أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة .















المزيد.....

ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة .


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة . / رائد الدبس.

تطرح "تسريبات ويكي" المثيرة للجدل، والمحتوية على قدر كبير من النميمة السياسية والديبلوماسية، جملة من الأسئلة والملاحظات، مثلما تكشف كمية لا حصر لها من الأسرار المكشوفة والخفيّة في آن معاً. وقبل الانشغال بالتعليق على طبيعة ونوعية الأسرار المكشوفة والخفيّة التي تفضحها الوثائق المُسَرَّبة، فإن أولى الأسئلة التي قد تقفز إلى ذهن أي إنسان سياسيّ، أو باحث متابع لشؤون السياسة الدولية، أو أي إنسان مهتم بالسياسة، هي : كيف استطاع مؤسس هذا الموقع الشاب "الخبير المستقل" أن يحصل على هذا الكم الهائل من الوثائق السرية؟؟ وهل يستطيع خبير واحد أو فريق من الخبراء المستقلين أن يحصلوا هكذا على مئات الآلاف من الوثائق السرية والحساسة للبنتاغون ووزارة الخارجية الأميريكية ؟
ولمصلحة من يعمل هذا الموقع، وما قام به من أضخم عمليات تسريب وثائق سرية لأكبر قوة عظمى في تاريخ العلاقات الدولية الحديثة؟ ومن هي الجهات ذات المصلحة والنفوذ التي تساعده بتسريب هذه الوثائق السرية والحساسة؟

بالطبع، لا يمكن الادعاء بامتلاك إجابات شافية ووافية عن كل هذه الأسئلة أو معظمها. لأن الإجابة على مثل هذه الأسئلة تتطلب امتلاكاً للكثير من المعلومات السرية المحيطة بكيفية تسريب الوثائق من مصادرها الأصلية، وهذا غير ممكن وغير متاح إلا للجهات والأشخاص المخططين واللاعبين الرئيسيين الكبار في هذه اللعبة الدولية الحساسة والشديدة السرية والدهاء . ولكن الاعتراف بعدم القدرة على تقديم إجابات شافية ووافية عن الأسئلة المطروحة، لا ينبغي أن يؤدي بنا إلى التفكير بنظرية المؤامرة، بل إلى التفكير بعقول تحليلية، وبنظرة فاحصة، تسعى إلى تكوين ملاحظات جوهرية، وافتراضات منطقية، حول طبيعة ونوعية هذه الوثائق المُسرَّبة، وما هي النتائج المرجوّة والمأمولة من وراء تسريبها؟

بالنظر إلى طبيعة ونوعية الوثائق المسربة، وعلى الرغم من تنوعها وشموليتها لمواضيع وأطراف دولية متعددة من أقصى مغارب الأرض ومشارقها، لا بد للملاحظ أن ينتبه إلى نوع من الانتقائية في تلك التسريبات. فهنالك العديد من التسريبات التي تمسّ في الصميم، جوهر وطبيعة ممارسات القوة المتعجرفة والمتعالية، التي تمارسها السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حلفائها وأصدقائها وأعدائها على حد سواء، وإن بدرجات متفاوتة، وخصوصاً منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. وأن تلك الانتقائية المدروسة في تسريب الوثائق السرية، تعزز افتراضاً مفاده، أن الجهات واللاعبين الرئيسيين اللذين يقفون خلفها،سواء داخل المؤسسات الأميريكية أم خارجها وخصوصاً في أوروبا، إنما يهدفون إلى تحقيق نتائج سياسية مأمولة، من بينها محاولة التخفيف من ممارسات القوة المتعالية والمتعجرفة، عبر فضحها وإظهار أوجهها المتعددة السوء، والضارة بمصالح الولايات المتحدة الأميريكية وحلفائها الرئيسيين، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي. وعليه فيمكن للمرء أن يفترض، أن أكثر الأطراف استفادة من هذه التسريبات هي الجهات الأكثر اعتدالاً وواقعية في مؤسسات ومراكز صنع القرار الأميريكية، وكذلك السياسات الأوروبية .

لو أخذنا التسريبات المتعلقة بالسياسات وببعض القيادات الأوروبية مثل ساركوزي وميريكل، لوجدنا أن هذه التسريبات لا تدين الأوروبيين ولا سياساتهم الخارجية بشيء، بل تدين حليفتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصاً في عهد بوش الإبن، وتداعياتها وذيولها المستمرة في عهد أوباما. كذلك لو أخذنا التسريبات المتعلقة بروسيا، فإن نشر وثيقة كتبها ديبلوماسي أميريكي يعمل في روسيا بأن ميدفيديف هو دمية سياسية بيد رجل روسيا القوي بوتين، هو قول يكشف سراً مكشوفاً ومعروفاً على نطاق واسع. ولكن الاستنتاج الأهم في تلك الوثيقة، والذي يقول فيه ذلك الديبلوماسي الأميريكي لوزارة خارجيته، بأن الديمقراطية في روسيا تحتضر، هو أمر يهمّ الأوروبيين ويقلقهم بدرجة أكثر بكثير مما يقلق الأميريكيين، وذلك لأسباب متعددة ومعروفة، مع أنه يقلق أيضاً بعض الاتجاهات الواقعية والديمقراطية داخل المؤسسات الأميريكية، خصوصاً بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط مبررات العداء الأيديولوجي، والحاجة المتبادلة للتعاون والتقارب في كثير من الملفات الدولية الحساسة.

