|
شالوم (7) שלום
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:34
المحور:
الادب والفن
( حانوت يوسف ) يقف يوسف أمام مرسمه ، متأملاً لوحة زيتية لصقر جارح يقف على تلالٍ شاهقة ، يدخل شالوم بثياب المدرسة ، حاملاً بيده اليمنى حقيبته الدراسية وفي اليسرى زجاجة ماء شالوم ( يخطو باتجاه المرسم ) : عمت مساء . يوسف ( يلتفت بحركة سريعة تنم عن ارتباك ) : شالوم ( يتنهد ) آه .. هذا أنت . شالوم ( مستغرباً ) : أجل .. هذا أنا . يوسف ( باسماً ) : أهلاً بك .. ( يذرع باتجاه شالوم ) . شالوم ( يجوس ببصره متأملاً الحانوت ) . يوسف ( يربت على كتف شالوم ) : كيف حالك أيها المشاغب ؟. شالوم : من أي ناحيةٍ ؟. يوسف ( يجلس على مقعد خشبي أمام طاولة مستطيلة ) : من جميع النواحي ( يصمت برهة ومن ثم يقهقه ) هه .. هه .. هه وهل هناك ناحية من دون أخرى ؟. شالوم ( يجلس مستنكراً ) : أجل .. حالي مع أبي وأمي بألف خير ، أما حالي في المدرسة ، فليست على ما يرام . يوسف ( يسكب الخمر في قدح مذهب ) : ولماذا ؟ ( يرشف ) هذا يعني أنك مقصر في دروسك ، أليس كذلك ؟. شالوم ( مستنكراً ) : كلا .. كلا لست مقصراً في دروسي على الإطلاق ، تقديري كان ممتازاً بشهادة زملائي في الدراسة . يوسف : ما المشكلة إذن ؟. شالوم ( يرشف الماء من الزجاجة ) : المشكلة .. ( يصمت برهة ) المشكلة في مزاج رفاقي الذين يصدقون كل ما يقوله لنا المدرسون عن الحرب ، دون أن يفكروا في عواقب ما يسمعون . يوسف ( يرشف ) : وماذا يقولون لكم ؟. شالوم : يقولون أشياء لا تصدق بالعقل ، وفوق ذلك يريدون منا تصديقها دون أن نراها بأعيننا . يوسف ( بصبر نافد ) : أشياء لا تصدق ، ما هي هذه الأشياء ؟. شالوم ( بثقة ) : أشياء تخصنا وتخص العرب ، فمرة يقولون لنا إننا أقوى من كل العرب ، ومرة أخرى يقولون إن العرب خطيرون جداً على أمننا ووجودنا . يوسف ( يشعل سيجاره ) : هذا هو الواقع . شالوم : واقع .. أي واقع ؟. يوسف : واقع أننا أقوى من العرب . شالوم : وما الدليل على ذلك ؟ أبي يقول إن حرب الغفران كانت لصالح العرب ، فكيف نكون الأقوى ؟. يوسف ( بثقة ) : نحن الأقوى دائماً ، بشرط ألا تقصر أنت ورفاقك في خدمة دولة إسرائيل . شالوم : وكيف نخدمها ؟. يوسف ( يضرب على الطاولة بمقبضه ) : في جيش الدفاع . شالوم : إذا كنا أقوى من العرب ، فلماذا يطلب منا أن نكون في حالة استنفار دائم ؟. يوسف ( ينفث دخان سيجاره ) : لأن العرب ، ورغم ضعفهم ، فإن طرفهم تجاهنا ليس آمناً ولا مأموناً . شالوم ( يتنهد ) : هكذا إذن ( يصمت برهة ) لكن أمي تردد دائماً على مسمعي أننا والعرب أبناء عمومة ومن جد واحد ، فلماذا نخاف منهم ويخافون منا ؟. يوسف ( مغتاظاً ) : والدتك غارقة في أحلام الماضي وأوهام المستقبل .. دعك من كلامها . شالوم ( يفرك رأسه بكفه ) : أرى أن كلامك هذا يتطابق مع كلام المدرسين . يوسف ( يومئ برأسه ) : بلى ( مزهواً ) لأنه الكلام الصحيح ولا ينقصه أي دليل أو برهان . شالوم : حسناً .. دعني أسألك إذن أيهما تحب أكثر ، السلام أم الحرب ؟. يوسف ( مقهقها ) : هه.. هه.. هه ، كم أنت ولد شقي ؟. ( صمت قصير ) شالوم ( يحدق بعيني يوسف وسط حالة من الذهول ) يوسف ( ممتعضاً ) : الأولاد الذين هم في عمرك لا يجرؤون على طرح أسألتك ، ومع ذلك سأقول في قرارة نفسي ، أسألتك هذه ليست نتاج تربية أمك الافتراضية ، إنها نتاج أصلك . شالوم ( متعجباً ) : أصلي ! ( يصمت برهة ) لم أفهم شيئاً مما قلت . يوسف ( يرشف ) : ألم يقل لك والديك الافتراضيين أنك لست يهودي المنبت ؟. شالوم ( مصعوقاً ) : كلا .. يوسف : أجل أصلك . شالوم ( مندهشاً ) : وما هو أصلي ؟. يوسف : قل لوالديك المفترضين أن يجيبانك عن سؤالك هذا . شالوم ( متضايقاً ): ولكنهما لا يقولان لي شيئاً مما قلته أنت . يوسف ( يقف ) : عليك أن تعلم جيداً ( يشهر سبابته في وجه شالوم ) أنك عربي الهوى ( محتداً ) ومَن لم يكن يهودي الهوى لن يكون إسرائيلياً . شالوم ( يقف مستنكراً ) : ومَن أكون أنا ؟. يوسف ( يشهر سبابته ) : أنت سليل أسرة عربية قضت في حرب الأيام الستة ، هل فهمت الآن من تكون ؟. شالوم ( مرتبكاً ) : حسناً .. حسناً ( يحدق بعيني يوسف بنظرة دامعة ومرتعدة ) فهمت .. فهمت ( ينسحب مغادراً الحانوت بخطى مضطربة ) . يوسف ( يرشف من قدحه ) : دخل الخمر .. فخرج السر ( يخطو نحو المرسم ) . * * * إظلام
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شالوم (6) שלום
-
شالوم (5) שלום
-
شالوم (4) שלום
-
شالوم (3) שלום
-
شالوم (2) שלום
-
طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
-
شالوم (1) שלום
-
العقل المادي واللا مادي في الإسلام
-
تمرد العقل عن سياق الوحي
-
العقلانية واليقينية في النص القرآني
-
العقل الإسلامي كمعطى ثابت
-
تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
-
العقل وتحكيم القضايا الإلهية
-
حدود التصورات العقلية في الإسلام
-
العقل ( كجوهر ) إسلامي
-
إسلام بلا عقل !
-
عقل بلا إسلام !
-
طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
-
اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي
...
-
طل الملوحي .. الألم والأمل
المزيد.....
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|