أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - تصريحات لها فعل المتفجرات














المزيد.....

تصريحات لها فعل المتفجرات


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 12:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يخرج المتابع لأداء القادة الأمنيين باستنتاجات عديدة منها ان هناك شغف واضح عندهم للظهور في المؤتمرات الصحفية. ويطيب لهم الإكثار من التصريحات الإعلامية، هذه التصريحات التي توسم ،عموما، بالارتجالية بشكل عام وعدم تنسيقها مع بعضها البعض، فضلا عن تناقض معلوماتها. فالمتابع لتلك التصريح لا يكتشف التناقضات بين تصريحات هذا المسؤول وذاك وحسب، بل تناقضات في تصريحات المسؤول الأمني ذاته.

فالتبجح بجاهزية المؤسسات الأمنية لمسك الملف الأمني، وقدرتهم على تحمل المسؤوليات، لا تلبث ان تتبدل، عند حصول خرق في هذا الوضع، بتبريرات مستهلكة لكثرة تكرارها حتى أصبح المواطن يعرف محتوى ولهجة التصريح، بعد كل حدث امني، وهذا ما يضعف ثقة المواطن بصدقية أقوال المسؤولين الأمنيين في موضوع التساؤل.

ليست التصريحات المتناقضة وحدها التي هزت ثقة المواطن بصدقية القادة الأمنيين، وإنما المعلومات المضطربة التي يدلون فيها بصدد التحقيق في الحادثة الأمنية المعينة. فهذا يلقى المسؤولية على هذه الجهة، وآخر يلقيها على جهة أخرى، فتسجل تبعا لذلك مسؤولية تنفيذ الجريمة على ذمة أكثر من جهة!

لم يدرك القادة الأمنيون أثر تصريحاتهم المتناقضة وغير المهنية، على الوضع النفسي للمواطنين، هذه التصريحات التي لم تترك للعدو جهدا كي يبذله لإرباك الوضع. فعبارة "ان تفجيرات الأربعاء الدامي والأحد الدامي والثلاثاء الدامي لن تكون الأخيرة" التي كررها أكثر من مسؤول، قد حققت دون قصد، أهداف الإرهابيين بشل الأوضاع وعطلت عددا من النشاطات. فمثلا هناك وزارات اضطرت الى تقليص دوام منتسبيها الى النصف، هذا غير إشاعة القلق والخوف والتردد، فضلا عن إرباك حركة الأوضاع، والاختناقات المرورية الشديدة لكثرة مفارز التفتيش التي لم تكتشف شرا على ما يبدو.

يذهب القادة الامنيون بعيدا عن أس المشكلة، التي لا تتعلق بقلة التخصيصات المالية الموجهة لقطاع الأمن والدفاع، كما طرحت في مجلس النواب، فهذه لها الحصة الأكبر. المشكلة تتعلق أساسا بعدم وجود إستراتيجية وطنية واضحة لمكافحة الإرهاب، وضعف كفاءة الأجهزة الأمنية وعدم تحمل المسؤولية وسوء الإدارة وعدم ترتيب الأولويات. ومن جانب آخر لا تكمن المشكلة أيضا بقلة عدد المنتسبين للأجهزة الأمنية حيث ان عددهم تجاوز المليون والربع منتسب، وانما بنوع هذا العدد وكيفية تجنيده، وتدريبه وتأهيله. وبالتأكيد لم يكن الفساد بعيدا عن ذلك. فمن منا لم يسمع عن شراء الوظيفة برشاوى صريحة؟ كذلك المحاصصة الطائفية، والولاءات الحزبية في المؤسسات الأمنية، وهي التي جعلت المؤسسة الواحدة متعددة الو لاءات، وهذا يشكل خطرا كبيرا لا يجوز القبول به تحت اية ذريعة كانت، لأنه يعرقل في الواقع بناء مؤسسات أمنية وطنية الطابع تشكل جزءا عضويا من بنية الدولة الديمقراطية العصرية.


لقد بقى ضعف أداء الأجهزة الرسمية حديثا يتداوله المواطنون، ولم يعترف به رسميا الا بعد سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والضحايا عبر التفجيرات الدامية. هذا الضعف الذي لا بد من التوقف عنده، واتخاذ تدابير حازمة لمعالجته، لأنه يخص حياة الناس وسلامتهم. لذا لا بد من رسم إستراتيجية أمنية جديدة، سيما وان المعركة الآن هي معركة الحصول على المعلومات ومتابعتها وتحليلها، واتخاذ إجراءات فورية وحازمة، واعتماد القادة الأكفاء بعيدا عن المحاصصة والولاءات الحزبية، وإعادة تدريب الموارد البشرية وتأهيلها بما يستجيب للتحديات الجديدة بمكافحة الإرهابيين الذين بدلوا من خططهم، وكان أحرى بالأجهزة الاستخباراتية ان تخترق المنظمات الإرهابية وتشل حركتها وإفشالها.

ومن جهة أخرى لا يمكن إغفال دور المواطن في تحقيق الأمن. وتأتي المشاركة الفعالة للمواطن وتعزيز الثقة بدورة، وذلك ممكن عبر الاستماع الى شكواه من نقص الخدمات، ومعالجة البطالة، وتعزيز روح المواطنة والابتعاد عن المحاصصة الطائفية ومكافحة الفساد.






#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر جلسة قبل منتصف الليل !
- كل شيء من اجل المفوضية!
- أهداف مشاركتنا في الانتخابات
- طريقتان لخنق الديمقراطية
- اعتراف متأخر بانتهاكات انتخابية
- الأكثرية البرلمانية تمهد للانقلاب
- عودة الصداميين الآمنة الى -بيت أبي سفيان-
- فخ القائمة المفتوحة والمغلقة!
- الغياب والحضور في مؤتمر القوى الديمقراطية
- احتفال خاص في يوم مكافحة الفقر
- المشروع الوطني والمشاريع الانتخابية المعلنة
- اشتكيت على المفوضية
- مظاهرة أربعاء الرماد وتوزيع العطايا!
- سجل الناخبين: أخطاء تتكرر
- خدمات ام سيارات الدفع الرباعي؟
- إختراقات أمنية... وقلق مشروع
- دمنا ليس ماء!
- الواقع الكردستاني وتحديات التغيير
- انتهاكات محدودة لن تؤثر على نتائج الانتخابات!
- ثغرات في سجل الناخبين.. مرة أخرى!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - تصريحات لها فعل المتفجرات