بالنسبة للشرق الأوسط والعرب والفلسطينيين وإسرائيل، فإن هذه التسريبات لم تأتِ بجديد، بل إنها تكشف أسراراً يمكن اعتبار معظمها مكشوفاً . سواء ما يتعلق بموقف القيادة الفلسطينية الرافض للعدوان على غزة، أم الإشارات المتكررة والموثقة التي ترسلها قيادة حماس للأوروبيين والأمريكيين عن استعدادها للتفاوض على حل الدولتين والنظر بمسألة الاعتراف بإسرائيل، وكذا تسريبات أخرى عن الدولة ذات الحدود المؤقتة. ولعل اسماعيل هنية في هذا الصدد، قد قطع قول كل خطيب، حين أعلن بصورة مفاجئة، يوم الأربعاء 1 ديسمبر 2010 عن استعداد حماس للاعتراف بنتائج أي استفتاء فلسطيني على اتفاق سلام مع إسرائيل، على أساس حل الدولتين في حدود عام 1967.

وباختصار شديد، فنحن أمام شكل نوعي جديد من لعبة الأمم . وليست النميمة في العلاقات الدولية والعمل الديبلوماسي أمراً جديداً أو طارئاً، بل إنها قديمة وثابته. لكن الجديد فيها، هو هذا الشكل الحداثي المعولَم والمعزز بكمية هائلة من الوثائق السرية،التي لم يكن ممكناً تصور حدوث أجزاء منها قبل نهاية الحرب الباردة،أو قبل 11 سبتمبر وتداعياته الخطيرة، أوقبل بلوغ هذه العولمة الماكرة ذروتها.
فهل ستغير هذه التسريبات الأضخم في التاريخ المعاصر، كثيراً أم قليلاً من قوانين لعبة الأمم؟ هذا سؤال مفتوح. وعلى الأرجح أنها ستغير قليلاً من قوانين اللعبة في ظل ميزان القوى الدولي الراهن على الساحة الدولية .
لكن ما يهمنا نحن العرب والفلسطينيين، هو أن ننتبه جيداً لمكر العولمة، وللخفّة المتعجرفة التي لا تُحتمل، الناتجة عن نزعات التعالي وعدم الاكتراث الذي يظهر في تعامل الولايات المتحدة مع كل أطراف القوة والضعف على المسرح الدولي، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.

ملاحظة:بعد صدور مذكرة اعتقال من الانتربول بحق مؤسس الموقع، و في خبر عاجل أوردته بعض المحطات الفضائية،أن موقع ويكي ليكس قد انهار تماماً، ولم يوضح مستضيفه " أمازون" السبب . السؤال: هل انتهى دوره حتى هذه اللحظة؟



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السادسة لرحيله: كي تبقى العرفاتية فكرة حيّة .
- خصوصيات ثقافية حمّالة أوجه.
- فيروز أسمى من قرار المنع
- سلوك القطيع وسيكولوجيا الحشد
- اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وفزّاعة التوطين!!
- سياسة العمق الاستراتيجي لتركيا وحصار غزة
- ما بعد رياح السماء ودلالاتها.
- محاكم التفتيش الجديدة والثقافة الاعتباطية.1-
- حوار الأديان -3 :دور الجامعات ومراكز البحث العلمي في بلادنا ...
- حوار الأديان: هل يستطيع الفارس أن يجري أسرع من جواده؟(2)
- حوارُ الأديانِ : هلْ يستطيعُ الفارسُ أن يجريَ أسرعَ منْ جواد ...
- مقال
- السباحة في بحر الفيسبوك
- تأملات في قضية المرأة .
- الثقافة الوطنية وحالة - أمير حماس الأخضر-.
- فولكلور سياسي
- دروس دبي.
- إسرائيل ومسلسل كيّ الوعي الفلسطيني.
- أطراف نهار -الأيام- الفلسطينية ونقطة ضوئها.
- بُرقع الوجه وبُرقع العقل.


المزيد.....




- صدمته شاحنة فانقلب -رأسًا على عقب-.. شاهد ما حدث لعامل أثناء ...
- ترامب يدعي أن إيران -لم تنقل شيئا- من المواقع النووية
- زفاف القرن في فينيسيا.. بيزوس وسانشيز يتوجان بحبّهما بحفل أس ...
- ضحى العريبي تثير الانقسام بتصريحات حول شهادة البكالوريا في ت ...
- الطفلة الليبية سوهان أبو السعود تفر عبر قارب هجرة بحثا عن عل ...
- كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا سياحيًا بعد عقد من الإنشاءات: هل ...
- من صنعاء: احتفاء بـ-انتصار طهران- وتأكيد على استمرار دعم غزة ...
- هل روسيا ضالعة في حرق شاحنات للجيش الألماني؟
- في إطار -توسيع اتفاقيات السلام-... هل يتجه نتانياهو نحو مفهو ...
- بعد ثلاثين عاما من الصراع... الكونغو الديمقراطية ورواندا يوق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة .