أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح اهضير - مصحة التعاضدية المتعددة الاختصاص للتربية الوطنية بالبيضاء:مؤسسة طبية أم مخفر لجلد المرضى؟














المزيد.....

مصحة التعاضدية المتعددة الاختصاص للتربية الوطنية بالبيضاء:مؤسسة طبية أم مخفر لجلد المرضى؟


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن نتناول بالحديث في هذه الورقة ما يتعلق بغياب بعض التجهيزات الضرورية وكذا النقص الحاصل في بعض متطلبات العلاج في هذا المشفى التعاضدي بزنقة مردوخ،ولن نتطرق بالتالي لشؤون الأطر العاملة،فلذلك حديث آخر يطول؛وإنما سيقصرحديثنا حول جانب من العلاقات الإنسانية كالناحية التنظيمية والسلوكية في التعامل مع حشود المرضى،ومدى توفر الاجواء الملائمة للاستطباب..
ما أن تلج بوابة المصحة حتى تستقبلك وجوه عابسة تطالبك،دون النظر إليك،بالإدلاء بنسخ من بطاقة التعاضدية،التي يصح في الواقع تسميتها ببطاقة الاحتياج،مطابقة مع مقتضى الحال،وذلك بغية إعداد ملف خاص،على ضوئه تتم عملية الفحوصات أو الإيواء.
بداخل القاعة الكبرى،في الطابق الارضي،تنتظر دورك لمقابلة الطبيب الفاحص الذي سيحيلك على الطبيب المختص،غير ان انتظارك،من حسن الحظ وسوئه معا،لن يدوم طويلا،لأن عملية الفحص الاولي هذه تمر بطريقة"كوكوتمينوتية"..مجرد قياس للضغط وسؤال يتيم في الوقت ذاته عن موضع الالم بعد استرخاء طفيف فوق السرير،ولن يسمح لك أبدا بالدخول في التفاصيل لإعطاء معومات كافية وضرورية لتكوين نظرة فاحصة عميقة حول المرض،مما سيساعد بالتالي على توجيهك التوجيه الدقيق والصائب إلى التخصص الملائم؛على إثر ذلك ينتابك شعور بالتدمرفيزاد ضغطك الدموي ارتفاعا فتسقط المصداقية عن عملية هذا الفحص الاولي..
داخل قاعة الفحص الضيقة والغاصة بالممرضات،تودي واجب الفحص وتبحث عن المخرج فلا تجد له سبيلا ولا آذانا صاغية ،لأن الكل منشغل بآخرين من الزوار الجدد ينبغي أن يمروا من نفس المرحلة لإنهاء عملية الفحوصات في أقرب وقت ممكن،ولا عبرة بعد ذلك بالحكمة القائلة"في العجلة الندامة".وإذا وقعت في متاهة وتأخرت غصبا عنك عن الخروج من هذه القاعة العجيبة التي تفضي إلى قاعات أخرى أضيق منها،تلقيت على التو إشارة صارمة تأمرك بمغادرة المكان فورا.
في أحد طوابق مبنى المصحة،أكداس مكدسة من الزوار..أغلبهم من مناطق نائية،من ربوع المملكة،امتلات بهم صالات الانتظارعن آخرها،مما اضطر البعض إلى الجلوس في الممرات الضيقة فوق كراس بلاستيكية بيضاء،وآخرون جلسواالقرفصاء،وغيرهم اضطر إلى الوقوف،كما لو ان الجميع بداخل مخفرللأمن..
والمثير للانتباه هو مشهد ممرضات وبضعة ممرضين يذرعون المكان ذهابا وأيابا،يحملون ملفات حمراء أو أجهزة طبية أو يدفعون أمامهم عربات فوقها مرضى..معظمهم يمرون أمامك دون أدنى التفاتة لصراخ طفل وأنين حامل،وحشرجة شيخ يتلوى..
الجميع ينتظرون دورهم لإجراء فحص لدى الطبيب المختص الذي قد يأتي ولا يأتي،فإن هوأتى،ربما كان ذلك بعد ساعات طوال،وإن هولم يأت،كان عليك ان تستجمع شتاتك إلى الحصة الموالية بعد يومين أو ثلاثة مادامت الجدولة الزمنية للفحوص لكل طبيب تتم مرتين في الاسبوع..
عند حضور الطبيب ينادى على من اتى دوره من بوابة العيادة،دون ان يكلف المنادي نفسه عناء التنقل إلى قاعة الانتظار الموجودة هناك بعيدا في غور نهاية الممر،وقد لا ينتبه المعني للنداء فتضيع فرصة الفحص في ذلك اليوم.
تمر عملية الفحص هذه كسابقتها في المرة الاولى بطريقة:"برق ما تقشع!"،على حد تعبير اللسان العامي المغربي.وإذا انت حاولت استفسار الطبيب عن أحوالك المرضية وأطلت في السؤال،بدا غيرآبه،وربما نهرك قائلا:"ليس لدينا وقت كاف للحديث.."؛وإن أنت ألححت مدليا أمام أنظاره بتحليلات ووصفات طبية سابقة،دعاك للتفضل بزيارته في عيادته الخاصة لتعميق عملية الفحص..
أحيانا ما تضيع ملفات المرضى نتيجة إهمال أو سهوأو نسيان،في غياب عمل تنظيمي إداري محكم،فيضطر المريض مستاء إلى الادلاء بالوثائق المطلوبة مرة اخرى للحصول على ملف جديد؛لأن ضياع ملف هنا يعني الحرمان من الاستطباب أو استكمال مستلزماته..
هناك مرافق طبية تابعة لهذه المؤسسة الاستشفائية،منها مختبر التحليلات الطبية الموجود على بعد خطوات منها.يغص كل صبيحة من أيام العمل بالزوار،حيث تمر عملية أخد العينات الدموية بالسرعة المعهودة،لكنها لا تخلو من استفزاز وكشر للأنياب..
إن رجل التعليم هنا ياتي مكرها بعد أن ضاق ذرعا بالمرافق الصحية التابعة للدولة،حيث لا أطروأجهزة كافية،إن لم تكن معطلة،ولا دواء متوفر،ولا تعامل أخلاقي.وحينما يحل في نهاية المطاف ضيفا على الماوى العلاجي لتعاضديته،تصدمه نفس المعاملة،كما لو انه جاء يستجدي هؤلاء وأولئك،مطالبا بالاستطباب أوالإقامة المجانيين،والحال انه يدفع مقابل ذلك من عرق جبينه فاتورة باهضة كل شهر،مريضا كان او معافى.
إنها مفارقة عجيبة حقا!..فالمفروض بادئ ذي بدء أن يكون اسم هذه المؤسسة الاستشفائية التابعة لتعاضدية رجال ونساء التربية والتكوين،اسما على مسما،وإلا كيف يمكن تفسير مواجهة هؤلاء بالتحقير والاهانة والتماطل بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في تكوين وتعليم وتخريج هذه الاطر الطبية ذاتها؟!..واين هو أثر ومفعول هذه التربية والتكوين؟؟
وصفوة القول ان على هذه المؤسسة الطبية ان تعيد النظر في تسيير شؤونها من حيث تنظيم و تخليق الحياة بداخلها،وذلك في تعاملها مع الزائرين من المرضى والمقيمين بها للاستشفاء حتى لا يزداد مرضهم مرضا فيستعصي العلاج وتضيع الفرص.وانتقادنا وعتابنا موجه هنا على الخصوص إلى من بيدهم مفاتيح الحل والعقد..على انه لا ينبغي ان نغفل أو ننسى أن في هذا المشفى التعاضدي ثلة ممن يعملون جاهدين،رقيبهم في ذلك ضميرهم،يخشون محاسبته وتأنيبه...



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدونة السير المغربية وظاهرة الاستيراد
- اتصالات المغرب تقف عاجزة حيال عمليات قرصنة بطاقات جوال للتعب ...
- أسد في الحمام
- بقرتنا الباكية...!!!
- فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!
- الزيارة المفاجئة لمولانا الحاكم بأمر الله..
- الرقص على أجساد الموتى ليلة اختتام مهرجان-موازين-لدورته الثا ...
- اتصالات المغرب تزف بشرى إهداء جديد بحلول عام 2009
- السير في الطرقات بالمغرب
- نحن أمة هاربة...!!!
- موسوعة -غنيس- ومفاخر الأمّة!!!
- اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل
- عندما تستحيل الحكمة إلى شعار للتمويه!!
- عنزة السيد -سوغان- وعنزة معالي الوزير!!
- حضارة المسدس لا تزال قائمة
- عندما يتحول الغناء العربي إلى ظاهرة استعراضية
- الوصاياالشيطانية
- !!!صلعة مولانا الإمبراطور
- الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح اهضير - مصحة التعاضدية المتعددة الاختصاص للتربية الوطنية بالبيضاء:مؤسسة طبية أم مخفر لجلد المرضى؟