أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - شوفينية الخطاب الإسلامي - أهل الذمة في الفكر الديني الإسلامي















المزيد.....

شوفينية الخطاب الإسلامي - أهل الذمة في الفكر الديني الإسلامي


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغزو الحضاري أي الذي يستهدف أمة من الأمم استهدافاً ثقافياً في المقام الأول هو الذي أخرج لنا وصنع لفظة أهل الذمة في العرف الإسلامي! ، وهذا الغزو الفكري إذا أردنا الدقة في تسميته يستهدف الإنسان ثقافياً واجتماعياً وبذلك يستخرج ألفاظ ومفاهيم جديدة تنشأ بفعل قاسي مجرد من الواقعية إلا فيما يخدم مصلحة جماعة أم! تدعو نفسها ملجأ الخلاص وبداية النهضة الإنسانية! ، وهذا ما حدث بالفعل عندما تتطورت أساليب الإسلام السياسي ، ونقول بسياسية الإسلام لأن الإسلام كدين يتبرأ من فعل العنف وأسلمة القوة وذلك حسب النصوص الواردة في كتاب الله القرآن العظيم ومن هذه النصوص : -
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا – الأحزاب الآية 45.
فإن تولوا فإنما عليك البلاغ . النحل الآية 82.
وذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر...
وإن كان لا يخفي علينا أيضاً وجود آيات تتحدث عن العنف ولكنها في رأينا آيات وضعية تشبه أحداث بعينها ولا تنطبق على الفكر الديني في الإسلام كافة، ونود أن نفرد هذه الدراسة التي استقيناها من مصادر عدة وهو تتناول مسألة أهل الذمة في الإسلام السياسي ونصر على لفظة سياسي هذه لاعتباراتنا وفهمنا للإسلام كدين برئ من العنف وفوق كل اعتبارات المنادين بإرهابية الإسلام!
ومسألة أهل الذمة هي مسألة فقهية في المقام الأول لكثرة الأحكام التي تحيط بهذا الموضوع ، وبذا يجدر بنا الإشارة بفهم ثقافي وفعل إنساني أن ما يسموا بالذميين هم وأهل الذمة هم المستوطنون في بلاد الإسلام من غير المسلمين ، أي الذين كانت لهم وضع خاص في قانون الدولة التي تدار بواسطة دستور إسلامي! بالرغم عن أن التاريخ لم يخبرنا عن دولة تبنت الإسلام كدستور وطبقته حرفياً كما جاء في الكتاب بل يخبرنا التاريخ عن عملية اختراق للنصوص وتأويلها فيما يخدم مصلحة أهل الحكم والسلطة ، فلا دولة أبي بكر رغم عن قصر نفاذها السياسي استطاعت تطبيق الإسلام كدين بمعطياته التي جاء بها فحدثت خروقات للنص واتهم أكثرها بالفساد وكان للسيف الصوت العالي رغم معارضة بعض الصحابة !! ، ولا في حكم عمر الإمام العادل! (بواقع تلك المجتمعات!) كان دستوراً إسلامياً بل حدثت أفعال تعارض النص في كثير من الحالات! فالعرف الاقتصادي كان يخضع لسيطرة رجل واحد وإن كان مضرباً للكرم وحب التقشف! ، وفي خلافة عثمان تشكلت ملامح مجتمع برجوازي شوفيني يقتلع الأخر إذا ما تحرر من عقدة الميراث الجاهلي في سيادة الكبير وإن كان صغيراً في الفعل والسيادة ، فأبي ذر مثال واضح لحالة قتل الروح الثائرة واقتلاع وجود الضد المعارض المناوئ لفلسفة سلطة أي سلطة كانت! وفي الدولتين الأموية والعباسية كان النص أسير الحفظة وأهل البيت فقط فالسياسة كانت استخدام ما يصلح ويحقق مكاسب سياسية أي يخدع العامة فيساقوا لفتح البلاد ويموتوا وينال الخليفة أي امير المؤمنين صفة الإمام الفاتح المقيم للإسلام دولة وكيان، ولأن مبحثنا هذا عن أهل الذمة فنكتفي بقراءة واقعهم فقهياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً ولنا أن نعود لمناقشة ما أثرنا من مواضيع وحقائق...
