أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية














المزيد.....

المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:35
المحور: المجتمع المدني
    


يعد بناء المؤسسات الدستورية واحدا من أهم متطلبات الدولة المدنية في العراق، فيما تعتبر المواطنة المعيار الوحيد للانتساب إلى هذه المؤسسات. وبالمقابل تعد الكفاءة والخبرة معايير أساسية لبناء كل مؤسسة من مؤسسات الدولة العراقية وفقا لخصوصية وطبيعته كل منها.

وطبيعي أن المؤسسات العسكرية لا تعد استثناء من ذلك، بل أن المؤسسات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية والمؤسسات الأمنية التابعة لوزارة الأمن الوطني وجهاز المخابرات، هي أحوج ما تكون الى أن تعتمد في تشكيلاتها معايير المواطنة والكفاءة والخبرة، نظراً للطبيعة الاستثنائية لهذه المؤسسات باعتبارها مسؤولة عن الوضع الأمني وحماية الدستور والنظام العام، في وضع العراق الحالي.

لذلك يمكن القول انه بالقدر الذي تبتعد فيه هذه المؤسسات عن المحاصصة الحزبية والاثنية والطائفية، فإنها تقترب من المواطن العراقي المتطلع الى دولة المواطنة بعيدا عن التعصب القومي والديني والطائفي. وهكذا تكسب هذه المؤسسات ثقة المواطن بها، هذا من جانب. ومن جانب اخر يتعين على هذه المؤسسات ان تتبنى استراتيجية واضحة يتحدد فيها العدد والعدة والعقيدة العسكرية والأمنية.

فلو نظرنا الى أعداد أفراد القوات العسكرية والأمنية التي تتجاوز المليون والربع مليون شخص يكون السؤال التالي مشروعا: اين سيذهب العراق بكل هذا العدد؟ خصوصا ونحن نعرف ان الاستراتيجيات العسكرية الحديثة لا تستند على القوات البرية وأعداد الجنود في كسب الحروب وإنما على التسليح والتدريب، هذا ان لم يتم حساب الجدوى السياسية في دخول أي معركة عسكرية في عالم لا يعتمد على الوسائل العسكرية في حل النزاعات بين الدول الا نادرا. وكذلك ان لم يتم حساب ما لهذه الأعداد من دور في العمليات الاقتصادية الحقيقة، والتنمية المطلوبة لبناء البلاد. ويبدو ان أمر تجنيد وارتفاع أعداد القوات العسكرية تم من دون دراسة علمية تجيب على سؤال: ماذا نريد للمؤسسات العسكرية ان تكون؟ وما هو دورها؟. لذا فمن السهولة إثبات ان هذه المؤسسات في وضعها الحالي غير قادرة على إدارة هذا العدد وتدريبه وتأهيله وإعطائه معارف عسكرية ومهنية. هذا اضافة الى ان منهج التأهيل الفكري والتثقيف يجب ان يعتمد على مفاهيم الوطنية والديمقراطية وبما ينسجم مع الدستور العراقي الذي اكد على احترام الحقوق المدنية، وتأكيد التعايش المشترك والوحدة الوطنية ونشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان، ونبذ الكراهية والعنصرية والطائفية والأحقاد القومية.

من جهة أخرى هناك امر يعد في غاية الأهمية وهو موضوع الصحوات ومجالس الإسناد، فرغم الدور المهم الذي لعبته الصحوات في حفظ الأمن ومقارعة الإرهابيين، ما زال هذا الملف مفتوحا الأمر الذي يتطلب معالجة هادئة ومسئولة، لان إبقاءه بهذا الشكل يشكل عقبة أمام استكمال بناء المؤسسات الدستورية، وهو في نفس الوقت إذكاء لعسكرة المجتمع وخلق مليشيات دولة، لم يعد العراق الديمقراطي في حاجه إليها.

فلكي تتعزز ثقة المواطن بالمؤسسات العسكرية والأمنية، ويعتبرها مؤسسات دولته التي تحمي النظام الديمقراطي وتدافع عن الوطن من أي اعتداء خارجي، وتسهر على توفير الأمن، فإنه يتوجب النأي بهذه المؤسسات عن المحاصصة والتجاذب السياسية والتنافس الانتخابي، وبالمقابل عليها الاستفادة من تقنيات التدريب الحديث واكتساب المهارات والمعارف العسكرية والفنية المتطورة. ليس هذا فحسب بل التمسك باحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات الدستورية.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على لسان الصادق المهدي
- انتخابات كوردستان: أية منافسة ستشهد؟
- غياب الكبار عن حملة تعليم الكبار
- أصوات للتغيير
- تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات
- البرلمان يستجوب المفوضية، فمن يستجوب البرلمان
- للفساد محاصصة تحميه
- دعم النقابات ام محاصرتها؟
- رأي في اجتثاث البعث والمصالحة
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية