أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوذر ياسر - جدلية الذاتي والموضوعي والداخلي والخارجي في صناعة التاريخ ودور النخب الفكريه والسياسيه














المزيد.....

جدلية الذاتي والموضوعي والداخلي والخارجي في صناعة التاريخ ودور النخب الفكريه والسياسيه


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 20:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وفقا" للفهم الماركسي للتاريخ تلعب الظروف الموضوعيه الدور الحاسم في الاحداث التاريخيه المفصليه وهو ما يطلق عليه ( الحتميه التاريخيه) الا ان الماركسيه لم تغفل ابدا دور العامل الذاتي ليس في صناعة الحدث وانما في تسريع او الابطاء في الصيروره التاريخيه للمجتمعات والشعوب.
وقد اثبتت الخبره التاريخيه ان هذه الموضوعه الماركسيه ذات طابع عام جدا وليس تفصيلي اي ان المسار العام للتاريخ يخضع بهذا الشكل او ذاك بهذه الدرجه او تلك لهذه الموضوعه.
وازاء هذه الموضوعه هناك ثلاث وجهات نظر فيما يتعلق بدور الفرد في التاريخ:
الاولى تعطي الفرد دورا" حاسما" وتروج لفكرة ان الفرد يستطيع تغيير مجرى التاريخ وعلى هذا الاساس فانه لولا لينين لما حصلت الثوره الروسيه ويقال نفس الشيء بالنسبه لماو تسي تونغ في الصين وعبد الكريم قاسم في العراق وجمال عبد الناصر في مصر.
اما وجهة النظر الثانيه فهي تلغي دور الفرد بشكل كلي وفقا" للتطبيق الميكانيكي لمفهوم الحتميه التاريخيه على اعتبار ان الظروف الموضوعيه هي التي تخلق الافراد وتهيئهم للعب الدور الذي يقود الاحداث وفقا" للمسار الحتمي المفترض . وتقود وجهة النظر هذه الى السلبيه وقتل روح المبادره وترك الاحداث تأخذ مسارها المرسوم بموجب مبدأ الحتميه.
فيما وجهة النظر الثالثه دورا" للفرد وسطا" بين الاثنين.
وعند الحديث عن العامل الموضوع تبدو المسأله اكثر تعيقدا" في عالم اليوم حيث يزداد تأثير العامل الخارجي بسبب تدخل الدول العظمى في شؤؤن الدول الصغيره وبسبب الثوره المعلوماتيه والانتشار السريع للافكار وتحول العالم كما يقال الى ( قريه صغيره) رغم ما ينطوي عليه ذلك من مبالغه.
وتلعب التدخلات الخارجيه في كثير من الاحيان دورا" حاسما" في تغيير المسار التاريخي لتطور الشعوب والمجتمعات المتعرضه لهذا التدخل لكن يبدوا ان هذا التأثيريبقى مؤقتا" طال الزمن او قصر فالشروط والظروف الداخليه ومستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي لذلك المجتمع هي التي ستنتصر في النهايه.
فالاحتلال البريطاني للعراق حاول ادخال الحداثه في العديد من مفاصل الحياة عند المجتمع العراقي وبالفعل فقد تفاعل المجتمع مع هذه التغييرات وانعكس ذلك على العديد من مظاهر الحياة الاجتماعيه والثقافيه والسياسيه لدى اوساط معينه من المجتمع العراقي.
فبعد فترة السبات الرهيب ابان الحكم العثماني للعراق ازدهردت الثقافه وازداد عدد الصحف والكتب المطبوعه وعدد المتعلمين والمثقفين ودخلت مظاهر الحياة الحديثه واخذت تعبيرها في الملبس والمأكل والنظره للمرأه واقيمت المسارح والسينمات والنوادي الاجتماعيه ونشأت الاحزاب السياسيه وانتشرت التيارات الفكريه الحدجيثه وفي طليعتها الماركسيه.
الا ان خروج العراق من السيطره العثمانيه ونظام الخلافه لم يكن فعلا داخليا يعكس تطور المجتمع العراقي وحاجاته الملحه وجهود ابناءه بل كان فعلا خارجيا" مفروضا"
ولهذا السبب حصول النكوص باسرع ماهو متوقع وتخلى المجتمع عن كل مظاهر الحضاره والحداثه فسادت النظره الدينيه المتعصبه في الكثير من مناحي الحياة واقفلت السينمات والنوادي الثقافيه ابوابها وحدث تراجع مريع في الحياة الثقافيه وقل عدد المعنين بالثقافه منتجين ومتلقين.
وجاء الاحتلال الامريكي ليطلق رصاصه الرحمه( ربما عن غير قصد) على مظاهر الحداثه فعاد المجتمع الى تنظيمات ماقبل الدوله عاد الى الطائفه والعشيره
لقد ارتكب الامريكان خطأ كبيرا" بمحاولة تطبيق الاليات الديمقراطيه في مجتمع لم تنضج فيه الظروف الموضوعيه للممارسه الديمقراطيه فكان تسليم السلطه للشعب تسليما" للقوى السياسيه المعبره عن مستوى التطور الثقافي والفكري المتراجع بعد فشل المشروع البريطاني وسنوات طويله من تسلط الديكتاتوريه.
لقد كسر الاحتلال البريطاني التطور الطبيعي للمجتمع العراقي وجاء الاحتلال الامريكي ليعيد الامور الى نصابها لكن مع تضييع مئة عام تقريبا من عمر العراق
ورغم كل شيء لاتوجد خشيه من اسئناف التطور الطبيعي للمجتمع العراقي رغم الخساره الكبيره في الوقت الا ان ذلك يجب ان لايثير الاحباط في نفوس القوى المتطلعه الى وضع افضل. فعلى هذه القوى ان لاتستلم لليأس وتتخلى عن دورها بتأثير الاوضاع المثيره للاحباط لكن عليها ان تعمل وان تقول كلمتها لكن دون الافراط في التفاؤل فالدرب لايزال طويل جدا".




#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (اعلان الشيعه) الجديد
- اياد جمال الدين والموقف من منظمة مجاهدي خلق
- اشارات ايجابيه من السيد المالكي على كل القوى الوطنيه العراقي ...
- مظفر النواب شيوعي أم قوماني أم إرهابي؟
- من اجل توزيع اكثر عداله لمقاعد مجالس المحافظات: الكوتا هي ال ...
- هل تشكل نتائج انتخابات مجالس المحافظات تراجعا لشعبية الحزب ا ...
- ذلك اني احب الحياة
- جبهة 1973 هل كانت خطأ- تأريخيا- ام فرصه تاريخيه؟الجزء الاخير
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الثاني
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الاول
- نحو دراسه علميه عميقه للظاهره الصدريه في العراق
- الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه ...
- بين هادي العلوي والفضائيه العراقيه
- هل ان الحضارة الغربيه المعاصره هي نتاج المشروع الحضاري المسي ...
- السؤال المركزي في الوضع العراقي الراهن :مالعمل؟
- فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى
- الحزب الاسلامي العراقي في الميزان
- هل سينجح حسن العلوي في مشروعه الفكري الجديد
- حسن العلوي ومشروعه الفكري الجديد
- ثلاث كوارث في تأريخ العراق المعاصر


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوذر ياسر - جدلية الذاتي والموضوعي والداخلي والخارجي في صناعة التاريخ ودور النخب الفكريه والسياسيه