أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رائد الدبس - جمعة مصر العظيمة.














المزيد.....

جمعة مصر العظيمة.


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 03:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الجمعة،4 شباط - فبراير 2011، ستدخل التاريخ المصري والعربي والإنساني الحديث بوصفها جمعة مصر العظيمة. ومهما سيلحق بها من أوصاف أخرى صحيحة مثل جمعة الرحيل أو جمعة التغيير الكبير ، فقد بات واضحاً أنها ستكون الجمعة الفاصلة ما بين عهدين : العهد القديم والعهد الجديد، الذي سيقوم أبناؤه ويصعدون من بين الأحياء هذه المرة.. إنها الجمعة العظيمة. ومهما تكن النتائج في هذا اليوم التاريخي أو اليوم التالي فإن الأمر الأكيد أن مصر لن تعود إلى العهد القديم، بل ستصعد إلى عهد جديد عنوانه الحرية والكرامة والديمقراطية. وقد يُطرح السؤال هنا : على ماذا يقوم هذا التفاؤل؟

هذا التفاؤل الواقعي قائم أولاً على استمرار وصمود الثورة السلمية الأعظم في تاريخ مصر الحديث لليوم الحادي عشر، دون أي توقف أو تراجع.
وثانياً، على تراجع النظام عن كل ما تمسّك به في الأيام التسعة الأولى، وتسليمه بالغالبية العظمى من المطالب السياسية والتشريعية والدستورية للثورة، وأن الرئيس حسني مبارك بات أضعف بكثير من بطّة عرجاء. سواء أمام الداخل المصري بكل مكوّناته، أو أمام العالم الخارجي.
وثالثاً، على أن الجيش المصري أثبت أنه لا يزال يشكل الضامن الوطني الأكبر للتحول السلمي نحو التغيير.
ورابعاً، لأن لجنة الحكماء المصريين التي تضم بين صفوفها شخصيات وطنية من خيرة رجال مصر ونسائها، قد بدأت بأخذ زمام المبادرة السياسية، ورسم معالم خارطة الطريق التي يمكن أن توصل مصر إلى العهد الجديد بسلام.

التطور السياسي الأهم الذي ميّز اليوم الحادي عشر من ثورة شباب 25 يناير، يوم ثورة الحرية، هو دخول مجلس الحكماء إلى ميدان الفعل السياسي، وتقدمهُ بمبادرة تشكل خارطة طريق للمرحلة الانتقالية، ودعوته لتمثيل شباب الثورة ضمن مجلس الحكماء، ويُفتَرَض أن يحظى هذا التمثيل بالأولوية القصوى. وبصرف النظر، سواء استقال حسني مبارك في الساعات أو الأيام القادمة، أم أحال كافة اختصاصاته الدستورية لنائبه وفقاً للمادة 139 أم غيرها من المواد، فلم تعد الأمور على أرض الواقع السياسي في ميدان التحرير وفي مصر كلها، تتوقف كثيراً على هذه البهلوانيات الدستورية. الحقيقة الواضحة للجميع الآن، هي أن كل أقطاب النظام تسارع للاعتراف بشرعية كافة مطالب الثورة، ولا بديل أمامها غير ذلك. بل إن بعض أقطاب النظام، باتوا يقدمون تنازلات كبرى بشأن مستقبل الحزب الوطني الحاكم، الذي بدأ النائب المصري العام بملاحقة وتوقيف وحجز أملاك رموزه الفاسدة. وخصوصاً بعد أن سقطت هيبة وفكرة النظام، كما أشرتُ في مقال سابق.

أما استخدام مبارك لفزّاعة الفوضى والإخوان المسلمين، في مقابلته مع محطة "أي.بي. سي." الأمريكية، أو على أرض الواقع داخل مصر، فلن ينفع الآن. بل سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وإعطاء الإخوان حجماً أكثر من حجمهم الفعلي بكثير. هذه الفزّاعة هي الآن أفضل وصفة لمزيد من المساومات الأمريكية مع الإخوان وغيرهم. ويبدو أن أفضل ما يمكن أن يقدمه مبارك للشعب الآن هو الاستقالة وتسليم السلطة لنائبه الذي عليه أن يبدأ الحوار الجاد مع شباب الثورة أوّلاً ثم باقي القوى السياسية المصرية مستعيناً بخارطة الطريق التي قدمها مجلس الحكماء. ثم مباشرة مسيرة الإصلاحات التشريعية والدستورية ضمن مرحلة انتقالية محددة الأجل ومتفق عليها، لقطع الطريق على مزيد من التدخلات والمساومات .

إن أسوأ ما يحدث الآن بعد قمع الأنظمة تجاه ثورة شباب مصر وتونس من قبلها، هي محاولات فرض الوصاية والنصائح والتدخلات والإرشادات الأمريكية والإيرانية على حد سواء. أو محاولات بعض التيارات الحزبية التقليدية في كلا البلدين، الركوب على ظهر ثورة الشباب وقطف ثمارها. فبعد سلسلة طويلة ومتواصلة من التدخلات الأمريكية المباشرة في شأن ثورة شباب مصر، تدخّل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامينئي فقال في خطبة الجمعة 4-شباط-2011 : "أن ثورتيْ تونس ومصر هما دلالة صحوة إسلامية" !! ولا يبدو أن كثيراً من شباب ثورة تونس ومصر يوافقه على هذا الرأي، بل إنهم يعتبرون ثورتهم صحوة حرية وكرامة وديمقراطية.. كما دعا الشعب المصري الى مواصلة ثورته حتى إقامة نظام جديد على أساس الدين..وأضاف قائلاً : "الشعوب الاخرى تراقبنا وتقتدي بثورتنا".! وفي هذا القول الأخير قد يكون محقاً، فالشعوب الأخرى راقبت كيف قمعوا ثورة شباب إيران بعد أزمة الانتخابات الأخيرة . خطبة خامنيئي هذه لا تقدم ولا تؤخر كثيراً في واقع تونس ومصر الراهن. بل تبدو أنها تعاني من حالة انفصال عن الواقع في كلا البلدين. وهي موجهة على الأرجح للداخل الإيراني ، خصوصاً بعد أحداث ثورة شباب إيران التي قمعوها.

هذه التدخلات الخارجية المباشرة والمرشحة للتصاعد إذا طال عمر الأزمة، هي التحدي الأكبر الذي يُفترض بأي رئيس حريص على مصالح شعبه العليا أن يضعه فوق كل اعتبار، حتى فوق اعتبار كرامته الشخصية التي لن يحميها ويحفظها سوى شعبه الذي أبدى استعداداً كاملاً لذلك. فهل يفعلها مبارك، بعد أن فهم أن هذه الجمعة ليست مثل أي جمعة خلت على امتداد ثلاثين عاماً؟ هل سيفهم أنها حقاً جمعة مصر العظيمة التي ستحفظ مصر وتحفظه ببركاتها وبنعمة نقاء شبابها وتسامحهم؟
هذه الجمعة، جسدت قدرة ثورة الشباب على فرض شرعية العهد الجديد، وعجز العهد القديم عن الدفاع عن شرعيته المتآكلة. وتلك هي اللحظة الحاسمة بالنسبة لكل الثورات عبر التاريخ.



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط هيبة وفكرة النظام.
- بصرف النظر، لا لطبائع الاستبداد !!
- تونس تكسر النمط
- تونس وأثر الفراشة.
- جوليان أسانج : الرسالة والصفقة.
- أوّلُ الغيث : هدف برازيلي في مرمى الشرعية الدولية
- ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة .
- في الذكرى السادسة لرحيله: كي تبقى العرفاتية فكرة حيّة .
- خصوصيات ثقافية حمّالة أوجه.
- فيروز أسمى من قرار المنع
- سلوك القطيع وسيكولوجيا الحشد
- اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وفزّاعة التوطين!!
- سياسة العمق الاستراتيجي لتركيا وحصار غزة
- ما بعد رياح السماء ودلالاتها.
- محاكم التفتيش الجديدة والثقافة الاعتباطية.1-
- حوار الأديان -3 :دور الجامعات ومراكز البحث العلمي في بلادنا ...
- حوار الأديان: هل يستطيع الفارس أن يجري أسرع من جواده؟(2)
- حوارُ الأديانِ : هلْ يستطيعُ الفارسُ أن يجريَ أسرعَ منْ جواد ...
- مقال
- السباحة في بحر الفيسبوك


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رائد الدبس - جمعة مصر العظيمة.