أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باهي صالح - ثمرة الحبّ....!














المزيد.....

ثمرة الحبّ....!


باهي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


حبّ امرأة مثل فسيلة تأخذها دون سؤال أومعرفة المآل، فتغرسها بيدك و بإيقاع نبض قلبك...

ثمّ تسقيها بالماء و تعرضها لنعمة الشّمس و الهواء، ترعاها، تهدهدها و تدلّلها كمولود غضّ حديث الولادة...و بلا تعب أو تذمّر تظلّ تحلحل التّربة من تحتها و من حولها....

خلال سنة أو سنتين أو أكثر تظلّ تراقبها...تعشقها و تهيم بحبّها و جمالها...

و تنتظر.. تنتظر مشغوفا بنماءها... باستواءها شيئا فشيئا على ساقها...

طول الوقت تتعهّد حبّك أو فسيلتك حتّى تهيج الحياة بطفلتك...بسرّ الإله تتحوّل الفسيلة إلى حبيبة...و ترى حسناءك و قد اكتملت أنوثتها...ترى فسيلتك و قد كبرت و أصبحت شجرة و مع ذلك تواظب عليها بالرّعاية و المحبّة...

و في يوم ربيعي مشمس غنّت طيوره و كائناته و تزيّنت سهوله و وديانه و جباله و ابتهجت النّاس في أريافه و مدنه، تتزيّن و تتعطّر جميلتك...شجرتك و تتجلّى أمامك بأحلى كسوة العروس في ليلة زفافها.. تمدّ أغصانها المورقة المزهرة لتحتضنك و لتستعرض براعمها و رحيقها و تغوي ممالك النّحل بملاقحها، و ماهي إلاّ غفوة و صحوة حتّى تنضج الحبيبة..حتّى ينفلق الثّمر و تؤتي الشّجرة أُكلها..

يهيج بك الشّوق و يستعر وجدك و أنت ترى حبيبتك....شجرتك تغريك و تشهّيك بثمرها و قد بان و أينع و كأنّه يدعوك أن تعال فقد حان وقت قطافي... أن أسرع قبل أن يقطف و يسرق ثمري غيرك...ثمرتي هي ثمرة حبّك و أخاف أن يضيع كلّ ما عانيته و ما فعلته سدى...!

حينها فقط تدرك أنّه آن الأوان لكيف تقطف ثمرة حبّك، و قبل أن يبادر أحد المتطفّلين أو المنتهزين أو السرّاق و يسبقك و يسرق ثمرة حبّك و جهدك و صبرك تمدّ أنت يدك أخيرا و الوجد يتنازعك لتغازل و تداعب حبيبتك...شجرتك، لتلمس و تتحسّس بأصابعك المرتعدة الرّطبة نضج و استواء ثمار ولهك و هيامك و لتقطفها لنفسك وحدك...تأكلها وحدك... تستمتع بالطّراوة و الحلاوة و تشرب منها العصارة و النّداوة لوحدك و لوحدك فقط...!

الحبّ الحقيقي بين الرّجل و المرأة هو الّذي له ثمرة، و ثمرته التحام الجسد بالجسد في أروع و أعجب ظاهرة حياتيّة على الإطلاق في هذا الكوكب تسمّى الجنس... و الحبّ الّذي لا يُتوّجه لقاء حميميّ كالشّجرة الّتي لا ثمار لها و كالبندقيّة بلا رصاص أو حشوة بارود...و بلغة العرب القدامى لا معنى لحبّ رجل لإمرأة إلاّ إذا ذاق عُسيلتها، و لا معنى لحبّ إمرأة لرجل إلاّ إذا ذاقت عُسيلته...!

تعاسة الرّجل في أن يحبّ إمرأة ثمّ لا ينال من حبّها غير السّهد و الوجد، يضنيه الشّوق و يظلّ طول الوقت يكابر غرائزه و أحاسيسه..يظلّ يمنّي نفسه و يوهمها و يكذب عليها، يملأه الأمل الكاذب فيرجئه، و يستعين بالصّبر و الحُلم، و يؤجّل إقدامه و يحبط قدرته على الفِعل و المبادرة، بل على الصّدام و الحرب و ركوب الأهوال إن لزم الأمر من أجل قرب محبوبته..إمّا بسبب عوائق و مصاعب مفتعلة أو حقيقيّة تتراءى له في طريقه إليها، أو بسبب جبنه و هواجسه و مخاوفه المبرّرة و غير المبرّرة، و يمضي الوقت و لا يشعر حتّى يأتي غيره و بضربة سحريّة واحدة يخطف حبيبته من أمام عينيه و يطير بها بعيدا ليُغلق عليها باب غرفته و يقطف ثمرتها دون تلكّؤ أو تردّد...!

و تعاسة المرأة أن تحبّ رجلا بصمت و بأمل كاذب دون أن تجد طريقا أو تعرف حيلة ترشدها أو تلفت انتباهه أو تقوده إليها...تكبّلها هواجسها و تسجنها أفكارها و معتقداتها، و بكلّ بأس و حرص تقمع داخلها أيّة انتفاضة و أيّة إيماءة و أيّة إشارة يمكن أن تعرّي حبّها أو تكشف مشاعرها، و في لحظة ما غير متوقّعة و لا محسوبة تظهر إمرأة أخرى من مكان ما مثل جنّي الفانوسة لا لشيء سوى أنّها مقدامة غير هيّابة عندها جرأة و اندفاع و ترى الأشياء بواقعيّة و انتفاع، و بضربة سحريّة واحدة تخطف حبيبها وتطير به بعيدا إلى حيث تقطف ثمرته دون تعب أو إرجاء...!

صدمة الحبّ الكبرى أن يؤول حصاده إلى البوار و تُكلّل نهايته بخيبة و اندحار...

لا تكتمل أيّة قصّة حبّ إلاّ عندما يلتقي الحبيبان و ينسدل عليهما ستار الخلوة و الحميميّة...

فاحرص على أن تقطف ثمرة حبّك قبل أن يقطفها و يسرقها منك غيرك...؟



#باهي_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرح مفكّر إسلامي يدفع على التقيّؤ...؟!
- كلمة أفاضتها انتخابات مصر البرلمانيّة...!
- لماذا يخاف المسلمون من حملات التّنصير...؟!
- تفنى الأجيال و لكن بعض الأديان تبقى في مواكبة الأزمان...!
- هل الإسلام دين عنف أم سلام...؟!
- صديق أدّى العمرة فعاد بدماغ مغسولة...؟!
- عرس على نهج النبيّ والصّحابة...؟!
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- هل يمكن أن نرسم أكثر من خطّين مستقيمين بين نقطتين...؟!
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- بيت مسعود ( قصّة قصيرة)
- الإنسان و الأديان...!
- قيمة الانضباط في مجتمعاتنا...!
- الجزائريّون و المصريّون في مسرح الدّيكة...!
- وافق الحاكم المحكوم...!


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باهي صالح - ثمرة الحبّ....!