أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جاسم الحلفي - رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة














المزيد.....

رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تواصلت أعمال العنف، في مدينة الموصل، مستهدفة هذه المرة العوائل المسيحية في عملية منظمة تهدف، على ما يبدو، الى تهجير المسيحيين منها. وتتم هذه العملية عبر برنامج عنصري لا انساني منسق يبدأ بإلقاء رسائل تهديد في بيوت المواطنين تطالبهم بتغيير دينهم او دفع الجزية او ترك المدينة وهجرتها، تعقبها عمليات تهديد مباشرة وابتزاز قذر، وقتل وتصفيات. ولم يكتف المجرمون الأوباش بتهجير هؤلاء المواطنين والمواطنات من بيوتهم وزرع الخوف والرعب في نفوسهم بل قاموا بتفجير عدد من البيوت بعد ان غادرها ساكنوها.
وحين التمعن في مغزى توقيت هذه الأعمال الدنيئة. في وقت كان البرلمان يناقش فيه تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات، وبعد المسيرات السلمية التي انطلقت في مدينة الموصل للمطالبة بتمثيل "الأقليات" في تلك المجالس، تتضح، من دون أي لبس، الدوافع العنصرية والشوفينية للقوى التي خططت ونفذت هذه الأعمال الشنيعة. والهدف واضح من ذلك كله، ويتمثل في إفراغ مدينة الموصل من مكونات أساسية، وجعلها مدينة خالية من تنوعها ألاثني والديني الذي امتازت به عبر تاريخها.
وتأكيدا للحقيقة المعروفة للجميع، وهي ان هذه العملية التي تستهدف في احد عناوينها إجبار أبناء شعبنا من الكلدانيين، الآشوريين، والسريان وغيرهم من "الأقليات"، على تغيير دينهم، لم تكن الأولى. فقد سبق ان قام أصحاب الفكر الشوفيني بإجبار المواطنين من الكرد والتركمان ومن المكونات الأخرى على تغيير انتماءاتهم القومية قسرا، حيث انتهج النظام المباد سياسة التعريب، مستخدما في تنفيذها أساليب الترغيب والترهيب سيئة الصيت، جاعلا منها سياسة عامة للدولة. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يجرأ أيتام الفكر العنصري والشوفيني اليوم على مواصلة تلك السياسية المرفوضة، مرة أخرى، وبطريقة أبشع واخطر، في وقت يمضي فيه العراق بخطوات جديدة بعيدا عن الإرث العنصري، وهيمنة الفكر الواحد؟ ثم كيف يستقيم ما ذهب إليه الدستور العراقي من احترام للتعددية الفكرية والدينية والقومية، في إطار الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والقانون والمؤسسات الدستورية، مع تلك الأعمال المشينة التي تطال جزءا أساسياً من مكونات شعبنا في الموصل، دون رادع؟.
لقد تحدثت التقارير ونقلت لنا المشاهدات الحية عن المعاناة المؤلمة لأبناء شعبنا من الكلدان، الآشوريين، السريان في الموصل، جراء تطاول عصابات الجريمة المنظمة والإرهابيين والمتطرفين، في وقت تتطلع فيه أعينهم نحو دور الحكومة الاتحادية التي استبشروا، ونحن معهم، بخطتها الأمنية التي أعلنتها قبل فترة، وبدأت في تنفيذها قبل أكثر من شهرين. تلك الخطة التي لم يكتب لها النجاح كما يبدو، وللأسف الشديد، لأسباب لازالت مجهولة، ولا يعرف ما اذا كانت عسكرية أم تقنية بحت؟ وهل ان تلك الأسباب تكمن في بناء الخطة ذاتها ام في التنفيذ، والإعداد والعدة؟.
لكن التقارير التي أدلى بها الناطقون باسم الخطة آنذاك، أكدت على التعاون الملفت للمواطنين مع الأجهزة الأمنية، وتحدثت عن نجاحات سريعة، حتى ان قائد عملية ام الربيعين، سارع بإصدار أمر لرفع الحواجز الكونكريتية تسهيلا لحركة المواطنين إشارة الى انحسار نشاط الإرهابيين واندحارهم!.
وبغض النظر عن كل هذه القضايا فان إحلال الأمن يبقى، في كل الأحوال، مسؤولية الحكومة ومؤسساتها الأمنية. فتوفير الحماية والأمان لأبناء شعبنا من الكلدان، الآشوريين، السريان، هو واجب آني وملح لا مناص عنه. فهؤلاء الذين لم يشهد العراق طوال تاريخه منهم غير العطاء المتواصل والتفاني في صنع خيراته المادية والمعنوية، والذين شكلوا جزءا أساسياً من هويته الثقافية والوطنية، ولم يعرف عنهم أية مغالاة إلا في حبهم للخير والتسامح، جديرون بكل إشكال التضامن والدعم لمنع أعمال التهجير وتواصل الأعمال الإجرامية ضدهم.
فلا واجب أسمى من حماية الناس حين يتعرضون لمحنة وأذى. إنها مسؤولية تبقى في ذمة الحكومةّ!.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمكن للتضامن تحريك المطالب العادلة
- مشروع -كامل- للدولة المدنية
- هل يحق الاقتراع لمن لم يراجع سجل الناخبين؟
- المؤسسة العسكرية والتزامها الدستوري
- الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي
- اهمية تحسين الاقبال على سجل الناخبين
- سجل الناخبين: تأجيل ام تحديث آخر
- كي لا تصادر اصواتنا
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جاسم الحلفي - رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة