أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الشمري - ثورة الجياع في تونس ,أنذار لكل الانظمة الديكتاتورية















المزيد.....

ثورة الجياع في تونس ,أنذار لكل الانظمة الديكتاتورية


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 18:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


((ثورة الجياع في تونس انذار لكل الانظمة الديكتاتورية))
لا أعرف من أين أبدأ عن مآسي شعوبنا العربية من جراء سياسات القهر والتنكيل والتجويع التي يتبعها حكامهم المستبدين, ففي عالمنا العر بي من الخيرات والموارد والطاقات البشرية ما تكفي لإشباع كل جياع أفريقيا ,لكن واقع الحال مختلف على الأرض ,فالحكام لهم حصة الأسد بكل تلك الخيرات ويرمون لشعوبهم فتات موائدهم(قوت لا يموت)أنهم يعطوهم قوتهم بالتنقيط حتى يبرروا وجودهم كحكام وهناك من يحكمونهم.
الأنظمة العربية ظالمة وقسرية اتجاه شعوبها ,ولها ارتباطات مشبوهة مع أطراف دولية لكي تساعدها وتضمن لها البقاء في مناصبها,, سلبت شعوبها ثرواتها وحرياتها وحتى تفكيرها بعد أن قيدتها بشعاراتها الزائفة المظللة من أجل البقاء ,أنها تحاول دوما أقصاء وتهميش العقول النيرة والمخلصة في خدمة بلدانها ,الديمقراطية من السمات الغائبة عن قوانيها ,التمييز والاضطهاد هو السائد في برامجها المعلنة والخفية ,تنظر الى شعوبها بمنظورين وتكيل لهم بمكيالين ,فالعائلة الحاكمة وحاشيتها فوق القانون وفوق المجتمع وبقية الشعب خدما لها ,التمييز بين الجنسي وقضم حقوق المراة جلي في أغلب أنظمتنا العربية ,وسائل إعلامها مجييرة لصالحها ,التضييق على المواطن لكي لا يحصل على المعلومة الصحيحة من مصادر أخرى كحجب المواقع والقنوات الفضائية ,ليبقوه أسير أفكارهم وخداعهم.المواطن عليه جميع الواجبات التي نص عليها الدستور وحقوقه مبتلعة من قبل الحكام,الذي يريد المطالبة بحقوقه يعتبر من الطابور الخامس وله أرتباطات خارجية تحثه على زعزعة الاستقرار في البلد ويعاقب بأشد العقوبات,نظرية المؤامرة وتدخل أيادي خفية تهمة جاهزة لكل من يحاول التغيير في البلد ,القمع بالحديد والنار وضرب المتظاهرين بالرصاص الحي وأستخدام الجيش كوسيلة أنقاذ لأنظمتهم الفاسدة أصبحت مشاهد مألوفة في عالمنا العربي,التنصل من المسؤولية تجاه تدهور وسوء الأحوال المعيشية للشعوب هي من صفات الحكام الذين يتعكزون على شعارات الإسلام جنبا الى جنب مع نظرياتهم الايديلوجية ..
فمثلا النظام الصدامي البائد وعندما حدثت الانتفاضة الشعبانية1991م وشملت ثلاث عشر محافظة من مجموع سبعة عشر محافظة أتهم المنتفضين بالعمالة والمساندة من دول أجنبية ,وقمعها بكل وحشية وتنكيل وبمساعدة أمريكا ,
في العام الماضي عندما حدثت انتفاضة الكهرباء في مدينة البصرة في العراق ,ضرب المتظاهرون بالرصاص الحي وبكل وحشية وسجن أخرون ,واتهم بقية المتظاهرون بان قوى أجنبية تقف ورائهم لتقويض الاستقرار في العراق,
اليوم في تونس وبعد مضي ثلاثة أسابيع على الانتفاضة الشعبية الباسلةوالتي أنطلقت شرارتها من سيدي بوزيد من قبل جماعة من العاطلين المحتجين على سوء أحوالهم المعيشية والتي بدأت بالتصاعد في وتيرتها وامتدت الى مدن تونسية أخرى ,كان محركها الأساس الفقر والبطالة وسوء الأحوال المعيشية والخدمية,وتسلط زين العابدين بن علي ولمدة أكثر من عشرين عام على رقاب التونسيين,بأنتخابات صورية وبرلمان هزيل وحكومة فاسدة عملت على تهميش القوى اليسارية وأتحادات النقابات ,,وحاملي الشهادات العليا ,واستئثار العائلة المالكة بثروات وخيرات الشعب التونسي,منذ ثلاثة أسابيع والثورة التونسية يضخ اليها يوميا دماء جديدة وتضحيات جسام من اجل ديمومتها واستمرارها حتى الإطاحة بنظام بن على الديكتاتوري وانظم اليها قوى جديدة لم تكن أصلا البادئة بالانتفاضة من طلاب وعمال ومثقفين وطلبة وربما قادم الأيام ينضم اليها أفراد من القوى الأمنية.
اليوم بدأت ملامح الثورة بالتكامل عندما أنظمت اليها أطراف المعارضة اليسارية ورفضوا التفاوض مع بن على وطالبوه بإطلاق سراح سجناء الانتفاضة ,والاستعداد لتشكيل برلمان جديد يضم كل القوى والأحزاب الوطنية للإعداد لانتخابات رئاسية جديدة وبرلمانية جديدة وتحت أشراف منظمات دولية وقوى وطنية محلية, وتشريع قانون جديد للبلاد يضمن عودة الحريات الديمقراطية وتشكيل الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني بعيدا عن سيطرة الحكومة ,
