رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 07:08
المحور:
كتابات ساخرة
التستوستيرون / Testosteron
هو أهم هرمونات الذكورة ( حتى أهمّ من الأندروجين )
ويُفرز هذا الهرمون في الخصيتين / عند الرجال , وفي مبيض النساء
وهو مهم وأساسي في صحّة ورفاهيّة الرجل والمرأة على السواء , من خلال تأثيره على جملة من الأمور من بينها : الدافع الجنسي وجهاز المناعة والعظام .
هل عرفتم الآن أصل كلمة التستسة , عند عادل إمام ؟
هذا الفنان عبقري يستخدم كلمات لها صلة بالواقع , حتى عندما يخاطب زميلهِ في المسرحية / يا حمارويه
فعند العودة الى التأريخ نسمع برجل ( وسيدة ) بهذا الإسم
ومثلهُ كُليب إبن شنكح وما شابه .. ما علينا , الله يجازيه بالخير هذا المبدع المصري .
****
موضوعي اليوم وضعتهُ ضمن باب / كتابات ساخرة
فقد مضى عليّ زمانٌ أكتب فيه ضدّ النقاب والإرهاب والكباب , والمشايخ الهباب .
حتى ضاق القرّاء ذرعاً وضقتُ بنفسي أنا أيضاً فأردتُ الهدوء قليلاً للتمتع ببسمة وضحكة ,بمناسبة زخة الثلج الأولى اليوم في مدينتي وإصطباغ الدنيا كلّها باللون الأبيض , ما يجعلني أطير فرحاً وسعادة , دون أن أعرف السرّ في ذلك ؟
فربّما هو مشهد النظافة الذي أعشقهُ الى حدّ الهوس .. ما علينا
وطبعاً ستكون بسمتي عن طريق الكتابة أيضاً , كونها نافذتي الأجمل على الحياة .
وكوني أتحدّث عن التغيير في المزاج والجو , فسيكون موضوعي هذا ذو علاقة بالأمر .
****
كثير من الكاتبات والكتّاب ( و ربّما كاتب هذهِ السطور من بينهم ) , في موقعنا الجميل / الحوار المتمدن يؤثر ((هرمون التستوستيرون)) , على طريقة تفكيرهم وكتاباتهم .
وهذه في ظنّي , حالة عادية كما وجدنا من تعريف ذلك الهرمون أعلاه .
ولا داعي للمكابرة فهي ليست سُبّة أو تهمة !
لكن البعض القليل من هؤلاء , يكون تأثير ذلك الهرمون عندهم عالياً لدرجة , يقلب الأفكار بسرعة ويلخبطها ويجعلها حسب أحبتي المصريين / متنيلة بستين نيلة .
ربّما ذلك البعض له أسبابهِ وأعذارهِ وظروفهِ العاطفية التي يمّر بها وتؤثر على كيانهِ الخارجي والداخلي .( إيه الكلام الكبير ده ) ؟
بالطبع لا أقصد التنظير أو الكلام العلمي الدقيق فقد يكون كلامي هذا خاطيء نظرياً على الأقل كوني غير مختص بالطبّ خصوصاً فرع التستسة , ولا بعلم ( النفس ) أيضاً , لكن كلامي من واقع ملاحظاتي العابرة , ليس إلاّ
****
بالتأكيد لن أتطرق في هذهِ العجالة الى تأثير هذا الهرمون الحيوي على الكتّاب قديماً وحديثاً , بما فيهم بعض مؤلفي الكتب الدينيّة وما تتضمنه عباراتهم , من مقاطع ولمحات جنسيّة تفوق لقطات كتاب / ألف ليلة وليلة , الممنوع ربّما هذهِ الأيام بطبعتهِ الجديدة في مصر المحروسة .
حتى لا تنقلب غمّ , هذهِ المقالة أيضاً .
وحتى / سيغموند فرويد , الذي إشتهرَ بنظريات العقل واللاوعي , وآلية الدفاع عن القمع , وخلق الممارسة السريرية في التحليل النفسي , وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي وغير ذلك .
ربّما كان يُشير لهذا الهرمون وتأثيره على الإنسان عموماً بحيث تحدّث عن ما يسمى / عقدة أوديب ,عند الطفل الذكر تجاه أمّهِ ,وعقدة / إلكترا عند الفتاة تجاه أبيها .
كما للعقدة نفسها عند فرويد , رواية جماعية تتمثل في أسطورة إغتيال الأب , التي يعتبرها منشأ للعقائد والأديان والفنون والحضارة عموماً .
لكن عندما تُقال وتكتب الأفكار والمباديء لغرض المجاملة فقط , وللجنس الآخر بالتحديد
( في حالة إستبعاد المثليين ههههه ) , فسيكون هرمون التستوستيرون هو المسؤول حتماً .
****
بعض كتّاب الحوار يُغيّرون رأيهم كلّ يوم مرّة على الأقل , ليس لسبب تغيّر الحياة وتطورها الدائم وتبّدل المفاهيم , فذلك أمرٌ نشترك فيهِ جميعاً ويُسمّى / الواقعية .
وهي عكس الجمود الفكري أو الدوغمائية ,التي تعني التعصّب لفكرة بعينها والثبات عليها وتقريباً هي صفة مشتركة في كلّ الأديان بدرجة أو بأخرى .
نعرف أنّ الحمير فقط لاتغيّر رأيّها , لكن مو هيك خيّو , للتغيير حدود !
الشخص الذي يشعر بالوحدة في مجابهة مشاكلهِ من حقّهِ تغيير طريقتهِ ربّما , لكن من المُعيب تغيير الغاية النهائية كل يوم .
تغيير الوسائل ممكن ومقبول , لكن تغيير الغايات , يحتاج وقفة تأمل والبحث عن السبب .
أحترم جداً بعض كبار الكتّاب والمفكرين اليساريين والشيوعيين الذين غيّروا بعض أفكارهم بعد أن شاهدوا وعاشوا سقوط التجربة الإشتراكية بسبب تناقض الشعارات والتطبيق .
لكن ذاك شيء , وما أتحدّث عنهُ اليوم شيء آخر بالمرّة .,فأنا أتحدّث عن المتقلبين يومياً .
ومهما حاولنا مجاملة هؤلاء , فلن نستطيع وصفهم بأفضل وأرّق من عبارة : (( غير مستقر فكرياً وربّما عاطفياً )) !
طبعاً العاطفة والمحبّة تؤثر على الإستقرار الفكري , لا جدال في ذلك .
أحد أسباب ظاهرة التقلّب الفكري في ظنّي , أنّ المرء يُحاول إقناع نفسهِ هو , قبل غيرهِ بالفكرة الجديدة , فتراه يكتب ويُنظّر ويَجمع ما يؤيد فكرتهِ , ليقتنع بها أولاً
لكن إنقلابه السريع , يعني أنّهُ فشل في إقناع نفسهِ بالفكرة السابقة .
في الواقع هذا يشبه الكذب على النفس ومحاولة خداعها وهو أشهر أنواع الكذب , حسب نيتشه إذ يقول :
(( أن نكذب على الآخر تُعتبر حالة نادرة , مقارنةً بكذبنا على أنفسنا ))
تلك الحالة تجعلُ الكاتب في حالة كآبة دائمة , حتى عندما يكتب مقال جديد , إذ يبحث عن دليل يُقنع بهِ نفسهِ والآخرين , بفكرتهِ وإنقلابهِ المستمر . وعبثاً يحاول !
وفي اليوم التالي يشرب تقهقرَ أفكارهِ و كلماتهِ وحروفهِ , من خلال تعليقات القرّاء الرافضة لفكرتهِ , أو من خلال عزوفهم أصلاً ,عن قراءة ما يكتب .
أعود لأقول أنا لستُ متخصص بعلم النفس , لكنها كتابات ساخرة للتنفيس قليلاً .
لذلك سأذكر هذه العبارة الساخرة ل / ليو تولستوي لعلاقتها بالموضوع , يقول :
لايتخذ لهُ رأياً , من يَلبس ماتُمليه عليه الموضة !
إستراحة / مَنْ منكم يستطيع فكّ شفرة اللغز التالي :
العملية السياسيّة , التي تحقق لكل عراقي , عراقهُ , في هذا العراق الكبير ؟؟؟
أعزائي , هذه الجملة وردت قبل يومين , في كلمة / د. أياد علاوي , في إجتماع قادة الكتل في أربيل قبل وجبة الغداء الدسم بقليل .
أعتقد كان واقع عليه ( ضغوطوط ) فقد أسقط على الأقل قدح وقنينة ماء من أمامهِ .
على أساس راح يفتحون ( چنه قلعة ) , حسب المثل العراقي الموصلي .
ملاحظة 1 / ضغوطوط , كلمة أخطأت بها إحدى النائبات العراقيّات وكانت تريد قول ضغوطات , ولولا تعقيد اللغة لقالت ضغوط وفضتّها .
ملاحظة 2 / النائبات , هنا جمع برلمانية وليس جمع (( نائبة )) أو المصيبة .
يعني على وزن أصرّت , تُصّرُ .. إلحاحاً
تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 نوفمبر 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