أهل الذمة من هم?
الذمة في اللغة هي العهد والأمان والضمان.
وأهل الذمة هم المستوطنون في بلاد الإسلام من غير المسلمين? وسُموا بهذا الإسم لأنهم دفعوا الجزية فأمّنوا على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم? وأصبحوا في ذمة المسلمين. وكانت تقاليد الإسلام تقضي بأنه إذا أراد المسلمون غزو إقليم وجب عليهم أن يطلبوا من أهله اعتناق الإسلام? فمن استجاب منهم طُبقت عليه أحكام المسلمين ومن امتنع فُرضت عليه الجزية? كقول القرآن: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة 9).
وقد ورد في الحديث: يسعى بذمتهم أدناهم . وفسر الفقهاء ذمتهم بمعنى الأمان? وقالوا في تفسير عقد الذمة بأنه إقرار بعض الكفار على كفرهم بشرط بذل الجزية والالتزام بأحكام الملة.
وعلى هذا يمكن القول إن عقد الذمة عقد بمقتضاه يصير غير المسلم في ذمة المسلمين أي في عهدهم وأمانهم على وجه التأييد? وله الإقامة في دار الإسلام على وجه الدوام.
أما الداخلون في نطاق أهل الذمة فهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكذلك المجوس. وهؤلاء يجوز عقد الذمة لهم.
وأما المجوس فقد ثبت جواز عقد الذمة لهم بالسنة القولية والفعلية. فقد قال محمد: سنوا بهم سنة أهل الكتاب.
هنا نريد أن ندرس الجزية وكيفية جبايتها ممن يجوز عقد الذمة له:
فرضت الشريعة الإسلامية على أهل الذمة دفع الجزية كرد فعل على عدم اعتناقهم الإسلام.
يقول الماوردي إن دفع غير المسلمين الجزية كان مقابل الكف عنهم وحمايتهم وما حظوا به من حقوق كثيرة.
جاء في كتاب الأموال لأبي عبيد: عن عمر أنه ضرب الجزية على أهل الشام على أهل الذهب أربعة دنانير وأرزاق المسلمين من الحنطة مدين وثلاثة أقساط زيت. لكل إنسان كل شهر. وعلى أهل الورق (الدنانير المضروبة) أربعين درهماً وخمسة عشر صاعاً لكل إنسان. ومن كان من أهل مصر فاردب كل شهر لكل إنسان (الأردب: 24 صاعاً والصاع 4 أمداد).
جاء في معاهدة الصلح التي عقدها عمرو بن العاص مع الروم بعد نجاحه في فتح الإسكندرية أن لأهل الذمة في مصر حرية ممارسة شعائرهم الدينية مقابل دفع دينارين كل سنة.
وأعفى من الجزية النساء والأطفال والشيوخ ورجال الدين.
بعد استقرار المسلمين في الأمصار المفتوحة فكر عمر بن الخطاب في وضع نظام ثابت موحد للجزية يتبعه العمال في سائر الأمصار? ويمنع اجتهاد الولاة فجعل الجزية على الرجال على الموسر ثمانية وأربعون درهما.|ًولا أدري على أي أساس يدعى السيد الدكتور القرضاوي في كتابه غير المسلمين في المجتمع أن الفقراء معفون منها إعفاءً تاماً (المصدر نفسه 31).
ويورد النص القرآني: لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها (الطلاق 7) فهذا اجتهاد من عنده نرحب به? وإن لم يتفق مع العادة المتبعة في أخذ الجزية في تاريخ الإسلام.
فإجمالاً: ليس للجزية حد معين. إنما ترجع إلى تقدير الإمام المكلف بجمعها.
واجبات الذمي:
حسب المعاهدات المعقودة بين المسلمين وأهل الذمة يمكننا أن نستنتج أن حقوق أهل الذمة العامة? مثل حماية النفس والمال وحماية عقد الزواج والتجارة مضمونة? مما يعني أن المسلمين يتعهدون بحماية أهل الذمة والدفاع عنهم إذا تعرضوا للاعتداء.
فإذا تخلت الأمة من أداء واجباتها تلك تجاه أهل الذمة? فليس عليهم أن يعطوا الجزية ولا الخراج.
يبدو لي أن الطريقة المثلى في تعيين واجبات الذمي دراسة الأوضاع والحالات التي تؤدي إلى إلغاء عهد الذمة? فهي كما يلي:
1- إذا تسلح ضد المسلمين? أو انتمى إلى دار الحرب (هذه هي الحالة الوحيدة التي قبلها أبو حنيفة سبباً في سقوط عهد الذمة).
2- إباء الذمي أن يخضع لقوانين وأحكام الأمة الإسلامية.
3- إباء الذمي أن يعطي الضرائب المفروضة لأوقات معينة (الشافعي لا يقبل إلا الحالات الثلاث هذه سبباً في الغاء عقد الذمة.
4- أن يفتن الذمي مسلماً عن دينه
5- أن يؤوي جواسيس وعيون الأعداء والمشركين? وأن يدعم أعداء الإسلام بالمعلومات.
6- ان يقتل فرداً من أفراد المسلمين عمداً.
7- أن يكفر بالله (يشتم) أو يسب على النبي والقرآن أو الدين الإسلامي. (لا يعترف الإمام مالك إلا بالأحوال السبعة هذه تبريراً لسقوط عهد الذمة).
8- أن يزني بامرأة مسلمة.
9- أن يقطع الطرق (الحنابلة يقبلون فقط بهذه الحالات التسع).
هناك فقهاء أخرون يوردون التزامات إضافية لأهل الذمة أهمها:
1- على أهل الذمة حمل ما يدل على ملّتهم (نجمة صفراء لليهود ونجمة زرقاء للنصارى).
2- لا يجوز لهم أن يبنوا بيوتهم أعلى من بيوت المسلمين.
3- لا يجوز أن يدقوا النواقيس ويتلوا أخبار المسيح والروايات المأثورة عنه بصوت عالٍ.
4- ليس من الجائز أن يشربوا في الطرقات خمراً? أو يحملوا صلباناً? ويجرّوا خنازيرهم.
5- عليهم أن يدفنوا موتاهم دون عويل.
6- ولا يجوز أن يركبوا سوى الحمار.
هذه الأحكام يقصد من ورائها كما يقول الفقهاء تمييز أهل الذمة من المسلمين? أو انها وضعت دلالة على أنهم صاغرون.
ولهم إن يسلموا ان أرادوا العزة في الدنيا والآخرة? كما يقول ابن تيمية.
ملابس أهل الذمة:
حدد عمر بن الخطاب أنواع الملابس وطريقة ركوب أهل الذمة فاشترط عليهم لبس الزنار? ونهاهم عن التشبيه بالمسلمين في ثيابهم وسروجهم ونعالهم? وأمرهم أن يجعلوا في أوساطهم زنارات وأن تكون قلانسهم مضربة? وأمر عمر بمنع نساء أهل الذمة من ركوب الرحائل.
فكتب إلى عدى بن ارطأة عامله على العراق: مروا من كان على غير الإسلام أن يضعوا العمائم ويلبسوا الأكيسة .
تحدث أبو يوسف عن لباس أهل الذمة وزيهم فقال: لا يترك أحد منهم يتشبه بالمسلمين في لباسه ولا في مركبه ولا في هيئته . واعتمد أبو يوسف في تفسير ذلك على قول عمر بن الخطاب: حتى يعرف زيهم من زي المسلمين !
حرية الدين لأهل الذمة:
من حيث المبدأ يعلن الفقه الإسلامي أن الإسلام لا يبالي إن كان الذمي مطيعاً لدينه أو غير مطيع.
فللذمي أن يعتنق الإسلام أو ديانة أخرى عند أبي حنيفة والإمام مالك.
يقول فقهاء آخرون إن الذمي لا يجوز أن يترك دينه إلا إذا أراد اعتناق الإسلام? وإلا شأنه شأن المرتد? فيعاقب إما جلداً أو حبساً أو نفياً كما يقول الشافعي وابن حنبل وذلك بحجة الآية: قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوارة والإنجيل وما أُنزل إليكم من ربكم (المائدة 68).
ويُنسَب لأحمد بن حنبل أن ارتداد امرء من اليهودية إلى الصابئية يختلف عن اهتداء امرء من الصابئية إلى اليهودية وكذلك يجوز ارتداده عن اليهودية إلى النصرانية? بينما يلقى الذمي المهتدي إلى الإسلام عقاب ما يعاقب به المسلم المرتد إذا مرق من الإسلام.
يدرس محمد أبو زهراء في مؤلفه العقوبة وضع المسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام لأغراض معينة مثل الطلاق من زوج مسيحي أو الرغبة في الزواج من مسلمة. اهتداءات من هذا القبيل نراها مشكوكاً في أمرها.
إن ذمياً اهتدى إلى الإسلام ولم يقم بما يترتب عليه من واجبات ولا يبالي بما يقوله الإسلام? لا يُعتبر في عداد المسلمين? ويجري عليه عقاب المرتد بدون هوادة ردعاً من التلاعب بالإسلام وعقائده.
حرية الدين والعبادة:
اتفق الفقهاء بأن لأهل الذمة حق القيام بواجباتهم الدينية والعبادية بشرط ألاّ يغادروا معابدهم من أجل العبادة? ولا يثيروا شكوكاً في شوكة الإسلام. لكن الصعوبة في تعيين المقصود من هذه العبارة الغامضة (أي إثارة الشك في شوكة الإسلام) أدت إلى خلافات عديدة بين الفقهاء? الذين منعوا تارة دق النواقيس بتاتاً وجوَّزوه تارة أخرى? أو إذا رخصوا به اختلفوا في المواعيد. ما يتصل بالقداس الديني فهناك اتفاق بين الفقهاء على أنه لا تجوز الصلاة لأموات المشركين (84:9). إذا تعلق الأمر بوفاة امرأة مسلم وهي حامل فهنا خلاف طويل? يقول البعض بجواز دفنها في مقبرة للمسلمين? والبعض الآخر بوجوب دفنها في مقبرة النصارى. هنا أريد أن أذكر طرفاً من الآراء الطريفة التي ينقلها إلينا الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية (691-751) في كتابه أحكام أهل الذمة:
ولاية الذمي على المسلم:
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم اللهُ نفسَه وإلى الله المصير (آل عمران 28). يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بِطانةً من دونكم لا يأتونكم خَبالاً. ودّوا ما عنِتُّم. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر. قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أولاءِ تحبونهم ولا يحبونكم (آل عمران 118 ? 119). يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أتريدون أن تجعلوا للَّه عليكم سلطاناً مبيناً (النساء 144). يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .. (الممتحنة 1). ويقول صاحب صبح الأعشى حديثاً ضعيفاً: إن اليهود والنصارى أهل غدرة وخيانة .
هذه الآيات وأمثالها تحذر المسلمين من مصادقة الكافرين وتصفهم بأنهم قوم لا يوثق بهم. وهناك أحاديث عديدة تقول إن اليهود والمسيحيين يتحايلون على الإسلام والمسلمين? مما جعل الفقهاء يتفقون على أنه لا يجوز للذميين أن يتقلدوا وظائف عالية في جهاز الحكم? لأن طاعتهم للحكم الإسلامي موضع شك. وإن مكانة الذمي المنحطة أيضاً لا تتلاءم مع ما للدوائر الحكومية من خطورة وأهمية بالنسبة للمسلمين. وعليه فلا يجوز أن يصير الذمي قاضياً ولا كاتباً ولا مترجماً.
يوجد أيضاً فقهاء أمثال الماوردي الذين ذهبوا إلى جواز توليتهم في السلطة مثل الوزارات ولكن شريطة أن تنحصر واجباتهم على مرجع التنفيذ وليس الحكم والقضاء? فالذي يتولى التنفيذ يجوز أن يكون ذمياً أو عبداً? دون أن يحسم فيما يتعلق بالواجبات الشرعية مثل جمع الزكاة.
أما ما يتصل بالقضاء فلا يصح تقليد غير المسلم القضاء على المسلمين.
وعللوا ذلك بأن القضاء من باب الولاية? بل هو أعظم الولايات. وغير المسلم ليس له أهلية لأدنى الولايات وهي الشهادة على المسلمين.
فبالأوْلى لا يكون له أهلية لأعلاها. وبهذا صرح الفقهاء من مختلف المذاهب كالحنفية والشافعية والشيعة الإمامية والزيدية والظاهرية.
اختلف الفقهاء في جواز تولية غير المسلم القضاء على غير المسلمين. ويمكن إجمال أقوالهم على النحو التالي: صرحت الشافعية بعدم جواز تقليد غير المسلم القضاء على غير المسلمين (المحلى ج 9 ص 363 مغنى المحتاج ج 4 ص 375).
