أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانات أسيفات ...















المزيد.....

دانات أسيفات ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. الرئيس التونسي الذي خلعه الشعب قال قبل الرحيل أنه "فهم الشعب". المشكلة في مصر أن رئيس الجمهورية "لم" و "لا" و "لن" يفهم أن الشعب (بعد ثلاثين سنة من الإستبداد و الفساد و الحكم العائلي) لا يريده رئيساً. و المأساة الكبرى أن الرئيس قد "عوّد" المقربين منه ألاَّ يقولوا له إلا ما يحب أن يسمع!

2. حكم حسني مبارك مصر لمدة ثلاثين سنة أي خمس مدد رئاسية (كل منها لست سنوات). المدتان الأولى و الثانية شهدت حكم حسني مبارك بدون مشاركة من أسرته. و خلال المدة الرئاسية الثالثة، أسس أفراد أسرة الرئيس وجودهم و مكاناتهم كمشاركين للرئيس في حكم مصر. و خلال المدتين الرابعة و الخامسة (1999/2011) كانت مصر تحكم عن طريق أسرة الرئيس. وإذا كانت المدتان الأولى و الثانية قد شهدتا جمود فكري و اقتصادي تمثل في عدم نمو الاقتصاد المصري على الإطلاق، فإن المدتين الرابعة و الخامسة قد شهدتا من الإستبداد و الإنفراد بالسلطة و الفساد و حكم مصر عن طريق أوليكارشيا (أوليكارجيا) هي ضفيرة من عنصرين: السلطة و الثروة.

3. خلال السنوات من 1999 إلى 2011 أدى إحتكار إبن الرئيس و الأوليكارجيا المحيطة به (و المساندة و المشاركة له في السلطة و الثروة) إلى حدوث "إنسداد سياسي نسبي". و لكن تزييف و تزوير الإنتخابات خلال سنة 2010 (إنتخابات مجلس الشورى ثم انتخابات مجلس الشعب) و حصول أحمد عز (مندوب إبن الرئيس) على أكثر من 90% من مقاعد البرلمان (بمجلسيه) قد تسببوا في "إنسداد سياسي مطلق" كان هو السبب المباشر لانفجار 25 يناير 2011.

4. التعديل الوزاري الذي أجراه حسني مبارك يوم 31 يناير 2011 دل بشكل قاطع على أن رئيس مصر "لم يفهم" معنى و مغزى و اتجاه و جوهر و رسالة الثورة الشعبية التي انفرجت منذ 25 يناير 2011.

5. عدد كبير من الوجود الجديدة (جديدة في مناصبها و ليس في معرفة المجتمع بها) هي لشخصيات ممتازة – و لكن يعيبها صلتها بالرئيس مبارك.

6. رغم أهمية ما حدث يوم 23 يوليو 1952 ؛ فان وصفه العلمي هو أنه كان "إنقلاباً عسكرياً" سرعان ما تحول إلى حقبة ثورية (سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً). أما الأحداث التي لا شك في كونها "ثورة"، فهي الأحداث التي بدأت يوم 9 مارس 1919 (ثورة 1919) و الأحداث التي بدأت يوم 25 يناير 2011 (ثورة الشعب) و لا شك عندي أن التاريخ سيعتبر أن ثورة يناير 2011 هي أكبر ثورة شعبية مصرية خلال المئتي سنة الأخيرة. فالأحداث التي بدأت يوم 25 يناير 2011 كانت ثورة شعبية لم يحركها قائد أو قادة أو حزب أو تيار أو جماعة، و إنما بدأ هذه الثورة و سهر على استمراريتها "الشعب المصري".

7. رغم الأحداث الجسام التي وقعت خلال تولي حبيب العدلي وزارة الداخلية ( من نوفمبر 1997 حتى أواخر يناير 2011 ) وعددها فوق العشر، و كل حادث منها كان يستدعي عزل هذا الوزير البغيض، فإن النظام السياسي إحتفظ به لأنه كان واضحاً: فقد فهم أن مهمته الأولى هي "حماية النظام" و ليس أن يكون في "خدمة الشعب". هذا الوزير الذي تعالى و تكبر و تجبر (رغم محدودية تكوينه العلمي و الثقافي و رغم سطحية شديدة اشتهر بها هذا الرجل الذي كان يخصص الكثير من وقته لتهذيب شاربه حتى أمام ضيوفه !) أغضبه أن يطلب رئيس الجمهورية من جيش مصر النزول لتدارك الحال التي أوصل وزير الداخلية مصر لها، فغضب حبيب العدلي، و أمر قوات الشرطة و الأمن المركزي بالإنسحاب الفوري في كل مواقعه في مصر (من شمالها لجنوبها) و هو ما تسبب في موجة السلب و النهب و هروب المساجين. و هو قرار يجب أن يحاكم عليه حبيب العدلي، و لا أظن أن محاكمته ستؤدي إلا لإعدامه بتهمة الخيانة العظمى.

8. العالم كله يعرف الكثير (بل و الكثير جداً) عن فساد حكام عدد كبير من الدول العربية. فمتى ستقوم "البلدان المتقدمة" بفتح ملف فساد حكام العالم الثالث على الملأ؟

9. لا شك عندي أن رئيس مصر الحالي و أسرته لن يبقوا جاثمين فوق صدر مصر حتى نهاية العام الجاري. و كلما أسرعت هذه الأسرة بالرحيل كلما كان الثمن الذي ستدفعه مصر أقل.

10. كان الملك فاروق رجلاً شهماً. كان بوسعه أن يسحق انقلاب الجيش يوم 23 يوليو 1952، و لكنه قال أنه لن يسمح بإراقة دماء المصريين. و رحل فاروق، رغم أن مكالمة واحدة منه لقائد القوات البريطانية في منطقة قناة السويس (80 ألف جندي ) كانت كافية لسحق إنقلاب الضباط الأحرار، إلا أن فاروقا كان أكثر مصرية من غيره من أولئك الذين لا شك عندي أنهم سيتمسكون بكراسيهم حتى لو كان ذلك على حسب آلاف الأرواح المصرية.

11. همس لي لواء شرطة قام وزير الداخلية ( الذي فر يوم الجمعة 28 يناير منسحباً هو و جنوده من مهمة حفظ أمن المصريين ) بإنهاء خدمته لأنه عارضه في اجتماع عام. همس لي بالتالي: إن وزير الداخلية الفار قد بدَّل أثناء مدة توليه وزارة الداخلية "عقيدة الشرطة" ، فبعد أن كانت لعقود طويلة هي أن "الشرطة في خدمة الشعب"، فقد جعل هذا الوزير الفار عقيدة الشرطة هى "خدمة الحاكم" و ليس "خدمة المحكومين". بل و جعلها واضحة أن تحقيق هذه المهمة (أي خدمة الحاكم) هي المهمة الرئيسية لرجال الشرطة بصرف النظر عن طبيعة أدوات تحقيقها، فسواء كانت قانونية أو غير قانونية، أخلاقية أو غير أخلاقية، فهذا لا يهم. إنما المهم هو "خدمة الحاكم" بأي شكل و أي أدوات و أي طرق. و بالتالي، فإن تزوير الانتخبات (مثلاً) تصبح مهمته شريفة (!!) بل و من حق من يقوم بها أن يفتخر بمهنيته (!!) فقد خدم عقيدة وزيره و هي "خدمة الحاكم". و سيكون من الضروري عندما تؤول كل الأمور في المستقبل القريب لشرفاء من أبناء و بنات مصر أن يعملوا على إعادة تأسيس و ترسيخ العقيدة القديمة أي عقيدة أن الشرطة في خدمة المحكومين و ليس في خدمة الحاكم.

12. سؤال يوجه لي كل يوم عشرات المرات: هل ستنجح ثورة المصريين في إنهاء حقبة مبارك و أسرته (و روح عهده)؟ و كان (و سيكون) جوابي دائماً: نعم... و خلال هذا العام، بل و خلال أسابيع محدودة. ** كتبت هذه الدانات يوم 31 يناير 2011 ، أي قبل الجريمة التى أقدم عليها نظام الحكم المتهاوي فى مصر يوم الأربعاء 2 فبراير بالتعاون مع عدد من كبار رجال الأعمال فى مصر والتى تمثلت فى هجوم رعاع الحزب الحاكم بالسيوف والأسلحة النارية وهم فوق جياد وجمال على زهور مصر الثائرين بميدان التحرير - طارق حجي



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على ما حدث
- الثورة المتوخاة فى التعليم الديني
- خواطر لندنية
- خواطر وشذرات
- دانات - بمناسبة تحرر الشيطان من أغلاله الرمضانية !
- حجر الأساس للإصلاح في المجتمعات العربية.
- د.طارق حجي في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول العلمانية و ...
- سجون العقل العربي - النص الكامل
- موجز الكلمة التى سيلقيها طارق حجي بجامعة الزيتونة بتونس يوم ...
- عن كتاب فذ : الإختلاف فى الثقافة العربية - دراسة جندرية للبر ...
- أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟
- ثقافتنا: ... بين الوهم والواقع (كتاب أصدرته -دار أخبار اليوم ...
- اختلال الميزان فى مقال الامير سلمان !
- ثلاث معضلات متداخلات
- ياسمين يحي ومقالها البديع عن الوهابية
- مقدمة مقال حديث مطول (غير منشور) عن أزمة الهوية فى مصر
- دانات منتخبات (مقالات قصيرة جدا) .
- لا تقدم بدون -حقوق كاملة للمرأة- ...
- الآثار : بين العلماء والتجار !
- لماذا نحن عاجزين عن ركوب قطار الحداثة ؟


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانات أسيفات ...