أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - المقال الرابع عن ثورة اللوتس.














المزيد.....

المقال الرابع عن ثورة اللوتس.


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أشعر بالفخر بمصريتي (منذ يوم 6 أكتوبر 1973 ) كما شعرت اليوم بفخر سامق بالشعب المصري بوجه عام وبشباب مصر أي بمفجري ثورة 25 يناير (2011) التى أسست نفسها كخط فاصل بين عهود من السلبية والخنوع والخضوع وعهد جديد من التعامل مع الحكام كخدام للشعب ، وليس كسادة له . وأؤكد لقاريء هذه الكلمات ، أن نسبة الإسلاميين بين مئات الألوف الذين رأيتهم لا يمكن أن تتجاوز 20% . وأتمني أن يدركوا أن معادلة النظام التى قالت للداخل والخارج معا أنه (أي النظام) هو البديل الوحيد لحكومة المتأسلمين هى كذبة وخرافة ، فهذا النظام هو الذى أعطي (بإستبداده وفساده) للحركات الأصولية معظم شعبيتها . وأؤكد أن وعي الشباب بحقائق العصر " مذهلا " . ومن بين حقائق العصر هذه أن أي حاكم يريد أن نعامله "كأب للأمة المصرية" هو كائن أحفوري أو متحفي (ومحتال) لا يمكن حتى التعاطف معه (ناهيك عن قبوله) . ومن حقائق العصر ، أن مصر ليست مدينة لرئيس مصر الحالي كما يكرر أزلام النظام . ومن حقائق العصر ، أن كلمة "النظام" لم تعد مناسبة للعصر . فهناك رؤساء وحكومات تجيء وتذهب بعد مدد محددة ولا تشبه فى طولها بأي حال "تأبيدة العقود الثلاثة لرئاسة حسني مبارك" . وقد غلبني التأثر وأنا أري الثوار المسلمين يحيطون بكل الحب والأخوة والمعزة بالثوار الأقباط وهم يقيمون قداسا (صلاة مسيحية) ، ثم وأنا أري الثوار الأقباط وهم يحيطون بأدبهم الجم بإخوانهم المسلمين وهم يصلون صلاة الظهر ثم صلاة الغائب - على أرواح شهداء الثورة - . فى ميدان التحرير سمعت أصواتا تتحدث عن الحكام كبشر مسئولين بعد أن إعتادت أذناي على سماع صوت التزلف والرياء والنفاق والخوف من حكام هم ليسوا سوي "خدم الأمة المصرية " ، لا سادتها . فى ميدان التحرير قال لي كثيرون أنهم لو سمعوا مصريا بعد اليوم يردد أنه لولا الحرية التى منحهم إياها الرئيس لما كانت الثورة !! فالشعوب التى تنظر لحرياتها وحقوقها كمنح من الحاكم لا تستحق الكرامة ولا تستحق الحرية ولا تستحق أية حقوق . فى ميدان التحرير قال لي شباب كثر أن كل رئيس من الرؤساء القادمين لن يبقي أكثر من فترتين رئاستين ، حتى لو كان قادرا على الإتيان بالشمس من المغرب ! فقد تعلمنا ما الذى يفعله بشعوبهم الرؤساء الذين لا يرحلون . فى ميدان التحرير قال لي كثيرون أن مهمتهم لن تكتمل بتحقق مطالبهم التى أعلنوها ، ولكن بعد تحقق كل المطالب ، ستكون هناك مرحلة المساءلة والمحاسبة . فى ميدان التحرير تذكرت صديقي المصري النبيل الشريف (ح . ا ) الذى كان وزيرا خلال فترتي رئاسة مبارك الأولي والثانية (1981 / 1993) والذى لم يتحصل لنفسه على ألف دولار (وليس على مليارات الدولارات) خلال 16 سنة كان فيها الوزير المشرف على مشروعات بمئات المليارات ، ورغم ذلك عاش (ولا يزال) كأي مصري من الطبقة الوسطي/الوسطي . تذكرت صديقي هذا وهو يقول لي منذ ثلاثة أسابيع ودموعه تهطل " كل ما أطلبه أن يتاح لي أن أعيش حتى أقول للمصريين وللتاريخما رأيته وسجلته من قصص الفساد التى يشيب من هولها وفجورها وإجرامها شعر الأطفال . فى ميدان التحرير سمعت دعابات وضحكات ونكات وقفشات تؤكد أن المصريين فى روح الدعابة (وخفة الدم - بالعامية المصرية) هم أئمة البشرية ، كما أنهم أئمة البشرية فى الموروث التاريخي ، فهم أصحاب تاريخ يقف التاريخ نفسه أمام تاريخهم وقد أحني رأسه. فى ميدان التحرير رأيت من التعاون بين الناس (فى الطعام والشراب والغطاء والعلاج وغير ذلك) ما يثبت أن كل أشكال العنف والفظاظة التى شاعت وذاعت بيننا إنما هى نتيجة طبيعية لحكم كان جل جهده متجها للإستمرار فى موقعه وتعظيم الثروات التى سيعرف العالم بأسره تفاصيلها قريبا ، بل وقريبا جدا . وأثناء مروري بميدان "عبد المنعم رياض" تذكرت المشهد الذى أدمي قلبي ، مشهد البلطجية الذين دبرتهم ومولتهم جهة ما (ستكون معروفة للعالم كله قريبا) وهو يهاجمون الثوار المعتصمين بميدان التحرير بينما كل واحد منهم (أي البلطجية ) على صهوة جواد أو جمل ، وكأن مصر محمد علي ومصر رفاعة الطهطاوي ومصر لطفي السيد وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وأم كلثوم ومصطفي مشرفة وأحمد زويل قد صارت بلدا لقاطعي الطريق وعصابات الإجرام ... عندئذ رن فى مسمعي صوت أم كلثوم وهى تشدو لتاج العلاء ، فهطلت دمعة من عيني - أنا المشخص لكلمتي أبي فراس : عصي الدمع .... 6 فبراير 2011



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعة طارق حجي لتداعيات الثورة المصرية - التقرير الثالث
- اليوم ... اليوم ، وليس غدا
- دانات أسيفات ...
- تعليق على ما حدث
- الثورة المتوخاة فى التعليم الديني
- خواطر لندنية
- خواطر وشذرات
- دانات - بمناسبة تحرر الشيطان من أغلاله الرمضانية !
- حجر الأساس للإصلاح في المجتمعات العربية.
- د.طارق حجي في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول العلمانية و ...
- سجون العقل العربي - النص الكامل
- موجز الكلمة التى سيلقيها طارق حجي بجامعة الزيتونة بتونس يوم ...
- عن كتاب فذ : الإختلاف فى الثقافة العربية - دراسة جندرية للبر ...
- أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟
- ثقافتنا: ... بين الوهم والواقع (كتاب أصدرته -دار أخبار اليوم ...
- اختلال الميزان فى مقال الامير سلمان !
- ثلاث معضلات متداخلات
- ياسمين يحي ومقالها البديع عن الوهابية
- مقدمة مقال حديث مطول (غير منشور) عن أزمة الهوية فى مصر
- دانات منتخبات (مقالات قصيرة جدا) .


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - المقال الرابع عن ثورة اللوتس.