وهو مذهب المالكية والحنابلة والشيعة الأمامية أيضاً? لأنهم قالوا بعدم جواز شهادة غير المسلم على المسلم. قال الأحناف يجوز تقليد الكافر القضاء? وإن لم يصح قضاؤه على المسلم حال كفره. وقالوا أيضاً يجوز أن يُولَّى الذمي القضاء على أهل الذمة? وكونه قاضياً خاصاً بهم لا يقدح في ولايته? ولا يضر كما لا يضر تخصيص القاضي المسلم بجماعة معينة من المسلمين (شرح العناية ج 5 ص 499).
طريقة جمع الجزية وموعدها:
كانت الجزية تجمع مرة واحدة كل سنة بالشهور الهلالية.
وكان يُسمح بدفع الجزية نقداً أو عيناً.
وأمر عمر بن الخطاب بالتخفيف عن أهل الجزية فقال: من لم يطق الجزية فخففوا عنه? ومن عجز فأعينوه? فإنّا لا نريدهم لعام أو عامين .
ذكر اليعقوبي أنه كانت تُختم رقاب أهل الذمة وقت جباية جزية الرؤوس ثم تكسر الخواتيم وتستبدل بشارة تُعلّق حول الرقبة يقدمها عامل الجزية دلالة على دفع الجزية.
هناك فقهاء يذهبون إلى وجوب ختم الرقاب على الدوام.
إن عمر بن الخطاب كان قد أنفذ بجمع خراج العراق فخُتمت أعناق جميع الذميين وهم مائة ألف وخمسون. وليس من الثابت تماماً أن الختم كان يتعلق بدفع الخراج.
بجانب الجزية توجد ضريبة أخرى يجب على أهل الذمة دفعها وهي الخراج.
إنها ضريبة مالية تُفرض على رقبة الأرض إذا بقيت في أيديهم? ويرجع التقدير إلى الإمام أيضاً? فله أن يقاسمهم بنسبة معينة مما يخرج من الأرض كالثلث والربع مثلاً.
وله أن يفرض عليهم مقداراً محدداً مكيلاً أو موزوناً بحسب ما تطيقه الأرض. كما صنع عمر في سواد العراق. وتسقط الجزية بالإسلام دون الخراج.
فالذمي إذا أسلم لا يعفيه إسلامه من أداء الخراج? بل يظل عليه أيضاً. ويزيد على الذمي الباقي على ديانته الأصلية أنه يدفع العشر أو نصفه عن غلة الأرض بجوار دفع الخراج عن رقبتها (وذلك خلافاً لأبي حنيفة).
هذا ما وجدناه في عرف الخطاب التاريخي الفقهي الإسلامي ونترك لقارئ هذه الدراسة الحكم بشوفينية الخطاب أو بضد ذلك فله ان يختلف او يتفق معنا كيفما أراد، وحقه ان يري غير ما رأينا فهذا ديدنا المعرفي الذي نريد له الانتشار ، إذاً هي دعوة معرفة ودعوة لإحداث انفجار معرفي ، فالمعرفة قوة - ميشيل فوكو....



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الأزمة :- محاولة قراءة التراث الإسلامي ماركيزياً!
- دراسة حول السياسي المثالي ابن خلدون -1
- وثيقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لنصارى الشام - محاولة تفكي ...
- الوعد في الإسلام: كائنات جنة الخلد - الغلمان والحور العين!!
- البرجوازية العربية في خلافة عثمان (1)
- التفسخ في الإسلام السياسي - سياحة في تاريخ الحاكم بأمر الله ...
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي
- رائد العصيان المدني وسياسة اللاعنف - المهاتما غاندي
- القاضي الداعر – يحي أبن أكثم – الشذوذ في آل عباس
- تمظهرات اللاوعي في خطاب الإسلام السياسي... 1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (3/4) ...
- حوار مع رجل من عمق التاريخ
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي 2/4
- في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (1/4) ...
- فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3 ...
- صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
- مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
- المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
- مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي


المزيد.....




- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - شوفينية الخطاب الإسلامي - أهل الذمة في الفكر الديني الإسلامي