أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مختار العربي - صابر الذي قتل صبراً - جنود هولاكو يتجلون في شوارع المدينة!!!















المزيد.....

صابر الذي قتل صبراً - جنود هولاكو يتجلون في شوارع المدينة!!!


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حالة الطوارئ - حظر التجول - الإيقاف الجبري مع التفتيش (كأنما البحث عن اصبح أبي المفقود!!) ،
من أنت يا وطني؟
من أنت؟
يا أوطاناً تكره إنساناً على إثبات انتمائه من دمه ليستثمره المرابون أصحاب اللحية الصفراء الذين يؤلبون بأسم اللات العصبيات القبيلة ،
أحفاد أبو سفيان أمثال عورة عمرو بن العاص التي تقبح وجه التاريخ. فقديما في وطني الجوع يقتحم المدينة والناس مثل صابرون صابر! ، والبحر يجتاح المدينة يخلع علينا أفكار الهلوسة فيمنعنا من مسكن يحرمنا من مأمن يجرح خاطرنا والناس صابرون مثل صابر! لا يتذمرون ! يفتخرون بالذنب فالمؤمن مصاب! يضحكون يتندرون حتى لا يبكي الأطفال! ولكنهم يبكون وتسهر الأم تغلي قدر صخور وهنالك أموي يمزق كتاب الله يحكمنا به - يجلسنا به - يأمرنا به - يقتلنا به - الناس في وطني يتوضئون بالذل يمسحون بالخرقة حد السيف! تراهم لا لا يتحججون بالبرد وحر الصيف ، يأكلون أصابعهم لا خوفاً بل صبراً مثل صابر! ، السماء تمطر دماً فتحيل الأحياء إلى صرعى والبِشر يصبح تابو! ولكنهم مؤمنون صابرون مثل صابر! البشاشة تعتصر وجوههم ، الضحك يعشق مشهد أسنان بيضاء من نقاء القلب واتزانه ،الوجه أسود سواداً يحكي عظمة تاريخ الظلم الذي مورس بفعل العادة وها هم أهلي ! فشفاه أهلى غليظة !
ليست مرثية تكتب لإنسان مثل صابر ! وكم أدري حيرة من يقرأ كلماتي يتسائل ! من صابر فالكل في بلادي يشبه صابر!
بلا مقدمات وإن كنت أمتهنت الكلمة في زمن ماتت فيه حروف الأبجدية واستعصي عليها ان تعبر عن الحق بل باعت نفسها لتجار السياسة أصحاب المال المترفين - المنعمين - المتاجرون بالدين جاعلون منهم إمامهم في حضرة الشعب الغائب ، لنحكي عن صابر :-
بطاقة صابر الشخصية:-
الاسم : صابر محمد الحسن.
العمر : 20 عاماً
الجنسية: إنسان - يسكن في بلاد ماتت فيها الرحمة - انتقلت أصوات الموتى لسطح الأرض - اعتبر الجسد جريمة
كيف عاش وكيف قتل؟؟
عن حياته كانت عادية تحكيها تقاطيع وجه البريئة وابتسامته المرحة وروحه التي لا تشبه أرواحنا !
كيف اغتيل:
أحكي القصة كما وردت: -
خرج المقتول من مكان عمله في الساعة الواحدة والنصف ظهراً فقد طلب منه ان يذهب ويشتري كهرباء لمكان العمل وهو المحبوب جداً وسط زملائه ورؤسائه في العمل لم يسمع أن تفوه بكلمة جارحة بل كان البِشر والضحك امتيازه في الدنيا الذي لا يملك غيره فلم يدع له ولنا المرابون الساسة شيئاً ندعي ملكيته إلا قلوبنا ولا استطاعوا لانتزعوها مثلما انتزعوا كبرياء الإنسان في وطن الموت المجاني ، المكان الذي يشتري منه صابر الكهرباء ليس بعيداً جداً ولكنه تأخر حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً مع العلم بأن المشوار يتطلب أقل من نصف الساعغة فأين ذهب؟
جرس الهاتف يرن: لا يدري السامع ماذا سيسمع! وللصدفة كان مدير الشركة هو من يتلقي نبأ حزين! فماذا كان؟
يحكي لنا : ( أتصل أحدهم (لايدري من يكون!؟) لخبرني بأن صابر الذي يعلم معك في حالة خطرة يصارع الموت في المستشفى ، تحرك المدير فوراً وقبل الوصول إلى المستشفي أتصل المتصل المجهول ليخبره بوفاة صابر! لم يتمالك نفسه بكي (واظنه لا يزال يبكي حتى الآن!)
