أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كهرمانة والأربعين وزير!














المزيد.....

كهرمانة والأربعين وزير!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنت تتابع جلسة البرلمان التي أعلن فيها برنامج الحكومة، وجرى التصويت على منحها الثقة، تعود بك الذاكرة الى المؤتمرات الصحفية لزعماء الكتل المتنفذة، بعد انفضاض كل جولة محادثات تجمعهم، والى وجوههم البشوشة وهم يزفون بشرى اتفاقاتهم. كانوا يحاولون نقل صورة متفائلة عن انتهاء أزمة تشكيل الحكومة، التي امتدت الى ما يقارب العشرة أشهر، ساعين بذلك الى تبديد قلق المواطنين وخشيتهم من عمق الأزمة وتداعياتها، ليس فقط على العملية السياسية الجارية، وإنما على أمن المواطن وسلامته كذلك. وقد لاحظنا قدرة الإرهابيين على الاستفادة من الأزمة، لتنفيذ جرائمهم الشريرة بحق المواطنين العزل، في أماكن العمل والسكن والعبادة.
حين يستحضر المواطن الحملات الانتخابية، يتذكر ما رافقها من تصعيد في الخطاب الإعلامي من جانب، ومن اتفاق المتنافسين من جانب آخر على جملة قضايا، بينها استهجان نهج المحاصصة الطائفية ونبذه، وتكريس المشروع الوطني، وبناء دولة المؤسسات والقانون، وتأكيد الهوية الوطنية، واعتماد معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة في توزيع المهام، وهي مهام لخدمة المواطن وتعمير البلد، وليس لتعزيز النفوذ والهيمنة و الامتيازات. وحين يستحضر المرء القضايا العديدة التي اختلفوا بصددها، ومن بينها قضية الاجتثاث، والخطوط الحمر التي وضعوها تجاه بعضهم البعض، يدرك دوافع تحولها الى خطوط خضراء، متجهة نحو ارفع المواقع الرسمية.
وثمة الخلافات التي نشأت بعد إعلان نتائج الانتخابات، والتصريحات المتقابلة بادعاء الأحقية، وانتقال البعض الى هذه الجهة او تلك، حسب تصوره المتغير في شأن من ستؤول اليه الأحقية! حين تستحضر الذاكرة ذلك كله وهي تتابع مشهد الابتسامات التي رافقت الكلمات الحماسية المفعمة بالأمل (!) يتبادر الى الذهن سؤال مفاده: "لماذا إذن كل تلك المعارك التي خيضت باسم الوطن والمواطن، لغاية هذه اللحظة؟ لماذا .. إذا كانت حصيلة الصراعات بين القوى المتنفذة، ستكون محور جلسات في غرفها الخاصة، يتم فيها اقتسام المناصب ليس الا، وهو ما صوت عليه البرلمان وأجازه، رغم تغييب تمثيل المرأة في التشكيلة الوزارية الجديدة منذ إعلانها.
يبدو ان فهم حل الأزمة عند البعض يكمن في توزيع كعكة السلطة بين المتنفذين، وتقسيم المناصب محاصصة بينهم، واقتسام مركز القرار بصوت هامس، لا يراد له ان يسمع! لكنه معلوم مسموع في الواقع، وهو صوت المحاصصة الطائفية التي تبدأ من الوزير، ولا احد يعلم أين حدود نهايتها!
لا يبدو ان الزعماء، وهم يقتسمون المناصب والمواقع والكراسي، وجدوا متسعا من الوقت لبحث أولويات المواطن، الذي يعاني من تردي الخدمات وتراجعها، ويرزح تحت وطأة البطالة وتبعاتها، ويئن من شظف العيش وقسوته. او للبحث في كيفية حفظ كرامة العراق وقطع دابر التدخلات الدولية، ودرء امتدادات دول الجوار في داخله. او للتداول بشأن إعادة بناء مؤسسات البلاد على أسس الكفاءة والنزاهة والمواطنة.
ان الاتفاق على توزيع المناصب على وفق منهج إعادة إنتاج المحاصصة، يعني إبقاء الأزمة مفتوحة. وستكون عواقب ذلك وخيمة على مختلف الصعد، وليس فقط على بناء نظام سياسي ديمقراطي وترصينه. وعلامة ذلك الفارقة هي عدم إشراك المرأة في الحكومة الجديدة، بما يتلاءم مع مكانتها وإمكانياتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات الوطنية والرسمية.
كل هذا سيلقي بظلاله على كتل المتنفذين ذاتها أيضا، والتي ستشهد انقسامات أكيدة بين راغب بمنصب لم يؤمّن له، وآخر غير راض بـ "عدالة التوزيع" المعلنة. علما ان هناك كثيرين يعتقدون أنها ليست أزمة تشكيل الحكومة، وإنما هي أزمة نظام حكم يعيد إنتاج نفسه عبر التشبث بالمحاصصة الطائفية!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا تستحق الكفاح
- حكومة الترضية!
- لا .. يا سيادة الوزير!
- ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم
- إنقلاب الصورة
- الوظيفة المنسية
- اقبل عيونهم..
- -الإرهابي المجهول- ومصير البلد المجهول
- دخان اسود... دخان ابيض
- مخاطر تهديد الحقوق المدنية والسياسية
- صفقات وصفعات
- ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي
- بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية
- جلسة مفتوحة وآفاق مغلقة
- حكومة التوافقات الإقليمية


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كهرمانة والأربعين وزير!