أن بن علي بدا يفقد تدريجيا زمام المبادرة والسيطرة على الشارع التونسي الذي بدأت تتسارع أحداثه ,وأخذ يتخبط في اتخاذ القرارات ,فمرة يأمر بإطلاق النار على المتظاهرين وأخرى يقيل وزري الداخلية وأخرى يطلق سراح المتظاهرين ,وبالتالي يأمر الجيش بالنزول الى الشارع لقمع المنتفضين,وأخرها خطابه في البرلمان اليوم عسى ولعله يهدئ من روع الثوار وتصميمهم على أسقاط نظامه ,فقد تضمن خطابه أربعة فقرات رئيسية:
1-أتهامه لجهات أجنبية تقف وراء أحداث تونس وبأن هناك ملثمين في الانتفاضة هولاء عملاء وخونه,وهذه مؤامرة على تونس(نظرية المؤامرة)ولا يتهم نفسه بتجويع الشعب لتركيعه جراء سياسة النهب المتبعة من قبل نظامه وحاشيته’.
2_تعهد بتشغيل العاطلين عن العمل قبل نهاية 2012 من حملة الشهادات العليا ويقدر عددهم باكثر من 300 ألف عاطل ,,وعود لاغير(وهذا صمام التنفيس الذي يستعمله الطغاة عندما يدركون بان الحبل بات قريبا للالتفاف على رقبتهم)لماذا الان الا يعلم سابقا بان هناك عاطلين عن العمل ؟ولماذا لم يوعدهم قبل الانتفاضة بالتشغيل ؟
3_إعفاء أصحاب المشاريع الصغيرة والحرفيين ولمدة 10 سنوات قادمة من الضريبة .
4_التعهد بالإصغاء الى طلبات المواطنين وشكاويهم تجاه ما يلاقونه من صعوبات في حياتهم المعيشية .
أما قضايا الحريات والديمقراطية,وتغيير سياسة النظام تجاه القوى الوطنية والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وأشراكها في الحياة السياسية فقد بدأ الحديث عنها توا ,وتعهد بان لا يرشح ثانية للرئاسة عام 2014 ولم يتطرق كذلك الى وضع حلول جذرية لمعالجة الفساد والخطط الاقتصادية لتحسين الدخل السنوي للشعب التونسي وتقليص الأيدي العاملة العاطلة عن العمل.أن أمام الرئيس التونسي خيارين لا ثالث لهما ..أما الاستقالة والخضوع لإرادة الشعب واما قمع الانتفاضة بالحديد والنار للبقاء في الحكم ..فأي الطريقين يا ترى سوف يسلكه؟؟
الجزائر هي الأخرى وخوفا من وصول نار الحرائق الجماهيرية الى مخابئها الرئاسية ,وبعد تظاهرات الشعب الجزائري المطالب بتحسين أوضاعه المعاشية, وبلده غني بالنفط ومواده الغذائية الرئيسية مرتفعة الاسعار,ولامتصاص النقمة الجماهيرية وسحب البساط من تحت أرجل المعارضة اقدمت الحكومة على تخفيض أسعار المواد الغذائية الرئيسية ,كأجراء تخديري لفترة من الزمن دون حلول جذرية لمشاكل المجتمع واحتياجاته المستقبلية,وقررت الحكومة الجزائرية تقديم منحة للخريجين العاطلين عن العمل
ملك الاردن هو الأخر ,وبعد التظاهرات الشعبية نتيجة لارتفاع أسعار المواد الغذائية وخوفا من قيام ثورة مشابهة لثورة جياع تونس ,قام بتخفيض أسعار المواد الغذائية,
العراق الذي ميزانيته السنوية تعادل ميزانية (مصر,الاردن,سوريا ,لبنان)مجتمعة توجد فيه بطالة وفقر أكثر من مجموع البطالة في الدول الاربعة مجتمعة ,دون أيجاد حلول أقتصادية جذرية ,كون سياسيو البلد منشغلين في صراعاتهم المستمرة من أجل تقاسم الخيرات والمناصب السيادية تاركين الشعب في أزمات متلاحقة.
اليمن الذي تمزقه الصراعات المسلحة,وتنظيمات القاعدة الارهابية التي وجدت بيئة ملائمة لها نتيجة الفقر والجهل والتخلف الذي يعاني منه المجتمع اليمني الذي لم يعد سعيدا في ظل حكم الديكتاتور علي عبد صالح والذي يفكر جديا في توريث السلطة ,فالحراك الجنوبي ومنذ سنوات يحاول الحصول على استقلال وحرية القسم الجنوبي من اليمن الذي ضمه علي عبد الهن صالح بالقوة العسكرية المسلحة ونكل بقياداته وشرد الآلاف من سكانه.
أن الثورة المعلوماتية قد أحدث وعيا مجتمعيا لدى الكثير من الشعوب واصبح لدى الكثير من معرفة ما يدور في العالم من أحداث وتطورات رغما من أرادة الحكام الذي وضعوا قيودا على حرية وصول الخبر ,وراحوا يعرفون كل شارة وواردة عما يدور في خلجات صدور الحكام وما يخططونه في غرف السياسة المظلمة,وبدأو يتطلعون الى فجر حرياتهم, والتخلص من قيود الديكتاتورية التي فرضت عليهم في ظروف معينة,
فهل ستكون ثورة الشعب التونسي هي البداية لانهيار عرش الطاغية,؟؟؟؟وهل ستكون الشرارة التي ستصل نيرانها الى بقية الأنظمة الديكتاتورية والتوريثية في عالمنا العربي ,.ام أن أيماءات الطغاة المستبدين بان هناك وراء ثورات الشعوب أيادي أجنبية ,هي أشارات واضحة لقوى الاستكبار العالمي للتدخل لانقاذ أنظمتهم المستبدة ومساعدتهم في قمع أرادة الشعوب في التغيير ؟؟ان أكثر الانظمة العربية لها القدرة أن تفعل ما فعله نيرون روما بشعوبها ,لان المرض السلطوي الفتاك قد أصاب معظم الحكام العرب منذ سنوات طويلة



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة المجتمع العراقي ومخاوف الاسلاميين من النهج الديمقراطي
- أموال الوقف الشيعي,والحج والعمرة بايادي المفسدين
- وكيل الشيخ بشير النجفي ..........وزيرا للتعليم العالي العراق ...
- أل سعود يشاركون المسيحيين بأحتفالات أعياد الميلاد
- منجزات المله خضير التربوية
- 8 سنوات من معاناة الكهرباء .والاتي معاناة الخصصه
- ديمقراطية العجائب الاسلامية
- أجواء حزينة تخيم على أعياد رأس السنة في العراق
- مبروك للعراقيين ,,,,,أصبحوا أكبر من أمريكا بالثلاث
- هل يتجه مستقبل العراق نحو التقسيم
- قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في النجف تصدر جريدتها بالعدد ص ...
- عودة الابن العاق الى كنف أبيه
- متى يغادر العرب عالمهم الثالث
- نداء أستغاثة من أهالي النجف الى مرجعيتهم الرشيدة
- كل شئ يباع في المزاد على الطريقة الاسلامية (حلال)
- أبواب التغيير الديمقراطي لا زالت موصدة بوجه العراقيين
- الدعوات الداخلية والخارجيةللاخوة المسيحيين ,,,,طمس لهويتهم و ...
- بين بلاد الايمان .......وبلاد الكفار بون شاسع
- العودة لعراقيتنا ....عودة لانسانيتنا
- حكومة ذكوريه أم حكومة شراكه وطنيه


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الشمري - ثورة الجياع في تونس ,أنذار لكل الانظمة الديكتاتورية