أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - إختراقات أمنية... وقلق مشروع














المزيد.....

إختراقات أمنية... وقلق مشروع


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لم تكن مصادفة ان يتوافق فيها التفجير الذي استهدف وزارتي الخارجية والمالية يوم 19 آب 2009، مع الذكرى السادسة لاستشهاد "سيرجيو دي ميللو" ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، خاصة وان أداة الجريمة هي ذاتها، والأسلوب نفسه، والمجرمين انفسهم حيث فجروا سيارة حمل كبيرة عند موقعي الوزارتين، كما فجروا يوم 19 آب 2003 سيارة الحمل الكبيرة قرب شرفة مكتب "دي ميللو". لكن ان كانت جريمة استهداف "دي ميللو" تعد الأولى ببشاعتها وحجم التضحيات التي راحت جراءها، والخراب الذي خلفته كونها باغتت القوات المحتلة المسؤولة عن الملف الأمني آنذاك. فأن جريمة يوم الأربعاء لم تكن مفاجئة للقوات العراقية، التي يدعي قادتها بأنها في أعلى درجات الاستعداد وكامل الجاهزية والانتباه. هذه الادعاءات التي سرعان ما تحولت حال تنفيذ الجريمة الى تبريرات مزعجة، ما اضعف مصداقية مطلقيها بعيون المواطنين، الذين خرجوا بتصور سلبي عن أداء القوات الأمنية، وزاد تشاؤمهم من ضعف قدرة الأجهزة الأمنية في وضع نهاية قريبة للتفجيرات والتفخيخ. لم يقتنع المواطنون بالتصريحات المتفائلة بتحسن الوضع الأمني، مهما كثرت المؤتمرات الصحفية للمسؤولين الأمنيين، ومهما أزيحت السواتر الكونكريتية من الشوارع، ومهما تقلصت حواجز التفتيش. لا تطمئن التصريحات الايجابية للمسؤولين عن الوضع الأمني، ليس لأن تصريحاتهم متناقضة، ومؤسساتهم تعمل كجزر منقطعة لا تنسيق بينها كما اتضح أخيرا، ليس هذا وحسب، وإنما كون الشوارع تقطع لهم أثناء حركتهم بسبب كثرة سيارات حماياتهم! فمؤسسات أمنية لا تستطيع الإمساك بالمجرم المسؤول الأساس عن تنفيذ الجريمة إلا بعد وقوعها، لا يمكن لها ان تبني الثقة بتحقيق الأمن؟ وقد تأكد مرة أخرى ان الحواجز الأمنية تباع وتشترى برخص مذل، عشرة آلاف دولار، لتأمين مرور شاحنة نحو قلب بغداد، محملة بالمتفجرات وبهذه السهولة، حسب اعترافات المجرم المسؤول عن التخطيط لهذه الجريمة كما ظهر في الشريط المصور الذي تم عرضه في المؤتمر الصحفي للناطق الإعلامي لعمليات بغداد. كم مرعب هذا الاعتراف الذي كشف حجم الاستهتار بأرواح المواطنين. وبين الضعف والهشاشة في الأجهزة الأمنية، وأعاد الى الذاكرة الأحداث المشؤومة التي تتحمل فيها السيطرات والأجهزة الأمنية مسؤولية مباشرة، منها ملاحقة واغتيال الشهيد وضاح عبد الأمير (سعدون) عضو المجلس الوطني العراقي على بعد أمتار من السيطرة وتحت أنظارها، وخطف وتغييب الأستاذ احمد الحجية، والدكتور احمد الموسوي الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، وغيرهم العشرات. على ما يبدو ليست الأجهزة الأمنية وحدها التي تم اختراقها، فالاختراقات عشعشت أيضا في الحمايات الشخصية لبعض المسؤولين، والذاكرة تحتفظ بجرائم الخطف والتفخيخ والنسف التي ارتكبتها الحمايات، وكان آخرها مشاركة بعضها في سرقة مصرف الزوية. اللافت هو حدوث كل تلك الاختراقات دون ان نسمع عن إجراء عقابي يتخذ تجاه هذا المسؤول او ذاك لمسؤوليته الشخصية سواء في تزكية هؤلاء المجرمين او لبيعهم الوظائف في المؤسسات الأمنية، او لمسؤوليته عن الإعداد والتدريب والإدارة، في المقابل لم نلحظ اعترافاً حقيقياً وشجاعاً يقر به احد المسؤولين عن الأخطاء والتقصيرات، ويطلب به الصفح من الشعب ويعتذر عن مواصلة مهمته، ويكون مبادرا في نقد الذات، وشجاعا في الاعتراف بالتقصير، ومقداما في إعادة بناء الثقة بالمؤسسات الأمنية. سيبقى المواطن ينظر بعيون الريبة والشك بالمؤسسات الأمنية، ما لم يعَد بناؤها في ضوء نظرية أمنية وطنية تكون المواطنة فيها الأساس، وعقيدة عسكرية يكون هدفها امن وسلامة العراق. طريق واحد لا غيره لوضع حد للاختراقات الأمنية هو بناء الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية على أساس الهوية الوطنية وفق معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص والمهنية. حين ذلك يصبح الحديث عن تحسن الوضع الأمني مبررا.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمنا ليس ماء!
- الواقع الكردستاني وتحديات التغيير
- انتهاكات محدودة لن تؤثر على نتائج الانتخابات!
- ثغرات في سجل الناخبين.. مرة أخرى!
- انتخابات برلمان كوردستان: هل هناك جديد؟
- على الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم واجب صناعة الحلول
- مستلزمات الانتخابات النزيهة ممكنة
- هل يشكل مشروع دستور اقليم كوردستان نقطة خلاف؟
- إيران : اصلاحيون و متشددون و هناك اتجاه ثالث
- قانون الأحزاب وضمان الخيارات الديمقراطية
- رن ... رن... خارج منطقة التغطية!
- الدور الرقابي للبرلمان ومدى ابتعاده عن الصفقات السياسية
- تحديات تشريعية إمام الكتل السياسية
- المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية
- على لسان الصادق المهدي
- انتخابات كوردستان: أية منافسة ستشهد؟
- غياب الكبار عن حملة تعليم الكبار
- أصوات للتغيير
- تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات
- البرلمان يستجوب المفوضية، فمن يستجوب البرلمان


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - إختراقات أمنية... وقلق مشروع