العدل المتأخر ظلم بين..وله حسابه

دينا قدري
(Dina Kadry)

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 02:15
المحور: المجتمع المدني
    

....ويا ليته عدل كامل وعلى عادة مبارك الذي أصبح التمتع بالشعب وهو يستجدي آماله منه هو غاية المراد فيمنحه نقطة ويحجم عنه وقت ويظل يفكر ويفكر ثم يعود يفكر ويفكر (مع الاعتذار لخالد الذكر عبد المنعم مدبولي ) فإذا وجد شعبه العزيز بدأ يتذمر أخذ يتحضر للنقطة الثانية ثم يهبه إياها مذكرا له أنه رب نعمته وهكذا دواليك.....
قد يكون منذ بداية الثورة الشعبية وهو يعلم أنه سيقدم بعض التنازلات تلك التي أحتواها بيانه الأخيرولكنه محارب حريص على تحقيق أكبر المكاسب الممكنة فظل يماطل ويؤخر هذا التصريح حتى أيقن أنه لاسبيل إلى وقت إضافي في مباراة الأعصاب بينه وبين ثائرين لا يقلون عنه عنادا إن لم يكن يزيدون , فأعلن ما أعلنه ولسان حاله يقول لو عندكم دم إياكم تنطقوا كلمة زيادة...
وبعيد ا عن كثير من المغالطات التي احتواها بيانه من مثل أنه كان ينتوي من الأول عدم ترشيح نفسه ولكنه خشي من الإحراج ولذا أراد أن يقدمها لشعبه العزيز مفاجأة سارة بعد شوية عذاب ...أو أنه لايقبل أن لاتنفذ أحكام القضاء الخاصة بالطعون على نواب الشعب ..وعلى رئيس مجلس سيد بيه قراره أن يستيقظ من نومه لأنه قد حان موعد تصحيح الخطأ ومعلش يا جماعة أتأخرت عليكم شوية الدنيا مخربتش يعني...أو مواد الدستور التي يريد تعديلها لأجل عيون الشعب حبيب قلبه ولمن يسأل أين كنت من 5 سنوات وقد جفت حلوق الخلق صراخا وعويلا وهي تشكو للبلاد ورب العباد التعديل الغريب العجيب للمادتين 76 و77 من مواد الدستور الذي لايسمح لأي مخلوق على الكرة الأرضية أن يترشح للرئاسة سواه وسوى "ننوس" عين باباه جيمي ومن بعده ولاد جيمي وأحفاد جيمي والعاقبة عندكم في المسرات.. أماحرصه على الاستقرار و عدم تعريض مصر للفوضى التي يخشى على أبنائه منها و"محاسبة" المسؤولين عنها فأنني أمنع نفسي تعففا مما يجب أن يقال ردا على هذه الكوميديا السوداء....
لقد اكتشفت فجأة أننا جميعا لانصلح للرد على نوادرولطائف ريسنا خفيف الظل لأنه يحتاج لمخلوق خاص خلقه الله بعشر مرارات(جمع مرارة) قابلة للزيادة....
أقول بعيدا عن كل المغالطات السابقة...فهل سيقبل هؤلاء الجائعين المشردين الذين انقطعوا ثمانية أيام لاقوا فيها ما مللنا من وصفه وتركوا حالهم ومالهم من أجل هدف واحد ( الموت دونه ) ألا وهو رحيل مبارك؟؟
هل يتنازلون عن أحلامهم في الشعور بقدرتهم على صنع مصيرهم ؟؟ هل بعد أن وجدوا أنفسهم وفرحوا بها وهم يتعاونون سويا في الحفاظ على مصر ثالث ورابع أيام الثورة ممن أطلقهم النظام يعيثون في مصر فسادا أو ممن سهل لهم الجرائم بانسحاب مشين "للعيون الساهرة" لقد أصبح صاحب الضربة الجوية الأولى في أكتوبر متخصصا في حرق دم شعبه
الذي رفض بيانه الثاني كما رفض بيانه الأول .. فمنذ بدأت ثورة الغضب المصرية والتي تدخل يومها التاسع وهي مشتعلة لا تخبو جذوتها بل تزيد اشتعالا وتزداد أعدادا ويزيد الاصرار على هدفها الوحيد وهو اسقاط نظام مبارك متحدية بذلك عزلتها وانقطاعها عن العالم بأسره ولم يفت ذلك في عضدها ولم يتسرب إليها خوفا وهي لاتدري ماذا يحدث في الخارج وكيف يستقبل العالم ثورتها ولا يصلها الا أبواق الإعلام المصري الموالي للسلطة وطبوله والتي تكذب أكثر ما تصدق, تحدت الجوع والبرد والنوم بلا غطاء في الشوارع بل أنها تحدت ماهو أعظم فقد تحدت الموت وقدمت 300 شهيد من خيرة شبابها ورجالاتها بل وأطفالها عدا الجرحى قربانا لنجاحها وتحدت "مبارك" الذي مارس لعبته المكشوفة بتقديم الفتات سواء بتغيير حكومي وهمي أو بالتخطيط والتنفيذ لانفلات أمني وأخيرا وعد بمحاربة الفساد وكأن الوعود الكاذبة أمر جديد عليه...هل تغض الطرف عن كل ذلك وتستمع للأخوة المصلحون الذين ينصحون بتحمل التسعة الشهور المقبلة في سبيل انتقال آمن للسلطة حتى لانعطي الفرصة (للناس الوحشيين) لمن يريدون بمصرالأذى وأن يخربوا أقتصادها أكثر وأكثر فهم الذين منعوا الانترنت وأوقفوا السكك الحديدية وأغلقوا البورصة وأغلقوا البنوك والمصالح ووقعوا بيننا وبين جهاز الشرطة اللطيف وخلوهم يغضبوا ويخاصمونا ويسيبوا البلد محروقة على دماغ صحابها بس أحنا اللي مش واخدين بالنا ..
سؤال برئ ماذا لوتم من أول يوم للغضب أن أنسحب مبارك نزولا على الإرادة الشعبية وتم تسليم السلطة تسليما آمنا لحكومة إئتلافية انتقالية لمدة 6 أشهر تجمع كل الأطياف السياسية الموثوق بها ومنها الحزب الوطني الذي لايخلو من شرفائه وكنا بذلك جنبنا الدولة كل ما رأته من صنوف الدمار والخراب وحقنا لكثير من الدماء المهدرة وخصوصا وأن السيد الرئيس أعلنها صراحة في بيانه اللأخيرة أنه لم يكن يوما طالب سلطة أو جاه ( أمنت بالله )؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أريد عاقلا واحدا يجيبني عن هذا السؤال .....

#دينا_قدري (هاشتاغ)       Dina_Kadry#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات