رساله الى السيد احمد القبانجي: السياسه فن الممكن مولانا

ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 17:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سيدي الفاضل
اعرف انك لست سياسيا ولانك علماني صادق فانت عازف عن السياسه مادمت تلبس الجبه والعمامه رغم ان الجبه والعمامه في عراق اليوم رأس مال لايدانيه رأسمال وتذكره دخول مضمونه لولوج الكثير من الافاق
لكن السايسه كالاداره تدخل في مفاصل الحياة فمثلما هناك اداره اعمال وادارة هندسيه وادارة موارد وادارة هناك سياسة اقتصاديه وسياسه رياضيه وسياسه فكريه وثقافيه
فالسياسه هي فن الممكن وهي فن ترتيب اولويات
والاولويات في المشهد الفكري والقافي اليوم في العراق كثيره ومتشعبه ومثلما يقال ( الشق كبير والرقعه صغيره) ولان الرقعه صغيره لابد من ترتيب الاولويات بعنايه ومهاره.
فهناك الزحف المخيف والمرعب للافكار المتخلفه والخزعبلات وسياسة التجهيل المنظمه وطمس معالم الحضارة والمدنيه ونسف كل منجزات الثقافه العراقيه على مدى عقود من الزمن والمطلوب الاطاحه بالجواهري والسياب وجواد سليم وغائب طعمه فرمان ليحل محلهم على عرش الثقافه العراقيه باسم الكربلائي والمهاجر والفالي ووووووووو العشرات من امثال هؤلاء.
المطلوب ان تختفي المناقشات بين الشباب حول المدارس الشعريه والافلام السينمائيه والنتاجات المسرحيه ليحل محلها قضية فدك وحادثة الافك وسقيفة بني ساعدة فهذه اهم واجدى ويتوقف عليها مصائر الناس ومفاتيح الرقي وحل المشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه التي تأن تحت وطئتها الناس. والمطلوب ان لايحتفل الناس بعيد المرأه وعيد نوروز وعيد رأس السنه ويوم المسرح العالمي فهذه امور مستورده من الغرب ويجب ان يحل محلها ذكرى هدم قبور البقيع والسيل الذي لاينقطع لذكرى وفيات لاتزيد الا الفرقه بين ابناء المجتمع الواحد.
المطلوب ان يزداد الاختلاف بين طوائف في طريقة اداء الطقوس الدينيه ومواعيد الاعياد والمناسبات الدينيه ويعاد كتابة التاريخ بما يخدم توسيع الشقه بين الناس وزيادة الاحتقان الطائفي وينفسم الناس الى صفويون وامويون وكاننا نعيش في القرون الوسطى وتأسس من اجل ذلك عشرات القنوات الففضائيه التي تعمل 24 ساعه في اليوم لتحقيق هذا الهدف.
وتقطف قوى الاسلام الساسي ثمار ذلك فوزا ناجزا كاسحا وساحقا وماحقا في الانتخابات ولايحصل اعرق الاحزاب العلمانيه واقواها تنظيما واكثرها شعبيه على معقد واحد في انتخابات مجالس المحافظات وفي اتخابات البرلمان.
وتشعر هذه القوى وهي على حق ان اي تحول في وعي الناس وفي اسلوب حياتهم وفي نظرتهم للحياة سيكون بداية النهايه لهم وان اشاعة الثقافه سيكون اول مسمار في نعش احزابهم وافكارهم الباليه.
هذه هي لوحة المشهد الثقافي في العراق اليوم سيدي الفاضل
وعلى ضوء ذلك يجب ترتيب الاولويات
لنتصدى اولا" للخزعبلات التي يشيعها الدجالون بين الناس
لنعمل على تبديد الاحتقان الطائفي من خلال نظره متوازنه للتاريخ ومن خلال العمل على توحيد الطقوس ومواعيد المناسبات الدينيه
لنعمل على تحويل الدين من عامل سلبي مخرب الى عامل ايجابي بناء
لنعمل على التصدي لقمع الحريات الشخصيه والفكريه
يجب ان لانحارب على جبهات كثيره ترهقنا
يجب ان لانفتح جبهات مع بديهيات الناس ومسلماتهم ونصوصهم المقدسه.
ويجب قبل كل شيء ان نحافظ على انفسنا ووجودنا واحترام الناس لنا
تحياتي لكم ايها السيد الجليل وفائق احترامي وتقديري

#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل