أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - امرأتان وثلاثة رجال ( قصة قصيرة )














المزيد.....

امرأتان وثلاثة رجال ( قصة قصيرة )


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


مثلما يحدث عند فجر كل يوم أيقظها هدير القطار الصاعد إلى بغداد.. تمطّت قليلاً قبل أن ترفع جسمها بتثاقل وتفتح النافذة.. كانت العربات قد اختفت فيما وراء منعطف السكة، حول البيوت العالية، ومضت بين حقول القمح.
نزلت الدرج إلى الطابق الأرضي ودخلت المطبخ.. كانت أمها هناك تعد الشاي مثلما تعودت منذ سنين طويلة.. تمتمت بـ ( صباح الخير ) فردت عليها أمها بنبرة أكثر خفوتاً.. قالت وهي تجلس إلى مائدة الفطور.
ـ أيقظني القطار كالعادة.
ـ ...............
ـ لم أبصره.. لم أر مؤخرة العربة الأخيرة حتى.
ـ هل ما زلت تعتقدين أنك إن لم تره سيكون يومك تعيساً؟.
ـ لا أذكر أياماً سعيدة كثيرة.
ـ لا أظننا نمر بأوقات سيئة.
ـ أشعر بالفراغ.
ـ هذا لأنك لا تشغلين نفسك بأي شيء.
ـ لو كنتُ موظفة لتغير الحال.
ـ لماذا لا تتصلين به، مركزه كبير؟.
ـ لن أتصل.
ـ لم يحقد بسبب ما فعلت به.
ـ انسي الأمر.
ـ هو صديق مخلص لأخيك.
ـ وجهان لــ ....
ـ يا لأنفك اليابس.
جلبت الأم إبريق الشاي وجلست قبالتها.. لم تتناول سوى شريحة صغيرة من الخبز وقطعة أصغر من الجبن المالح، وراحت ترشف من فنجانها على مهل.. قالت الأم؛
ـ يمكن أن يكون لديه الحل.
ـ لا أريد حلاً منه.
ـ حتى وإنْ كان الوحيد الذي يملكه في هذه المدينة.
ـ حتى....
صعّدت الأم عينيها إلى صورة متوسطة الحجم في إطار من العاج موضوعة على الكاونتور خلف ظهر الفتاة.. وجه رجل في الستين بشارب خفيف وذقن حليق وعينين حادتين.
ـ عنيدة مثله.
التفتت الفتاة إلى الصورة.
ـ لا تعودي وتلوميه.
ـ ماذا ترك لنا؟.
ـ أرجوك أمي.
قامت الأم؛
ـ سأتصل به أنا.
ـ لن تتصلي بأحد.
قامت المرأة الشابة هي الأخرى.. سحبت علبة السجائر.. ناولت أمها سيجارة ووضعت أخرى بين شفتيها، وبعود ثقاب أشعلت السيجارتين.. وقفتا تدخنان بصمت.. حين انتهتا فتحت المرأة الشابة الراديو فانساب صوت فيروز "يا جبل اللبعيد خلفك حبايبنا".
ـ لماذا لا تسافرين للعاصمة؟.
ـ سافرت مرة وأنت تعرفين ماذا كانت النتيجة؟.
ـ قال أنك ذهبت إليه في الوقت غير المناسب.. كان برنامجه مزدحماً.
ـ تبرير سخيف... كما قلت، إنهما وجهان لــ ......
ـ مشكلتك أنك، أبداً، لا تحاولين مرة ثانية.
ـ المحاولة الثانية إذلال.
ـ هو ليس غريباً.
ـ هذا لا يغير من واقع الحال شيئاً.
تأملت الأم الصورة الموضوعة على الكاونتور ثانية.
ـ لو لم يهدر نصف أملاكه في القمار وبيوت البغاء.
ـ والنصف الآخر، ماذا حلّ به؟.
ـ بفسخك الخطوبة ارتكبت الخطأ الأكبر.
صاحت المرأة؛
ـ أرجوك، هذا لا علاقة له بذاك.
استلت علبة التدخين وجرت تصعد الدرج إلى غرفتها.. قالت الأم برجاء؛
ـ على الأقل، اتركي لي سيجارة.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح القصة القصيرة
- كتب قديمة مستعملة
- الغموض في القصص
- مع محيي الدين زنكنة.. خواطر وذكريات
- القابض على الجمر.. يوميات قاسم عبد الأمير عجام
- أنْ نأسر المكان داخل النص: قراءة في -خرائط منتصف الليل- لعلي ...
- إدوارد سعيد: المنفى والهوية.. الأنا والآخر
- تمثلات النهضة: 4 معوقات النهضة في العراق، ونقد مشروعها
- تمثلات النهضة: طبيعة ثقافة النهضة في العراق ومعضلة الهوية
- تمثلات النهضة 2 ثقافة النهضة والمثقفون والدولة
- تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث
- أفق النهضة وأسئلة الحداثة: قراءة في كتاب ( نحو وعي ثقافي جدي ...
- عن أدب اليوميات
- رواية -فيكتوريا-: أشكال السرد وتحيّزات السارد
- عن -أمكنة تدعى نحن-
- الأستاذ محمد خضير
- الجابري في مكتبة مؤيد
- محنة اللغة واضطراب البناء في رواية ( سرير الأستاذ )
- الكتابة عن المكان العراقي
- قصة قصيرة؛ ( غداً ربما )


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - امرأتان وثلاثة رجال ( قصة قصيرة )