رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 10:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الرّب قال ل أوربا , لا مزيد من الضحايا !
العنوان والجملة الأولى وردت في شريط لفلمٍ رائع من عمل صديقي الكاتب العراقي النرويجي / وليد الكبيسي , عن الإخوان المُسلمين وطموحاتهم في أوربا ,
وهو من خمسة أجزاء على اليوتيوب .
http://www.youtube.com/watch?v=8m2wjj_zJXY
في الشريط يتحدّث وليد بالنرويجية ( القريبة جداً من السويدية ) وقد سافرَ لأجلِهِ الى مصر وإلتقى بالعديد من رجال الفكر والإسلام والأحزاب والسياسة ,كمحاولة لتسجيل المعلومة من مصدرها , قدر الإمكان .
لا أقصد من هذا العنوان , طريقة السؤال الشهير / من الأسبق البيضة أم الدجاجة ؟ فالوضع ليس متشابه بتاتاً .
وأوربا كما نعلم جميعاً لم تكن مسلمة قديماً , رغم إحتلال المسلمين لأجزاء منها في أوقات مختلفة .
مثلما بقيت بلادنا في الشرق الأوسط , إسلامية عموماً رغم إحتلال الغرب لها لفترة معينة .
ولن أتنبأ بمستقبل أوربا الإسلامي , إذ سيحتاج الأمر الى مقامٍ آخر سوى هذا المقال .
لكن ولتتضح فكرتي منذُ البدء حول السؤال الرئيس للمقال , أقول يمكن كحلّ معقول ( لو رغب المسلمون بالتعايش )
أن يقوموا هم أنفسهم طائعين غير مجبرين ولا مُكرهين ولا منافقين لأجل مصلحة ومنفعة وغرض في نفس يعقوب , أن يقوموا بأوربة الإسلام .
وأقصد هنا إعداد أو تعديل نسخة منه أوربياً , لتلائم الحياة مع المجتمعات الأصلية هناك , وظروف الجغرافية والطقس والعادات والحريّات وكلّ شيء .
بدل التفكير ( المشايخي ) بغزو أوربا بطريقة / فتح ٌ من الله ونصرٌ قريب
وسأوضح معنى أوربة الإسلام حسب ما أظنّ وإمكانية الأمر وأسباب قناعتي بذلك .
وربّما في مقالٍ قادم أتناول صعوبة بل إستحالة العكس ,أيّ أسلمة أوربا !
****
أولاً / المسلمونَ هاجروا في العقود المتأخرة فقط الى أوربا , فاُستقبلوا هناك حسب قوانين الأوربيين وتسامحهم ونظرتهم الإنسانية .
فإحتضنوهم وساعدوهم وآووهم , بعد الظلم والضنك الذي جابهوه في بلدانهم الإسلامية الأصلية .
والشهامة والأخلاق تقتضي بعدم التفكير ولو ثانية واحدة , ومهما تغيّرت الظروف وتكاثر المسلمون بطرقهم الغريبة
( كتعدد الزيجات وإستمرار الخلفة حتى آخر بويضة عند المرآة ) ,
أقول الوضع لا يقتضي أسلمة تلك البلاد قسراً أو حتى سلاماً وهذا من باب ردّ الجميل والإعتراف بالفضل وشُكر أهل الدار .
نعم , أوربا دارهم ونحن المسلمون حللنا ضيوفاً عليهم .... تلك حقيقة رقم واحد .
علينا إحترام كرمَ ضيافتهم وعدم إستغلالها في تخريب مُدِنهم وبيئتهم الجميلة ,, وهذه يجب أن تكون نتيجة رقم واحد أيضاً .
وفي هذا المجال , لو إعترض( القوم ) بقولهم , الأرض لله يورثها مَنْ يشاء , فرّدي الأوّل هو, إذاً فلتفتحوا بلادكم وصحاريكم للمسلمين أقلّه .
ولا نقول لجميع العالمين فليأتِ فقراء بنكلاديش والباكستان ليعيشوا في السعودية كبشر محترمين ,أو ليأتي المتسللين السودانيين ( الى إسرائيل )
وهم بالآلاف , بحيث ستقوم الأخيرة , ببناء جدار عازل على طول الحدود المصرية بمليارات الدولارات .
ولا داعي للتوسع في شرح حالة العاملين الآسيويين والخادمات في بلادنا وما يلاقوه من ( نعيم ) وحنان وأمان وسلام .
فما حالهم لو كانوا مهاجرين عاطلين ؟ إحسبوها أنتم !
*************
ثانياً / الجو في أوربا غريب عن المسلمين القادمين من بلاد حارة عادةً وصحراوية غالباً ومتساوية الليل والنهار تقريباً ,
ممّا يؤثر حتى على ممارسة بعض العبادات والفعاليات الدينية , بطرق مُعيّنة .
فالصلاة مثلاً التي تتطلّب خمسة مرّات وضوء لأغلب أجزاء الجسم , ما يصعب تطبيقهِ في شتاء الدول الإسكندنافية الطويل , على سبيل المثال .
( لو ترون ملابسنا شتاءاً , كنتم فهمتم قصدي ) . ربّما كل وضوء , يحتاج نصف ساعة على الأقل .
والصوم يستحيل في أشهر الصيف في شمال أوربا , فبعض مدنها لاتغيب الشمس عنها لبضعة أسابيع ولن تنفع في هذهِ الحالة كل رقصات الأشياخ على النصوص وتذاكيهم ليخرجوا بفتاوي , من قبيل الإفطار مع أقرب مدينة مُسلمة .
الحجّ , كذلك يتّم بطريقة منافية لشروط الإسلام نفسهِ .فغالبية المهاجرين يحصلون على مساعدات دافعي الضرائب وبالتالي هذه لا تصلح شرعاً للحج .
والزكاة , موجودة أصلاً بنظام راقي بشكل ضريبة تصاعدية مع الراتب
فكلّما زاد الدخل زادت نسبة الضريبة حتى تتجاوز ال 50% من دخل الأغنياء , ليعطوها الى العاطلين أو المرضى أو كبار السن وما شابه .
ولا يُسمح بالتسّول كما نشاهد الملايين في بلادنا .
وهم أعدل وأشفّ ( من الشفافيّة ) وأشرف وأصدق من أصدق شيخ أو سَيّد أو كليدار أو صاحب رُقيا , ك يوسف البدري وأمثالهِ ,
الذين تملأ الفضاء فضائحهم من جميع الأنواع .
كما أنّ بعض الطقوس في نسخة الإسلام الشيعي , كجلد الذات بالسلاسل مُحرّمة ومجرّمة أيضاً , خصوصاً مع الأطفال وجميعنا سمعنا بتداعيات تلك المشاكل وكثرتها وتدّخل البوليس والسلطات .
الشيء الوحيد الممكن ربّما في هذا المُحيط , هو نطق الشهادة فقط , فذلك متيسّر دون صعوبة وعناء .
حتى اللبس الإسلامي لا يصلح في أوربا وهذا سهل التغيير , حيث لاتوجد نصوص تُجبرنا على الدشداشة القصيرة الشفافة , التي لا تقي صاحبها من البرد , في جو تصل حرارتهِ سالب عشرين مئوي , ولولا أنهم يرتدون قمصلة سميكة أو معطف فوقها لتجمدت مؤخراتهم قبل أدمغتهم في مثل هذا الطقس البارد .
إذاً , عملياً يتطلب الأمر إستحداث تغييرات وتطويرات وتحديثات على الإسلام وعباداتهِ وقوانينهِ لتناسب أوربا الجميلة والباردة والنظيفة .
فمثلاً في الزواج , غير مسموح تعدد الزوجات ولا يجوز الإرتباط سوى بواحدة
بينما غالبية الرجال المسلمين المتدينين يسعون للزواج الثاني بعد إمتلاء جيوبهم من مساعدات الكفار , سواءً كان ذلك بسبب عملية الختان التي تؤثر على تفاصيل المتعة الجنسية (وسرعتها ) عند الرجل , أو الكبت السابق , أو المجتمع المفتوح المُغري وجميلات أوربا .
