أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟














المزيد.....

ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الأحزمة الناسفة"، أداة قذرة، ينفذ الإرهابيون بها جرائمهم، الى جانب باقي أدواتهم الدنيئة، من مفخخات وناسفات ومسدسات ذات كواتم صوت، حصدت أرواح العراقيين، وخلفت الإعاقة والعجز واليتم في صفوفهم، وهددت سلامتهم وأقلقت أمنهم، وجعلت من كل عراقي بريء، في أي محافظة هدفا سهلا للموت الذي تنشره. وساهمت هذه "الأحزمة" الى جانب وسائل أخرى، في عرقلة إعادة البناء والتعمير، لكنها ليست وحدها التي سببت الخراب، فهناك أحزمة أخرى اشد فتكا وإيلاما، مثل "أحزمة الفقر" المكونة من الإحياء الهامشية، مدن الطين والصفيح، التي تفتقد لأبسط أنواع الخدمات. وحيث يعيش المواطنين بؤسا وتهميشا، في حالة لا توصف من الإملاق والمهانة، والافتقار الى أبسط شروط المعيشية اللائقة بالإنسان دون ان يتلفت لهم مسؤول تنفيذي، او يزورهم نائب من نواب الشعب!

هذه الأحياء البائسة تعيش كل أشكال الاهمال الاقتصادي والسياسي والثقافي، حيث ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض مستويات المعيشة، وارتفاع حدة الفقر، وانتشار الإمراض والأمية والخرافة والجهل، وانعدام الأمل في تحسن الأوضاع. وهذا كله يولد بالضرورة ردود فعل سلبية كالشعور بالإحباط والتذمر والسخط، ويجعل من تلك المناطق قنابل اجتماعية موقوتة قد يصعب احتوائها، فتفوق مخاطر الأحزمة الناسفة.

وهناك أحزمة أخرى يراد بها الشد على بطون الفقراء و ذوي الدخل المحدود، وما أكثرهم! وتقفز هذه الأحزمة الى الواجهة بعد التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن عجز تخميني في موازنة 2011 يصل الى 23 مليار دولار. فاذا صح ذلك فإننا سنشهد تطبيق سياسات تقشف تفرض على الفئات المذكورة شد الأحزمة على البطون،الى جانب تجميد التعيينات، بدلا من مكافحة آفة البطالة المستفحلة!. وهناك في الوقت عينه من يفكر بإلغاء البطاقة التموينية بعد تقليصها من دون اهتمام بمن يعيشون تحت خط مستوى الفقر والذين تقدر نسبتهم 23% من مجموع السكان.

يبدو ان المسؤولين لم يسمعوا بان السلطات القضائية في ديالى كانت قد أصدرت مذكرة إلقاء قبض على شخص من أهالي قضاء الخالص قام برمي اثنين من أطفاله الصغار في نهر ديالى، بعد ان عجز عن توفير لقمة العيش لهما وكاد يكون الموت نصيبهما لولا إنقاذهما من قبل احد المارة!.

هذا هو الواقع الذي لا بد لمواجهته من إقرار خطة تنمية شاملة، تضمن العدالة في توزيع الدخل، وتقليصا للفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتلاحق أمراض الفساد المستشرية، وتعيد الدورة الطبيعية للاقتصاد، وتسهم في مكافحة الفقر والمرض والأمية، وتعمل على إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي نال منه التهميش والمحاصصة والطائفية السياسية.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم
- إنقلاب الصورة
- الوظيفة المنسية
- اقبل عيونهم..
- -الإرهابي المجهول- ومصير البلد المجهول
- دخان اسود... دخان ابيض
- مخاطر تهديد الحقوق المدنية والسياسية
- صفقات وصفعات
- ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي
- بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية
- جلسة مفتوحة وآفاق مغلقة
- حكومة التوافقات الإقليمية
- حلان لثلاثة تحديات
- الاستعصاء
- تصاعد الحركة المطلبية في العراق
- قانون الانتخابات المعدل أقصى قوائم واضر بالعراق


المزيد.....




- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