أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا قدري - شوف يابني














المزيد.....

شوف يابني


دينا قدري
(Dina Kadry)


الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 08:45
المحور: الادب والفن
    


جاءتني طالبة أن أكتب عن هذه " اللقطة " في حياتها الممتلئة بالأحداث السريعة...وقالت :
الآن تأتي ياصغيري الذي كبر وأصبح زوجا لمنقبة لتطلب مني الدخول وحبس نفسي مع أخواتك البنات في غرفة لأن رجل إسطوانات الغاز سيدخل لتبديل الأسطوانة....وكنت قد
لاحظت سابقا أُثناء تجوالنا أنك تتعمد أن تتقدم عني خطوات أو تتأخر عني نفس هذه الخطوات...وعندما تأكدت من أنها ليست مصادفة...صارحتك – كعادتي دائما في مواجهة أي مشكلة – وسألتك : لماذا؟! وصدمت وأنا أسمعك تتحدث عن انزعاجك الشديد من خروجك معي وأنا مكشوفة الشعر لاأضع قطعة القماش "إياها " وكدت أكذب عيني وأنا أرى على وجهك كل معاني الاستنكار المختلط بالاشمئزاز وأنت تتحدث عن "الجيبة "التي كنت ارتديها والتي كشفت عن جزء صغير من ساقي وكأنني لأول مرة ارتدي هذه الملابس واخرج على هذه الصورة ...
واغمضت عيني ليمر شريط سريع بدايته طفل جميل أبدأ به أمومتي..أتعهده وليدا بكل صور الرعاية التي كانت مضرب الأمثال في محيطنا العائلي وحتى محيط الأصدقاء...وأنشأه صبيا على الأدب والأخلاق جعلت منه نموذجا يحسدني عليه الجميع...وأصادقه فتى بعد أن رحل أبوه تاركا لنا كل الذكريات المؤلمة... وأدعمه شابا ورجلا من تقلبات الزمن ونوائبه ماليا ومعنويا وأدبيا ....وخرجت مني آهة الأم : كبرت يا ابني وظننت أنك تستطيع أن تغير لي اختياراتي...تلك الاختيارات التي فرضتها – بثباتي وصدقي – على عائلتي بين أخوات يرتدين الخمار وزوجات إخوان يرتدين الحجاب الفضفاض ولأننا تربية أب مستنير الفكر علمنا أن كل إنسان حر الاختيار وعليه قبول وتحمل اختياراته؛ فترابطنا الأسري لم يتأثر باختلاف أفكارنا وكان هناك اتفاقا- ضمنيا- بعدم التدخل في الشؤون الخاصة ...وأصبحت أنا الوحيدة - في وسط عائلة كبيرة من الأقارب ترتدي نساؤهن وبناتهن الحجاب والخمار وحتى النقاب – التي رفضت ما يسمى حجابا...
شوف يا بني
***أرفض مبدئيا مناقشة فرضية ما يسمى حجابا وهل هو حق أم باطل ؟؟ ،...ليس لأنني عاجزة عن ذلك فما رفضته إلا عن قناعة ويقين...ولكن لأنه ليس من حق أي مخلوق أن يتدخل في أمر شخصي...ولا أجافي الحقيقة حينما أقول أنها إساءة أدب أن يفرض شخص ما وصايته على أخر تحت أي مسمى ...فلكل منا عقل أولى به وحتى من أراد الإستشارة فلا بأس مادام بمحض أرادته...أما المتبجحون الذين يفترضون أنهم الأكثر فهما والأفضل ادراكا فقد ولى زمانهم ...
**وهذا الذي تريد حبسنا في إحدى غرف المنزل حتى لايرانا عند تبديل الأسطوانة..ألم تسأل نفسك كم من مرة تعاملت مع رجال - وكنت أصغر سنا وأكثر شبابا – وأنتم صغار لاتعرفون من الدنيا الا هذه الأم الكادحة ! وكم من مرة لجأت لي أنت شخصيا لدائرة علاقاتي العامة المتسعة بحكم عملي كي أتوسط لك عند فلان أو علان (من الرجال ) من أجل قضاء مصلحة من مصالحك !!... ياله من تناقض....
**تستنكر ملابسي التي انتقي كل قطعة منها بعناية شديدة ليس من الناحية الذوقية والجمالية فحسب بل ومن حيث مناسبتها للمكان والزمان اللذان سأرتدي فيه هذه الملابس حتى لقبت من قبل المعارف والأصدقاء ب " الليدي " فكانت هذه الملابس جزء لا يتجزأمن شخصيتي التي - وبشهادتك قبل شهادة الأخرين محل احترام وتقدير الجميع....
**هل لم تعرف أمك التي قامت على تربيتك إلى الآن ؟ ..أم أن السنتين اللتين قضيتهما في " دول الجاز" قد أنستك إياها ...هل ما لقنوك إياه شيوخ الأمر بالمعروف عن المرأة وعارها الذي يلاحقها منذ ميلادها حتى يرحمها قبرها من جهل وغباء ثقافة مجتمعية ظالمة أصابك بالعته العقلي فأصبحت لاتميز بين الصلاح الحقيقي والصلاح الزائف...
***عشت عمري أكره النفاق والمنافقين وربيتك أنت وأخوتك على هذا...وساءني ما رأيته منك أن تصر على تنقيب زوجتك الشابة التي انصاعت لرأي الزوج "الذي كادت أن تسجد له" ورغم ذلك لم أتدخل - وما كنت لأتدخل – وإلا يصبح ما علمتكم إياه هراء وتركت الأيام تكمل ما علمتك وتثبت لك أنه ليس بالمظهر وليس بالشكل وحده تدار الدنيا وتحكم ...فلا تثقل علي بتجاوزك الخط الذي وضعته بيني وبينكم ومكني من تربيتكم رجال وشابات ...فهذا ليس عدلا....



#دينا_قدري (هاشتاغ)       Dina_Kadry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة طلاق
- كتب الجنس و العفاريت تربح
- هذا هو اختياري
- أين نخبئ النساء؟!!
- تعدد الزوجات ..حلال غير مباح
- الأئمة الأربعة اختلافهم - زحمة -
- أفلح إن صدق
- ضرب النساء جريمة تريد قصاصا
- الإيمان بالله ...وعصف الرياح
- شهادة الذمي
- كتب مدرسية مرفوعة من الخدمة
- قوامة الرجل بين التكليف والتشريف
- شهادة المرأة
- المرأة والميراث
- الداعيات الاسلاميات قنبلة موقوتة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا قدري - شوف يابني