وفي هذا المجال وعلى عكس الحال في بلداننا البائسة حيث نجد العوائل المتدينة وذات العيال الكثيرة , فقيرة الحال عادةً وبالكاد تحصل على قوتها اليومي , لكن في الغرب التكاثر أصبح وسيلة للحصول على المزيد من أموال دافعي الضرائب وشقّة أو بيت أكبر وأفضل , وسوى ذلك .
لكن هذا الأمر ( أقصد الخديعة وإستغلال القوانين المتساهلة ) غير طبيعي ولن يستمر مدى الحياة , دون أن ينزعج أهل البلاد الأصليين أو بعضهم على الأقل , ليظهر في الساحة وفي السنوات الأخيرة تحديداً أحزاب ما يُسمى باليمين المتطرّف , التي تدعو الى تركِ أوربا , لأهلها الأوربيين .
وكرّد فعل من مشايخ التقيّة في الأونة الأخيرة أيضاً , بدأنا نسمع تصريحات كبارهم مثل الشيخ القرضاوي ( رئيس مجلس الإفتاء الأوربي ورئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ) , حول ضرورة خضوع المسلمين لقوانين بلد المَهجَر الأوربي .
لذلك أتمنّى في هذا الخصوص أن لا ينبري المزايدون والمخرّصون للإعتراض والتنظير والشجب والتنديد بما أقول , عمّال على بطّال !
وفي الواقع أجد نفسي أنفع للإسلام من هؤلاء الهوجاء , فعلى الأقلّ نفكر ونكتب لأجل تعايش سلمي للمسلمين مع الجميع .
على كل حال , مهما قلنا وعددنا , ففي النتيجة كل شيء في الإسلام يجب أن تُعاد صياغتهِ ولو قليلاً ليمكن تطبيقهِ و التعايش معهُ في تلك البلاد .
ومادامت النصوص الدينية مطاطة , وبوجود الناسخ والمنسوخ والتكرار والتشابه وسوى ذلك , فعلى الأذكياء من المشايخ ( وقد برز العديد منهم مؤخراً مثل أحمد القبانجي وأياد جمال الدين والبليهي وغيرهم ) التوصل الى قرارات سريعة و كما حدث في رمضان الفائت عندما أفتى مجلس إسلامي معيّن , بالإفطار في بعض مدن روسيا عندما حدثت حرائق الغابات الشهيرة , حيث منع الدخان الكثيف الناس من التنفس , فكيف سيصومون ؟ فإستندوا الى مقولة / الضرورات تبيح المحظورات .
****
ثالثاُ / مجال الحريّات العامة
الأوربيين معتادون على الصراحة والصدق والثقة والحريّة الشخصيّة في الأكل والشرب والملبس وكلّ شيء وصولاً الى حرية التعبير و الجنس .
بالتأكيد , ليس كل شيء عندهم صحيح ويلائمنا , وأنا نفسي المُعجب بهم عموماً لكنّي أنتقدُ بعض عاداتهم كالإدمان والمثلية ,على سبيل التحديد .
لكن في النهاية هم أحرار في بلادهم , يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر والكحول بأنواعهِ وتلبس نسائهم ما تشاء وتعيش الفتاة مع صديقها العمر كلّه دونَ زواج , وغالباً يرزقون بأولاد و أحفاد .
فالورقة الرسمية , لاتهمهم كثيراً , بل العيش بمحبّة وسلام هو الأهم ولهُ الحظوة الأولى .
كما أنّهم لا يكذبون عموماً ولا يسرقون من وقت العمل ولا يخطر ببالهم ذلك ابداً وعموماً لايفعلون شيئاً يخجلون منهُ .
بينما المسلم , يتربى على فعل كل الموبقات في السرّ عادةً . ويتبع القول التالي / وإن اُبتليتم بالمعاصي .. فإستتروا .
