أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله الفاطمي الظلامي















المزيد.....

التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله الفاطمي الظلامي


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سياحة تاريخية – الدولة الفاطمية إسلاماً سياسياً
ما شئت لا شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار
تمهيد:
انقسمت الدويلات الإسلامية إلى عدة ممالك وإقطاعات وبليدات عديدة وكان أنه يمكن لدولتان أن تتجاوران وتتداخل حدودهما بشكل لا يفرق بينها وهذا ما كان في سنة 393هـ ، فحكم أمراء المؤمنين العباسيين بغداد والحجاز ، وحكم بنو حمدان مقاطعات من الشام وتولي الأمويون الأندلس فحكم أحفاد صقر قريش أسبانية الحالية وسواحل من المغرب ، وفي الجزيرة العربية والعراق توالت ثورات الطالبيين وأيضاً كانوا في الرقة ودمشق يقومون بتنصيب أنفسهم حكاماً وأمراء ولكنهم قمعوا وذبحوا وصلبوا على الجسور في بغداد والبصرة وتسمل عيونهم ويعملون فيهم النفخ من دبر وإرسال رؤوسهم هدية لأمير المؤمنين العباسي ليطير فرحاً بمشاهدة الرأس لا ينطق ولا يتكلم ، وكان كلما برز منهم مطالب بحق آل هاشم في الخلافة بعثت إليه السرايا وسيرت الجيوش وقتل خلق كثير، والتاريخ يزخر بثورات الطالبيين وكيف أخمدت وأفنوا على آخرهم ولم يسمح لهم بممارسة السياسة أبداً ولا الإشراف على التعليم الديني من فقه وقرآن وسير وأخبار لأن ذلك يحد من سلطة الخلافة العباسية فالفرقتان كانتا تستخدمان الدين والنص لأجل المطامح السياسية وكلنا يعلم ما كانت عليه الجماهير من الجهل والتخبط وانعدام الوعي والتهافت وراء تقديس آل هاشم لأنهم أثر النبي (ص) ، والحرب كانت حرب مصالح ليس إلا فالعباسيون يتخذون من نسبهم الشريف بواسطة العباس عم النبي (ص) فكانت بذرة الإسلام السياسي تنمو وتكبر ويتعاظم نفوذ النص الفاسد منه والصالح ، وهكذا كان الطالبيين نسبة لعلي أبن أبي طالب رابع الخلفاء بعد وفاة النبي وما كان له من الخلاف على السلطة والسيادة والتسبب في قيام حرب أهلية بين المسلمين كان المظلوم الأول فيها والمقتول هو الإمام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه ، وحرب مع معاوية الذي استخدم الحيلة واتخذ من مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان الذي كانت سياساته غير موفقة أبداً فقد عين أهله من بني أمية وقلدهم المناصب العليا العظمى في الدولة وشغل نفسه بالعبادة دون السياسة فافسدوا في الأرض وأعملوا الحقد والكراهية بين أبناء الدين الواحد واثروا أنفسهم وصاروا مضرب في الثراء الفاحش وظلموا الرعية ولا يأمن من شرهم أي معارض او مخالف وما حدث لمحمد ابن أبي بكر شاهد وما وجده أبي ذر الغفاري الذي كان ينتقد سياساتهم في ملأ فأتوا به على ظهر دابة بعد ان ربطوا فخذيه وأدموهما بالضرب والعنف ولم ينجو عمار بن ياسر فقد جلد لأنه مخالف في الرأي ليس إلا، مع ان ولاتهم على الأمصار كانوا يعيثون فساداً وقصة واليه الوليد خير شاهد ، فهو الذي صلى بالناس سكراناً مخمور فصلي الصبح في أربع ركعات وعندما شكوه إلى أمير المؤمنين عثمان أنكر عليهم ذلك ورفض إقامة الحد فيه لولا وقفة الإمام على في وجهه واصراره على جلده بنفسه فكره منه عثمان ذلك ولكن علي أصر وقام بدوره الرجولي غير آسف على ما فعل ، ولا ننسى موقفه عندما نفى السلطان عثمان بن عفان الأموي أبا ذر وحرم على أحد تشييعه فالتقاه الإمام على وهو خارج من المدينة ومعه غلام عثمان فأبي على إلا تشييعه وصفع الغلام وودع أبي ذر باكياً! ، فانظروا إلى سياسة أمير المؤمنين عثمان!! وللقصة بقية نعرض عن ذكرها.. إلى اغتيال على والتمثيل بالحسين رضي الله عنه والسم الذي جرعوه للإمام الحسن بن على رضي الله عنه وانتهت ولاية آل هاشم عترة النبي (ص).
واستتب الأمر بعد اغتيال على لبني أمية وزالوا وجاء أولاد العباس فحكموا، والتاريخ يمتلئ بسيرهم وأخبارهم وما كان في زمنهم ، ولكن نحن سرد قيام الدولة الفاطمية فلنستعرض من أخبارهم ما نريد ذكره وكتابته:-
قامت بالمغرب الدولة الفاطمية (298هـ - 361هـ) وقام بأمرها أبو عبيد الله الشيعي لحساب أبي عبيد الله المهدي . وفي مصر قام بأمرها قائد الفاطميين جوهر الصقلي لحساب المعز لدين الله الفاطمي . وتسميتهم بالفاطميين نسبة لإدعاءهم بأنهم من نسب فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (ص) ، رغم الاختلاف الكبير على صحة هذا النسب ، ومن المؤرخين الثقاة الذين أكدوا صحة هذا النسب العلامة ابن خلدون في مقدمته ورفض التشكيك به ، وأيضاً ابن الأثير في الكامل (630هـ) والمقريزي في الخطط المقريزية (845هـ) ، ذلك من المؤرخين المتأخرين الثقاة ومن ذلك ما أورده المؤرخ أبو عبد الله محمد بن على بن حماد في مخطوطه باسم (أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم) وهذا المؤرخ كان قريباً من عهد الدولة الفاطمية فهو يقول كما وجدناه في الصفحة السادسة من مخطوطه وهو بصدد الحديث عن عبيد الله المهدي .. يقول ( لقد اختلف الناس في نسبه إلى الحسين بن على ابن ابي طالب ، فمن مسلمين ما أدعاه، ومقرين بما حكاه ، ومن دافعين ومانعين ما انتحله ، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم الله ، فالذي ادعاه عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن على ابن أبي طالب والذي ادعاه الناس لا برهان عليه...) هؤلاء أكدوا صحة هذا النسب ولكن للحدث الذي نود إيراده رأي آخر فماذا حدث؟
الحاكم بأمر الله الفاطمي – صورة لظالم مستهين بالدماء: -
ورث الحاكم بأمر الله الفاطمي الخلافة الفاطمية في مصر بعد العزيز بالله ولد المعز لدين الله الفاطمي مؤسس الدولة الفاطمية في مصر وكان يعتبر نموذجاً اجتمعت فيه كل المآخذ التي اتسمت بها الدولة الفاطمية في مجموعها ..!! وقد اثبتت الدراسات الحديثة أن هذا الرجل لم يكن مجنوناً ، كما شاع عنه في بعض الدراسات ، وإنما هو نموذج لمستهين بالدماء – بدعي – ظالم – يعكس بسلوكه المبادئ المختلطة والاتجاهات التي الغير إسلامية التي قامت عليها الدولة الفاطمية!! ، ويوجز لنا (ابن حماد ) أخلاق الحاكم وسيرته المضطربة فيقول:-
" وكان الحاكم جواداً بالمال ، سفاكاً للدماء قتل عدداً كثيراً من أماثل أهل دولته وغيرهم صبراً ، وكانت سيرته من أعجب السير ، وبني الجامع براشدة ، والجامع بظاهر القاهرة المعزية ، وأنشأ عدة مساجد بالفراقة وغيرها ، وجرت في أيامه أمور كثيرة عجيبة منها أنه كان في صدر خلافته أمر بكتب سب الصحابة على حيطان الجوامع والقياسير والشوارع والطرقات وكتب السجلات إلى سائر الأعمال بالسب وكان ذلك في سنة 395هـ ، ثم أمر بقلع ذلك ونهى عنه وعن فعله في سنة 397هـ ، وتقدم بعد ذلك بمدة فضرب من يسب الصحابة وشّهره ، وكان في شهر رمضان من سنة 399هـ، يمنع الناس من صلاة التراويح ، واجتمع الناس في الجامع وتخّوف من سوء العاقبة ، وتقدم أبو الحسن ابن جد الدقاق فصلى بالناس الشهر كله أجمع ، وقتل بعد ذلك في اليوم الثاني من ذي القعدة في السنة ّ!! ، ولم تصل التراويح إلى سنة 408هـ.
يأمر بقتل الكلاب!!!:-
وكان أمر بقتل الكلاب في سنة 395هـ فلم يكن يري كلب في الشوارع والأزقة إلأ قتل ، وكان نهي عن بيع الفقّار والملوخيا وكنب الترمس المتخذة والجرجير والسمك الذي لا قشر له وأمر بالتشديد في ذلك والمبالغة في تأديب من يتعرض لبيع شئ منه وظهر على جماعة أنهم باعوا شيئاً من ذلك فضربهم بالسياط وطيف بهم وضربت أعناقهم!!!
وفي سنة 402هـ منع من بيع الزبيب قليله وكثيره وعلى سائر أنواعه وأصنافه، ونهى التجار عن حمله إلى مصر ، ثم جمع بعد ذلك منه جملة كثيرة على سائر أنواعه وأصنافه ذكر أن مبلغه ألف وثمانمائة قطعة ، وأحرق جميعها بظاهر الجسر على شاطئ النيل ، وذكر أن مقدار النفقة على إحراقها خمسمائة دينار.!!!
أهل الذمة من أقباط مصر ويهودها في عهده:-
( كان الحاكم بأمر الله كان جواداً سمحاً ، خبيثاًَ ماكراً ، ردئ الاعتقاد ، سفاكاً للدماء ، قتل عدداً كبيراً من كبراء دولته صبراً ، وكان عجيب السيرة يخترع في كل وقت أموراً غريبة ومنها أنه أمر بالنصارى تعمل في أعناقهم الصلبان ، وأن يكون طول الصليب ذراعاً وزنته خمسة أرطال بالمصري!! ، وأمر باليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب !! زنة الصلبان أيضاً ، وأن يلبسوا العمائم السوداء!! ، ولا يكنزوا من مسلم بهيمة ، وأن يدخلوا الحمام بالصلبان ثم أفرد لهم حمامات ، وأمر بهدم الكنيسة المعروفة القمامة... وقيل أنه قال بالربوبية وفيها أرسل الشاعر إليه ببطاقة كتب عليها مستنكراً هازئاً به:
بالجور والظلم قد رضينا وليس بالكفر والحماقة
أن كنت قد أوتيت غيبا بّين لنا كاتب البطاقة !!!
ولنكمل صوت الحق لاحقاً .... غسان



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي
- رائد العصيان المدني وسياسة اللاعنف - المهاتما غاندي
- القاضي الداعر – يحي أبن أكثم – الشذوذ في آل عباس
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي... 1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (3/4) ...
- حوار مع رجل من عمق التاريخ
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي 2/4
- في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (1/4) ...
- فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3 ...
- صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
- مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
- المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
- مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
- فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
- الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
- اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي
- ستالين - رجل الطبيعة النبيل!!
- المرأة ومهمة الجنس التعبدي!!
- المعرفة الهادئة - قراءة في الخطاب التاريخي الإسلامي1


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله الفاطمي الظلامي