أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - حملة عقلانية ضدّ الكراهية















المزيد.....

حملة عقلانية ضدّ الكراهية


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 21:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالي الأخير المنشور على صفحات الحوار المتمدّن يوم 9 سبتمبر
بعنوان / كيف نوقف حرق المصحف ؟ أدناه رابطهُ , كتبتُ مباشرةً الجمل التالية :
بلا مقدمات ... أنا ضدّ حرق المصحف وأيّ كتاب مقدّس لدى الناس
لكنّي مستعد لسماع وجهة نظر القس / تيري جونز , الذي أعلن عن نيّتهِ لهذا الفعل .
ومستعد للدخول في حوار معهُ ومع الأزهر الشريف أيضاً , لأثبت للطرفين
بأنّ المحبّة والتسامح والتعالي فوق الجراح هي الطرق الفُضلى للتفاهم والتعايش .
***
وكالعادة مارستُ وسطيّتي المعروفة , وحيادي الإيجابي حسب ظنّي , للتصدي لنيّة ذلك القسّ , متجاهلاً تهمة التوفيقية التي طالما أتهمني بها مؤخراً .. أصدقاءٌ أعزاء
وموضحاً التداعيات المتوقعة من المسلمين عموماً , فكتبتُ ما يلي :
لن تنتهي المُشكلة بحرق المُصحف
بل , غالباً سوف يستغلها الإرهابيون لقتل مزيد من الأبرياء كعادتهم دوماً .
****
كان التأييد من عموم الأحبّة القرّاء واضحاً بما لايقبل الشكّ والجدل .
والسبب بسيط وواضح طبعاً , هو أنّ الطبيعة البشرية تميلُ عموماً للسلم والمحبّة والتعايش وأنّ الإنسان , هو حيوان إجتماعي بإمتياز , إضافةً الى صفتهِ الفريدة في البحث عن المجهول , عبر العِلم والمعرفة والبحث والتجريب .
وعملياً على الأرض أصغى القس تيري جونز لنداءات العشرات من الرؤوساء والزعماء في العالم وملايين الناس العاديين أمثالنا , فدخل في حوار مع الشيخ / فيصل عبد الرؤوف في نيويورك حول تغيير مكان مسجد قرطبة ( مسجد ضِرار , حسب د. أحمد صبحي منصور في مقالهِ الأخير ) , لكن البعض تسحّب من كلامهِ بعد الإتفاق .. ما علينا
الجزء الباقي ((القليل )) من القراء إنقسم الى قسمين
القسم الأوّل / أوضح أنّ ماتعرّض لهُ الآخرين , على يد ولسان المسلمين , لم يكن سهلاً وقليلاً . ومثّل هذا الرأي , صديقي الطيّب / نيسان عيساوي
وخاطبني بوّدهِ المعروف وأدبهِ الجمّ قائلاً : كلامكَ ( الكثير منهُ ) يمّس قلوب وعقول القرّاء . لكنّه كان قد لامنّي على قولي التالي : ( إنّ الإرهابيين أيّها القس , لايمثلونا )
وتسائل عيساوي / يمثلون مَنْ إذن , أيّها المُحترم ؟
ولأنّي أعرف هذا الرجل النبيل جيداً , تفهمتُ بالطبع غضبهِ ورددتُ عليهِ بأنّي أقصد ما أقول فهؤلاء الإرهابيين لا يمثلونا , وأكرر ذلك اليوم لهُ , مُضيفاً بأنّنا لانؤمن كما يؤمنون
فالله سواءً كان بمفهوم الغالبية من المسلمين , خالق الكون , أو بمفهوم فلسفي آخر, كونهِ الضمير الإنساني داخلنا جميعاً والذي يأمرنا بالخير والتعاون والمحبّة , بالتأكيد ليس هو نفس الإله الذي نعبدهُ جميعاً مشتركين مع الإرهابيين فيه !
إنّهم يعبدون إله شرير , يأمرهم بتفجير ذواتهم العفنة وسط الناس .
بينما نعتقد نحنُ بأنّ الله محبّة ورحمة , ونفهمهُ بطريقة مخالفة لاتمت لتلك بصلة .
***
القسم الثاني من الجزء القليل من القرّاء الكرام , إمتعض لهجومي على الإرهابيين وقولي التالي :
{ بالتأكيد الأبرياء المستضعفون في الأرض هم أوّل من سيدفع الثمن .
فالإرهابيون جُبناء , يسهل عليهم قتل الضعيف ويصعب عليهم مواجهة القوي المتمرّس ,
لأنّهم يُدركون جيداً أنّ الجيوش الغربية تستطيع إفنائهم بضغطة زر في ساحة القتال المعلومة } !
ووصل الغضب بالبعض فتسائلَ مُحتداً / مَنْ هم الإرهابيين ؟
وزاد غضبهِ عندما أجبتهُ / إنّهم ببساطة , بن لادن وأتباعهِ ومن يعتنق فكرهم الشرير .
لا أريد عرض باقي التفاصيل , لكن ماتقدّم , كان هو السبب في كتابتي هذهِ المقالة .
فقد أحببتُ طريقة الغربيين بقلب الحدث السلبي الى شيء إيجابي , يجلب الإنتباه لمعالجة مشكلة أو آفة ما .
والأمثلة كثيرة على ذلك , فقد سمعنا جميعاً كيف أنّ فقد عائلة لعزيزٍ لهم بمرض السرطان يحولهم الى جمعية لمكافحة ذلك المرض اللعين .
وبالأمس سمعتُ عن محاولة شاب لقطع المانش بين فرنسا وإنكلترا بعد أن فقد أطرافهِ الأربعة بحادث , ويريد جلب الإنتباه لقوة الإرادة وفعلها وتأثيرها علينا .. ما علينا
الكراهيّة ستفشل إن عاجلاً أو آجلاً لأنّها تضّر بالكارهين أنفسهم كما تضّر المجتمع .
هذا ما أوّد جلب الإنتباه إليه اليوم !
****
لو قارنّا الكراهية بالهدم , فسنجدها أسهل من المحبّة والبناء
المحبّة تحتاج التسامح والتفهّم والتعالي فوق الجراح , والصبر أحياناً على المصائب .
بينما الكراهيّة والحقد والحسد , مشاعر سلبية تفترس حتى صاحبها .
الكراهية : هي مشاعر إنسحابية يصاحبها شعور بالإشمئزاز والنفور والعداوة لشخصٍ ما , أو لظاهرة معينة , تقود الى رغبة عند الكاره بالعزل والتدمير لذلك الشيء المكروه .
وكثير من الكراهية كما نعلم , ينتج عن التعاليم الدينية ومشايخ الظلام , عبر ترديدهم لقصص حقيقية (( أو وهمية )) , من التأريخ السحيق من وجهة نظرهم البائسة , يملؤون بها عقول أطفالنا فيحرموهم من برائتهم ويؤسسون ندبة للكراهية تكبر مع الزمن .
أو بسلوك السلطة السياسية المجرمة , كالتعذيب أو الإعتداء على كرامة الفرد .
أو بتأثير الظروف الإقتصادية والتجويع والفقر والحرمان أو قساوة أحد الوالدين مثلاً .
الكراهية مثل الأكاذيب تتصارع فيما بينها , وتتوجس خيفة من كل شيء في المحيط .
حتى شكل الكاره يتغيّر خصوصاً عيونهِ كونها أداة التعبير الأولى عن الشكل .
( تذكروا شكل عيون صدام بعد إخراجهِ من حفرتهِ مذعوراً,عيون الظواهري من وراء نظاراتهِ , وعيون معظم المشايخ النورانيين ذوي الدمغة والزبيبة والدشداشة القصيرة ) .
هذا ليس مجرد كلام، فقد أكدته دراسة للمجلس القومي للطفولة والأمومة، في مصر
حيث ذكرت الدراسة أن الحقد والحسد يؤثران على ملامح الوجه فيظهر عليه التعب والإرهاق ويبدو الإنسان أكبر سناً، وحتى البشرة تتأثر من جراء الكراهية حيث تصاب بالبهتان ويرافق ذلك تساقط في الشعر ومشاكل صحيّة عديدة , ناهيك عن القلق الدائم الناتج عن الكراهية لأنّ العدو يأخذ حيزاً من عقولنا , أكثر مما يأخذهُ الصديق في قلوبنا .
الكراهية تحوّل الإنسان الى شخص سلبي , خائف غالباً وغير قادر على العطاء .
***