وكان ما حدث لصابر هو أن أفراد من الشرطة العسكرية الذين يجوبون شوارع العاصمة الآن يوقفون الناس ليسألوهم بعنف عن أسباب وجودهم وبطاقات هوياتهم وإثبات حسن نيتهم في النيل من السلطة ، وعندما لم يكن صابر يحمل بطاقة لسبب أنه ذهب في مشوار قصير وسوف يرجع ولكنه لم يرجع! أمره الشرطي أن يبرز بطاقته وعندما لم تكن لديه في ذلك الوقت البطاقة أجبر على الركوب في عربة الشرطة المليئة بالناس أصحاب المصير المجهول في بلاد المغول ، حاول صابر إفهامه أنه يعمل بمكان قريب جداً منه ولذلك لا يحتاج أن يحمل بطاقته معه، ولكن الشرطي كان قاسياً وحشياً معه ، يحكي مدير الشركة بأن عند وصوله إلى المستشفي وجد صابر في حالة يرثي لها مستخ الثياب على رأسه كدمات وأثار للضرب المبرح ، وعندما أراد أن يتم تحويل الجثة إلى المشرحة رفض طلبه!! أرد أن يستخرج أورنيك (يعني في لغتنا شهادة طبية جنائية بموجبها يتم فتح بلاغ جنائي ليقاضي المذنب ) رفض طلبه بشدة ، واتضح أن صابر قتل صبراً تم الاعتداء عليه جسدياً بالضرب في وحشية لا تشبهها إلى وحشية جنود هولاكو وهم يعبثون بسكان بغداد ، حاول بشتى السبل أن يلجاً للقضاء ولكن محاولته باءت بالفشل بل بالوعيد إن هو تحدث! أو تفوه بكلمة يقدح فيها أو يتهم أفراد الشرطة بأنهم قتلوا صابر عن عمد! وآخر شيئاً أستطاع ان يحصل عليه ليدفن صابر الاتي:
تصريح دفن مجاني BURIAL PERMIT فالإنسان هنا يعيش بالمجان ويموت بالمجان في حضرة بقاء السلطان!
اسم المتوفي : صابر محمد الحسن.
رقم التصريح: 026463
النوع: ذكر ( وماذا يفيد ذكراً كان أم أنثى فالغدر لا يحفل بالنوع!!)
سبب الوفاة:
الفشل التفنسي وهبوط الدورة الدموية الحادة نتيجة ارتجاج الدماغ ودزمة رئوية ( من فعل هذا!) لا أحد هو من فعل بنفسه انتحر أحكموا عليه بالردة! أصلبوه حياً بفعلاً دستورياً يحاكم من يفكر في الانتحار ويشرع فيه!
تاريخ الوفاة: 30/9/2004م
سم المبلغ عن الوفاة: مجهول فالقتيل قد انتحر!
إلى هنا ومات صابر وغداً يموت صابراً آخر ونظل صابرون ننتظر الصبر حتى يكرهنا يهجرنا ، ولكن يبقي السؤال؟
كيف مات صابر؟
وإذا كان التقرير الطبي: يؤكد أنه أصيب بالفشل التنفسي والهبوط في الدورة الدموية الحاد ؟ فمن فعل ذلك؟ ولحساب من؟ ولأي هدف؟ وحتى لو كان صابراً مجرماً إرهابياً دولياً درب كارلوس ومنح ثقته لإيتا في ان تخرب أسبانيا، فأين القضاء ؟ أين القانون؟
والصمت يبقي هو الحل ! في عرف العالم الحزين الذي يموت إنسانه لا لا شيء سوى أنه يريد أن يعيش!
سلام على روح صابر وداعاً صابر! لا ننسى صوتك ، لا ننسى وجهك لا ننسى لونك لا ننسى قلبك لا ننسى ضحكك لا ننسى أسنانك البيضاء لا ننسى القتلة لا ننسى الظلم نبكيك دماً نترحم على روح فسلام عليك وأنت قد أنقذتنا من ربقة الذل وجعلتنا نصوم عن الضحك سنيناً - وداعاً صابر وداعاً.. فالظلم لا يعيش مرتين....



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوفينية الخطاب الإسلامي - أهل الذمة في الفكر الديني الإسلامي
- النص الأزمة :- محاولة قراءة التراث الإسلامي ماركيزياً!
- دراسة حول السياسي المثالي ابن خلدون -1
- وثيقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لنصارى الشام - محاولة تفكي ...
- الوعد في الإسلام: كائنات جنة الخلد - الغلمان والحور العين!!
- البرجوازية العربية في خلافة عثمان (1)
- التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله ...
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي
- رائد العصيان المدني وسياسة اللاعنف - المهاتما غاندي
- القاضي الداعر – يحي أبن أكثم – الشذوذ في آل عباس
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي... 1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (3/4) ...
- حوار مع رجل من عمق التاريخ
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي 2/4
- في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (1/4) ...
- فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3 ...
- صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
- مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
- المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مختار العربي - صابر الذي قتل صبراً - جنود هولاكو يتجلون في شوارع المدينة!!!