أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - للانتخابات -حواسم-














المزيد.....

للانتخابات -حواسم-


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 12:16
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


مفردة "حواسم" من أكثر المفردات تداولا، يطيب للناس استخدامها إلى جانب كلمات أخرى منها " الصكاكه" و" القفاصة" و" العلاسة"، التي تم تسجيلها في قاموس المفردات التي نحتتها الذاكرة الشعبية بعد التغيير. بعد ان باتت مفردات مثل: "النهابة" و"الحرامية" و"الشقاوات" و"النصابة" و "القتلة" لاتمتع بالبلاغة الكافية للتعبير عن حجم الخراب الذي طال منظومة القيم في المجتمع العراقي. فان ضاق أهلنا بـ"المرتشي" في سالف الأيام، تجد الآن فعل الأمر " وَرّقْ " فعلا غير مشين يستعمله "البعض" بشكل طبيعي في "بعض" التعاملات الرسمية، الى جانب جميع اشتقاقاته اللغوية التي أبقت العراق في موقع لا يليق به، في نهاية قائمة منظمة الشفافية العالمية لضخامة حجم الفساد واتساعه.

يبدو ان الانتخابات التي توجه إليها المواطنون، متحدّين كل الصعوبات والمتفجرات، لم تسلم من تطاول "الحواسم"عليها، لتشويهها. هذه العملية التي تأملنا رؤية صورتها الحقيقية، كانتخابات حرة، يختار فيها المواطن من يمثله دون أكراه، ويحسب القائمون عليها على حساب أصوات المواطنين بحرص وأمانه تليق بمن أُنيطت بهم الأمانة، انتخابات نزيهة تتجاوز ما شاب سابقاتها من انتهاكات وثغرات ونواقص.

لكن الديمقراطية التي نؤمن بها ونسعى الى ترسيخها في المجتمع، هي، كما نرى، محط صراع كبير ومحتدم، بين طرف يعتقد بأهميتها وضرورتها كخيار للنظام السياسي الجديد في العراق، تتيح المشاركة الحقيقية للمواطن في تقرير مصير بلده، يمارس من خلالها كافة حقوقه السياسية والمدنية، وتؤمن الضمان الاجتماعي وحاجات المواطن الى السكن والعمل والطبابه والتعليم المجانيين. فيما يقف، في الجانب الآخر، طرف يؤمن بها، شكلا، ويسهم في تشويهها ،فعلا، من خلال شراء الأصوات، مسخرا "مليشياته الانتخابية" لبث الذعر والخوف وإشاعة الإرهاب الفكري والسياسي. هذه المليشيات التي عملت على تسقيط أصوات المنافسين، بالتأشير المتكرر على القائمة المنافسة، او حسابها مع القوائم غير الصالحة، او الغش في تسجيل أصواتها في استمارتي ( 501 و 502)، وان سلمت الأصوات من "تقفيص" المليشيات الانتخابية في محطات الاقتراع، هناك أيضا من لا يسجلها في في مراكز العد والفرز والتدوين.

لم تكن عمليات التزوير الواسعة التي تمت عبر سلسلة "حوسمة" طويلة، هي وحدها التي شوهت الانتخابات بل هناك استخدام المال السياسي والمال العام ومراكز الدولة ومؤسساتها ووسائلها، فضلا عن تدخل دول الجوار بشكل سافر سواء بتشكيل القوائم أو بتقديم كل إشكال الدعم الى من ربط نفسه بالمشاريع الاقليمية والخارجية.

ومن هنا يتضح كم هي صعبة مهمة الحريصين على رفعة الشأن العام، المدافعين عن بقاء البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها، والمطالبين بإقرار قانوني العمل والضمان الاجتماعي، نظيفي اليد والضمير، الواقفين بعناد ضد قيم " الصكاكه" و" القفاصة" و" العلاسة". هذه القيم التي ينحت نظيفو اليد والضمير بدلا عنها قيم التضامن والنزاهة والمواطنة المتساوية التي يؤمنها العراق الديمقراطي، حيث لا مكان للبطالة والفقر والفاقة والعوز والأمية والأمراض.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليونامي والفساد الانتخابي
- الستر.. الستر.. للانتخابات!
- التغيير .. ماذا سيتغيّر؟
- تنفيذ الوعود الانتخابية ام توزيع الغنائم
- جددتم انتخابهم، فمتى يبدأ التذمر مرة أخرى؟
- عشر برقيات شكر
- شكر على تعزية
- سبحة وتربة وعطر شانيل
- لم تكن وحدها!
- مخاوفهم ومخاوفنا
- لك ان تتصور!
- فساد وضحايا
- وعود -كبار المسؤولين-
- الاجتثاث والتمييز وما بينهما
- -بعض القوائم- والفساد الانتخابي
- لكي لا نرحل أمانينا مرة أخرى
- انتخابات دول الجوار
- تصريحات لها فعل المتفجرات
- سر جلسة قبل منتصف الليل !
- كل شيء من اجل المفوضية!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - للانتخابات -حواسم-