أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - تمثلات النهضة: طبيعة ثقافة النهضة في العراق ومعضلة الهوية















المزيد.....

تمثلات النهضة: طبيعة ثقافة النهضة في العراق ومعضلة الهوية


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 20:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لم تصلنا أفكار النهضة الأوربية، في البدء، مباشرة، بل من طريق وسائط؛ الوسيط التركي أولاً، والوسيط العربي ثانياً على عكس ما حدث في مصر، في سبيل المثال، والتي احتكت بالحضارة الغربية، للمرة الأولى، مباشرة وبزخم قوي، مع الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت في العام 1798.
كان النزوع إلى النهضة في بلدان الشرق إما نتيجة الصدام الخاسر مع الغرب كما هو الحال مع الإمبراطورية العثمانية الداخلة في قرنيها الأخيرين بمرحلة الانحلال والأفول. أو نتيجة صدمة الاستعمار التي فتّحت العيون على الوضع المزري ودرجة التخلف المهولة في دول الشرق المختلفة ومنها العراق. ولذا باتت النهضة غالباً مشروعاً للاقتداء بالغرب المستعمِر والتشبه به.. تقول فاطمة المحسن؛ "فالنهضة في كل بلدان الشرق، بما فيها تركيا، هي مشروع للتلاقي مع الغرب، مع أفكاره وفلسفاته ومخترعاته ومكتشفاته ونظمه ودساتيره، وكل ما يشكل حضارته الحديثة" ص41. أي أن ثقافة النهضة لم تتبلور وتنضج في العراق، وكذلك، غالباً، في بلدان الشرق الأخرى ( منها البلدان العربية ) نتيجة توافر شروط داخلية ترتبط بالتطور الاقتصادي، وصعود طبقة اجتماعية جديدة مع انهيار أسس عالم قديم وبناء أسس عالم أكثر تطوراً، في المنظور التاريخي، بل جاء بتأثير ظروف خارجية موضوعية، ولذا طُبعت تلك الثقافة بطابع رد الفعل أولاً، والاقتباس والتقليد ثانياً، والتهجين فيما بعد.
وعلى الرغم من تشابه السياق التاريخي العام للبلدان العربية إلاّ أن طبيعة ثقافة النهضة في العراق تختلف عنها في مصر وبلاد الشام، وكذلك تركيا، نظراً لاختلاف الظروف التاريخية وعوامل الجغرافية، منها بقاء العراق تحت الحكم العثماني المباشر، لقرون عديدة، وبُعدها النسبي عن بلدان الغرب، والسمة الطائفية والعشائرية الطاغية على علاقات أبنائه الاجتماعية. هذه العوامل وغيرها سيفضي إلى تأخر وبطء انتشار ثقافة النهضة في العراق.
من العبث إطلاق مفردة النهضة على حركة انعطاف اجتماعي وسياسي في مجتمع ما أو دولة ما إنْ لم ترافق ذلك اهتزازات وانقلابات وتغيرات في القيم والمعتقدات وأشكال النظم والعلاقات داخل المجتمع. ولابد أن تترك مثل هذه الظاهرة، إذا ما حصلت، أزمات وتناشزات وصراعات اجتماعية وسياسية بهذه الدرجة أو تلك. ومثلما نوهنا فإن مثل هذه الانعطافة وعقابيلها تنشأ في بلد مثل العراق نتيجة تماس واحتكاك وتمثل لقيم ومعتقدات وأشكال نظم وعلاقات وافدة، أي انعكاساً لصدمة، وليس نتيجة تطور تاريخي قائم على أساس التواتر والتراكم في المنجزات المدنية والحضارية. فثمة خصوصية عراقية، في هذا الجانب، تتمثل بالبيئة الجغرافية العراقية المعرّضة دوماً للكوارث الطبيعية لاسيما الفيضانات التي كانت تقضي على المناطق العامرة، المرة بعد الأخرى، وتسبب الفوضى وعدم الاستقرار ومن ثم الخوف من المستقبل وفقدان الضمانات وسيادة المعتقدات القدرية.. تقول الباحثة عن بغداد القرن التاسع عشر بأنها؛ "مدينة طرفية في الإمبراطورية العثمانية، وكل حكامها غرباء عنها. ولعل فكرة المحو أو الاندثار التي تولّدها الكوارث الطبيعية غدت متأصلة في التركيبة الوجدانية التي تلازم التطور عند المثقف العراقي، فالكوارث تمنع إمكانية التواتر والتراكم في المنجزات، وتصبح تواريخ التعاقب بين خطى البحث عن الحاضر والمستقبل، وخطى الإمحاء، ، أقرب إلى المصير القدري". ص294 ـ 295. وكذلك كانت تفعل الغزوات الأجنبية حيث العراق ممر لها أو مرمى.
إن استمرار الانقطاعات سيترك آثاره على الثقافة العراقية، وسيحول دون "تراكم يساعد على توارث تقاليد الحياة الثابتة المستقرة التي تتوضح بمعالم محددة" ص295. وحتى حين يغادر الجيش العثماني العراق مهزوماً أمام الجحافل العسكرية البريطانية فإنه سيقوم بحرق "المراكز والوثائق والسجلات ونهب أموال الأسواق ببغداد وبضائعها قبيل دخول جيش الاحتلال البريطاني" ص296. وبحسب الباحثة، وهي على حق تماماً أن هذا "يحمل دلالة الطابع العنفي للصراع على العراق" ص296. وسيعيد التاريخ نفسه في أثناء سقوط نظام صدام والاحتلال الأمريكي للعراق في 2003. حيث أصاب الدمار جزءاً واسعاً من الميراث الثقافي العراقي وبنيته التحتية مع احتراق المكتبات والمطابع، ونهب المتحف الوطني، واختفاء لوحات ومنحوتات الفنانين العراقيين الرواد، ناهيك عمّا حصل من تخريب لمؤسسات الدولة العراقية والبنية التحتية للاقتصاد العراقي.
كما عاشت المدن والقرى العراقية، ردحاً طويلاً من الزمن، في شبه عزلة بعضها عن بعض بحكم تخلف وسائل النقل والاتصال وصعوبة الانتقال من مكان إلى آخر وخطورته أحياناً مما أفضى إلى اختلاف في اللهجات المحكية وتباين في كثر من القيم والعادات والتقاليد. وبات لكل مكان سماته المميزة غير أن الحال سيتغير بعد تدشين عصر النهضة، وتأسيس الدولة. وسنرى كيف أن هذه الظروف والخصائص ستغذي إشكالية الهوية والانتماء في دولة العراق.. تتساءل الباحثة؛ "هل بمقدورنا القول إن النهضة، وهي تتجه إلى إزالة الحواجز والمراتب بين الطوائف والقوميات، قضت على تراث المحكيات العراقية ومنعته من التعبير عن خصوصياته التي يتعين بها كهويات ثقافية، ويتعين بها الأدب كميدان للتنوع" ص263. والسؤال المناظر لسؤالها هو؛ قضت لصالح أية هوية بديلة؟ وهل تكرّست، على أسس راسخة، هوية وطنية عراقية عابرة للهويات الفرعية؟. أم أن هذه الهوية الوطنية ظلت تهتز دوماً على الرمال المتحركة للدولة الناشئة؟.
تتحرى الباحثة بإسهاب عن جدل الفصحى والعامية ( أو جدل الثقافة الشعبية والثقافة العارفة ) وصراعهما في الصحافة العراقية والأدب العراقي الحديث من أجل احتلال المواقع. وكيف انعكست على مرآة ذلك الجدل أشكال التناقض الثقافي وصراع الهويات. وتخصص مساحة واسعة للحديث عن الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي والذي يجمع شعره "لغة الشطّار والعيّارين إلى الوعاظ والورعين، ومعظمه أشد ميلاً إلى الفئة الأولى، حيث بمقدورنا أن نجد فيه مزاج الأشقياء والقبضايات... ويكاد الكرخي يمثل حالة وحساسية مجتمع مفكك يزدري الناس فيه أنفسهم قدر ما يزدرون الآخرين" ص270.
وفيما يتعلق بمعضلة الهوية لم تُحسم ثقافة النهضة والتنوير، بتقويم وجهات نظر دعاتها، هذه المسألة الشائكة، وظل التذبذب قائماً بين انتماء لثقافة نهضة وتنوير مصدرها حركات انبثقت في مركز الإمبراطورية العثمانية دعت إلى المساواة بين مواطني الإمبراطورية جميعاً بغض النظر عن أعراقهم، وبين انتماء لثقافة عروبية مصدرها مصر وبلاد الشام على وجه الخصوص. وقد طغى الخيار الثاني، بعدئذ، مع تفكك الإمبراطورية وانهيارها، وتأسيس الدولة العراقية ( 1921 ) برعاية بريطانية مباشرة. ها هنا لم يكتف المثقفون والدعاة بالترويج للهوية العراقية وإنما حاول جلّهم عبور حدودها، والبحث عن امتدادات أخرى لها؛ في العروبة حيناً، في الإسلام ( الطائفي ) حيناً، وفي الأممية ( الماركسية ) حيناً. وإذ لم يُكرّس مبدأ المواطنة والهوية الوطنية في الأدبيات السياسة العراقية، بقي صراع الهويات قائماً، وبقي المنتمون إلى الأحزاب والتيارات والطبقات والطوائف والأعراق المختلفة يغلبون هوياتهم العابرة للحدود الوطنية ( أو هوياتهم المعبِّرة عن العلاقات الاجتماعية ما قبل الدولة ) على هويتهم الوطنية، بحثاً عن قوة مُعينة في مواجهة الآخرين. وأزعم أن هذا هو أس وعلّة هشاشة الدولة العراقية منذ ذلك الحين، وحتى يومنا هذا.
سيرسم صراع الهويات لاحقاً، خريطة الصراعات السياسية المحتدمة في البلاد.. سيدخل الفكر القومي العروبي الساحة مع شخص مثل ساطع الحصري قدم مع النخبة المرافقة للملك فيصل الأول، وكُلِّف بتنظيم وإدارة المؤسسة الأخطر؛ التربية والتعليم. وسيدخل الفكر الماركسي الأممي مع أشخاص مثل حسين الرحال ومحمود أحمد السيد. لتنشأ في إثرها الحركات الماركسية المختلفة. وسيجد الفكر السياسي الديني ( الإسلامي ) مساحات تأثير تتسع وتتقلص تبعاً لقوة وضعف دعاة وتيارات الأفكار الأخرى وصراعاتها.
هكذا ظلّت هوية الوطنية العراقية فرعاً لا أصلاً عند الغالبية من النخب المؤثرة سياسياً واجتماعياً وثقافياً في العراق الحديث. ولذا صار من السهولة بمكان تحويل الساحة السياسية العراقية إلى ساحة مواجهات لقوى خارجية لها أجنداتها واستراتيجياتها السياسية، وتمتلك حلفاء داخليين أقوياء ( فاعلين أو محتملين ) كما هو حاصل اليوم.
وإذ أخذت الهوية الوطنية العراقية بالتشكل في مواجهة تحديات داخلية ضاغطة واستحقاقات مستقبلية في مواجهة الآخر الغربي ( المستعمر ). فإن تأثير الصراعات الداخلية وارتباطاتها على محتوى هذه الهوية انعكس فيما بعد على طبيعة الأرضية السياسية والمناخ السياسي والتي حددت مسار وتوازنات وصراعات القوى المختلفة.
إن عقلية إقصاء الآخر وإلغاءه والاستحواذ على الكعكة كلها حكمت اتجاهات السياسة العراقية لزمن ليس بالقصير.. كان آخر ما يفكر به السياسي العراقي هو الديمقراطية وتقاسم السلطة وتداولها والاعتراف بوجود الآخر وحقه. وما يزال الأمر هكذا، حتى الآن، عند كثر من السياسيين المعاصرين الذين لم يتحرروا من آثار الإيديولوجيات التي وجهّت السلوك السياسي العراقي خلال عقود.
