أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابوذر ياسر - جبهة 1973 هل كانت خطأ- تأريخيا- ام فرصه تاريخيه؟الجزء الاخير














المزيد.....

جبهة 1973 هل كانت خطأ- تأريخيا- ام فرصه تاريخيه؟الجزء الاخير


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تعامل حزب البعث ازاء مسألة الجبهه الوطنيه مع كل التنازلات التي قدمها الشيوعيون لانجاح هذه التجربه؟
لقد سيطرت العقليه الاقصائيه والتآمريه على مجمل نهج البعث العراقي تجاه القوى السياسيه الاخرى ولم يتجلى في سلوك البعثيين اي ميل جدي وحقيقي لافساح المجال للاخرين في مشاركتهم للسلطه.ويبدوا ان موضوع الجبهه الوطنيه لم يكن خيارا" استراتيجيا"للبعثيين بقدر ما كان تكتيكا" يفرضه هذا الظرف او ذاك.
ولقد بينت تجربة اتفاق اذار هذه الحقيقه بشكل واضح فلقد بدأت الاطراف النافذه في نظام البعث ومنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاق اذار بالعمل على الالتفاف على بنود الاتفاق وافراغه من محتواه من خلال انتهاج سياسة التعريب والتبعيث في منطقة كردستان . وجاءت محاولة اغتيال الزعيم مسعود البرزاني عبر دس متفجرات في امتعة الوفد الديني الوافد من بغداد الا دليل قاطع على النهج التآمري لقيادة البعث.
ولقد كانت علاقة البعث مع الشيوعيين بين مد وجزر وحسب ما يتطلبه الظرف. فبعد المغازلات التي اعقبت 17تموز 1968 سارت الامور بشكل مغاير بعد اتفاق اذار وحصول النظام على حليف داخلي قوي وصار المسؤلون البعثيون يتصرفون وكأن هناك في العراق حزبان فقط هما البعث والديمقراطي الكردستاني. فعقب اتفاق اذار ببضعة ايام تعرض تجمع للشيوعيين في ساحة الميدان ببغداد الى التفريق بالقوه واغتيل في نفس الليله القيادي الشيوعي محمد الخضري واعقب ذلك حملة اعتقالات طالت الشيوعيين في انحاء عديدة من البلاد.
وفي تموز من نفس العام طرح البعثيون شروط غير واقعيه وغير عمليه للقبول بالتحالف مع الشيوعيين في الوقت الذي استمرت فيه الاعتقالات التي شملت ثابت حبيب العاني عضو اللجنة المركزيه ومات تحت التعذيب في قصر النهايه كاظم الجاسم وعزيز حميد والشيخ علي البرزنجي القياديون في الحزب الشيوعي.
لكن عندما عاد التوتر للعلاقه بين البعث والديمقراطي الكردستاني وتوتر العلاقه بين العراق وايران اواخر عام 1971 تحرك البعثيون مجددا" باتجاه التصالح مع الحزب الشيوعي وتقربوا ايضا" للاتحاد السوفيتي فطرحوا مشروع ميثاق الجبهه وابرموا في التاسع من نيسان 1972 معاهده للصداقه والتعاون مع الاتحاد السوفياتي.
وبعد توقيع ميثاق الجبهه عام 1973 استمرت الامور بشكل جيد حيث كان النظام يواجه تحدي الحركه الكرديه المسلحه في كردستان ولكن بعد اتفاقية 1975 مع شاة ايران وانتكاسة الحركه الكرديه عاد النظام لتأزيم علاقته مع الحزب الشيوعي قشن حملات اضطهاد واسعه ضد منتسبي المنظمات الجماهيريه مما اضطر الحزب الشيوعي الى تجميد نشاطها اواخر عام 1975.
