أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - حلان لثلاثة تحديات














المزيد.....

حلان لثلاثة تحديات


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة تحديات تواجه العملية السياسية، وحلان لا ثالث لهما، يمكن ان يجنبا البلاد نذر مخاطر حقيقية، وشيكة الوقوع، سيما وان تشبثت هذه الشخصية او تلك بأحقية تشكيل الحكومة اصبح عنوان الازمة المستفحلة. وقد كذبت التصريحات التي ادعى البعض من خلالها بانهم حملة برامج تهدف الى خدمة الشعب العراقي واحترام حقوقه وحفظ كرامته. واثبت المسار الفعلي للاحداث بطلان الادعاءات ان مساعي البعض لتحمل المسؤوليات هي من اجل بناء مؤسسات العراق بعيدا عن المحاصصة والحزبوية الضيقة، ومن اجل اعادة بناء العراق واعماره. وبدا للعيان ان الاصرار على المواقف المتشددة التي لا تتزحزح قيد انملة، في حين تتعمق الازمة وتتداخل حتى غدت تهدد بكارثة حقيقية، وضع البلاد أمام مفترق طرق، لا تفضي نهايته الى ما كان يأمله الشعب حينما اختار القائمة التي تمثل طموحاته في الامن والاستقرار والبناء واعادة السيادة واستكمال الاستقلال.

يكمن التحدي الاول في الخروقات الدستورية التي استسهلها البعض في حينه؛ الدستور الذي صُـوّر للعراقيين يوم الاستفتاء بانه احد الوثائق المقدسة التي تحفظ الحقوق وتحمي المؤسسات، وتؤمن الطريق امام ترسيخ الديمقراطية وتضمن حقوق المواطن وتحفظ حقوق الانسان. هذا الدستور الذي صوتت لصالحه الاغلبية من الشعب، استخدمه البعض كورقة التوت لستر العورات، واستغل كمنفذ للدوران على الازمة، دون البحث عن حلول ناجعة تكفل عدم التجاوز عليه من جهة، وتؤمن تنفيذ بنوده كما هي شروط الديمقراطية وقوانينها، من جهة اخرى. فلا زالت جلسة البرلمان مفتوحة ولا يستطيع احد التكهن بموعد غلقها، ويبقى ممثلو الشعب في اجازة مفتوحة ايضا، منحهم اياها رؤساء كتلهم الذين استعصى عليهم ايجاد حل يؤمن للعراق السير في طريق الديمقراطية. وبانسداد افق الحلول العقلانية لحالة الاستعصاء، والاصرار على انتهاك الدستور، يكون العراق قد وضع خطواته الهشة التي سار بها من اجل الديمقراطية في هاوية الردة بغض النظر عن المبررات. وبهذا لم تبق للدستور قيمة بعد ان انصبت جهود السياسيين ليس على إحترامه بل للتحايل على بنوده.

اما التحدي الثاني فهو التدخل الاقليمي الذي بدا واضحا في الانتخابات، وبشكل لم يخجل منه البعض الذي ارتضى ان يكون بيدقا بيد هذه الدولة او تلك. هذه الدول التي رمت كل واحدة منها بثقلها لتستثمر في خيرات العراق ومستقبله السياسي والاقتصادي، وعلى حساب مصالح الشعب العراقي وحقه بموارده. وغاب عن الاوساط التي ارتضت تقبل هذا الدعم ان الدول الاقليمية حينما ترسم سياساتها خارج حدود دولها، فإن هذا يدخل ضمن خططها الاستراتيجية والتي تنطلق فيها من مصالحها الخاصة، فالمصالح الاقليمية لا تنسجم بالضرورة مع مصالح الشعب العراقي، بل تتناقض معها، كونها لم تحدد وفق المصالح المشتركة، ومبادئ حسن الجوار. ويبدو ان البعض فاته فهم حقيقة ان اولويات الدول الاقليمية هي غير اولويات الشعب العراقي، فالعامل الاقليمي يتعامل مع المرتهنين كأدوات صغيرة ضمن لعبة استراتجية الصراع الدولية، التي سرعان ما تستغني عن اي واحد منهم، ان تطلبت شروط اللعبة ذلك. لذا فالحركة التي تشهدها الساحة الاقليمية بحثاً في تشكيل الحكومة العراقية، بدت للعراقيين "حركة بدون بركة" كون زمام الامور، كما يحلو للعراقيين تسميته، ليس بيد زعمائنا.. ما وضعهم موضع التندر وقلل من هيبتهم كزعماء للعراق.