يبدو أن مسألة الهوية الوطنية لم تشغل بال الرواد النهضويين في العراق كثيراً مثلما شغلت بالهم مسائل أخرى أكثر إلحاحاً في حينها كالتمدن والتحديث والدستور وحرية المرأة والاستقلال، الخ.. فهل كانت تلك المسألة محسومة في أفق تصوراتهم، أم أنهم لم يكونوا قد بلغوا القدر الكافي من النضج الفكري يجعلهم يلتفتون إليها بجدّية أكبر؟ أم لأن أفق معظمهم كان يتعدى البعد الوطني للهوية إلى مدى أبعد ( الإسلام، العروبة، الأممية.. )؟ أم لأن مسألة الهوية لم تكن هي الإشكالية الأولى في نظرهم؟. كان رجال الدين الإسلاميين ( محمود شكري الآلوسي وهبة الدين الآلوسي، في سبيل المثال ) يفكرون، بطبيعة الحال، في ضمن الانتماء الإسلامي الأوسع والهوية الإسلامية الجامعة بغض النظر عن المكان الجغرافي واللغة والعرق، فيما كان هاجس رجل دين مسيحي مثل الأب انستاس ماري الكرملي هو الوطنية العراقية وفكرة المواطنة وكان "يتطلع على المدى البعيد إلى إحلال فكرة المواطنة بدل الولاءات الملّية" ص358، كما تقول الباحثة. وفي مجلته ( لغة العرب ) شملت طموحاته "إعادة اكتشاف العراق كوحدة جغرافية واجتماعية" ص365. ورأى مثقف مسيحي آخر ( علماني ) هو رفائيل بطي "أن التطور لا يكتمل إلاّ بالدولة والسلطة أو ( النظام الحكومي ) كما أسماه، فالدولة راعية النهوض الاجتماعي وهي القادرة على جمع الخليط المتناشز للعراق. ولعله هنا يسجل موقفاً مختلفاً في جوهره عن طرح الكثير من الكتّاب العراقيين الذين زاحمت ديباجاتهم نزعات تبعدهم عن إدراك أهمية ما أسماه بطي ( النظام الحكومي ) ككيان مؤسس للدولة" ص 413 ـ 414.
وتلاحظ الباحثة أن المسيحيين واليهود العراقيين "أدركوا النهضة في وقت أبكر بكثير مما أدركها المسلمون، بسبب انتشار التعليم بينهم الذي تكفلته المدارس الدينية الممولة من الغرب" ص48. وستختلف أيضاً نتيجة ذلك نظرة رجل الدين المسيحي حول التحضر عن نظرة رجل الدين المسلم. غير أن رواد النهضة من الأجيال المتعاقبة سيلتمون على مشتركات كبرى هي التي سترسي قواعد ثقافة النهضة.
وثمة خصوصية عراقية أخرى، كما تشير الباحثة، "وسمت الثقافة بميسمها، هذه الخصوصية تتحدد في مشكلة أن العراق الثقافي ليس عراقاً عربياً خالصاً، فهو نتاجات ثقافات شعوب مختلفة تتساكن داخل جغرافيته" ص51. وبقدر ما كان هذا الأمر برأي الباحثة "مبعث تشتت واضطراب واحتراب داخل تركيبة العراق الاجتماعية، بقدر ما كان أحد أسباب ثراء مصادر تحديثه وتنوعها" ص51. لكن الباحثة تعود لتقول لنا أن ثقافة العراق وقتذاك، لم تكن "على وعي بهذا الاختلاف، إلاّ على نحو نسبي، أو أنها لم تصل درجة تمكنها من إدراك تنوع الهويات على المستوى الأدبي والاجتماعي، فهي معنية بفكرة تقدم البلد ووحدته.." ص52. ولماذا لم يكن هذا في حينه وعياً متقدماً، عند بعض النخب، متجاوزاً للنعرات والانتماءات الضيقة والهويات الفرعية لصالح هوية وطنية قابلة للتحقق في ( دولة ـ أمة عراقية ) مستقبلاً؟. وبخصوص المسيحيين واليهود العراقيين أيضاً يرد في الصفحة 52 ما يلي؛ "كما أن عربية المسيحيين واليهود التجارية والحضارية بالشركات الغربية والقنصليات والبعثات التبشيرية شكلت جزءاً من لغة التخاطب اليومية". هذه العبارات توهم القارئ أن المسيحيين واليهود، كلهم، في العراق، كانت لهم صلات تجارية وحضارية بالشركات الغربية والقنصليات والبعثات التبشيرية. والحقيقة أن شرائح كبيرة من هؤلاء كانت تعيش الظروف التعيسة ذاتها التي كان يعيشها العراقيون المسلمون. فهذا التحديد، باعتقادي، يخص فئة أو ( طبقة ) ضيقة منهم، أو بعضاً من النخبة التجارية والثقافة المسيحية واليهودية.
ارتبطت مسألة الهوية الوطنية بمسألة نشوء الدولة الوطنية وتطورها. فالدولة بحاجة إلى مجتمع له نسيجه المتواشج، ولأفراده مشتركات أصلية. ففضلاً عن توافر الدافع العاطفي للانتماء، لابد من بزوغ وعي وطني عقلاني لحمته الحس التاريخي وسداه وحدة المصالح الجماعية العليا. فالدولة هي الصورة المادية والتاريخية للهوية الوطنية. وقد زُجّت الهوية الوطنية العراقية خلال العقود الماضية في اختبارات صعبة لعل أكثرها التباساً اختبار الاحتلال الأمريكي، والشروع بإعادة بناء الدولة، وهذه المرة، على أسس ديمقراطية ( مثلما هي مطروحة )، مع بروز تحديات أخطرها الإرهاب والتدخل الخارجي. فضلاً عن عدم نضج كثر من النخب السياسية وتباين اتجاهاتها الإيديولوجية وارتباطاتها، أو ولاءاتها ( الخارجية ). والمفارقة، أو الإشكالية الأشد عسراً، بهذا الصدد، هو أن عملية إعادة بناء الدولة، والتأكيد على الهوية الوطنية ( العراقية ) تجري في زمن معولم بدأت فيه الدولة القومية ( nation state ) تفقد بعضاً من مقوماتها التقليدية القارّة، وتضعف، فيما الانفتاح على العالم يفرض على الأفراد والمجتمعات تبني هويات مركّبة، أكثر اتساعاً وتعقيداً، لاسيما أن تلك العملية تحدث ( عراقياً ) برعاية قائدة العولمة الرأسمالية في العالم وهي الولايات المتحدة والتي لها رؤيتها وتصوراتها الإستراتيجية التي لن تتطابق بأية حال مع المصالح العليا للدولة العراقية.
وعبر تاريخه، وقبل الفتح الإسلامي بمدة طويلة ( وربما، نتيجة القَدَر الجغرافي ) كان الوضع العراقي يتشكل، غالباً، إما بوساطة التدخل الخارجي، أو تحت وطأة الأخذ بنظر الاعتبار شروط الخارج ومصالحه وتوازنات قواه. وظل العراق بفضل ثرواته، أو بالأحرى بتأثير لعنة ثرواته، هدف مطامع إقليمية ودولية لم تُخمد في أي وقت، مما جعل الوضع العام الداخلي متوتراً، على الدوام، أو على حافة التأزم. وبذا يصبح رهان النهضة والهوية الوطنية، الآن، هو رهان الاستقرار الاجتماعي والسياسي في ظل دولة ديمقراطية قوية وحديثة تتبنى وتفعِّل برامج تنمية مركّبة اجتماعية وثقافية واقتصادية.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثلات النهضة 2 ثقافة النهضة والمثقفون والدولة
- تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث
- أفق النهضة وأسئلة الحداثة: قراءة في كتاب ( نحو وعي ثقافي جدي ...
- عن أدب اليوميات
- رواية -فيكتوريا-: أشكال السرد وتحيّزات السارد
- عن -أمكنة تدعى نحن-
- الأستاذ محمد خضير
- الجابري في مكتبة مؤيد
- محنة اللغة واضطراب البناء في رواية ( سرير الأستاذ )
- الكتابة عن المكان العراقي
- قصة قصيرة؛ ( غداً ربما )
- قراءة في ( ذاكرة الكتابة )؛ خفة المهمل وثقل التاريخ
- مذكرات تنيسي ويليامز: بين الانشداد للحياة والانجذاب نحو المو ...
- الكاتب والمكان: قراءة في تجربة أورهان باموق
- -اسطنبول- أورهان باموق: سيرة حياة ومدينة
- ماركس وأنجلس: صداقة في نور الفكر والحياة
- ماركس صديقاً
- مصادر ماركس
- مكنسة الجنة رواية ضد سياسية في سريالية عراقية خالصة
- يوميات القراءة لألبرتو مانغويل: انطباعات قارئ


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - تمثلات النهضة: طبيعة ثقافة النهضة في العراق ومعضلة الهوية