ثم عاد نظام البعث مرة اخرى الى تحسين العلاقه مع الشيوعيين بعد احداث النجف عام 1977 التي كانت بداية للظهور الفاعل لقوى الاسلام السياسي على الساحه العراقيه والتي استطاع النظام ان يحجمها ولو مؤقتا" ليبدأ بعد ذلك حملته الشرسه والمنظمة لتصفية الحزب الشيوعي العراقي ابتداءا" من مايس 1978 حيث تم اعدام 22 شيوعيا" من بينهم الشهيد بشار رشيد اللاعب البارز في المنتخب الوطني العراقي. لقد اسفرت حملة 1978 عن اعتقال الالاف الشيوعيين وتعذيبهم لانتزاع اعترافاتهم ومن ثم اسقاطهم سياسيا" كما اضطر الالاف غيرهم الى مغادرة البلاد واستشهد تحت التعذيب المئات من بينهم صفاء الحافظ القيادي في الحزب. وما ان حل عام 1979 حتى كان الستار قد اسدل على تجربة الجبهه الوطنيه وعاد الحزب الشيوعي الى مزاولة نشاطه السري على نطاق محدود جدا" في داخل العراق عدا بعض مناطق كردستان التي وجد فيها الشيوعيون ملاذا" آمنا" نسبيا".
وأخيرا" يبقى السؤال قائما" هل كانت جبهة 1973 خطأ" تاريخيا" ام فرصه تاريخيه؟
هل كانت الجبهه فرصه امام العراق لتجنب الويلات التي حلت به وابرزها الحرب العبثيه مع ايران وغزو الكويت والحصار الاقتصادي ومن ثم الاحتلال الامريكي؟
هل كان بامكان الحزب الشيوعي ان يكون عنصرا" ايجابيا" في تشجيع صعود قيادات معتدله لحزب البعث بدلا" من مجموعة صدام حسين؟
واذا كان ما حل بالجبهه امرا" محتوما" ولا يمكن تفاديه؟ ماذا عملت قيادة الحزب الشيوعي لتجنيب اعضاءه واصدقاءه الويلات التي كابدوها على ايدي نظام البعث؟
لقد عبر بعض قيادي الحزب عن معارضتهم اصلا" للدخول في تحالف مع البعث في ظل الشروط التي ابرم بموجبها التحالف ومن بين هؤلاء الراحل زكي خيري الذي اشار الى ذلك في مذكراته ويعود سبب ذلك كما اكدت لي ذلك السيده سعاد خيري هو اشتراط البعث قيادته للجبهة الامر الذي ادى الى ما نحن فيه الان .
وعلى اية حال فان جبهة 1973 رغم اخفاقتها والويلات التي اعقبتها فانها لاتخلوا من فوائد ابرزها:
1- انها اخرت الكارثه خمسة سنوات على الاقل.
2- انها منحت العراق خمسة سنوات من الاستقرار السياسي النسبي ازدهرت فيها الثقافه والابداع الفني والفكري وانتجت المئات من المثقفين والمبدعين العراقيين .
3- منحت الحزب الشيوعي فسحه من الزمن لاشاعة الثقافة التقدميه والديمقراطيه في اوساط الجماهير.



#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الثاني
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الاول
- نحو دراسه علميه عميقه للظاهره الصدريه في العراق
- الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه ...
- بين هادي العلوي والفضائيه العراقيه
- هل ان الحضارة الغربيه المعاصره هي نتاج المشروع الحضاري المسي ...
- السؤال المركزي في الوضع العراقي الراهن :مالعمل؟
- فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى
- الحزب الاسلامي العراقي في الميزان
- هل سينجح حسن العلوي في مشروعه الفكري الجديد
- حسن العلوي ومشروعه الفكري الجديد
- ثلاث كوارث في تأريخ العراق المعاصر
- رساله الى السيدة سعاد خيري:
- مناوي باشا.....مسلسل تلفزيوني عراقي اثلج صدورنا
- هل تحت بانتظار حكومة انقاذ وطني
- اقناة الشرقيه تعرض مسلسلا- تلفزيونيا- يحمل اشارات تمجد الاره ...
- هل بالامكان ان يكون القاضي العراقي محايدا- في قضيه تخص صدام ...
- العلم العراقي .................مرة اخرى
- لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابوذر ياسر - جبهة 1973 هل كانت خطأ- تأريخيا- ام فرصه تاريخيه؟الجزء الاخير