أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - وثيقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لنصارى الشام - محاولة تفكيك التراث















المزيد.....

وثيقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لنصارى الشام - محاولة تفكيك التراث


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه : -
1. الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب
2. ولا يجدِّدوا ما خُرِّب
3. ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم
4. ولا يؤووا جاسوساً
5. ولا يكتموا غشاً للمسلمين
6. ولا يعلّموا أولادهم القرآن
7. ولا يُظهِروا شِركاً
8. ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا
9. وأن يوقّروا المسلمين
10. وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس
11. ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم
12. ولا يتكنّوا بكناهم
13. ولا يركبوا سرجاً
14. ولا يتقلّدوا سيفاً
15. ولا يبيعوا الخمور
16. وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم
17. وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا
18. وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم
19. ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين
20. ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم
21. ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً
22. ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين
23. ولا يخرجوا شعانين
24. ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم
25. ولا يَظهِروا النيران معهم
26. ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.
27. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم
28. وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
وأجاب المسيحيين المذلين ، الذين أحتلت أراضيهم بقوة سيف المستعمر العربي المسلم الغاصب ...
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب بعثنا به نحن مسيحيوا الشام إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما أتيتم بلدنا استأمنا منكم لأنفسنا ولذوينا ولأموالنا ولإخواننا في الدين
وتعهدنا بألا نبني كنائس ولا صوامع ولا بيعاً ولن نعمر ما أشرف على الانهدام منها ولن نصلح ما يقع منها في أحياء المسلمين. نؤوي المارة والمسافرين من المسلمين في بيوتنا ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام ولن نقبل جاسوساً ولا عيناً في كنائسنا ولا في دورنا ولن نخفي على المسلمين ما من شأنه الإضرار بمصالحهم. لن نعلّم أولادنا القرآن ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس ولن ننصح بذلك في عظاتنا ولن نمنع أحداً من أهل ديننا من اعتناق الإسلام إن أراد. نعامل المسلمين بالبر والإحسان ونقوم إذا جلسوا ولن نتشبه بهم في الملبس ولن نأخذ بلسانهم ولن نكني أنفسنا ولا أولادنا ولن نسرج ولا نحمل سلاحاً ولن نضرب في خواتيمنا حروفاً عربية ولن نتاجر بالمسكرات ونحلق مقادم رؤوسنا ولن نعرض كتبنا ولا صلباننا في أماكن المسلمين .
فإن كان هذا ما حدث في عهد عُمَر الخليفة العادل!؟ فما الذي كان يحدث في عهد الخلفاء الظالمين وما أكثرهم في التاريخ الإسلامي الدموي.
تفكيك النص : وثيقة عمر للنصارى:-
عمر بن الخطاب أو الإمام العادل!! كما يسمى في عرف النص التاريخي الإسلامي ، وإن كانت صفة العدل لا تقتصر على من هو بإمام وصحابي جليل فقط ورضى الله عن الصحابة أجمعين وعمهم برحمته إن شاء ذلك فالأمر كله لله وحده! ، تولى عمر بن الخطاب قيادة الدولة الإسلامية في مرحلتها الثانية أي بعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق ابن أبي قحافة الذي كانت له الإمارة والسيادة بعد وفاة النبي (ص) وما حدث في سقيفة بني ساعدة من اختلاف حول من يرث الدولة الإسلامية فكان الانتصار لثاني اثنين! والدولة حينها اقتصرت على مجتمع المدينة ومكة وما جاورها من ديار العرب فامتنع بعض الأعراب عن دفع الزكاة باعتبارها إنما ألزموا بها في زمن النبي لأنه انتصر عليهم في حروبهم ففرض عليهم إتاوة يقضونها إليه كعادة القبائل العربية ، ففي الحروب يضع المنتصر دائماً شروطه ويطرح أيدلوجيته الجديدة التي ينفذها المستعَمر (بفتح الميم) تحت إشرافه وبإدراكاته التي يراها هو تخدم أغراضه وتوفر ملاذاً لقناعاته ـ فيؤدي زعيم القبيلة من ماله وعياله ونسائه وعبيده للنبي الكثير فيتصرف فيهم كيفما شاء ، ولم يكن وكما يقول أهل النص التاريخي أنهم منعوا واسقطوا حكماً من أحكام الله فالزكاة ليست حكماً ولو كانت كذلك لفرضت على أهل مكة وما منح أبو سفيان أغنى أغنياء مكة مالاً باعتباره من المؤلفة قلوبهم ، فلم تفرض الزكاة على أهل مكة باعتبارهم "عشيرتك الأقربين" فمعاوية ووالده أبو سفيان صخر بن حرب كانوا من أصحاب الثراء الفاحش بحكم عملهم بالتجارة ولكن عندما تم فتح مكة منحوا من أموال القبائل (أموال الغزو الحضاري!) ،و لكن الخليفة أبو بكر وبحكم قوة إيمانه وعقليته السياسية المزعزعة بين العمل بما كان في سابق عهده (عهد النبوة!) وبما تمليه ظروف جديدة ومفاهيم جديدة فزين له أن يوصم مانعي الزكاة بالكفر وخلط بين الردة التي هي في عرف الشريعة الإسلامية كفر ورفض مبدأ الوجود وبين المفاهيم السياسية التي لم تكن بعد قد اصطبغت بالموروث الجاهلي بعد! فثقافة القبائل العربية التي لم تشهد نظام سياسي يفرض فوقياً واعتمدت على سلطة شيخ القبيلة ولم تعهد الحكومات الكونية المثالية التي كانت موجودة في المدينة المنورة ، ونتعجب كيف يأمر الخليفة أبو بكر بمحاربتهم وإعمال القتل والذبح فيهم وإطلاق يد قائده خالد بن الوليد الذي قارف الذنب ، هذا ما كان من الخليفة الأول في الدولة الإسلامية أبي بكر الصديق ، ونأتي للخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي كان عهده يختلف عن سلفه لاتساع الرقعة في الدولة الإسلامية ففي عهده احتلت مصر بقيادة عمر بن العاص وبلاد العراق بقيادة سعد ابن أبي وقاص ، وتغير وجه العرب كثيراً ويحكي المؤرخون الثقاة (أنه لم تم فتح مصر والشام بعث عمر بن الخطاب يطلب مشورة أحد الحكماء ليسأله أن يشرح له أمر البلاد التي افتتحت ، فقال عمر : يا حكيم نحن أناس أعراب فتح الله علينا بلاد كثيرة ولم نكن نخبرها فأخبرني عم تعلم من أمورها وحالها وأهلها فكان من الحكيم أن أعطاه ما أراد ) وفي تتبعنا للنص ومخالفته الكثير مما حدث في عهد الخلافة الإسلامية حديثة الأمر حينذاك وبالذات في التعامل مع أهل البلاد المفتوحة فمن أين لخليفة يأمر احتلال بلاد الغير وفرض الدين بالأعراف الثلاثة المعروفة وهي :
• أن تسلم تسلم .
• تدفع الجزية.
• السيف؟؟
وإن كنا لا نجهل كثرة الآيات التي خاطبت النبي لتبين له أنه إنما بعث نذيراً ومبشراً فقط ، ولست عليهم بوكيل. والآيات التي تكشف لنا مسألة الغزو والسلب ومسألة أسلمة المجتمع والعالم بالقوة أي بالسيف! ومحاربتهم كما فعل الخليفة الأول أبو بكر والتمثيل بجثثهم وأخذ نسائهم بالقوة والغصب كما فعل خالد بن الوليد في قصة مالك بن نويرة ، من أي استمد الخليفة فكرة السيف الإسلامي الذي يقهر كل الثقافات ويبني دولة خوف لا دولة قناعة فمن يؤمن بالله خوفاً لا يعد ذلك إيماناً بل يعد ممارسة لفكرة التقية والمحافظة على حياته وذلك بأن يظهر الإسلام فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ، لا ما مورس بفعل غصب وافتراض، والذي ميز الحكم في زمن الخلافة وقالوا بدوافعه وأمره النصي كيف؟ أن تقاتل كل من يختلف معك في الإيمان بالله؟!!!
ولنعدد هذه الآيات التي تقدح في أمر التسليم لله وعدم غزو بلاد الغير وإجبارهم بالدخول في الإسلام:-
- ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً وما أنت عليهم بوكيل– سورة الأنعام الآية (107).
- لا إكراه في الدين - الآية 256 سورة البقرة.
- فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب- الرعد الآية 40.
- يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا – الأحزاب الآية 45.
- فإن تولوا فإنما عليك البلاغ . النحل الآية 82.
يتضح من سياق الآيات السالفة الذكر أن الدعوة في عرف النص هي دعوة تآلف لا تآمر ودعوة إيمان لا دعوة سيف ، ولكن يبقي السؤال ما هو موقف الصحابة الأجلاء من النص؟ وهل كان للنص وجود موضوعي فيما يفعله ويقرره الحاكم بأمر المسلمين؟ أم كان يتجاهل النص ويحفظ العرف كأساس للحكم؟ ووثيقة عمر لو كتبت في زمننا الحاضر لوصم الإسلام بالعنصرية ولكن يجب مراعاة الحدث التاريخي ومحيط وجوده! وأهل الإسلام الآن يعتقدون ويؤكدون على أن الإسلام هو دين السلام، يبقي لهم أن يتوجهوا بأسئلة حقيقية للتاريخ ونصوصه ليميزوا فساد النص من صلاحه، ولا يقيموا عماد سياستهم على مثالية زائفة ويعترفوا بالنقص الحاد في ذهنيتهم المعرفية فالعلاقة بين النص والإنسان الآن وفي رأي الشخصي (علاقة أزمة تواصل!) ولذا وجب من كل محقق تاريخي أن يراعي موضوعية وعقلانية الحدث وإمكانية وجود نص مضاد كما هو حال الآي وما ينسخها!، ولا يهربوا ويتعللوا بأن النص أبدي سرمدي البقاء لا يتبدل وإن تغيرت الدنيا وتحول الإنسان إلى عقيدة!.. والفرض سيظل لأي توجه وتيار حديث يريد أخذ النص وتطبيق التفكيك على النص لأن اللغة التاريخية لا تتحمل أكثر من ذلك. ودعوتنا أن يوفق أهل النص الذين هم أهل الإسلام السياسي في خلق وعي جديد يأخذه ويحررهم من أزمتهم "أزمة ثقة بالنص" وفي ذلك صلاح لهم ولنا وللآخر، فالديانات قامت على الإيمان بالآخر لا نفيه وإن تحدث المثقفون بغير ذلك، فالأديان جميعها لا بد أن تقود البشرية الى حياة أفضل لا أن تحبسهم رهن إشارات ورموز وأساطير غامضة تحيط بالنص الديني أينما كتب وأينما وجد مفسروه طريقاً لنشره وبثه، فلا فائدة من الصراع مع النصوص فالإنسان الأخلاقي أقدم من اي نص ديني ، ويبقي الإنسان كأسمى عقيدة..



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعد في الإسلام: كائنات جنة الخلد - الغلمان والحور العين!!
- البرجوازية العربية في خلافة عثمان (1)
- التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله ...
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي
- رائد العصيان المدني وسياسة اللاعنف - المهاتما غاندي
- القاضي الداعر – يحي أبن أكثم – الشذوذ في آل عباس
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي... 1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (3/4) ...
- حوار مع رجل من عمق التاريخ
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي 2/4
- في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (1/4) ...
- فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3 ...
- صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
- مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
- المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
- مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
- فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
- الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
- اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - وثيقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لنصارى الشام - محاولة تفكيك التراث