أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح اهضير - فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!














المزيد.....

فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 16:03
المحور: الصحافة والاعلام
    



رنة واحدة،فإذا آلاف الدولارات بين يديك..أجل..بإمكانك ذلك،وبسهولة فائقة..مجرد مكالمة هاتفية واحدة تجريها،وأنت في بيتك مستلق على سريرك،على بعد آلاف الأميال..كلمة واحدة فقط، تفك رموزها،فتنهال عليك رزم من آلاف الدولارات..بل من المؤكد أن السماء ستمطرك ذهبا وفضة..بلا كد أونصب أو سعي لطلب الرزق..جرب وسترى ..!من يدري؟..ربما أصبحت،على حين غرة،قارون هذا الزمان،لتسير بذكرك الركبان،ويتصدر اسمك قائمة الأوائل من الأثرياء الكبار،في مجلة "فوربيس"الأمريكية،وفي غيرها من صحافة العالم..
هذا الخطاب المغري والحالم هو ما تحاول بعض القنوات الفضائية العربية من خلاله اجتذاب المشاهدين وجرهم إلى مصيدة النصب وشرك الابتزاز،موهمة إياهم بالربح الوفير وبالثراء الواسع،بقدرة قادر،وفي برهة وجيزة..
كيف تتم العملية؟
الأمر بسيط..فتاة فاتنة،ممشوقة القد،تظهر لك من خلال الشاشة وقد تدثرت بأبهى الحلي والحلل..تميل وتتمايل كغصن البان،بابتسامتها المثيرة،وهي تسرد عليك بكلمات رقيقة وساحرة موضوع المسابقة المعروض على جانب من الشاشة مع أرقام الاتصال الهاتفي وكذا مبلغ "الجائزة الكبرى" الذي سيكون من نصيب الفائزين؛وهيهات ثم هيهات لك أن تكون من بينهم!..لأنك حتما لن تحشر أبدا في زمرتهم..
وأصحاب هذه اللعبة المقيتة إنما يعمدون إلى انتقاء "فتاة" بدلا من "فتى" لأنهم يرون أن الجنس اللطيف أداة فعالة وسلاح فتاك،تأثيره على الضحية"أشد وقعا من الحسام المهند" في الإثارة والإغراء والجذب.ومن ثمة،فلا مكان هنا للجنس الخشن..واللبيب تكفيه الإشارة..
في إحدى المسابقات تقرأ وتسمع:
ـ اسم لوسيلة سير مكون من أربعة أحرف،إذا حذفت منه الحرف الثالث،أصبح اسما لعاصمة عربية.فما هي هذه العاصمة؟
وفي مسابقة أخرى تقرا وتسمع:
ـ تأكل ولا تشبع،وإذا شربت ماتت.فما هي؟
وفي غيرهما تقرأ وتسمع:
ـ ست وعشرون راجل دخلوا إلى مطعم به 21 كرسيا،وجلس كل واحد على كرسي..كيف تم ذلك؟
وفي غير هذه وتلك تقرأ وتسمع:
ـ ابتلعت نملة فستقة،فقتلها والدها..لماذا؟
وغير ما سبق من الألغازوالأسئلة الذهنية.وإذا ما حاولت تتبعها لتكوين انطباع حولها، واستجلاء حقيقتها،فستلاحظ أنها متداولة وشائعة بين الفضائيات المعنية،وأن معظمها يتسم بالبساطة والسخافة والسذاجة..وهي ذاتها أوشبيهة لها في هذه القناة وتلك..كما أنها تعاد لأكثر من مرة؛وبالتالي فإن الوصول إلى حلها وفك رموزها أمر جد يسير في معظم الحالات،بحيث تصبح طيعة حتى بالنسبة لتلميذ في مستوى تعليمي أدنى..
ومعنى ذلك كله أن الطريق معبد أمام المشارك للوصول للإجابة الصحيحة دفعا له وتشجيعا على الاتصال الهاتفي،وبعبارة أخرى،فإن الهم الأكبر للسائل هو أن تكون الأسئلة المعروضة للتسابق جد بسيطة؛وأكثر من ذلك،منح الوقت الكافي للتأمل والتفكير فيها،إلى درجة أن بعضها يستغرق عرضه بضعة أيام أوأسابيع أوقد يعاد طرحه حتى بعد سنة.وفي كثير من الأحيان،عندما تطول فترة الترقب للاتصال بالبرنامج،تعمد مقدمته إلى الإيحاء بالإجابة بشتى الوسائل والطرق بموازاة مع مقطوعات غنائية شهيرة تستهوي الأسماع..
