اقناة الشرقيه تعرض مسلسلا- تلفزيونيا- يحمل اشارات تمجد الارهاب

ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 06:16
المحور: الصحافة والاعلام
    

ليس لدي موقف شخصي من السيد سعد البزاز ( صاحب قناة الشرقيه الفضائيه) بل بالعكس فاني اكن احتراما" شديدا" لهذا الصحفي العراقي المرقوق لما يملكه من مهنيه وحرفيه عاليه وهو من انشأ جريدة الزمان اللندنيه واسعة الانتشار والتي استقطبت الكثير من الاقلام العراقيه الرصينه من مختلف الميول والاتجاهات والتي اضطرت للهجره خارج الوطن في زمن نظام صدام الديكتاتوري.
وحافظت جريدة الزمان التي اصدرت لها طبعة في بغداد بعد سقوط النظام الديكتاتوري على خط مستقل يمتاز بالحياديه والحرص على نقل الحقائق دون انحياز او احكام مسبقه وبقيث منبرا" حرا" مفتوحا" لكل الاقلام العراقيه المتميزه وفي شتى المجالات.
لكن الامر المحير ان قناة ( الشرقبه) الفضائيه التي أنشأها السيد البزاز اختطت لنفسها خطا" مغايرا" الى حد كبيرمما يثير لدى المتابع الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام. فلقد دشنت هذه القناة بثها بعد سقوط نظام صدام بعدة اشهر بعرض المساسل الردئ ( حب وحرب) الملئ بالانتقادات السخيفه لمرحلة مابعد صدام والعبارات السمجه عن الديمقراطيه( المسلفنه) المستورده من الخارج وكأنها بذلك تستثير الالم والحسره على ايام صدام ايام ( الخير والعز)!
وفي حين كان حري على هذه القناة كمؤسسه اعلاميه وطنيه علمانيه ان تكون لكل العراقيين حاولت ان تطرح نفسها كمعبر عن هذه الطائفة او تلك او هذه القوميه او تلك والشواهد عديدة على ذلك لا يتسع المجال لذكرها.
وابتعدت القناة كثيرا" عن معايير الحياديه والمهنيه في نشرات الاخبار حيث تجد الخبر ممزوجا" بالتحليل والرأي المسبق ناهيك عن اختيار عبارات واوصاف تنم عن انحياز واضح.
وتعرض قناة ( الشرقيه) في رمضان الحالي مسلسل تلفزيوني من انتاجها يحمل عنوان ( ساره خاتون) وهو عمل كبير رصدت له امكانيات ضخمه من حيث التمويل المادي ومن حيث اشراك خيرة الوجوه التلفزبونيه العراقيه المعروفه اضافة" الى تصوير الكثير من مشاهده خارج العراق.
ويثير احد محاور المسلسل ( محور حامد البغدادي ابو موس) الكثير من التساؤلات حول الحدود الفاصله بين المقاومه والارهاب وحول العلاقه بين الشكل والمضمون فالمقاومه الوطنيه للمحتل وهو مشروعة وجميله ورائعه يجب ان تعبر عن نفسها باشكال جميله ورائعه وان تبتعد عن كل ماهو بشع ومرعب وان تحافظ على اكبر قدر ممكن من المعايير الانسانبه والا فهي تتحول الى ارهاب سواء كان الفعل المقاوم موجها" لابن البلد او للمحتل.
اقول هذا لان المسلسل يمجد ما يقوم بها ( حامد ابو موس) من اعمال ذبح للجنود الاتراك وعملاء الاحتلال العثماني من العراقيين ورمي جثثهم في الازقه الشعبيه ويظهر الشعبيه الكبيره التي يحظى بها هذا الرجل بين عامة الناس. انني ارئ ان هذا الطرح وخاصة في الظروف الراهنه التي يمر بها بلدنا طرح غير موفق ويشكل تمجيدا" ( غير مقصود بالطبع) للاعمال الارهابيه التي تجري في بلادنا تحت هذا الاسم او ذاك وتحت تلك الذريعه او تلك واذا كانت الغايه استذكار بطولات شعبنا في مقارعة المحتلين فأن تاريخنا زاخر بالمآثر النضاليه والبطولات التي ليس بضمنها بالتأكيد اعمال حامد ابو موس (الذي لااعلم هل هو شخصيه وهميه ام حقيقيه) وامثاله من الشقاوات .
ختاما" اطلب من قناة الشرقيه حذف المشاهد المتعلقه بحامد ابو موس واتمنى بهذه المناسبه ان تعيد النظر في نهجهها الاعلامي خدمة" لشعبنا ووطننا الغالي.

#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل