أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - تعليق على ما حدث















المزيد.....

تعليق على ما حدث


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(1)
عنوان هذه "الملاحظات" مقترض من عنوان قصيدة يعرفها كل مثقف عربي ، وأعني قصيدة "تعليق على ما حدث" التى نشرت فى سبتمبر 1970 لأمل دنقل أحد أنبغ شعراء اللغة العربية فى القرن العشرين . وهى محض ملاحظات (لا أكثر) بطبيعة الحالة السائلة للموضوع الذى أتناوله . وأول ملاحظة ، هى أن أحداث مصر وتونس واليمن هذه الأيام بينها قواسم مشتركة أبرزها وأهمها أنه يحدث فى ثلاث بلدان يحكمها "عسكر" وأيضا يحكمها رجال إلتصقت مؤخراتهم بكراسي السلطة لعقود (21 سنة فى الحالة التونسية ، و30 سنة فى الحالة المصرية و33 سنة فى الحالة اليمنية ) . وفى الحالات الثلاث كانت هناك رغبة عارمة لتوريث كرسي الحكم إمالأبن (لم تلد النساء له مثيلا) او لأحد أفراد العائلة (أي : "منه فيه" او "زيتنا فى دقيقنا" بالدارجة المصرية) . وفى الحالات الثلاث هناك فساد أسطوري يشيب من هوله الأطفال . وأيضا ، ففى الحالات الثلاث نظام رئاسي يعطي الدستور فيه لرئيس البلاد سلطات بالغة الإتساع تجعله قادرا على كل شيء بإستثناء أمور قليلة مثل إحياء الموتي والإتيان بالشمس من المغرب . وثاني تلك الملاحظات هى ان أركان النظام كانت (فى الحالة التونسية) ولا تزال (فى التجربتين المصرية واليمنية) تهون من حجم وقيمة ما يحدث وترجعه "لقلة مندسة" و "أجندات خارجية" ، وهو سلوك معهود لتلك النظم الشمولية . وهو سلوك رديء ودنيء تضحك منع الشعوب (ضحك كالبكا) . وثالث تلك الملاحظات ، هى ان النظم السياسية الثلاثة نظرت (ولا تزال فى الحالتين المصرية واليمنية) لما يحدث وتعاملت بالتالي معه من منظور أمني صرف ، لا مجال فيه للتحليل السياسي والثقافي والمجتمعي ، وهذا طبيعي من نظم شمولية لا تدخل الثقافة فى مكونات أركانها ، بل وينظر أركانها للثقافة بقليل من الإحترام وكأنها ليست أكثر من مهنة الكلامولوجيا ، أو كما قال أحد أركان أحد هذه النظم لي شخصيا منذ قرابة عشرين سنة "أن الثقافة مهنة من فشل فى أن تكون له أية مهنة أخري " ! ... ورابع تلك الملاحظات ، أن النظم التى عبر الشارع (فى تونس ومصر واليمن) على عدم حبه لها ورغبته فى رحيلها ، هى نظم صارت عبر السنين أوليجاركيات (عصابات ! ) يضم أفرادها زواج كاثوليكي بين السلطة وعدد من "كبار رجال الأعمال" الذين كونوا ثروات أسطورية لا بالعمل الدؤوب والكفاح والكفاءة والتميز ، وإنما بالعضلات السياسية التى وفرتها السلطة لتلك المجموعات من كبار رجال الأعمال ، وفى ظل حالات إحتكارية مهولة . وخامس تلك الملاحظات ، أن نظم الحكم فى تونس ومصر واليمن قد "باعت " للقوة العظمي الكبري والوحيدة (والغارقة لأذنيها فى السذاجة والسطحية والضحالة والتماهي مع المصالح المادية حتى لو كان هذا التماهي على حساب اسس حضارتهم) ، فكرة أن فى الثلاثة بلاد إما "الطغمة الحاكمة" وإما "الإسلاميين" ... والمأساة تكمن فى أنها حالة صنعها هؤلاء الحكام بأنفسهم وبالغوا فى حجمها من أجل إقناع القوة العظمي (التى تحتاج لدروس مكثفة فى التاريخ والجغرافيا) بأنهم أهون الشرين وأفضل المصيبتين . ولا تكل النظم الحاكمة فى هذه البلاد التى نكبت بالأوليجاركيات (السياسية / المالية) من تذكير الداخل والخارج بما آلت إليه الأمور (بسبب الديموقراطية والإنتخابات الحرة ! ) فى قطاع غزة . وما أكثر ما كان رئيس واحدة من هذه البلدان يردد (طبعا ، بسبب حكمته غير المنكورة ! ) " أنا نصحت أمريكا وقلت لها ، ولكنها لم تعمل بنصيحتي !!! " . وسادس الملاحظات هى إشتراك المجتمعات الثلاثة فى الفجوة الواسعة والهوة الشاسعة بين "الذين يملكون" و "الذين لا يملكون" . وأسوأ حالات تلك الفجوة وهذه الهوة هى بلا شك الحالة المصرية ؛ حيث يعيش ما يقرب من أربعين مليون إنسان (أقل قليلا من نصف الشعب المصري) تحت حد (أو خط) الفقر ، أي أن مصريا من كل إثنين (مصريين)يعيش على دولارين أو أقل يوميا ، وفى ظل نسبة أمية عالية (أقل قليلا من نصف المصريين يقرأون ويكتبون ، ونسبة طاغية من النصف الآخر المفترض أنه غير أمي يعانون من آثار نظم تعليمية فاسدة ومتخافة ، كما يعاني معظمهم من "الأمية الثقافية" . وبإجتماع العلتين (الفقر والجهل) تكون الحالة المصرية من أسوأ الحالات فى المنطقة العربية وأكثرها ترشحا للإنفجار ، وربما بشكل أقل إنتظاما وأكثر خسائرا مما شاهدناه فى الحالة التونسية .


(2)

رغم ان المرء يستطيع ان يرصد قواسما مشتركة اخري بين "الإنتفاضة الشعبية التونسية" و "الإنتفاضة الشعبية المصرية" ، الا أنني أحسب أن القواسم الستة التى ذكرتها بإقتضاب تكفي للتدليل على التشابه النسبي الكبير . ولكن كما اننا نستطيع ان نتحدث عن قواسم مشتركة ، فإن المنطق يحتم إلقاء بعض الضوء على الإختلافات الأساس بين "الحالة التونسية" و "الحالة المصرية" . وأهم الفوارق هو نوع وتعليم وثقافة والوضع الإقتصادي لشرائح الطبقة الوسطي (الوسطي العليا ، والوسطي الوسطي ، والوسطي الدنيا) فى البلدين . فنوعية تعليم الطبقة الوسطي التونسية أرقي وأكثر عصرنة وتقدما وقربا من التعليم الأوروبي من التعليم المصري الذى بلغ درجة مذهلة من الإنهيار وتدهور كافة المستويات وتغلغل بصمات الثقافة الوهابية (المترعة بالرجعية) في سائر أرجائه . أما ثقافة الطبقة الوسطي التونسية فهي أكثر تأثرا بالعالم المتقدم وأقل تأثرا بالقيم القرو - أوسطية الرجعية التى إستلبت قطاعات واسعة من الطبقة الوسطي المصرية . وأيضا ، فإن الوضع الإقتصادي للطبقة الوسطي التونسية ، وإن لم تكن "وردية" ، فإنه أفضل بكثير من الوضع الإقتصادي المزري للطبقة الوسطي المصرية . ويقتضي السياق أن أكرر هنا حقيقتين رقميين : الأولي ، هى أن أقل قليلا من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر (أي يعيشون على دولارين أو أقل ، يوميا ) . والثانية هى أن نحو 40% من المصريين أميون (لا يقرأون ولا يكتبون) وأن الستين فى المائة الذين يقرأون ويكتبون ، تفترسهم نتائج النظام التعليمي منبت الصلة بالعصر ، وتفترسهم أيضا طأمية ثقافية" تدمغ نسبة كبيرة جدا ممن تلقوا تعليمهم خلال نصف القرن الأخير . الفارق الكبير الثاني يتعلق بالنقابات بوجه عام ونقابات العمال بوجه خاص . فبينما إتسمت قيادات النقابات التونسية بالإستقلال عن القيادة السياسية والحكومة ، فإن قيادات النقابات العمالية فى مصر هم محض "أتباع" للسلطة . وبينما يتشح قادة النقابات التونسية باللون اليساري ، فإن قيادات النقابات فى مصر إما من خدم السلطة او من المتأسلمين. وثالث الإختلافات الكبري بين الحالتين (التونسية والمصرية) يتصل بالجفرافيا : فبينما مصر قريبة من السعودية وغزة والسودان ، فتونس قريبة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا . والآثار الثقافية لهذا التباين الجفرافي بغير حاجة لشرح .
(3)

فى القسم الثالث والأخير من هذا المقال أود أن أحاول أن أجيب عن أهم الأسئلة التى تطرح اليوم فى مصر ، وهو : وماذا بعد ؟ أي ماذا ينتظر حدوثه خلال الأيام والأسابيع القادمة ؟. فى ظني أن الحكومة لن تنجح فى إحتواء وإنهاء الإنتفاضة الشعبية التى بدأت صباح يوم 25 يناير 2011 . وأن "نغمة التهوين من شأن وحجم ومعني ما يحدث" والتى تصدرعن الحكم وأتباعه (ومنهم الصحفيون "الكبار" الذين تضعهم الحكومة فى مناصبهم ، وأيضا تعزلهم) . فى ظني أن كرة الثلج المتدحرجة ستكبر وسيزداد حجمها ويبرز معناها ، وهو ما سيجبر الحكم وأتباعه على التوقف عن التهوين من شأن ما يحدث . والسيناريو الأكثر إحتمالا هو ان يقدم رئيس الجمهورية على منح المنتفضين "بعضا" من طلباتهم ، مثل تغيير الحكومة وإعلان الرئيس عدم ترشيح نفسه لفترة رئاسة سادسة (أي أنه سيعلن أنه سيكتفي بحكم مصر لثلاثين سنة فقط !! ) وكذلك إعلان ان إبنه (الذى أظهرت الإنتفاضة من لحظاتها الأولي رفض الكثيرين لفكرة ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية ، وهى فكرة يراها جل المصريين بإستثناء المنتفعين من قربهم من رأس النظام كفكرة مهينة لكرامة مصر وكرامة المصريين) ، مع سلة وعود بإصلاحات سياسية وإقتصادية . وأرجح حدوث ذلك بعد ان تستمر الإنتفاضة الحالية وتكبر وتظهر إستحالة إنهاءها بدون إستعمال جرعة كبيرة جدا من العنف ، بما فى ذلك إزهاق أرواح كثيرة ، وهو سيناريو أستبعده لأسباب داخلية ودولية . ولكن هناك إحتمال أن يختار النظام عدم الإنحاء أمام العاصفة وهو سيناريو أقل إحتمالية ... ولكنه سيناريو بالغ الخطورة ويحمل فى طياته عواقبا وخيمة . فالمؤكد (فى نظري) أنه سيناريو "قد" يؤدي لإدخال "القوات المسلحة" فى الأزمة . وهو ما قد يؤدي خلال شهور أو سنوات قليلة لبديل للرئيس (عمره 83 سنة يوم 4 مايو القادم) من الجيش العامل . وهو ما يرجع مصر كثيرا كثيرا للوراء سياسيا واقتصاديا وثقافيا ويهبط بوزنها الإستراتيجي هبوطا كبيرا . ويبقي سؤال بالغ الأهمية : ألم يكن هناك شبه إجماع على أن شعب مصر التى وصفها عمرو بن العاص بأنها (لمن غلب) هو شعب لا يثور إلا عندما لا يجد الخبز ؟ وأن التاريخ (تاريخ إبن إياس كمثال) روي لنا أن المصريين أكلوا - إبان مجاعات طاحنة - القطط والكلاب ، ولكنهم لم يتجهوا بغضبهم للحاكم (الفرعون) ! وردي هو أن رئيس مصر الحالي صعد لسدة الحكم سنة 1981 . وأن المصريين الذين يثورون اليوم مختلفون تماما عن المصريين الذين وجد حسني مبارك نفسه رئيسا لهم عقب تراجيديا المنصة (يوم 6 أكتوبر 1981) . فمصريو اليوم الأول من عهد حسني مبارك هم " أبناء وبنات" الدولة المصرية ، وهم مواطنون محليون للنخاع ، وهم موظفون يعملون عند الدولة التى يحكمها الفرعون . أما المصريون الذين يثورون اليوم فهم أبناء العولمة والإنتيرنيت والفيس بوك ، وجلهم ليس موظفا عند الدولة ، وتتيح له التكنولوجيا الحديثة معرفة الكثير عن العالم ، ومما عرفه هؤلاء عن العالم هو ذلك الفارق المهول بين الحكومات الحاكمة والحكومات الخادمة .... وهولاء سوف يوصلون "كرة الثلج" للحجم الذى يفرض التغيير ، كما أنهم سيصلون بالإنتفاضة لحجم "الكتلة الحرجة" الذى لا تكون الأشياء بعده كما كانت قبله ... وللحديث بقية - طارق حجي



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المتوخاة فى التعليم الديني
- خواطر لندنية
- خواطر وشذرات
- دانات - بمناسبة تحرر الشيطان من أغلاله الرمضانية !
- حجر الأساس للإصلاح في المجتمعات العربية.
- د.طارق حجي في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول العلمانية و ...
- سجون العقل العربي - النص الكامل
- موجز الكلمة التى سيلقيها طارق حجي بجامعة الزيتونة بتونس يوم ...
- عن كتاب فذ : الإختلاف فى الثقافة العربية - دراسة جندرية للبر ...
- أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟
- ثقافتنا: ... بين الوهم والواقع (كتاب أصدرته -دار أخبار اليوم ...
- اختلال الميزان فى مقال الامير سلمان !
- ثلاث معضلات متداخلات
- ياسمين يحي ومقالها البديع عن الوهابية
- مقدمة مقال حديث مطول (غير منشور) عن أزمة الهوية فى مصر
- دانات منتخبات (مقالات قصيرة جدا) .
- لا تقدم بدون -حقوق كاملة للمرأة- ...
- الآثار : بين العلماء والتجار !
- لماذا نحن عاجزين عن ركوب قطار الحداثة ؟
- التحدي الاكبر للمجتمعات العربية : التعليم


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - تعليق على ما حدث