أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم الحلفي - حين افتقدنا الزعيم














المزيد.....

حين افتقدنا الزعيم


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 10:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وجّه أستاذ مادة العراق المعاصر سؤالا الى طلبة العلوم السياسية في جامعة بغداد مفاده: لم يكن عبد الكريم قاسم شيوعيا ولا قوميا ولا وطنيا ديمقراطيا، فإلى أي اتجاه انتمى الزعيم؟

وعند التمعن في فحوى السؤال، تتداعى أفكار عديدة عن المغزى من طرح هكذا سؤال في الوقت الحاضر، وما هي الرسالة التي ينوي الأستاذ إيصالها من خلال السؤال ولماذا يقلب مواجع تاريخنا المؤلم؟

هل يكفي القول ان الزعيم كان وطنيا، ام ان جوابا كهذا يعد جوابا مختزلا، لا يفي بالغرض ولا يعطي للزعيم حقه؟ وهل بإضافة عبارة: كان نزيها مخلصا لوطنه وشجاعا نوفيه هذا الحق؟

عند التطرق الى نشأة الزعيم في محلة المهدية، فعلينا ان نتذكر ان تلك المحلة البغدادية سكنها عراقيون من مختلف الطوائف والأديان وعاشوا فيها متجاورين متحابين. هذا ما جعل التعايش المشترك، والتسامح من مكونات شخصيته وسماتها. يضاف الى ذلك ولادته وترعرعه في كنف عائلة متوسطة الحال حيث كان أبوه نجارا، ما جعله يميل الى البساطة وعدم التكلف. وثم عمله في أرياف العراق معلما، فعايش فقر وبؤس الفلاحين وعرف مقدار شقائهم، فأدرك ان مصدر ذلك كله هو ظلم الاقطاعيين، واستحواذهم على كد الفلاحين الفقراء وما تنتجه أيديهم، الأمر الذي جعله ينحاز الى الفقراء الذين بادلوه الحب، ولم يصدقوا مقتله بل تصوروه قد سكن القمر! ربما في هذا الاستطراد ما ينفع في توضيح العوامل التي أثرت في الشخصية السياسية للزعيم.

اختلف مع القومانيين الداعين الى الوحدة الفورية، من الخليج الى المحيط، وقد اثبت التاريخ صواب رأيه، بعد ان "أبدع القائد الضرورة" في تطبيقها! عبر احتلال الكويت واستباحتها، وانتهاك حرماتها وسرقة ممتلكاتها، باسم الوحدة، وعدالة توزيع ثروات الأمة على فقرائها!

هذه الجريمة التي سرعان ما استغلت وأصبحت ذريعة لاستقدام وبقاء القوات الأجنبية في البحار والجزر والأراضي العربية، وغدت المنطقة برمتها، تبعا لذلك، منطقة نفوذ وصراع إرادات دولية ليس لشعوب المنطقة فيها أي مصلحة بل على العكس كبلتها باحتلال وقيود جديدة، بعد ان ساهمت ثورة 14 تموز في ارساء البداية لتحرير الإرادات في المنطقة.

لم يكن عبد الكريم قاسم شيوعيا بل انه حاول أبعاد الشيوعيين إرضاءً للبعض، خاصة بعد ان طالب مناصروهم بحق المشاركة السياسية، وهذا حق للمواطن يمتد الى بداية المدنية حيث كفلته دولة المدينة في أثينا قبل ان يضع أفلاطون كتاب السياسة.

كثيرا ما ضايق الزعيم أصدقاءه وصادر الى حد ما بعض حقوقهم السياسية، لكنهم ظلّوا أوفياء له على الدوام حتى استشهاده في معركته الأخيرة، وتلقى بعضهم معه رصاصات الغدر الجبانة، التي أطلقها عليه الأوغاد بخسة ونذالة، وهو الذي قال فيهم قبل ذلك " عفا الله عما سلف".

ربما أراد الأستاذ من خلال سؤاله ان يؤشر الى حاجة العراق اليوم الى سياسيين يديرون البلاد ويتمتعون بخصال الزعيم قاسم: العفو عند المقدرة، والعفة، والتسامح، والمصالحة، والأمانة والنزاهة ونظافة اليد، وإنصاف الفقراء وإعانتهم وإسكانهم في بيوت تحفظ كرامتهم وأمنهم، وان يكون العراق وطنا يتسع لكل العراقيين بغض النظر عن القومية أو الجنس أو الدين أو الطائفة أو المذهب أو الوضع الاقتصادي- الاجتماعي.

ربما هذا هو الجواب الذي تطلع إليه الأستاذ، من خلال سؤاله عن الاتجاه السياسي للزعيم. واذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المؤكد ان ما يحتاجه العراق اليوم هو زعامات ونخب سياسية تضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها
- غدا ليس -كل خميس-
- مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم الحلفي - حين افتقدنا الزعيم