اما التحدي الثالث فهو امكانية قيام الانقلاب العسكري. وهذا امر ليس غريب عن التاريخ السياسي، خاصة وان فرصته تكون مواتية ومرحباً بها من قبل اوساط الناس في وقت اشتداد الازمة وانغلاق الافاق. صحيح ان وقت الانقلابات قد ولى، لكنه لم ينتف تماما. وصحيح ايضا ان هذا الاحتمال كان مستبعدا خلال الفترة السابقة، بسبب ثقل وجود الاحتلال. لكنه يبقى احتمالا ممكنا، وربما سيرحب به الامريكان كحل ممكن للازمة المستفحلة، خاصة بعد استعدادات الجيش الامريكي للانسحاب. وبذلك يكون المحتل قد ازاح عن كاهله مسؤولية ما، باسم عدم التدخل في الشؤون الداخلية! والحقيقة ان الانقلاب ان حصل فلن يكون الا اعادة للاحتلال بصيغة اخرى.

حين نؤشر هذه الاحتمالات فإننا لا نصطنع المخاطر بل نتحسس مفاعيلها، ولا نبتغي اشاعة اليأس والاحباط، وانما نسعى الى تنبيه المواطن الى المخاطر الجسيمة التي تقف عند اعتاب هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق المعاصر. لكننا ونحن نضع هذه الاحتمالات ونصورها، نؤكد وجود امكانيات للحل تتلخص بطريقين لا ثالث لهما: الاول: هو ان يشعر المتنفذون بالمخاطر الجسيمة هذه وتداعيات كل منها على العملية السياسية، والتي ستجرف الكل في تيار مخاطرها. ولن يمكن لاي منهم النجاة من تداعياتها، وهذا يتطلب منهم، بالتالي، تقديم التنازلات المتقابلة وأخذ مصلحة العراق وحاجات الشعب العراقي بعين الاعتبار، وقبول فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعيدة عن ان تعيد المحاصصة بكل الاحوال. وإذا قدر لهذه الحكومة الاستمرار بتنفيذ المشروع الوطني فهذا امر جيد، وان لم تتمكن من تحقيق ذلك فيمكن لها عندئذ ان تعد لانتخابات مبكرة كي يعاد تشكيل الخارطة السياسية وفق استحقاقات انتخابات جديدة. ويمكن للبرلمان، في اثناء ذلك، ان يشرع قانون الاحزاب ويعدل قانون الانتخابات، ويعيد تسمية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وفق الكفاءة والنزاهة وبعيدا عن المحاصصة البغيضة.

والحل الثاني: هو تسمية الحكومة الحالية حكومة تصريف اعمال، واعادة الانتخابات سريعا، ومنح الشعب العراقي فرصة المشاركة وتحمل المسؤوليات في ايجاد مخرج حقيقي من هذه الازمة. ومن المؤكد ان النتائج التي ستتمخض عنها الانتخابات، ان حدثت، ستعيد تشكيل الخريطة السياسية، وتعيد ترتيب الاوراق. وبهذا نكون قد وضعنا حدا لانتهاكات الدستور، والتدخل الاقليمي، وسددنا الطريق امام فكرة الانقلاب والذي هو، في الجوهر، انقلاب على العملية السياسية، وطريق الديمقراطية صعب ومكلف ايضا.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعصاء
- تصاعد الحركة المطلبية في العراق
- قانون الانتخابات المعدل أقصى قوائم واضر بالعراق
- اختزال الديمقراطية
- قضاء مستقل ولكن!
- انتفاضة الكهرباء
- الحضور المؤمل للقوى الديمقراطية
- إفلاس الخطوط الجوية العراقية أم خصخصتها؟
- -بين حانه و مانه-
- حاميها… حراميها!
- سور بغداد وأبوابها
- حينما تغيب الكرامة الوطنية
- الديمقراطية نهج للخير وليست منفذا للطامعين!
- -حرامي لا تصير .. من السلطان لا تخاف-
- خبران... ودلالة واحدة
- للانتخابات -حواسم-
- اليونامي والفساد الانتخابي
- الستر.. الستر.. للانتخابات!
- التغيير .. ماذا سيتغيّر؟
- تنفيذ الوعود الانتخابية ام توزيع الغنائم


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - حلان لثلاثة تحديات