أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - متى يغادر العرب عالمهم الثالث















المزيد.....

متى يغادر العرب عالمهم الثالث


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 08:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


((متى يغادر العرب عالمهم الثالث))
هناك الكثير من البشر يتمسكون بأشياء محببة الى نفوسهم ,وهذه تدخل ضمن العادات والتقاليد للمجتمعات والإفراد,فهناك من يتمسك بأرضه لا يبارحها جيل بعد جيل ويعتبرها مصدر رزق له ولأجياله,وهناك من يتمسك بالموروث العربي القديم وكيفية التعامل مع الآخرين متصورا بذلك أنه يحافظ على جذورعروبته,وهناك من يتمسك بدينه دون التفكير ما أذا كانت تعاليمه صحيحة أو محرفة مدعيا بأنه يريد الدار الآخرة تاركا الدنيا لمن يريدها .وهناك من يتمسك بقراءة الكتب والمطالعة المستمرة كونه يريد الاستزادة من العلم والمعرفة,وهناك من يجيد الحرف التراثية وبقي متمسكا بها ,وهناك من أحب مهنته كالتجارة أو الصناعة,وهناك من هو مولع بالرياضة وتعدد ألعابها,ووو الكثير ,لكن المحير ان يتمسك الإنسان بالغباء والإصرار على التخلف وعدم مسايرة الركب الحضاري العالمي فهذا شئ مدهش ومحير؟؟
لا أقصد الشعوب العربية هي الغبيةكونها تمتلك من الطاقات والمواهب ما لا يمتلكها أحد لكنها حبيسة لارادة الحاكم الجاهل والغبي خدمة لمصلحته ولديمومة نظامه,فهو(الحاكم )يحاول أن يبقي الفكر العربي في شرنقة داخلية مستديمة لان الخروج منها يعني الإطاحة بنظامه واستبداله بنظام أخر .
فدول العالم المتحضر كلها مرت بأزمات ونكبات وضياع من خلال سيطرة الكنيسة ردحا من الزمن ومن ثم دخولها في حروب مفزعة ومدمرة أودت بحياة الملايين من شعوبها ,ثمنا لانعتاقها وتحررها من العبودية والاستبداد والسير على طريق التقدم والإزدهار وصنع الحياة من جديد دون الالتفات الى الماضي ومأسيه وقد حصلوا من خلال تصميمهم وجديتهم في العمل على ما أرادوا من تطور وعمران ومنهم أصبح من الدول العظمى والبقية من الدول الصناعية ,أما العرب ففضلوا البقاء في نفس الدائرة التي وجدوا فيها ويدورون حول أنفسهم مرات عديدة دون التجرؤ على المسير الى الامام.فعقارب الساعة عندهم متوقفة والحياة في شلل تام وكان يوم القيامة قد حل عليهم ,أو أنهم لا زالوا نائمين في عالم البرزخ؟
ففي المجال الاقتصادي: نرى الكثير من الدول العربية تعاني من الفقر والبطالة وأزمة السكن وهم يمتلكون من الأموال والموارد الكافية لإغاثة جميع جائعي الشعوب الافريقية,فهل فكروا يوما العرب بأنشاء تكتل أقتصادي على غرار السوق الأوربية المشتركة,هل فكروا في توحيد عملتهم ؟ هل فكروا بمعالجة البطالة والفقر المتفاقم في دولهم ,أنهم يفكروا جيدا فقط في أشباع رغباتهم الجنسية ولا يهم مع من (مع خادمة,مع مطربة,مع ممثلة عالمية,مع عارضة ازياء ),ام انهم يفكروا في بناء الجوامع الدعائية لإسلامهم المزعوم فقط؟فملك المغرب يريد بناء أكبر وأضخم جامع أسلامي,الرئيس الجزائري أصابته العدوى ويريد كذلك بناء جامع ضخم,ملوك السعودية والخليج يتباهون في بناء الجوامع الكبيرة وفرشها بأكبر السجادات في العالم ليدخلوا موسوعة غينتس للأرقام القياسية,ملك الأردن هو الأخر بنى أكبر جامع في مملكته,وقبلهم الطاغية المقبور بنى جامع في بغداد أسماه جامع صدام الكبير,واليوم حكام العراق الجديد منهمكون في بناء المزارات الفخمة لموتاهم وترك الفقراء بلا ماوى .
هل فكروا في ألغاءرسوم تأشيرة السفر بين دولهم؟هل فكروا في تبادل الخبرات العلمية والثقافية بين دولهم لتطوير الكفاءات الشبابية ؟
هل فكروا في تبادل الايدي العاملة العاطلة عن العمل بدلا من أستيراد العمالة الاجنبية الوافدة ,وتصدير الجماعات الارهابية فيما بينهم؟أنهم يجيدوا اقامة الحفلات الماجنة والولائم المسرفة في التبذير,ويصرفون اموال طائلة على ملذاتهم دون حساب؟
في المجال السياسي:ترى المشهد السياسي متشابه في كثير من الأوجه في عالمنا العربي ,فالحكام من الملوك أو الرؤساء كلهم يأسسون لبناء شركات (حكم) أستثمارية لأحفادهم ومكرسين جل جهدهم لخداع شعوبهم بشعارات زائفة ,فأينما تجد حاكم عربي تجد السجون والمعتقلات وغلظة السجانين وقمع ومصادرة للحريات,وأينما تجد ملك عربي ترى الاستبداد والتمييز بين شرائح المجتمع,ترى أضطهاد المرأة وقهرها تحت جملة من التعاليم الدينية ,ومن يدعي بان نظام حكمه نظام ديمقراطي فانه يتحايل على الديمقراطية ومفاهيمها لخدمة كرسيه,من خلال إجراء انتخابات صورية نتيجتها معروفة سلفا ,ومن يدعي كون نظامه جمهوري تراه متمسك بالكرسي ويحاول توريثه الى أبنائه على غرار النظام الملكي,أقل مدة لحاكم عربي هي تجاوزت الثلاثون عاما وانه باقي ومحافظ على منصبه طالما هو حي يرزق .
في المجال الثقافي:أن ثقافة الحزب الواحد التسلطية هي السائدة في اغلب دولنا العربية,مع غياب كامل للديمقراطية وحقوق الإنسان ,وعلى مواطنيهم السمع والطاعة . وهناك أنظمة تتبنى الإسلام شعار لها ,معتبرين أنفسهم أولياء الأمر الذين يجب أطاعتهم شرعيا(وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) ومغيبين بقية تعاليم الإسلام التي تنص على العدل والمساواة بين جميع أفراد المجتمع.وهناك أنظمة تحرم شعوبها من الاتصال عبر الوسائل الحديثة مع العالم الاخر خوفا من انتقال الثقافة الى مجتمعاتهم ,فتراها تحجب المواقع الالكترونية وأخرى تمنع تبادل المعلومات ,وهناك دول لم تصلها خدمة الأقمار الصناعية ,,,,,هل فكر القادة العرب في نشر ثقافة التسامح والمحبة ومحاربة الأفكار السوداء والتوجهات المنحرفة الضلامية لدى الشباب في شعوبهم؟
ان جل هم القادة العرب هي ثقافة العنف والقتل والتهجم على الآخرين, ثقافة الحروب والغزوات,ثقافة التمجيد بالأجداد والتراث,ثقافة قراءة ما كتبه الأموات في أزمانهم وليس ثقافة الاطلاع على العلوم المعاصرة ,وأخر ما أبتليت به دولنا العربية هي ثقافة فتاوي التكفير ,ثقافة عدم تقبل الرأي الاخر ,وثقافة التحليل والتحريم .فالمواطن العربي منذ ان يبصر النور والى ان يتوفاه الله لم يشاهد غير سلالة واحدة تحكمه بالحديد والنار ؟
أكثر من ثلاثون عاما يحكم بلاده وعندما يريد ان يجري عملية جراجية له يذهب الى مستشفيات أوربا للعلاج.ألم يستحي من نفسه وليس من شعبه وطيلة فترة حكمه لن يبني مستشفى تخصصي على غرار ما موجود في أوربا؟دولة أخرى تراها تأتي بشركات أجنبية لتنظيف وجمع القمامة من مدنها وهي متخمة بالأيدي العاطلة عن العمل .
ان الدول التي سبقتنا بأشواط بعيدة في العلم والتكنولوجيا لم تكن كذلك لولا تعدد ثقافاتها وأعراقها وقومياتها ,والكل متساوون في الحقوق والواجبات في مجتمع يسوده العدل والقانون,أما دولنا العربية فهي ترى تعدد الثقافات مرض يجب القضاء عليها وفرض ثقافة واحدة هي ثقافة الحاكم المستبد وهذا ما تربت عليه أجيالنا,أما الأعراق والأجناس من الأقليات فهي تسحق وتقتل او تهجر بحجة انهم يختلفون في دينهم وعاداتهم عن خير امة أخرجت للناس حتى لو كانت تمتلك من الطاقات والعقول التي يمكن الاستفادة منها..إن السبب وراء بقائنا في عالمنا الثالث هو غرورنا وتعالينا الأجوف على بقية الشعوب والأمم التي سبقتنا في جميع مجالات الحياة العصرية.والاهم هو الإصرار على خطأنا وعدم مراجعة الذات لسلوكيتنا عبر تاريخنا الطويل الملئ بالتناقضات والسلبيات والإيمان بالغيبيات.
تخبط في السياسات الاقتصادية والثقافية ولا زال القادة العرب يبحرون بشعوبهم وسط أمواج عاتية ولم يستطيعوا ارسائها الى شواطئ الأمان والاستقرار,وربما نسمع يوما بان الدول الإفريقية تسبقنا في التطور العمراني والرقي الحضاري ونحن باقون على العهد دوما في دائرة العالم الثالث او في خانة الدول الغير نامية؟؟؟؟



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء أستغاثة من أهالي النجف الى مرجعيتهم الرشيدة
- كل شئ يباع في المزاد على الطريقة الاسلامية (حلال)
- أبواب التغيير الديمقراطي لا زالت موصدة بوجه العراقيين
- الدعوات الداخلية والخارجيةللاخوة المسيحيين ,,,,طمس لهويتهم و ...
- بين بلاد الايمان .......وبلاد الكفار بون شاسع
- العودة لعراقيتنا ....عودة لانسانيتنا
- حكومة ذكوريه أم حكومة شراكه وطنيه
- ((الى العروبيين المتأسفين على اعدام الطاغية))
- أفلاطون/قمة الاخلاق أن يستحي الانسان من نفسه
- حرامي جاي ..........للسيستاني
- دين ........ودماء
- من نصدق...........ومتى؟؟؟؟؟؟؟
- أكتساب الدين والمذهب بالوراثة أم بالعقل
- النظم الدينية وتأمرها على قتل الشعوب
- هل ستكون نتائج الانتخابات في البحرين أستنساخ لتجربة العراق
- قمة سيرت ,بداية التشظي للكيان العربي
- من يستطيع أن يمسك بخصيتي الولي الفقيه يمسك السلطة في العراق
- مدينة النجف خط الشروع الايراني
- البرلمان السويدي يحتضن كفاءة عراقية
- قلوبنا معك وسيوفنا عليك


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - متى يغادر العرب عالمهم الثالث