وحتى البغاء يتّم في بلادنا بإسماء جديدة للزيجات , كالزواج العرفي والمتعة والمسيّار والمطيار والسياحي وما شابه .
وفي بلادنا الكل يخدع الكلّ . والجميع يضحك على القانون والشرع بالتحايل وإكتشاف البدائل المناسبة ,
والغاية النهائية إرضاء المجتمع وأعرافهِ وليس الصدق مع النفس ومع المقابل ,ولا حتى لوجه الله تعالى
لذلك ترى الغالبية بوجهين أو شخصيتين متناقضتين في واقعهم .
*******
وفي الصحافة والإعلام , فالأوربي له الحقّ في رسم من يشاء بالطريقة التي يشاء , وكتابة مايشاء وإنتاج أنواع من الأفلام عن أنبيائهم .
بينما نسمع المُسلم يسّب ويلعن كل الملائكة والألهة في ساعة غضبهِ أو أمام شخص ضعيف بلا حيلة ,
بينما تراه يخشى السلطة ويرتعب من رجل البوليس وزبانية السلطان , و يقف في صفّ المُصلين مع الحشود في صلاة الجمعة ويستمع للخطيب بخشوع وربّما يبكي من كثرة الورع .
أو يجلد نفسهِ في بعض المناسبات الدينية كتعبير عن حُبّ تلكَ الشخصيّة وما صادفها من ظُلم على يدِ مُسلم آخر .
**********
والآن , سأنسخ بعض الآيات من الذكر الحكيم التي تَسمح للمشايخ بحريّة الحركة وإستنباط طرق جديدة لتطبيق شعائر الإسلام وعباداتهِ في أوربا .
عِلماً أنّه لاتوجد طريقة مُحددة وثابتة للصلاة وباقي العبادات في القرآن بحيث يستحيل مخالفتها .
ليطمئن الجميع , فالأمر ممكن جداً ولا يتطلب من المشايخ سوى فرك أدمغتهم قليلاً يعني (( مخمخة )) بالمصري ,
وبعدها سيبدعون في تخفيف طرق العبادات خصوصاً إذا كانت أعمالهم مدعومة بالمكافأت والعطايا السخيّة من مشايخ البترول .
وهذا أكيد طريق أفضل من دعم إنتحاري القاعدة في العراق الذين سينالون من أؤلئك المشايخ , إنْ عاجلاً أم آجلاً لكنّهم ينتظرون الدور .
ولعلم الجميع أيضاً, فالقرآن حمّال أوجه كما وصفهُ الإمام علي , وأستطيع شخصيا رغم تواضع معلوماتي ( الدينيّة ) مقارنةً بالأشياخ برفدهم بآيات تتساهل مع الخصم حتى لو كان مُلحداً .
فما بالكَ مع مُسلم عادي يريد التخلّص من سطوة وعّاظ السلاطين وممارسة طقوسهِ دون رقيب , سوى ربّهِ ؟ القضية أسهل بالتأكيد !
*****
الآيات المساعدة
1 / ولا ترموا بأنفسكم الى التهلكة ( ممكن الإستعانة بها لترشيد الصوم )
2 / لا يُكلّف الله نفساً إلاّ وسعها ( ممكن إستخدامها في الوضوء والصلاة )
3 / والقيت عليكَ محبّة مني ( ممكن بواسطتها التعايش وإحترام حقوق الآخر )
4 / فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين(في حالة العمل التطوعي مثلاً )
5 / إدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (في حالة الحوار والنقاش والجدل البيزنطي)
6 / ولاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ
( هذهِ الآية تعني لاتتحرشوا بالملحدين والعقلانيين وهي تنطبق هذهِ الأيام على مغمورين يريدون شراء شهرة رخيصة ) .
7 / فبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُم (يعني لا داعي للقسوة في الكلام مع الآخرين ) .
8 / ولْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . (في حالة نظرية المؤامرة التي تسيطر على كل خلايا أدمغة القوم ) .
