أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - بقرتنا الباكية...!!!














المزيد.....

بقرتنا الباكية...!!!


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 01:36
المحور: كتابات ساخرة
    


بقرتنا الباكية،هي من نوع خاص..من فصيلة لا نظير لها ولا مثيل بين كل فصائل بقرات الدنيا..في كل الأماكن و في كل الأزمان..
فهي ليست بتلك البقرة الصفراء،الفاقع لونها،والتي نحرها الناحرون من بني إسرائيل،بأمر إلاهي،فنالت بذلك شرف وفضل الشهادة،لأنها أعطت الدليل القاطع والبرهان الساطع على المعجزة الربانية في الحياة والموت والبعث..
وهي بقرة لا تمت للبقرة الهندية المقدسة بصلة..البقرة التي عبدها العابدون وقدموا لها القرابين،وانحنت لها رؤوسهم،إجلالا وإكبارا،وتعهدوها بأحسن ما تكون الرعاية،وبأفضل ما يكون الاهتمام،واعتبروا ذبحها أو الإساءة إليها خطيئة عظمى.
ما أبعد بقرتنا عن البقرة الناطقة!..البقرة التي هشمت الحواجز القائمة بين عالم الحيوان وعالم الإنسان..بين عالم الحيوان الأعجم وعالم الحيوان الناطق..وذلك عندما انفكت عقدة لسانها وأفصحت بالقول عما يضيرها..قالت:"إِنِّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا،إِنَّمَا خُلِقْنا لِلْحَرْثِ..".حدث ذلك حينما همّ رجل بأن يتخذها مطية لركوبه..هذا ما تناقلته ألسنة رواة الحديث منذ عصر النبوة..
وبقرتنا الأليفة،المحكوم عليها بأن تظل أبد الآبدين رهينة التسلط والقهر الآدمي،شتان ما بينها وبين البقرة الوحشية والبقرة البحرية..فلكل واحدة من هذا الصنف الحيواني عالمها الخاص،تنعم فيه وتشقى،بعيدا عن لهف الأطماع البشرية،على الأقل،إلى حدود معلومة..
إن بقرتنا دائمة البكاء والنحيب..وكيف لها ان تسعد بالحياة وتحظى فيها،وإن بلحظة انفراج،لتنفرج شفتاها عن ابتسامة عابرة أو ضحكة مفعمة بالحيوية على غرار تلك البقرة التي رسمت الشركات الإعلانية والمؤسسات الإشهارية على محياها ضحكة عريضة،وعلقت في أذنيها أقراطا،رمزا للعطاء الوفير ولجودة المنتوج؟!..
إن بقرتنا المعنية ليست من هذا النوع اوذاك..هي،كما أسلفنا،من فصيلة خاصة وذات ميزات فريدة..وإذا ما وقعتم في حيص وبيص أواختلط الحابل بالنابل في قعر مخيلتكم،أوالتبس عليكم الامر وتشابه عليكم البقر،فسأخبركم الخبر اليقين عن ماهيتها وحقيقتها:إنها بقرة بهت لونها،وخشن ملمسها،وازداد خوارها،وخارت قواها،وجف ضرعها،ونضبت ألبانها وأجبانها،وعم سائر جسدها الترهل والهزال،حتى كادت أن تستحيل إلى هيكل من الهياكل العظمية..إنها تبكي بكاء مرا يحير النفوس ويرج القلوب التي في الصدور!..كل ذلك حينما امتدت إليها بشراسة أيد آثمة لطغمة من الجشعين والناهبين والمتسلطين الذين كشروا عن أنيابهم وتناولوها نهشا بالأظافر والأضراس.
وفي الوقت الذي تساءل فيه كل ذي حاجة عن حاجته،وطالب كل ذي حق بحقه ونصيبه مما كانت تذره بقرتنا المنكوبة ولا تزال،مابقيت فيها ذرة من حياة،من خير عميم ورزق وفير وعطاء غزير،كانت الردود والتبريرات سخيفة وواهية ومخيبة للآمال..لا تقوم على أساس من الحكمة والإقناع ولا تخضع لمنطق اوعقل..لقد قيل لهؤلاء وأولئك في عبارة واحدة وبلا تردد:
-إنها السنوات العجاف..
-إنها الأزمة الاقتصادية..
-إنها الأزمة العالمية..
-إنها توصيات البنك الدولي..
-إنه الداء العضال الذي أصاب البقر...



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!
- الزيارة المفاجئة لمولانا الحاكم بأمر الله..
- الرقص على أجساد الموتى ليلة اختتام مهرجان-موازين-لدورته الثا ...
- اتصالات المغرب تزف بشرى إهداء جديد بحلول عام 2009
- السير في الطرقات بالمغرب
- نحن أمة هاربة...!!!
- موسوعة -غنيس- ومفاخر الأمّة!!!
- اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل
- عندما تستحيل الحكمة إلى شعار للتمويه!!
- عنزة السيد -سوغان- وعنزة معالي الوزير!!
- حضارة المسدس لا تزال قائمة
- عندما يتحول الغناء العربي إلى ظاهرة استعراضية
- الوصاياالشيطانية
- !!!صلعة مولانا الإمبراطور
- الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - بقرتنا الباكية...!!!