في المقال الأسبق بعنوان / الحوار المتمدن يقود الى المحبّة
هاجمني أحدهم بمقال , وبدّل قصدي ( الشريف ) ... الى محاباة الصهيوني فلان .
وهكذا يجد الكارهون للحقّ دوماً شيئاً ما يعترضون عليه , حتى لو طرزنا كلماتنا بالورد
والسؤال هو / لماذا تخيفهم المحبّة ؟ و لماذا تُرعبهم الضحكة والبسمة ؟
علّق أحدهم مرّة قائلاً , أنتَ تضيف (( هههههههه )) , في كتابتكَ فلماذا هذا التصرف ؟
وعلى رأيّ عادل إمام في / مسرحية الزعيم , مخاطباً رئيس المخابرات : يا بيه هو إنتَ عاوز تهمة وخلاص ؟ طيّب أنا مخبي طيارة حربية في الحمام , هههههههههه
من يبحث عن أخطاء الآخرين سيجد حتماً العديد منها , لأنّهُ لا يوجد منّا , بلا أخطاء
لكن الإيجابي سيكشف الأخطاء لغرض علاجها مستقبلاً
والسلبي سيعترض حتى على الضحكة والبسمة والمحبّة والسلام .
البعض يبحث عن الشهرة فيهاجم الجميع بطريقة خالف تُعرف لينتبه له الناس .
حتى أنّ إحدى الزميلات الكاتبات , تسائلت , لماذا تُسيئهم تعليقاتي ؟
ولا يوجد فيها سوى المباركة والتحية والتهنئة ؟
نصحتها بتجاهلهم مع أنّي أحتاج لتلك النصيحة .
قلتُ لها , إنّ الأحجار تُرمى على الأشجار المثمرة , ليتساقط بلح الشام ( شنو الربط؟ )
البعض يقول , ماهذا المستوى المتدني من الكتابات ؟ إنّها نقل للأخبار فقط .
والبعض الآخر , لا يجيد سوى اللوم والتقريع فيكتب يقول : أنتم لا تستحقون أن تكونوا كتّاب , فهل يكفي قراءتكم لبضعة كتب لتكتبوا ؟
وأنا أجيبهُ ياسي محموء المليجي , إنتَ عاوز إيه ؟
إذا كان كلّ فضاء النت الذي يوفر لكَ آلاف المقالات , من كل الأنواع والمواقع والصحف ,
و آلاف الكتّاب بمختلف المستويات .. لاتكفيكَ , فتقودكَ ذاتكَ , الى مقالاتنا ؟
فكيف سيقنعكَ جوابي الآن , مهما كان ؟
لماذا لاتبحث عن كاتب تناسب كلماتهِ ( بطريقة سجع الكهان ) , آذانكَ ومشاعركَ , فلا تجرحها ؟
إذا كنتُ أنا المتهم بالتوفيقية والوسطيّة والحياد غير مُقنع لكَ ,
فلماذا لاتبحث عن كاتب نوراني يشبهكَ , لتستفيد منهُ وتشجعّهُ بالمرّة ؟
لكنّي أجزم لكَ , بأنّكَ لن تجدهُ أبداً , قبل أن تعثر على السلام النفسي داخلك والطمأنينة اللازمة , ليصبح هناك مكان للآخرين في قلبكَ وعقلك !
****

في الواقع , أنا أقرأ كل الأنواع , هذا صحيح , لكن عندما أريد النقد , فإمّا أن يكون نقد موضوعي لإستيضاح رأي معين , أو جدل حول نقطة ما , كمثال ما حصل أخيراً في حوارنا ( أنا وشامل وتي الخوري وسيمون ومكارم وآخرين ) , مع أساتذة في الماركسية حول بعض إخفاقاتها التأريخية .
لكن أن أصبّ جام غضبي على الكاتب حتى لو كان يكتب ضد الإرهاب ومع المحبّة والتفاهم , فتلك لعمري حالة مستعصية ومصيبة عند ذلك الشخص ليس لها حلّ سوى الطبيب النفسي وبعض الأبر المهدئة .. ويا ريت كم ألف إبرة صينية ينام عليها بدل سريره
كنوع من العلاج الروحي أو اليوغا .
وأعتقد أنّ بعضهم لديه مثل ذلك الفراش دوماً فلا يهنأ بنومهِ أبداً , لكثرة أمراضهِ النفسية .
وينطبق عليهم المثل الإنكليزي التالي , ( إقتبستهُ من أستاذ كبير )
They are pain in the arse وكان قد إستخدمهُ ضدّ كتاب بعثيين يدافعون عن القائد المشنوف .. عفواً المشنوق

عجبتُ لمن يغسل وجههُ عدّة مرّات في اليوم ( يتوضأ 5 مرّات ) , ولا يغسل قلبهُ مرّة في السنة . ( ميخائيل نعيمة )
الذي كتب أيضاً
عدم الكره ليس محبّة , المحبّة قوة إيجابية فعّالة , مالم تكن قائدة لخطاك , ضللتَ طريقك


تحياتي لكم وشافانا الله جميعاً ... أحبتي



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نوقف حرقَ المصحف ؟
- الحوار المتمدّن يقود الى المحبّة
- ملاحظات حول التعليقات / في مقالة شامل عبد العزيز
- التصميم العظيم / كتاب جديد ل ستيفن هاوكينج
- القذافي يلهث وراء أسلمة جميلات إيطاليا من جديد
- مَنْ المسؤول عن قسوة السعوديين ؟
- مونا سالين , هل ستكون أوّل رئيسة للوزراء في السويد ؟
- محنة المُدرسين العقلانيين مع تلاميذهم
- رمضانيات / الجماعة , أهم عمل فنّي لهذا العام
- رمضانيات / قاضٍ سعودي رحيم وحكيم !
- رمضانيات / أوباما والأرض المقدسة ودار قرطبة
- رمضانيات / عفاف السيّد , إمرأة ب 100 رجل
- مناظرة رمضانية ولقطات
- تهديدات المناخ ورغيف الخبز
- زعيم القرآنيين / أحمد صبحي منصور في ضيافة رشيد
- المشايخ الهباب.. وجينات الإرهاب
- لماذا الرعب من علم التطوّر ؟ داوكنز من جديد
- من وحي المفكرين / سيّد القمني وكامل النجار
- حالات شغلتني هذا الأسبوع
- عندما يعبث الغرب / قضية المقرحي مثلاً


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - حملة عقلانية ضدّ الكراهية