أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - سؤال الوجود














المزيد.....

سؤال الوجود


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 08:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال معرفي خطير
في حالات النشوة القصوى أو الهلوسة أو الاضطراب النفسي والعقلي,يكون للسؤال العتيد ما يبرره , أما في الحالة المزمنة الراهنة,حيث يقتصر السؤال الجمالي و الفلسفي والمعرفي وحتى الأخلاقي,على أسئلة الهوية والخصوصية والوطنية,ويتم تجاهل وحتى إنكار,حالة الحرمان والبؤس العام,التي حوّلت عامة السوريين إلى حطام بشري,يفتقر لكل مقومات الحياة الطبيعية, تصبح النكتة السابقة جريمة كاملة, حدثت ومازالت مستمرّة وتسجل في خانة, ضد مجهول.
بعد ذلك يكون الجميع(سوريات وسوريين) بحاجة إلى شهادة في الوطنية,يتم غرس عقدة الذنب ومكافئها الاجتماعي_العدو في ثقافة الموت_ في الضمير الجمعي المهووس بالدم.
المعطى البديهي في القرن الحالي حقوق الإنسان,كما تنص عليها مواثيق الأمم المتحدة,منها "المواطن" في علاقة التساوي مع الجميع,وهو معطى مشترك كالهواء,لا يمكن إقامة البرهان التجريبي والعملي عليه, لتناقضه مع الشرط الإنساني الأول المتمثل في غريزة البقاء.
كل من يعيش على الأراضي السورية لمدة تزيد عن الثلاث سنوات, هم سورية أو سوري, يتحقق خلال وجوده ا, الشرط الوطني العتيد, ما لم يثبت العكس. المثال الأبرز عزمي بشارة الإسرائيلي.

*

اشتغل هايدغر,العالم والفيلسوف الألماني, على سؤال الحاضر والحضور,وله الفضل والإسهام الكبير في نشوء علم النفس الوجودي,وما فهمته من نتائج عمله,أن الفرد الإنساني يحضر عبر عدّة مستويات: الحضور في الزمان, الحضور في المكان, الحضور في الوعي, الحضور في المشاركة ,الحضور المؤّجل في المعرفة,وهو يقدّم هواجس وأسئلة ناقصة,يمكن لمثقف أو عدمي أو ضجران فهمها. أما المثقف العقائدي, السوري والعربي فليس كذلك, إنه يبحث في نظريات,تنبت وتنتهي في أوهامه فقط.الأمثلة عن قضايا المثقف العقائدي مكرورة ومملّة ومعروفة,وجديرة بالإهمال التام. لكن المشكلة في وجوده كمقرر للحاضر وللمستقبل, وفي سيف التخوين الذي يضرب به بالجملة.
سؤالي وتساؤلي عن حضوري وحضورنا, هل نحن وعّاظ ومنشدو تراتيل وأدعية, أم طرفا في حوار,لم يبدأ بعد, ولا أعرف ولا أمتلك تصورا عن كيفية تفعيله !؟

*

حلم الشباب السوري بالهجرة أو الهرب حقّ مطلق, ومن يتعذر عليه ذلك, أو يعود لأسباب عاطفية أم عقلية أم مرضية أم شيطانية,شأن آخر. كيف يمكن تحويل هذه البلاد المنكوبة إلى مكان صالح للإقامة والإنجاز والحب والرضى, هذا السؤال الكبير والفردي بنفس الدرجة,هاجس دائم ومفتوح.
من يعرفون سوريا من الداخل, يعرفون مثلي وأكثر, كيف صارت الإرادة في اتجاه والرغبة في اتجاه والهدف في اتجاه آخر,بعضهم أراه في الصيام الأبدي عن الكلام والفعل والمحاولة وأحترم ذلك, بعضهم أراه في الطيش والحماقة يحرق أصابعه ويديه كما يحرق جواره,وكما يعرف بعضنا, فقد اختصر الإيمان إلى بضعة أفعال إجرامية يعافها الحسّ السليم كقطع الأيدي والأعناق,كما اختصر الفهم والمعرفة إلى طقوس معاداة الآخر, وفي سوريا اليوم كما يعرف الجميع,يسود سوء الفهم وسوء الظن,والتدمير الذاتي العشوائي,ليحلّ بعدها سوء السلوك وسوء التفكير وسوء الكلام وسوء العاقبة ....... كتحصيل حاصل, كما يحلّ الليل والنهار والصيف والشتاء.

*

المعروف عن "رهين المحبسين" أبو العلاء المعري,سجنه الذاتي الذي يقول البعض أنه تجاوز الثلاثين عاما.أمر مفهوم أن يخضع الفرد لقوى جبارة تحبسه ما شاء لها ذلك, أما أن يقرر وينفذ فرد عربي ومسلم كأبي العلاء بحقّ نفسه,ذلك العقاب أو الرهان أو الاختبار, فإنه يدعو للتفكر والتفكير.
مأساتنا اليوم : هل تمتلك كل ذلك الاحتياطي المخيف من رغبة التدمير الذاتي, أم الشغف بالمعرفة؟

لا أعرف
والله لا أعرف
.
.
.
.
.
يا الله
ألا يكفي هذا الجحيم!؟

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية


المزيد.....




- -قمع الدولة ساهم في تحوّل مظاهرة صغيرة إلى حركة احتجاجية انت ...
- هل تحمي الملاجئ الإسرائيلية من إصابات الصواريخ المباشرة؟
- كوريا الجنوبية تدرس إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في ...
- أقارب الرهائن المحتجين يلتقون بلينكن خارج الفندق الذي يقيم ف ...
- حاسب لوحي مميز من اليابان لمحبي التصميم والرسم الإلكتروني
- تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية ...
- -حزب الله- ينعى أحد مقاتليه
- افتتاح معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي من أسلحة -الناتو- ( ...
- شهادات إسرائيليين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان: بيوتنا ...
- إيران تكشف عدد مواقعها النووية المشكوك فيها من المنظمة الدول ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - سؤال الوجود