إن المهم،وبالدرجة الأولى،بالنسبة لممارسي هذه اللعبة،هو حصد عدد كبير من مكالمات هاتفية باهضة التكاليف،يجريها الطرف الآخر ويدفع فاتورتها،ولا يهم إن كانت الإجابة صائبة أو خاطئة.رنة واحدة فقط تصلك بهم،فتبدأ المراوغة بدردشة فارغة المحتوى،أوتحال مكالمتك على ما يسمى بـ"الكنترول" لتسجيل اسمك وسنك وبلدك وعنوانك،أو ينقطع الربط لتعاود الاتصال تلو الآخر،وتنتظر ويطول الانتظار،فإذا"ماكنة النهب والسلب" تدور وتدور،وإذا جيوبك فاغرة فاها..تتطاير منها دراهمك وهي تجري لمستقر لها بمرور الدقائق والثواني،لتبقى إجابتك معلقة،أوتظل رهينة لديك،فلا تجد أبدا للوصول إليهم سبيلا..
ولإيهامك بأن الاتصال قائم مع آخرين،تسمع من داخل الأستوديو،بين حين وآخر،إجابات لمتصلين وهميين،وهي أيضا أجوبة،كما الأسئلة،سخيفة وساذجة وأبعد ما تكون عن الحل المطلوب،بحيث يتحول الأزرق إلى أبيض،والأسود إلى أحمر.وطبيعي،والحالة هذه،أن يكون اللجوء إلى لمثل هذا الأسلوب التضليلي ضروريا ما دامت النية قائمة على ألا يكون هناك رابح أو غانم..
كل ذلك يتم تمريره بشكل علني وأمام الملإ عبر قنوات فضائية عربية كان المفروض فيها أن تكون أداة للتوعية السليمة والتعبئة لنشر أفكار ومعارف جادة وثقافة عقلانية بدلا من حشو عقول ناشئتنا صباح مساء بالترهات والأباطيل والخزعبلات..والحق أن القسط الأوفر من المسؤولية تتحمله الحكومات العربية التي تغض الطرف عن ممارسة أساليب النصب والنهب،من جانب الأجهزة الإعلامية المذكورة وكذا شركات الاتصالات الهاتفية المتواطئة معها..بل يمكن القول بأن هذه الحكومات أو الجهة المانحة لرخصة البث الفضائي تعتبر شريكا في مؤامرة النصب على المواطن العربي في واضحة النهار..لا شك في ذلك ولا جدال....
ولمن يرغب من القراء في مشاهدة شريط فيديو لإحدى القنوات المشار إليها على شبكة الإنترنت،نحيله على الرابط التالي:

http://www.kissyoutube.com/watch?v=9bRYdzk_3fI&feature=related



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيارة المفاجئة لمولانا الحاكم بأمر الله..
- الرقص على أجساد الموتى ليلة اختتام مهرجان-موازين-لدورته الثا ...
- اتصالات المغرب تزف بشرى إهداء جديد بحلول عام 2009
- السير في الطرقات بالمغرب
- نحن أمة هاربة...!!!
- موسوعة -غنيس- ومفاخر الأمّة!!!
- اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل
- عندما تستحيل الحكمة إلى شعار للتمويه!!
- عنزة السيد -سوغان- وعنزة معالي الوزير!!
- حضارة المسدس لا تزال قائمة
- عندما يتحول الغناء العربي إلى ظاهرة استعراضية
- الوصاياالشيطانية
- !!!صلعة مولانا الإمبراطور
- الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح اهضير - فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!