أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-














المزيد.....

المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:08
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


حينما يتابع المرء الحملات الانتخابية يتضح له بشكل لا يقبل الشك، ان المال السياسي استغل في الحملات استغلالا كبيرا، وربما بنفس القدر الذي استغلت فيه الطائفية في الانتخابات السابقة او أكثر. وهذا ما يقلق كل من يتطلع الى إحداث التغييرات المطلوبة في البنية السياسية وتبديل خارطتها باتجاه احترام إرادة المواطن العراقي في الاختيار الحر. وهناك خشية واضحة من تأثير المال السياسي وشراء الذمم وإطلاق الوعود الرنانة وغير الواقعية التي هدفها التأثير على وعي الناخب.

ان من يستخدم المال السياسي ليس له وازع للضمير يردعه من اللجوء إلى كل الأساليب غير المشروعة، المتمثلة في غش الناس وخداعهم، وهنا مرد القلق والخشية من" النهابين" وأساليبهم الذين يوهمون بسطاء الناس بالوعود الزائفة، متوهمين بان ذاكرة الناس قصيرة سرعان ما تنسى، وعودهم السابقة، التي لم يفوا بها أصلا حينما سنحت لهم الفرصة، وكان لهم ذلك ممكنا.

ليست الوعود البراقة غير القابلة للتصديق، وشراء الأصوات، وعرض الوظائف، ورمي القسم، هي وحدها مثار استهزاء قطاعات واسعة من المواطنين وسخريتهم، بل ان الصرف الهائل على الحملات الانتخابية سواء بطبع مئات الآلاف من البوسترات، وتوزيع ملايين المنشورات، ونصب مئات الفلكسات والجداريات في اغلب الساحات والشوارع الداخلية للمحافظات وعلى طول الطرق الخارجية بين المحافظات من زاخو حتى الفاو، هي محط تساءل: من أين لهؤلاء السياسيين كل هذه الأموال؟ يكفي ان نَعَتَهم الناس بـ" النهابين".

ليس هذا وحسب، بل ان الحديث عن تأسيس الفضائيات وإدارتها وتمويلها وهو حديث له شجون، يطرح سؤالا آخر هو: من اين لهؤلاء السياسيين ملايين الدولارات سنويا لإدارة كل هذه الفضائيات ؟! وهل يمكن لهذه القوى ان تعلن عن مصادر تمويلها، فسؤال من أين لك هذا؟ ات لا ريب فيه.

ان القوى الديمقراطية التي تعلن عن ضعف وضعها المالي لا تشكو من عوز، ولا تنذر بعجز، بل هي تفخر برأسمالها العزيز، ثقة الناس بها، فاشتراكات أعضائها وتبرعات أصدقائها مستمرة وفي تصاعد، وهي عزيزة لأنها تأتي عبر قناعة تامة بالنهج الذي اصطفوه، وبالسلوك الذي تميزوا فيه وامتازوا به، فيكفي ان أطلق الشعب عليهم، "الأيادي البيضاء".

ان من اتخذوا النزاهة سمة والمصداقية صفة ويسعون لبناء وعي ثقافي وفكري وطني ديمقراطي بصبر وأناة، لا عبر شعارات براقة ولا يتنافسون على كسب رخيص، هؤلاء الذين كتبوا تاريخا ناصعا في حب العراق والتضحية في سبيل شعب العراق، هؤلاء الذين كافحوا الدكتاتورية وعارضوا الحرب وبينوا مخاطر تداعياتها، الذين يحترمون وعدهم ويتمسكون به، هؤلاء هم الذين يقفون اليوم كما الأمس ضد كل إشكال تزييف الوعي وتشويه إرادة المواطن وتزويرها.

هؤلاء الأغنياء بقيمهم الراقية يتطلعون اليوم إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعاون والبناء والتعمير، والتمسك في صناعة المستقبل الجميل للعراق العزيز.
حينما ينظر المواطن بالشك والريبة الى "النهابين" مطلقي الوعود الزائفة، التي سرعان ما تتلاشى لأنها بلا رصيد حقيقي، فهو يراهن على رؤية تغييرٍ ما سيحدث. اما القوى الديمقراطية فرهانها على دور المواطن في إحداث التغيير.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات
- الانتخابات وتقنيات التزوير
- فعل الانتخابات والمساهمة فيها
- عراقيون تحت مستوى الفقر!
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها
- إسناد مؤسسات الدولة مسؤولية وطنية
- رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة
- يمكن للتضامن تحريك المطالب العادلة
- مشروع -كامل- للدولة المدنية
- هل يحق الاقتراع لمن لم يراجع سجل الناخبين؟
- المؤسسة العسكرية والتزامها الدستوري
- الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-