أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باهي صالح - تيسون....














المزيد.....

تيسون....


باهي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


تيسون....
تيس التّمادي
وقاه اللّه شرّ الحسّاد
تراه على الدّوام في عناد
متباه بلحيته صخّاب
متكبّر مزهوّ بنفسه لعّاب
لا لنزو أو شغف بعنز
أو نبٍّ من سفاد
و لا من حمق أو بعاد
نعّار صيّاح
في اللّيل و النّهار
من حالهم في الزّريبة
و من وضعهم في الوكيدة
إلاّ من سياج و بوّابة
في الصّيف و الشّتاء
في التّراب و العراء
و في يوم ركبه الهمّ
من أسر و فيض أنواء
و من ظلم مسلّط و بقيّة أشياء
و رأى نفسه و بقيّة القطيع
في حمأة و استهزاء
حينها..ومضت
بين قرنيه الأشوسين فكرة
و بدا له أن الوقت قد حان
للإستنكار و إعلان البيان
فصاح في الملأ من حوله
نعاج، حملان و يا خرفان
أشباه و أشباه
ألا هبّوا هبّوا يا نيام
تعاظم الخيلاء في نفسه
و أيقن حينها
أنّه دونهم فهيم فهمان
مستيقظ يقظان
جسور مغوار مقدام
لا يخاف مولاه
و لا آل الأمر و النّهيان
لا يصيب قلبه الرّجفان
و لا يوقف تحدّيه
مارد أو جان
و للسانه أطلق العنان
يفصّل بلا وجل
بنود الإعلان
مجاهرا بعريضة التشكّي
معلنا نهاية عهد مضى
من الحسرة و التبكّي
و أيّام ولّت
من الكبت و الحكي
صاح فيهم
تعالو نخرج على سيّدنا
نخرق الحصار
نكسر باب الزّريبة
لنحرّر وجودنا
نخرج للبرّية فقد آن الأوانا
و نطلق لأنفسنا العنانا
حان الوقت حان
أثقل الظّلم علينا
سئمنا ونلنا ما يكفينا
لا الخوف يمنعنا
و لا شيء آخر بعد الآن
نسي القطيع الاجترار
و انتبهت لتيسون الأعين والآذان
انتشى كلّ القطيع بالحماسة
و ارتجّ المكان من حوله
يصخب بحالهم
حتّى أفاض منهم الهموم و الأحزان
ضجر السّيد من تيسون
و على بوّابة الزّريبة بان
ارتعب أهل الزّريبة
و نسوا بطلهم و الخطيب
و تفرّق القطيع كلّ ينشد الأمان
قفز تيسون في حمأة و ضراط
و قد غمره الذّهول و النسيان
راغ و رام الانفلات
و تلقفه السيّد و كلّه امتنان

و بلا اعتبار لشأن كان يغويه
راح يجرّه فوق الرّوث مهانا
فاضت كرامته بين القطيع
و استشعر ذلّ الدنيا و الهوان
و عرف أنّه تجنّى على نفسه
حين استسلم لحمقه و استكان
لا أحد من القطيع ينفعه اليوم
لا عدوّ لا حبيب فكلّهم سيان
مَخَضَهُ اللّهاث حتّى بال
إذ رأى نصل سيّده يلمع لمعان
خدّره الرّعب و كبّل حراكه
و جابت أغواره البرودة و الرّعشان
و في سمعه زغرد الموت
و قرقر الأبهر بالدّم و كذا الرّغام
و أيقن في غيابات الظّلمة
أنّ الموتى مثل الأحياء و هم نيام






#باهي_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم التّدليس و التّزييف إلاّ أنّ الّتاريخ لا يرحم و لا يجامل ...
- مرض التّفكير، أعراضه، علاجه و طرق الوقاية منه...!
- هل من أمل في نهضة المسلمين و المرأة عندهم عورة و شيطان يُبطل ...
- خسئتم مشيخة الجهل و النّفاق، فأنتم مصيبة الأمّة و بلاءها الأ ...
- لدين الإسلام دور يصعب إنكاره أو المرور فوقه...!
- سطور من الفصل الثّاني عشر من رواية كرة الثلج
- هل إسلام الغالبيّة ممسوخ أم منسوخ....؟!
- على من يكذب أمين منظّمة المؤتمر الإسلامي....؟!
- احتقان، شغب..و سخط عامّ! الفصل الأوّل (2)
- نعم أنا مسلم و لكن....؟!
- احتقان، شغب..و سخط عامّ! (1)
- مقدّمة رواية كرة الثلج الصّادرة في سنة 2006
- تُرى هل العين حقّ أم مجرّد خرافة و ظاهرة غباء و تخلّف...؟!


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باهي صالح - تيسون....