والمسرح البصري، والمسرح الحركي. ومن ثم ، فالسينوغرافيا تأخذ مكوناتها من هذه الأطراف الثلاثة وتمزجها في سياق وظيفي له علاقة بالنص ؛ فلا قيمة للسينوغرافيا إلا في سياقها النصي والدرامي والحركي والذهني والوجداني. وتأبى السينوغرافيا الإقحام والتكلف والتصنع."


يقول د. أبو الحسن سلام " وتأسيسا على تأكيده بأن ما يقال عن سينوغرافيا في العرض المسرحي الإغريقي في القدم بأنه كان مقصورا على " فن التزيين " وقوله السابق بأن " لا قيمة للسينوغرافيا إلا في سياقها النصي" يصبح القول بوجود سابق لمفهوم السينوغرافيا في غير مسرح الصورة الحداثي وما بعد الحداثي، كلاما خارج إطار التأصيل المنهجي والعلمي ، بغض النظر عن تقسيمات د. حمداوي لما أطلق عليه : مسرح سمعي ، ومسرح مرئي ومسرح حركي، فالمسرح إما أن يكون مسموعا مرئيا ، وإما أن يكون حركيا مرئيا "

• السينوغرافيا والتخبط في دروب إصطلاحية:
كما رأينا في تلك التقسيمات المتعسفة السابقة لأنواع المسرح بزعم أن هناك ما يعرف ( بالمسرح السمعي وآخر يعرف بالمسرح المرئي وثالث يعرف بالمسرح الحركي)، والمطالبة تبعا لذلك التقسيم الذي وضعه د. حمداوي بأن يكون لكل منها سينوجرافيا خاصة به !! فإذا كان تعريفه للسينوجرافيا على النحو الذي أوردناه في الاستشهاد السابق المأخوذ عنه - نصا – يرى أن السينوجرافيا تقوم " على المزج بين الصور السمعية والصور البصرية والصور الشعورية " وأن السينوغرافي: " شخص يعتم ويعنى بدرامية الصورة المسرحية لتحتل مكانة تشكيلية درامية جمالية حيوية ، تؤدي إلى إبهار الجمهور، يستطيع السينوغرافي التلاعب بالجمهور من خلال التقنيات الحديثة ، وذلك بمزج الصوت والصورة والحركة والإضاءة، فالحركة في المسرح من أهم تلك المكونات "
ولو كان هناك مسرحا سمعيا فحسب ؛ فلن تكون هناك حاجة إلى وجود سينوغرافيا ، ولا ضرورة إذن لدور السينوجرافي، يكون معدوما ، وهنا نكون أمام مجرد مسرح مقرؤ ، أو قراءة مسرحية لنص ما قد يكون قصيدة شعرية أو فقرات من نص مسرحي ، حيث لا يقوى جمهور ما ، لاقديما ولا حديثا ولا معاصرا على تحمل مكوث ساعتيت أو ثلاث مستمعا لنص مسرحي يقرأ أمامه بأداء مسرحي ، في المسرح وفي غير المسرح ، بخاصة في زمن النت والفضائيات
ومن أمثلة التخبط أيضا في توصيف أدوار السينوغرافي واختصاصاته ما جاء عند حمداوي " وكما نعلم فإن السينوغرافي دورا (هاما) مهما في تحبيك العرض الدرامي وتأزيم العمل المسرحي " حيث يختلط المفهوم على القارئ إذ ماذا يقد بالتحبيك والتأزيم ؟ فالتحبيك هي شغل المؤلف المسرحي في الكتابة التي تجري على النهج الأرسطي ، وكذلك تأزيم الحدث ( فالأزمة تتطور لتصل بالحدث إلى الذروة التي بدورها تتجه نحو الانفراج أو الحل) فما المقصود بالتحبيك والتأزيم، عند الحديث عن عمل السينوغرافي ؟!
ومن ملتبس أقواله أيضا حديثه عن السينوغرافيا الكلاسيكية ، يقول: " تسنند السينوغرافيا الكلاسيكية إلى الشعرية الأرسطية عبر احترام الوحدات الثلاث والدقات الثلاث ومراعاة الفصل بين الأجناس الأدبية وتقسيم المسرحية إلى فصول ومشاهد وتوظيف نظرية التطهير الأرسطي ، والفصل بين جمهور الصالة وممثلي الخشبة داخل العلبة الإيطالية.واستخدام الديكورات والمناظر الكلاسيكية القريبة من الإيهام الواقعي بعيدا عن كثرة التخييل والترميز والتجريد."

وكلامه عن ضرورة احترام الدقات الثلاث ، بوصفها آلية من آليات السينوجرافيا الكلاسيكية هو المضحك بحق!! فلو اطلع على ما نقله د. كمال عيد في الكتاب الذي ترجمه عن نظرية الوجود المسرحية تحت عنوان (أنطولوجيا المسرحية) لسخر هو نفسه من هذا الذي يقول ، ذلك أن آلية ( الدقات الثلاث قبيل بدء العرض كانت تقليدا اخترعه عقل الامبراطور الروماني كاليجولا - المريض - ، حيث جعلها إيذانا ليس ببدء العرض المسرحي ، وإنما للبدء بممارسة الحب في ساحة المسرح بين حاشيته من الرجال والنساء ، وقد تحورت بعد عصره إلى ما عرفت به في عصر النهضة لتصبح إيذانا وتنبيها ببدء العرض المسرحي) أما قول حمداوي عن التزام السينوغرافي بالوحدات الثلاث ، وهي أصل في النص الأرسطي ، فلا أدري كيف يلتزم بها السينوغرافي ، طالما كانت البنية الدرامية في النص الكلاسيكي الأرسطي تتأسس على تلك الوحدات ، وأبرزها وحدة الموضوع ووحدة المكان ، هذا فضلا على أن في المؤلفين المسرحيين الأغارقة من لم يلتزم بما قيد به أرسطو المسرحية اليونانية ، فقد وجد من يكتب النص المسرحي ملتبسا بين التراجيديا والكوميديا (تراجيكوميدي) وكانت جمعية أو نقابة الممثلين في اليونان على أيام أرسطو غير ملتزمة بقيود أرسطو من وحدات وفصل بين الكوميديا والترجيديا ، ذلك الفصل الطبقي قبل أن يكون فصلا فنيا شكلا ومضمونا.
فالسينوغراف في عرض مسرحي كلاسيكي يجري مجري النظرية الأرسطية قد يتقيد بمنظر واحد طوال العرض للحفاظ على وحدة المكان ، لكنه لا يترك لخياله أن يبدع في مشاهد الحكي أو السرد المسرحي لموقف مضى ، في حين يكون بإمكان السينوجرافي المبدع حقا أن يجسد لنا مواقف ماضية محكية على لسان الجوقة أو إحدى الشخصيات عبر فنون الشاشة ، بخاصة ونحن في عصر الوسائط المتعددة ، فهل يكون ذلك خطأ منه لأنه لم يلتزم بوحدة المكان ووحدة الزمان الأرسطية؟! علما بأن لجوء السينوجراف هنا يكون أمرا ضروريا لتجسيد حالة الإيهام التي هي أصل في المسرحية الكلاسيكية الأرسطوية أو غير الأرسطوية
ومن ناحية ثانية كيف يكون مطالبا بالتجسيد الإيهامي للعرض المسرحي ، ويبتعد عن التخييل ، والتخييل كما يعلم د.حمداوي أو لا يعلم هو المرادف العربي في النقد العربي القديم لمصطلح الإيهام !



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد
- دردشة سياسية على الطريقة المصرية
- ما قبل الإسكندر
- دردشة را/قدت ..مدينة الإسكندر
- نقاب فرويد
- المثقف والموقف
- الممثل وجماليات التعبير بالجسد
- تمثيل دور مسرحي وفق منهجين
- فنون المسرح بين الهواية والاحتراف
- زمن شويكار وبهجت قمر
- بديع الكلام المصري
- برومثيوس الأسود في قيود الحرية
- مسرح باكثير بين التسجيلية ودراما الأوتشرك
- المعارضات المسرحية في عصر العولمة
- جماليات الصورة الشعرية في القصيدة العربية
- أصدق المسرح أكذبه/ أصدقه؟!
- المسرح والتفاعل الاتصالى بين النوظيف الإبداعي والتوظيف العلم ...
- ( وشم الهناجر ) بين النقد ونقد النقد
- الفراق الطبيعي بين المفكر ومنتجه الإبداعي
- فن المخرج المسرحي بين التحصيل المعرفي والتأصيل العلمي


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - سينوجرافيا المسرح (1) بين التمحل والتأصيل المنهجي