سأترك للمشايخ أنفسهم تحديد أرقام تلكَ الآيات وإستخراج العديد المفيد مثلها لأجل النسخة الأوربية للإسلام المأمول .
******
وعودةً للشريط , يلتقي وليد الكبيسي ببعض الشخصيّات المهمة في مصر أو يقتطع أجزاء من مقابلاتهم السابقة ويوردها في الشريط .وهذا بعض كلامهم
د. طارق حجي , يقول : الديمقراطية هي خير نظام أنتجتهُ أوربا .
سيّد القمني ( ينقل عن أحد المشايخ ) قولهِ التالي : سنأخذ منهم هذا البلد ( إسبانيا ) بالديمقراطية التي سلّطها عليهم الشيطان .
مرشد الإخوان السابق / مهدي عاكف يقول : حُلم الإخوان هو إقامة الدولة الإسلاميّة الموحدة .
يوسف القرضاوي يظهر ليقول : فتح روما يعني أنّ الإسلام سيعود هناك ثانيةً , لكن هل من ضرورة للحرب ؟
يجيب نفسه : لا , ليست بالضرورة وقوع الحروب , هناك فتح سلمي لهُ أساس في هذا الدين ( الإسلام ) ,
ويضيف : أنا أتصوّر أنّ الإسلام سيفتح أوربا من غيرِ قتال عن طريق الدعوة والديمقراطية بتاعهم .
جمال البنّا / يقول : لو المسلمين عكفوا على العلم بدل ( العّك ).. كان فلحوا , على المسلمين أن يكيّفوا أنفسهم لتنجح حياتهم في أوربا .
وأنا أقول ( ولا أقصد وضع إسمي مع هؤلاء الكبار )
المؤمن الحقيقي عليه أن يتعرف على إلههِ أولاً , ليقارن ويزن صفات وطلبات ذلك الإله بميزان العقل والمنطق .
فإن وجدها توصل للخير والرحمة والمحبّة , فحباً وطاعة , وإن كانت للدمار والقتل تقود ,فأيّ إله هذا وما قصدهُ معنا ؟
أكيد في هذهِ الحالة هناك وسطاء نقلوا لنا تعاليم تنفع مصالحهم , فينبغي علينا كشفهم للعامة والدهماء .
***********
إستراحة / بعض الكتّاب ( المرموقين ) في موقع الحوار يُطالب هذهِ الأيام ويسعى جاهداً لطرد كل مُخالف لهم في الفكر والتوجه والإسلوب .
وهم يلوكون أنفسهم كالمعدة الخاوية وقت الصيام , فينتجون بدل الحوامض , كتابات هي أسوء من خلوف فم الصائم
صحيح أنّ هذا ( الخلوف ) أطيّبُ عندَ الله من رائحة المِسك
لكنّ الناس عموماً تأبى تلكَ الروائح , وإن اُجبرت عليها , فعلى مَضض ومجاملة مؤقتة سرعان ما تنتهي بالهرب بعيداً .
ولهؤلاء أقول , طرد مخالفيكم لا يعني إنتصاركم أبداً .
بل قد يكون طردهم إعلان لهزيمتكم , وفضيحة بجلاجل .
الإنتصار الحقيقي في بقاء الفكرة وإمكانية تطبيقها ونجاحها , فلا ترموا بخيباتكم الكتابيّة على رؤوس مخالفيكم , إنْ كنتم للحديث تفقهون .
وإتركوا طريقة ( القوم ) / الكتاب يُحرق والكاتب يُشنق !
وثابروا على القراءة الجيدة فهي الطريقة المثلى لخلق كاتب جيد يقرأه الناس .
فلا وربّكم لن تُفلحوا في خداع القرّاء , فجميعهم أذكى بكثير , ممّا تظنون .
الجزء الثاني , في الإسبوع القادم
تحياتي لكم وكل عام , والجميع بخير ومحبّة وسلام
رعد الحافظ
25 ديسمبر 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