أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهي صالح - الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (الجزء الرابع)















المزيد.....

الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (الجزء الرابع)


باهي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتمّة لمقال "الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة" و الّذي أجملنا فيه عِلّة تخريب مُقدّرات العقلانيّة و التّفكير الإيجابي و المعرفي لدى المسلم عموما في ستّ محاور أساسيّة من وجهة نظري و هي/

أوّلا/ الإسلام و البعد الإنساني
ثانيا/ الإسلام و العلم
ثالثا/ الإسلام و المرأة
رابعا/ القرآن و السّنة
خامسا/ أفعال و حياة الرسول و أصحابه (كقدوة لأتباعه من بعدهم).
سادسا/ الأداء و الإبداع

و أوضحنا كيف ومن أين تشكّل ذلك الخلل في التركيبة الفكريّة و النّفسيّة في نظرة المسلم وعلاقته بالآخر...ثمّ عرّجنا على دور الإسلام في تشكيل الموقف السّلبي و العدائي الّذي عُرف به المسلم تجاه العلم و الفنون والبعد الإنساني، و نأتي الآن إلى المحور الثّالث في الطّبيعة و الهيكليّة الفكريّة التي بناها هذا الدّين في عقل المسلم و هو: علاقته (الإسلام) بالمرأة و ما فعله بعقلها و مظهرها و تفكيرها إزاء نفسها و الرّجل و محيطها...؟!

على عكس المقولة الّتي سادت و انتشرة كذبا و بهتانا القائلة بأنّ الإسلام كرّم المرأة...؟!

كيف كرّم الإسلام المرأة و هو الّذي أساء لها أيّما إساءة و أمعن في إهانتها و إذلالها....؟!

كيف كرّمها هذا الدّين و قد غبنها و ظلمها و قهرها بمجموعة من التّعاليم و الأوامر و النّواهي التعسّفية المجحفة ألحقت أذى بليغا بعقلها و رهنت حياتها و كرامتها من المهد إلى اللّحد بمقولة المرأة عورة....؟!
وصمة العورة هي سجن المرأة المسلمة الأبدي..!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها...!

الوصمة الّتي وُصمت بها المرأة منذ ولادتها ألحقت بنفسيّتها و عقلها أثارا تخريبيّة لا يمكن إصلاحها أو محوها، و كان لها بالنّتيجة النّصيب الأوفر في انحطاط و تخلّف أمّة بأكملها....ما تفتأ الوصمة تنخر كالسّوس داخل الأنثى و صوتها النّاعق على الدّوام في رأس صاحبته المسلمة و ذاكرتها يمنعها و يصرخ فيها أنّ توقّّّفي، لا تفعلي، لا تخرجي، لا تتكلّمي، لا تفكّري، إبقي في الظّلمة حتى لا يراك و لا يسمعك أحد لأنّك عورة، لأنّك وسيلة إبليس و مثيرة لشهوات الرّجال، حتّى لا تفتني الذّكور من حولك و تُخرجي شياطين الإغواء من قماقمها، حتّى لا تكوني من سكّان جهنّم و المغضوب عليهم و حتّى...حتّى...

تقف عورتها و وصمتها الموسومة بها أبدا سورا منيعا يمنعها من المشاركة و الإبداع كما تطيح بإرادتها الحرّة و تحوّلها إلى سلبيّة محبطة رهينة الخوف و الهواجس...!!

حوّلتها التّعاليم الدّينيّة إلى عدوّة حتّى لنفسها، ألا تراهنّ وهنّ مرتهنات لوصمة العورة وهنّ سجينات الحجاب الّذي لا يغطّي أجسادهنّ فحسب و إنّما يغطّي عقولهنّ و يحبس حركتهنّ و أدائهنّ و أفكارهنّ و يشعرهنّ بضعفهنّ و نقيصتهنّ...ألا تراهنّ كيف يدافعن و يستمتن في الدّفاع عن كيس زبالتهن...؟!

اعتادت المرأة المسلمة منذ ولادتها أن تُصنّف كموضوع جنسي أو بضاعة متعة، و تشبّع الوعي و اللاّوعي عندها على أنّها فريسة جنسيّة و الرّجل وحش صيّاد مكبوت، و مع مرور الوقت رسخ في ذهنها واجبيّة و قدسيّة غطاء الرّأس و الحجاب ...اعتادت أن تسمع أهلها و المجتمع من حولها و هم يصمونها و يلاحقونها بوصمة العورة حتّى تبرمجت و بات من المسلّمات لديها أنّها شىء قبيح يجب سترة وحجبة عن الأنظار...!

اعتادت أن يعاملوها بدونيّة و ينظرون إليها مشكّكين متوجّسين...و ما إن تبلغ سنّ الرّشد أو حتّى قبله بكثير حتّى تكون قد تهيّأت آلياتها النّفسيّة و الفكريّة على أنّها ضعيفة ، ناقصة عقل و دين، على أنّ شهادتها نصف شهادة الرجل، وعلى أنّها وُجدت لخدمة هذا الرّجل و لمتعته الجنسيّة، وعلى أنّ خروجها من بيتها مُحرّم و ممنوع لأنّها عورة و سفورها اسشراف لشياطين الجنّ و الإنس، على أنّها مشؤومة لأنّ الشّؤم في ثلاث، الدّار والفرس والمرأة... على أن لا ترفع رأسها قبل الرّجل...على أنّها ضلع أعوج...على أنّ عامّة أهل النّار من النّساء...إلخ
تربيتها بهذه الطّريقة منذ الصّغر و تلقينها و برمجتها و ترسيخ تلك الأفكار في عقلها و تكريسها عبر التّرهيب و التّرغيب على مدى سنوات عمرها لا محالة أدّى بالضّرورة إلى تدمير كينونتها كإنسان خلقه اللّه ليسمو بأخلاقه و آماله و طموحاته و يتشارك ذكوره و إناثه في البناء و عمارة الأرض....!

كيف تصحّ مقولة "الإسلام كرّم المرأة" و المصادر الإسلاميّة أجمعت على أنّ أنّ النّبيّ مات وعنده تسع نسوة واتفقوا على زواجه من أربعة عشر امرأة أمّا الإماء و السّراري فيفوق عددهنّ الأربعين...!

منهنّ من دخل بهنّ و منهنّ من لم يدخل بهنّ، و منهنّ من خطبهنّ و لم يتزوّج بهن، ومنهنّ من عرضن أو وهبن أنفسهنّ له فأباهنّ، و منهنّ من تزوجهنّ و لم يصل إليهنّ، أو مات النّبي قبل الدّخول بهنّ...إلخ...!

ما الشّعور أو بالأحرى ما الانطباع الذي يبقى في الذّهن عن المرأة و أنت تقرأ أنّ الرّسول تزوّج و تسرّى بأربعين إمرأة...هل هؤلاء نسوة كما نعرف أم مجرّد مجموعة من البهائم أو البقر...؟!

المرأة لا يعجبها و يتعارض مع تركيبتها النّفسيّة أن تنافسها إمرأة واحدة على زوجها فما بالك بأربعة عشرة أو أربعين إمرأة....أين كرامة المرأة المزعومة الّتي جاء بها الإسلام إذا....؟!

إلاّ إذا كانت كرامتها في أن يذلّها و يهينها الرّجل بالزّواج عليها مثنى و ثلاثى و رباعى...!!

و لكن هل يمكن أن تقبل المرأة المسلمة اليوم بضرّة واحدة فضلا عن عشرة أو أكثر..(و لكم في رسول اللّه أسوة حسنة)...؟!

المرأة في الغرب تقود الطّائرة الحربيّة و تدرس و تتخرّج من كبريات الجامعات و تكتب و تؤلّف و تمارس كلّ الأعمال الّتي يمارسها الرّجل حتّى مهام الوزارة و الرّئاسة و غيرها و تعمل و تبدع و هي واثقة من نفسها كاشفة عن وجهها و شعرها و شخصيتها في خروجها و دخولها، و لا يمنعها جلباب أو حجاب و لا تسدّ طريقها وصمة جسديّة أو نفسيّة وصموها بها منذ الولادة مثل ما فعل الدّين بالمرأة عندنا (المرأة عورة) و لا تمنعها نقيصة فكريّة و لا عقليّة عن أداء عملها...لا شيء يجعلها خائفة متوجّسة أو شاعرة بأنّها أقلّ شأنا أو شرفا أو ذكاء من الرّجل...

في الوقت الّذي أصبحت المتنقّبات عندنا و كأنّهنّ في حفلة تنكّريّة عالميّة مخيفة بمظهرهنّ القبيح و الملوّث للحسّ و الذّوق و البيئة و المتسبّب في إشكالات و مشاكل قانونيّة و تواصليّة فضلا عن الطّابع العنصري الاستفزازي الّذي تمثّله للآخرين خاصّة في بلدان الغرب... أمّا المتساهلات أو المتحايلات من الفتيات اللاّئي لم يبخسن حقّهنّ الطّبيعي في الزّينة و الظّهور بمظهر لائق و جذّاب فقد تخلّص كثير منهنّ من الجلباب و عجزن عن مواصلة التحدّي و نزع غطاء الرّأس الّذي حوّلهنّ في تجمّعاتهنّ في الجامعات و أمكنة العمل و غيرها إلى ما يشبه طيور البطريق في ممالكها الجليديّة البعيدة...قارن المرأة المسلمة الّتي تغطّي رأسها بطائر البطريق...؟!
و لا زال فقهاء الإسلام في هذا العصر الّذي وصلت فيها المرأة إلى الفضاء و لم تترك ميدانا واحدا من ميادين العمل أو الفكر إلاّ و اجتاحته بجدارة تضاهي لا بل تفوّقت في عدد منها على نصفها الآخر الرّجل...لا زالوا أي فقهاء الإسلام يختلفون حول ما إذا كانت سياقة المرأة للسّيارة حلال أم حرام...؟!

في الجزء القادم نعرض محور القرآن و السّنة....



#باهي_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (ال ...
- بيت مسعود ( قصّة قصيرة)
- الإنسان و الأديان...!
- قيمة الانضباط في مجتمعاتنا...!
- الجزائريّون و المصريّون في مسرح الدّيكة...!
- وافق الحاكم المحكوم...!
- الخمار و اللّحية قضيّتا الجزائريين الأساسيّتين...!
- العصفور الحزين
- حكاية قبيلة بني لاهيه
- زنزانتي الخوف
- مدينتي العربيّة المسلمة....؟!
- كان لي رأي حين أبديته، ساقوا عليّ الملامة و قالوا أنت حمارُ. ...
- عقيدة الولاء و البراء هل تصلح للعصر الحالي....؟
- تيسون....
- رغم التّدليس و التّزييف إلاّ أنّ الّتاريخ لا يرحم و لا يجامل ...
- مرض التّفكير، أعراضه، علاجه و طرق الوقاية منه...!
- هل من أمل في نهضة المسلمين و المرأة عندهم عورة و شيطان يُبطل ...
- خسئتم مشيخة الجهل و النّفاق، فأنتم مصيبة الأمّة و بلاءها الأ ...


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهي صالح - الإسلام هو أحد أهمّ أسباب تخلّف المجتمعات الإسلاميّة...! (الجزء الرابع)